الأسرار لا يمكن أن تباع، لأنها من عمل الروح القدس. ومواهب الروح القدس لا يمكن أن تقتني بدراهم (أع 8: 20). إنما إذا أراد إنسان في مناسبة المعمودية، أن يقدم شيئاً للكنيسة، لا كثمن وإنما كقربان، كذبيحة شكر.. فيمكن أن يوجد صندوق في الكنيسة لأمثال هذه القرابين، يضع فيه من يشاء ما يشاء، دون أن يطالب بشئ. وربما لا تعرف الكنيسة هل قدم هذا الشخص شيئاً أو لم يقدم. وإن عرفت أنه وضع شيئاً في الصندوق، فلا نستطيع أن تحدد هل هو كثير أم قليل.. وعموماً نحن نشجع على المعمودية للزومها للخلاص (مر 16:16). ومن المحال أن تطلب الكنيسة مقابلاً مادياً لها... بل ندعو الناس بكل قوة أن يذهبوا لتعميد أولادهم، ونلومهم إن تأخروا، ونفرح معهم في يوم العماد، لأنه يوم يصبح فيه المعمد عضواً في الكنيسة، عضواً في جسد المسيح، وابنا لله.. فإن كان أحد في يوم الفرح هذا، يريد أن يقدم قرباناً لله، فهذا أمر راجع إلي قلبه وشعوره.. ليس هو اضطراراً، ولا هو ثمناً، حاشا... ونفس الوضع نقوله بالنسبة إلي أسرار أخرى مماثلة... فسر مسحة المرضى مثلاً، هو عمل محبة، وطلبة لأجل المريض. ومحال أن يكون مجالاً لجمع مال..! وإلا فإنه يفقد ما فيه من حب، وما فيه من رعاية .. ولا يشعر المريض بقيمة هذه الصلاة التى يدفع ثمنها، والتى لا تتم بدون ثمن!! وليتنا باستمرار نتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه: " مجاناً أخذتم. مجاناً أعطوا " (مت 8:10). ما يدفع للكنيسة أحياناً في بعض المناسبات، ليس هو ثمناً للسر، إنما هو تقدمة اختيارية للرب، ولا يمكن أن يكون ثمناً. فالأسرار لا تباع