"إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. إن قلنا أننا بلا خطية نجعله كاذبا وكلمته ليست فينا"(1يو1:9)
وقف يوحنا المعمدان على شاطئ نهر الأردن يستقبل طابورًا من الجموع التي جاءت لتعترف بخطاياها في ندم وتُبدي استعدادها للسلوك بحسب وصايا الله، وكان يوحنا يأخذ بيد الواحد تلو الآخر وينزل به إلى النهر ليعمده بمعمودية التوبة... وفجأة أتى يسوع ليقف وسط الجموع المنتظرة التي تنتظر الإعلان عن استحقاقها للعقاب الأبدي، ولكن يوحنا لما رأى يسوع صرخ مستنكراً قائلاً:أنا المحتاج أن أعتمد منك أما يسوع فقال له اسمح الآن، ينبغي أن نكمل كل بر، وخضع يوحنا لإرادة سيده ونزل يسوع مع يوحنا ليحني رأسه المقدسة ويغطس في الماء. وبينما كان يسوع صاعدًا من الماء انفتحت السماء وصار صوت من السماء قائلاً:"هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وظهر الروح القدس في هيئة حمامة نزلت، واستقرت على رأسه.
لقد صارت شهادة الله الآب للرب يسوع من السماء واستقرار الروح القدس في هيئة حمامة نازلة على رأسه بمثابة إعلان للسماء أن يسوع هو هو المسيح آدم الثاني، البار القدوس الذي بلا عيب، و الممسوح من قبل الله ليمحو إثم الخطاة... نعم جاء الرب يسوع ليعتمد من يوحنا في نهر الأردن، وظهر وسط الخطاة الذين يستحقون العقاب الأبدي ليؤكد أنه هو الحمل الذي بلا عيب ، الذي جاء ليقدم نفسه ذبيحة عنهم، و ليحمل الدينونة والعقاب عن المتضعين التائبين المعترفين بخطاياهم.
إن خطة الله لخلاص البشر هي توبة الخاطيء واعترافه بخطيته مقرًّا باستحقاقه للعقاب الأبدي لكي يرفع عنه المسيح خطاياه. ولكن الفريسيين والناموسيين رفضوا مشورة الله وتدبيره لخلاصهم بعدم قبولهم لمناداة المعمدان بالتوبة والاعتراف بخطاياهم، ولذلك حذرهم المعمدان من الغضب الآتي.
أخي ... أختي :
إن كنت تقبل مناداة يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء لك بالتوبة، فتأتي باتضاع للكنيسة لتعترف لله أمام أبيك الكاهن، وتقر بخطاياك واستحقاقك لحكم الله ودينونته العادلة، فستلتقي هناك حتمًا بالمسيح الرب حمل الله الذي بلا عيب ليرفع عنك خطاياك ويخلصك من الهلاك الأبدى.