"ولكن شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين،...."(2كو2 :14) ...."اسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين،لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان". (لو21 :36)
رجع يسوع من نهر الأردن بعد ممتلئاً من الروح القدس وكان يسوع يقتاد بالروح (تحت قيادة روحه القدوس) في البرية وهو صائم أربعين يوماً وأربعين ليلة، وانخدع الشيطان حينما رأى يسوع جائعاً ظاناً أن الوقت أصبح مناسباً ليجرب الرب فتقدم الشيطان يجرب ربنا يسوع تجربةً تلو الأخرى، وفي كل مرة كان يسوع ينتصر. ولما ذاق إبليس الهزيمة فر تاركاً الرب يسوع ليعاود المحاولة في وقت آخر، وانتهت التجربة بانتصار الرب لحسابنا وفي الحال أتت الملائكة لتكون في خدمته.
يتساءل البعض عن كيفية النجاة من التجارب والفخاخ التي ينصبها إبليس ليسقط ولو أمكن المختارين . إن المتأمل فيما كتبه الوحي الإلهي عن تجربة الشيطان للمسيح له المجد على الجبل يلاحظ أن الكتاب ذكر عن يسوع أنه كان ممتلئاً بالروح وأنه كان يقتاد بالروح في البرية، وهذا هو سر النصرة في الحرب، لأن الإنسان حينما يمتلئ بالروح القدس يخضع في طاعة لعمل روح الله القدوس فيه، والروح القدس كما ذكر الكتاب هو روح القوة والحكمة والإرشاد، وهو المعزي الذي يملء الإنسان إيماناً وتعزية وصبراً واحتمالاً في التجارب، وهو الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرنا. وسفر أعمال آبائنا الرسل الأطهار يروي كيف كان آباؤنا الرسل يمتلؤن من الروح القدس عندما يجاهدون في الصلاة وقت التجارب فيقودهم الروح القدس للنجاة من التجارب وللفوز بالغلبة. وكل إنسان مؤمن معمد مسحته الكنيسة بالميرون المقدس يسكنه روح الله القدوس ويملئه الروح إذا أراد. وقد أكد رب المجد يسوع أن الله كأب حنون يسكب علينا بغنى روحه القدوس ويعطيه للذين يطلبونه.
أخي...أختي:
جاهد في صلواتك وأصوامك ودراستك للكتاب المقدس وفي كل مجال روحي طالباً أن تمتلئ بالروح القدس على الدوام. واعلم أن الروح القدس يقودنا دائماً في طريق الحياة الأبدية، وثق أن الروح هو أعظم قائد يمكنه أن يقودك وقت التجارب إلى النجاة و النصرة..