القديس بلامون Palamon هو الأب الروحي للقديس باخوميوس مؤسس نظام الشركة، لا نعرف عنه الكثير إلا ما ورد في سيرة هذا القديس. لقاء القديس باخوميوس به إذ قبل القديس باخوميوس الإيمان المسيحي خلال أعمال المحبة، عاش ثلاث سنوات بعد عماده يمارس كل حبٍ مع الفقراء والمحتاجين، وكان قلبه يلتهب مع كل يوم في محبة الله. سمع عن المتوحد الأنبا بلامون فذهب إليه ليلتقي به، وإذ بلغ مغارته قرع الباب فتطلع الشيخ من الكوة، وقال له : "من أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد؟" أجاب باخوم : "أنا أيها الأب المبارك طالب السيد المسيح الإله الذي أنت تتعبد له. أطلب من أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهبًا". قال الأب : "يا ابني، الرهبنة ليست بالأمر الهين، ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان، لأن كثيرين طلبوها وتقدموا إليها وهم يجهلون أتعابها، ولما سلكوا فيها لم يستطيعوا الصبر عليها، وأنت سمعت عنها سماعًا لكنك لم تعرف جهادها". واستطرد الأب يحدث القديس باخوميوس عن متاعب الرهبنة بصورة شديدة، مظهرًا له محاربات الشيطان، فازداد شوق القديس باخوميوس للحياة الرهبانية، وتعلق قلبه بالأكثر عند سماعه عن أتعاب الرهبنة. وإذ عاين القديس بلامون ثبات القديس باخوميوس وعدم تراخيه فتح له الباب ورحب به. بقى معه ثلاثة شهور تحت الاختبار، بعد ذلك قص شعره وألبسه إسكيم الرهبنة بعد قضاء ليلةٍ كاملةٍ في الصلاة، وسكنا معًا كشخصٍ واحدٍ. اهتمامه بحياة تلميذه اهتم بتلميذه من كل جانب روحي، فيذكر عنه انه في إحدى الليالي طلب منه أن يسهر معه حتى الصباح، وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدين، وكان إذا أتعبهما النوم يقومان لينقلا بعض الرمال من موضع إلى آخر فيستيقظا ليعودا إلى الصلاة. ومتى رأى الأب تلميذه قد غلبه النوم كان يقول له : "استيقظ يا باخوم لئلا يجربك الشيطان، فقد مات كثيرون من كثرة النوم". لقد دربه على الحياة النسكية القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد. في عيد القيامة طلب الأب من تلميذه أن يُعد طعامًا لأنه يومًا شريفًا، وإذ سحق الملح ووضع عليه زيتًا مع خضرة يسيرة وخبز، تطلع الأب فوجد الزيت كثيرًا فبكى بمرارة، قائلاً : "الرب لأجلي صُلب وأنا آكل زيتًا هذا الذي ينعم الجسد؟" وإذ اعتذر له القديس باخوميوس بأن الزيت انسكب بغير إرادته، أجابه بأنه لولا ضرورة الزيت لسراج المذبح لما ترك زيتًا في قلايته بعد. اتساع قلبه يظهر اتساع فكر القديس بلامون ومحبة قلبه الصادقة من تصرفه مع القديس باخوميوس حين ظهر له ملاك ليؤسس نظام الشركة، فقد ساعد المعلم تلميذه على تأسيس نظام جديد لم يكن له خبرة فيه، وسأله أن يزور أحدهما الآخر مرة كل عام بالتناوب وبارك المعلم عمل تلميذه، ولم تمضِ إلا سنوات قليلة ليرقد في الرب بعد أن مرض قليلاً. تعيد له الكنيسة في 25 أبيب