"... نطلب عن المسيح، تصالحوا مع الله .... لأنه يقول:"فى وقت مقبول سمعتك، وفى يوم خلاص أعنتك. هوذا الآن وقت مقبول.. هوذا اليوم يوم خلاص" (2كو 5: 20- 6: 2)
أمر الله يونان بالذهاب لمدينة نينوى لينادي لأهلها بالتوبة، ولم يطع يونان أمر الله بالذهاب لنينوى، فقرر الهروب من وجه الله، ونزل إلى يافا ليركب سفينة مبحرة إلى "ترشيش" ونزل جوف السفينة ونام، وأهاج الرب البحر بريح فحدث نوء عظيم حتى كادت السفينة تنكسر، وفقد النوتية الأمل في النجاة فطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا حمولة السفينة وصرخ البحارة كلٌ إلى إلهه دون جدوى... وأخيراً ألقى البحارة قرعة ليعرفوا بسبب من هذه البلية فوقعت القرعة على يونان ولما سألوه ليعرفوا من هو، وماذا فعل أخبرهم بأنه هارب من وجه الرب وطلب منهم أن يلقوه في البحر فيسكت البحر عن هيجانه" ولما فشل البحارة في إنقاذ السفينة اضطروا لإلقاء يونان في البحر ولكن الله أعد حوتًا كبيرًا ليبتلع يونان. وقضى يونان ثلاثة أيام في جوف الحوت وبعدها أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى شاطئ البحر.
عندما عصى يونان أمر الله فقد الدالة معه، فلم يستطع التمتع بحضرة الرب في أورشليم فغادرها إلى "ترشيش"، وفقد يونان نعَم وبركات هيكل الرب كما ُطِردَ أبونا آدم من الفردوس إلى أرض الشقاء، واختَار يونان الغرق في البحر فابتلعه الحوت ومكث في الهاوية (جوف الحوت) ثلاثة أيام ليذوق الموت الذي اختاره، ولكن الله حفظه في جوف الحوت" ولم يترك الله المحب يونان يهلك؛ بل كلمه بطرق كثيرة عسى أن يستجيب ويقبل الصلح مع الله فيخلص؛ فكلمه تارة ً بالريح العاصفة، وأخرى بالنوء العظيم، وأخرى على فم البحارة الذين وبخوه، وأخرى بالضيق الذي أحاط به في جوف الحوت، وكان الله يراقب منتظرًا استجابة يونان وتوبته، ولذلك أمر الله للحوت بقذف يونان على الشاطئ عندما صرخ من ضيقه معلناً عزمه على التوبة والرجوع.
أخي ....أختي:
قد تكون هاربًا من الله، أو مختبئًا منه في قاع سفينة، أو مُغلَقًا عليك في جوف حوت بسبب خطاياك، ولكن صوت الله مازال يناديك لينقذك. فهل تستجيب معلنًا التوبة، وهل ترفض العصيان طالبًا الخلاص من عبودية الشيطان؟ وهل تقبل الصلح مع الله لتخرج من ظلمة الموت وتنعم بنور الحياة مع المسيح؟!!