« إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي » (مر1:22)
ماذا تعنيه تلك الصرخة القوية التي صدرت، لا من اللصين عن جانبي الصليب، بل من المسيا المرفوض المعلق بينهما؟ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». إن أقسى مرارة في تلك الآلام التي لا مثيل لها هي هذه: العبد البار المحبوب، متروكاً من إلهه في الوقت الذي كان فيه مرفوضاً من شعبه، مُستهزأ به من الأمم، مهجوراً من تلاميذه، أي نعم لماذا؟
بعد أن ظل الرب طوال خطوات طريقه في التجربة والأحزان متمتعاً بضياء وجه الله بلا انقطاع. لماذا يحجب عنه ذلك الضياء، في الوقت الذي كان فيه أشد حاجة إلى إشراقه وتعزياته؟
لقد كان الرب يعرف السبب جيداً، ولكنه ترك الجواب للإيمان يستخرجه من قلوب أولئك الذين كانوا أمواتاً ولكنهم استطاعوا الآن بفضل ذلك الذي حَمَل هو نفسه خطاياهم في جسده على الخشبة ، أن يعترفوا بأنه لم يكن لديهم سوى خطاياهم.
حقاً ما كان أعمق إثمنا! ولكن أعمق منه بكثير كانت محبة الله الذي أرسل ابنه فقط كحياة للأموات، بل كغفران لخطايانا مهما كان الثمن.