حينما تسرين في طريق الله، وتنمو حياتك الروحية، حينئذ تحسدك الشياطين، وتحاول أن تبعدك عن طريق الله، بأمثال هذه المتاعب التي تصادفينها. فإن ابتعدت عن الله، وتركت الطريق الروحي، تكونين قد حققت للشيطان رغبته، ويكون قد غلبك في المعركة. اسمعي قول الرسول "لا يغلبنك الشر، بل أغلب الشر بالخير". إن قامت عليك المتاعب، اصبري، وازدادي في عمل الخير بالأكثر حينئذ ييأس الشيطان منك، ويرى أن المتاعب أتت بنتيجة عكسية، فيتركك ويبحث عن وسيلة أخرى. وثقي أن النعمة ستقف إلي جوارك وتسندك وتعطيك الغلبة. وهكذا ييأس الشيطان منك بدلاً من أن تيأسى أنت مكن مراحم الله. إن صبر الله وعدم تدخله لإنقاذك من بدء المتاعب، إنما لاختبار قلبك ومدي تمسكه بالله.. ولا تظني أن المبتعدين عن الله يعيشون في راحة.. في داخلهم ضميرهم يتعبهم ولا يستريحون. وفي الأبدية سيعيشون في تعب دائم. وعلي الأرض أيضاً الخطية تؤدى إلي متاعب كثيرة. وإن كانت هناك راحة فهي راحة زائفة.. وثقي أن كل تعب من أجل الرب له أجره. هنا علي الأرض، وهناك في السماء. حيث يأخذ كل واحد أجرته بحسب تعبه (1كو3). إن قصة الغني ولعازر المسكين تعطينا صورة واضحة عن هذا الموضوع. والسيد المسيح قال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق". ولكنه وعدنا بأنه حتى شعور رؤوسنا محصاة. ووعدنا بتعزياته الكثيرة، وبأنه سيقودنا في موكب نصرته. ثم عليك أن تتفهمي جيداً أن متاعبك ليست من الله، وإنما من الشيطان الذي يحسدك. ومعلمنا يعقوب الرسول يقول "لا يقول أحد إذا جرب، إني أجرب من قبل الله" (يع 31:1). فهل تتركين الله الذي لم يتعبك، وتنضمين للشيطان الذي أتعبك؟ وتكونين كمن يعادي أصدقاءه، ويصادق أعداءه؟ لذلك احتملي، وخذي بركة التعب وإكليله، وثقي أن الله سيريحك، لأنه قال "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم".. وقولي لنفسك: ما هي متاعبي إلي جوار تعب القديسين والشهداء من أجل الرب؟!