القديسه كونيتا
+ اثناء حبرية البابا ديونيسيوس حدثت اضطهادات شديدة ضد المسيحيين على يدى الامبراطور ديسيوس فى بلاد القطر المصرى .
+ كان الوثنيين فى بعض الاحيان يسيطرون على الشارع فيمنعون المسيحيين من استخدام الاسواق والحمامات العامة . بل كانوا يحرمون عليهم الظهور فى اى مكان ووصل الاضطهاد ذروته حينما كانوا يقتحمون بيوت المسيحيين ويسطون عليها ويسلبونها ويحرقون محتوياتها .
وكثيرا ما كانوا يتعقبون المسيحيين الى ساحات القضاء ويتدخلون فى سير التحقيق فكان لا يهدأ لهم بال حتى تصدر احكام الموت ضدهم . وحتى بعد الموت كانوا يظهرون تشفيا فى بقايا اجسادهم .
كونيتا فى ساحة المحاكمة :
+ هذه العذراء والتى كانت ممتلئة من محبة الاب السماوى تم القبض عليها بتهمة مسيحيتها وقد حاولوا معها ان تسجد للاوثان فلم توافق .. استخدموا معها سياسة الوعد بعطايا جزيلة ولكنها لم تتزحزح عن ايمانها ... اظهر لها القاضى انواع العذاب التى تنتظرها من حرق وكى بالنار وتمزيق اعضائها وكثيرا من العذابات الا انها كانت صامدة صمود الابطال حيث قالت للوالى ( اعلم ايها الوالى ان هذه العذابات هى الطريق المؤدى الى ملكوت السموات واريد ان اصل حالا الى سيدى المسيح ) .
ثمن الملكوت :
+ امر الوالى بان تربط هذه العذراء بالحبال وتوثق من قدميها فى احدى الخيول الجامحة وتسحل فى شوارع مدينة الاسكندرية .. وتم بالفعل وكأن التاريخ يعيد نفسه اذ هى نفس الشوارع التى تم فيها تعذيب القديس مارمرقس وبنفس الطريقة .
+ كان المنظر . منظر العذراء وهى تسحل مثير للشفقة والعطف . فالدماء التى كانت تنزف منها بغزارة ... والثياب التى تهرأت من طوال الطريق والعظام التى تهشمت كل هذه الاشياء كفيلة بأن تلين القلوب الجاحدة ولكن قلب الوالى ورفقاؤه لم يتأثر بذلك ....
+ واثناء سير هذه العذراء وسحلها فى شوارع المدينة كان ملتف حولها الغوغاء من عباد الاصنام بينما كانت قديستنا تصلى رافعة قلبها بالشكر الى الله الذى اعطاها هذا الشرف العظيم بأن تعذب كما عذب كاروزنا المصرى .
+ بعد ذلك تم حل جميع الحبال الموثوق بها جسدها الطاهر و جذبوها فوق حجارة حادة حتى تمزق لحمها بطريقة وحشية وفى كبرياء وقساوة امر بأن تجلد لكى يكمل على بقية جسدها الذى كان يتطاير منه الدماء مع قطع اللحم الصغيرة .
ظهور ملاك الرب :
+ امر الوالى بان توضع فى السجن لكى تلفظ انفاسها الاخيرة حيث كانت قد شارفت على الموت ... ولكن الرب قد ارسل ملاكه فأشرق عليها بنور بهى وقواها وشفاها من جميع جراحاتها ووعدها بالاكاليل السمائية .
+ لما راها الوالى سليمة امر بأن ترجم بالحجارة ... فتم رجمها وهى واقفة تصلى من اجل الجميع حتى لراجميها لكى يعطيهم الرب الاله نورا حتى يروا طريق الخلاص من طريق الهلاك الابدى .. وهكذا نالت هذه العذراء اكليل الشهادة .