الأمير تادرس المشرقى
معروف لدينا أن أغلب الشهداء نالوا أكليل شهادتهم بقطع الرأس لكن فى قصتنا اليوم استشهد قديسنا العظيم الأمير تادرس المشرقى بالصلب على شجرة ولكن ليس الأمر أقتصر فقط على صلب على شجرة ونال بعدها الأمير تادرس أكليله ولكن عندما صلبوه دقوا 153 مسمار فى كل جسده وكان طول المسمار الواحد 30 سم هل تتخيل معى هذا الرقم من المسامير !!! ان ال 153 مسمار كفيلين ان يغطوا كل جسده ولا يمكن ان يظهر فى جسده قطعة لحم واحدة او حتى عظمة واحدة من عظامه ؟؟ هل سالت نفسك لماذا هذا الأمير يترك حياة السلطة والعظمة والجاه والمال ويختار هذة النهاية المؤلمه لحياته ؟؟؟ لابد وانه يوجد شئ أعظم وأسمى من كل الذى تركه اميرنا ولكن هذا الأمير ترك وأستحق ان يملك............ وأما انا فماذا تركت يا ربى لكى استحق ان أملك معك انت الذى تركت ايضا ملكك من أجلى ...ماذا تركت أنا لكى استحق ان املك مع قديسيك الذين تركوا كل شئ من أجلك...!!!
نشأته
ولد بمدينة صور سنة 275 م . ولما بلغ دور الشباب ، انتظم في الجندية ، وارتقي إلى رتبة قائد . وكان أبوه صداريخوس وزيرا في عهد نوماريوس ، وأمه أخت واسيليدس الوزير . فلما مات الملك نورماريوس في حرب الفرس ، وكان ولده يسطس في الجيش المحارب جهة الغرب . فقد ظل الوزيران صداريخوس وواسيليدس يدبران شئون المملكة ، إلى ان ملك دقلديانوس الوثني سنة 303 م وأثار الاضطهاد علي المسيحيين . أما القديس ثاؤدورس فكان في هذه الأثناء متوليا قيادة الجيش المحارب ضد الفرس
.
رؤيا
وقد رأي في رؤيا الليل كان سلما من الأرض إلى السماء ، وفوق السلم جلس الرب علي منبر عظيم وحوله ربوات من الملائكة يسبحون . ورأي تحت السلم تنينا عظيما هو الشيطان . وقال الرب للقديس تادرس (ثاؤدورس) سيسفك دمك علي اسمي ، فقال له وصديقي لاونديوس ؟ فقال له الرب ليس هو فقط . بل وبانيقاروس الفارسي ايضا ،
شهادتهم
وعندما عقدت هدنة بين جيش الروم وجيش الفرس ، وأرشده إلى الدين المسيحي فآمن بالمسيح . ثم رأي دقلديانوس ان يستقدم الأمير تادرس فحضر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيقارروس ، وإذا علم ثاؤذورس ان الملك سيدعوه إلى عبادة الأوثان قال لجنوده من أراد منكم الجهاد علي اسم السيد المسيح فليقم معي . فصاحوا جميعا بصوت واحد نحن نموت معك ، وإلهك هو إلهنا . ولما وصل المدينة ترك جنوده خارجا ، ودخل علي الملك الذي احسن استقباله . وسأله عن الحرب والجنود ، ثم عرض عليه السجود للألهه.
فقال القديس بشجاعة الإيمان انا لا اعرف لي إلها اسجد له سوي سيدي يسوع المسيح . فأمر دقلديانوس الجنود ان يسمروه علي شجرة وان يشددوا في عذابه .
فأخذوه الجنود ليصلبوه على الشجرة ودقوا فى جسده 153 مسمار طول الواحد 30 سم وبعد أن غطوا جسده بالمسامير ظهر السيد المسيح للأمير تادرس وقال له : " هل تريد أن أريحك من عذاب هذه المسامير؟ "
فأجاب القديس : " كلا يا سيدى لكنى اريد من تحننك ان تريحنى من البقاء فى هذا العالم الزائل ليت رحمتك تدركنى وكذلك جميع الذين فى الشدائد ومن كتب خبر شهادتى وما نالنى من العذاب . لأجل اسمك تكتب اسمه فى سفر الحياه ومن ينجب ولدا ويسميه كأسمى لينمو ويتبارك "
فأجابه المخلص : " جميع ما سألته يا حبيبى يكون لك "
وأخيرا اسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه ، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات.
ثم أرسل الملك كهنة إلى جنود القديس يدعونهم إلى عبادة الأوثان . فصرخوا جميعا قائلين ليس لنا ملك إلا سيدنا يسوع المسيح ، ملك الملوك ورب الأرباب . فلما بلغ مسامع دقلديانوس أرسل فقطع رؤوسهم جميعا ، ونالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة .