"لايقل أحد إذ جرب إني أجرب من قبل الله، لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحد." (يع 1-13)
في ليلة آلام ربنا ومخلصنا يسوع حذر الرب سمعان بطرس من الشيطان الذي يريد هلاك كل أحد قائلاً له: "سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك".. وقال له الرب أيضا أنه سينكره ثلاثة مرات قبل صياح الديك.. ولم تمض ساعات على تحذير الرب لبطرس حتى أتى يهوذا الإسخريوطي ليسلم رب المجد ليصلب؛ وتشتت التلاميذ ماعدا يوحنا وبطرس الذي تبعه من بعيد حتى دار رئيس الكهنة ولكنه كان خائفاً. واستغل الشيطان هذا الضعف فأدخل الخوف في قلبه أكثر عندما رفعت جارية صوتها تقول للحاضرين:"وهذا كان معه" وبعد قليل دفع الشيطان بآخر يقول:"وأنت منهم" ثم دفع بثالث يؤكد قائلاً:"بالحق إن هذا أيضاً كان معه، لأنه جليلي أيضاً"؛ فارتعب التلميذ وأراد الهروب من الخطر فلجأ إلى الإنكار والتجديف على المعلم والسيد والحبيب...
يلقب الشيطان بالمجرب وبالمشتكي وأيضاً بالمقاوم.. وبألقاب كثيرة تصف شره وعداءه للخير، والشيطان يريد على الدوام هلاك الناس، ولذلك يسعى لاستخدام الحيلة مستغلاًّ ضعف الناس؛ فيلجأ للإغراء ليجتذب فريسته للخطأ، أو للتشكيك، في حقائق الإيمان، أو التهوين من نتائج الخطية، أو يستغل السلطة والتهديد لعله يحقق أهدافه...
إن الله هو صانع الخيرات وهو الرحوم الحنون الذي يشاء خلاص الجميع.. ويصف الكتاب المقدس الله بأنه غير مُجَرِّب بالشرور ولا يشاء هلاك أحد، ولذلك أعطانا الله الناموس والوصايا لكي لا نخطئ.. وهو دائماً يحذرنا من الخطية أو الانحراف عن الحق بطرق كثيرة.. والله في حبه العجيب يتمهل كثيراً على الخطاة ويقبل توبة من يرجع إليه...
لقد خلق الله آدم وبنيه على صورته ومثاله ليصنعوا خيرًا، لكن الشيطان يستغل كل وسيلة ليحول الناس من الخير إلى الشر.. وكم استغل الشيطان أعوانه من الأشرار ليسقط أولاد الله الأتقياء في الخطية؛ ولكن أخطر ما يفعله الشيطان هو أن يستغل من هم في موضع قدوة كالقادة الروحيين أو الوالدين ليعثر الضعفاء في الإيمان أو من سماهم الرب بالأصاغر...
أخي.. أختي:
إياك أن تعثر أحد بكلامك أو بسلوكك أو بملابسك.. أو بأي شيء حتى لو لم يكن هذا الشيء شراًّ في حد ذاته؛ بل اصنع خيراً للجميع ولا تتشبه بعدو الخير فتجرب غيرك بالشرور...