"فإني أقول بالنعمة المعطاة لي، لكل من هو بينكم :أن لايرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل، كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان." (رو12: 3)
دخل الرسولان بولس وبرنابا لستره ليبشرا هناك، فأجرى الله على يدي بولس معجزة شفاء لرجل مقعد من بطن أمة. فلما رأت الجموع ما جري رفعوا صوتهم قائلين:" إن الآلهة تشبهوا بالبشر ونزلوا إلينا" وعلى الفور مزق القديسان ثيابهما واندفعا إلى الجمع صارخين:" أيها الرجال لماذا تفعلون هذا نحن بشر تحت الام مثلكم"، وبقولهما كفا الجموع بالجهد أن يذبحوا لهما مثلما كانوا معتادين أن يفعلوا الآلهتهم الوثنية.
- لم يكتف القديسان بإنكار الألوهية عنهما وتأكيد أنهما بشر لكنهما أكدا أنهما مثل باقي الناس فهما ليسا في عصمة من الخطأ، ولم يعتد القديس بولس ولا برنابا بالقوة الممنوحة لهما من الله، ولم يحاولا استغلال المعجزة لينالا رفعة أو مجد باطل، بل وضعا نفسيهما في نفس وضع الوثنيين من جهة الضعف البشري.
- لو ينخدعا أو يغترا القديسان ويظنا في نفسيهما أكثر مما ينبغي بالرغم من أن المعجزة التي تمت بواستطهما كانت عظيمه. أما هيرودس الملك فقد ارتفع قلبه عندما لبس الحلة الملوكية وجلس على كرسي الملك ليخاطب الصوريين والصيداويين ولما تملقه جمهور الشعب قائلين:" هذا صوت إله لا إنسان" أغتر ولم يعط المجد لله فضربه ملاك الرب في الحال فصار يأكله الدود ومات. لقد سمح الله له بهذه العقوبة ليفهم ويعلم الجميع حقيقة ضعف طبيعة البشر
- إن الإنسان العاقل الحكيم لاينسى ضعف طبيعته على الدوام، ولا ينخدع بعظمة المظاهر الخارجية. فلا يغتر مثلاً بغناه أو بمركزه الاجتماعي ولا بوظيفتة، ومثل هذا الإنسان متضع لايرفع نفسه حتى إن جرت على يديه أعظم المعجزات، أو مهما نال من مواهب وعطايا روحية، ويخبرنا الكتاب عما عاينه الرسول بولس من رؤى وإعلانات سماوية ومع كل هذا كتب لأهل كورنثوس عما يعتقده في نفسه من ضعف قائلاً: "فإني إن أردت أن أفتخر لا أكون غبياً لأني أقول الحق، ولكني أتحاشى لئلا يظن أحد من جهتي فوق ما يراني أويسمع مني".
أخي....أختي:
لاتغتر بنفسك بما وهبك الله من نعم واعط المجد لله إذا مدحك الأخرون، وتذكر ضعفك على الدوام، ولآتظن أنك شيئاً فجميعنا بشر تحت الآلام.