شجرة التين
أحداث هذا اليوم تدور حول شجرة التين الغير المثمرة :
* خرج السيد المسيح من بيت عنيا (بيت العناء والبؤس والجوع) وهى على سفح جبل الزيتون الشرقى ، وتبعد عن أورشليم (15 غلوة) أى 4/3 ساعة (45 دقيقة سيرا على الأقدام) (يو18:11)
* خرج قاصدا الهيكل ــ لأنه كان يقضى هذا الأسبوع هكذا : يعلم فى الهيكل نهارا .... ويرجع الى بيت عنيا ليلا ليبيت هناك ، حسب قول معلمنا لوقا الانجيلى فى (لو37:21 ــ 38) .
* بينما هو فى طريقه هذا متجها الى الهيكل صباحآ جاع ، واشتهى أن يأكل ثمرة تين ، فنظر شجرة تين من بعيد عليها أوراق ، وجاء لعله يجد فيها شيئا ، لكنه لما جاء اليها ليطلب ثمرا لم يجد شيئا غير الأوراق (مر12:11 ــ 18) ..... فلعنها وقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الأبد فيبست التينة فى الحال (مت18:21)
* سبب اللعنة ان الشجرة كانت مورقة ـــ كثيرة الأوراق الخضراء ـــ ولكنها بلا ثمر . مع أن اشجار التين يظهر فيها الورق والثمر معا ... يعنى الشجرة المورقة لازم يكون فيها ثمر ... لكنها ظهرت بمظهر خدع الكل ... لها صورة التقوى لكنها فقدت قوتها
♦ فمن تكون هذه الشجرة الملعونة:
1ـ هى كانت رمزا للأمة اليهودية ، اللى ادعت الانفراد بالقداسة دون جميع الأمم ، حفظت الشريعة عن ظهر قلب ، تممت كل الطقوس بدقة فائقة ... وتمسكت بالشكليات الى أبعد الحدود ... يشرحوا ويفسروا ويقدموا ذبائح وبخور صباحا ومساءا ... ولا يوجد فى أفواههم سوى عبارة واحدة : (نحن أولاد ابراهيم ـــ شعب الله المختار ـــ هيكل الله !)
من الايمان والمحبة والقداسة ... فكانت الأمة اليهودية شجرة خضراء جميلة جدا من بعيد ، لكن ليس لها ثمر ، لذلك استحقت اللعنة ، لأنها تدعى الاثمار كذبا .
* أما القلوب فكانت بعيدة كل البعد عن الحق ، خالية
2ـ أيضا شجرة التين تشير الى أى نفس تعيش فى مظهرية العبادة وشكليتها ، دون أن يكون لها الثمر الروحى ....... ممكن أكون لى مظهر وشكل العمل والخدمة واجذب الكثيرين حولى ، وأنا ليس فى ثمر روحى ، فتكون النتيجة أنى آخذ لنفسى لعنة ، ويهلك بسببى الكثيرين .
♦ مسيحنا جائع الى ثمرة تين حلوة من شجرة حياتنا الروحية :
* القديس ديديموس الضرير يقول : (أن سر حلاوة التين ليس فى بذره واحدة من بذورها الكثيرة ، ولكن فى ارتباط البذور معا داخل غلاف عذب ... البذرة لوحدها ليس لها قيمة ولا طعم ، لكن كل الحلاوة فى رباط الحب الذى يجمع البذور كلها فى ثمره واحدة ويغلفها بالمحبة الباذلة .... هذه هى الوليمة اللى يريد السيد المسيح أن يجدها فى كنيسته ، ويجدها فى قلب كل واحد فينا) .
لأنه بدون الحب والوحدة لا تظهر رائحتنا الزكية أمام المسيح ، حتى أن قدمت جسدك حتى احترق ، حتى لو وزعت كل أموالك على الفقراء ، حتى لو كان عندنا كل الايمان حتى ينقل الجبال .... فنحن لا شئ بدون المحبة (1 كو 13)