فى الواقع هذا الأمر يتوقف على مدى النضوج. سواء النضوج الروحى أو الفكرى، وكذلك مدى الإحساس بالمسئولية، ومدى المعرفة الدينية، والقدرة على القيادة. فمقياس السن ليس هو المقياس الوحيد. هناك أشخاص كبار لا يصلحون. وقد يوجد من هم أصغر منهم سناً بكثير، وعلى درجة كبيرة من النضوج. القديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس كان ناضجاً جداً فى قيادة الأديرة، على الرغم من صغر سنه، وكذلك قيل عن القديس يوحنا القصير إن "الأسقيط كله كان معلقاً بأصبعه" على الرغم من أنه كان شاباً صغيراً. لذلك تعهدوا هذه المواهب، قبل أن يخطفها تيار آخر بعيد عن الخدمة من أنشطة العالم المتعددة. قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف : "لا يستهن أحد بحداثتك" (1تى 4: 12). ونلاحظ أنه فى المدن التى لا توجد بها جامعات. بعد الثانوية العامة يسافر الشاب إلى مدينة كبرى توجد بها جامعة. وهكذا لا تستفيد كنيسته الأصلية بخدمته. وغالباً لا يبدأ الخدمة من الثانوية العامة، لأنها تحتاج إلى مذاكرة مركزة. لهذا غالباً ما تحتاج الكنيسة إلى الشاب وهو فى السنة الأولى أو الثانية الثانوية. وكثير من كبار الخدام حالياً، بدأوا خدمتهم وهم فى تلك المرحلة.