رجوع
يعقوب إلي كنعان مع عائلته يمثل المسيح حاملاً الكنيسة داخلاً بها أورشليم (كنعان)
السماوية ولكن خلال هذه الرحلة وبينما الكنيسة تجاهد علي الأرض فإن الشيطان ورمزه هنا
لابان، لا يتركها بل يسعي وراءها محاولاً إعادتها ليمنعها من دخول كنعان.
أية (1):- " 1فَسَمِعَ كَلاَمَ بَنِي لاَبَانَ
قَائِلِينَ: «أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لأَبِينَا، وَمِمَّا لأَبِينَا
صَنَعَ كُلَّ هذَا الْمَجْدِ». "
بلغ يعقوب كلام بني لابان وحسدهم إياه لنجاحه: فسمع كلام بني
لابان.
أية
(2):- " 2وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لاَبَانَ وَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ
كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ.
"
أية
(3):- " 3وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «ارْجعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى
عَشِيرَتِكَ، فَأَكُونَ مَعَكَ»."
بلا
شك كان حنين يعقوب أن يعود لأرض أبائه ونجد الله هنا يشجعه. بل أن الله سمح بأن
يصل إلي مسامعه حسد أبناء لابان وكراهيتهم ليشعر بالغربة وينطلق. كم من ألام يسمح
بها الله لنا لنشعر بغربتنا في الأرض ويكون حنيننا إلي السماء.
أية
(4):- "4فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى
الْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ،"
دعوة
يعقوب ليتشاور في الأمر مع ليئة وراحيل وذهابهن للحقل غالباً لأنه كان مشغولاً بجز
الغنم.
الأيات
(5- 6):- "5وَقَالَ لَهُمَا: «أَنَا أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ
نَحْوِي كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. وَلكِنْ إِلهُ أَبِي كَانَ مَعِي. 6وَأَنْتُمَا
تَعْلَمَانِ أَنِّي بِكُلِّ قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا،"
أية
(7):- " 7وَأَمَّا أَبُوكُمَا فَغَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشَرَ
مَرَّاتٍ. لكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ بِي شَرًّا."
غير أجرتي عشر مرات: لم يذكر الكتاب كيف حدث هذا. وهنا
من فسر هذا بأن لابان كان يأتي ويأخذ من الغنم البلقاء والرقطاء من يعقوب. بينما
هذه من المفروض أن تكون من نصيبه.
أية
(8):- " 8إِنْ قَالَ هكَذَا: الرُّقْطُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ
كُلُّ الْغَنَمِ رُقْطًا. وَإِنْ قَالَ هكَذَا: الْمُخَطَّطَةُ تَكُونُ
أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ مُخَطَّطَةً."
المعني
ان الله أعطاني أن يزيد الغنم الذي إخترت لونه.
أية
(9):- " 9فَقَدْ سَلَبَ اللهُ مَوَاشِيَ
أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي. "
سلب الله مواشي أبيكما: عاقب الله
أبيكما علي ظلمه لي وأعطاني.
الأيات (10- 13):- "
10وَحَدَثَ فِي وَقْتِ تَوَحُّمِ الْغَنَمِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ
وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ، وَإِذَا الْفُحُولُ الصَّاعِدَةُ عَلَى الْغَنَمِ
مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. 11وَقَالَ لِي مَلاَكُ اللهِ
فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ: هأَنَذَا. 12فَقَالَ: ارْفَعْ
عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ. جَمِيعُ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ
مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ
بِكَ لاَبَانُ. 13أَنَا إِلهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُودًا،
حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا. الآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ وَارْجعْ إِلَى
أَرْضِ مِيلاَدِكَ»."
الله
هو الذي أرشده لهذه الخطة ليحصل علي أجرته ويعود لأرض أبائه وتسمي الذكور : الفحول.
الأيات (14- 16):- "14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ
وَقَاَلتَا لَهُ: «أَلَنَا أَيْضًا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ
نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ، لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضًا
ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ
أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا، فَالآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ
افْعَلْ»."
تعاطف
زوجتيه معه راجع إلي
1.
لأنهما شعرتا بأن
الله يبارك في يعقوب وكل ماله.
2.
شعرا أن أباهن
ظلمهن وظلم رجلهن. وقولهن ألنا نصيب:
كلام يفيد النفي أى أنه ليس لهن نصيب فأباهن قد ظلمهن. وقولهن أجنبيتين باعنا= كأننا لسنا بنتيه فهو لم يعطنا شيئاً
من المهر ولا أي هدايا. بل أخذ كل شئ لنفسه فكأنه باعنا وأخذ الثمن خدمة يعقوب له.
الأيات
(17- 18):- "17فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلاَدَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى
الْجِمَالِ، 18وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ الَّذِي
كَانَ قَدِ اقْتَنَى: مَوَاشِيَ اقْتِنَائِهِ الَّتِي اقْتَنَى فِي فَدَّانَ
أَرَامَ، لِيَجِيءَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ."
أية
(19):- " 19وَأَمَّا لاَبَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ،
فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. "
هذه
غلطة أخري لراحيل فهي سرقت أصنام أبيها=
الأصنام المذكورة هنا تسمي الترافيم وهي تماثيل صغيرة في شكل أشخاص كان الوثنيين
يضعونها في بيوتهم ويتفاءلون بها ويعتقدون أنها تجلب الخير ويستشيرونها. وقد
سرقتها راحيل ربما بنفس المعاني فهي تتفاءل بها وتسهل لهم رحلتهم وتمنع والدها من
أن يستشير هذه الأصنام فلا يدركهم وعجيب أن راحيل التي عاشرت يعقوب رجل الله ورجل
الصلاة كل هذا العمر يكون لها مثل هذه المعتقدات الوثنية. هي تمثل المسيحي الذي
مازال يحمل خطاياه في قلبه. وبسبب هذه الأصنام ثار لابان وكان ناوياً علي الإنتقام
ممن سرقها. وهكذا يفعل الشيطان مع كل من يحتضن خطايا في قلبه فهو يطلب كل ما هو
مختبئ فينا لذلك يقول الكتاب " من يكتم خطاياه لا ينجح".
أية
(20):- " 20وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ إِذْ لَمْ
يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ. "
وخدع يعقوب قلب لابان= أي لم يظهر له
أنه سوف يهرب منه.
أية
(21):- " 21فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَقَامَ وَعَبَرَ
النَّهْرَ وَجَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. "
وعبر النهر: النهر هو نهر الفرات. والمسيح عبر
بنا مياه المعمودية كأول خطوة نحو أورشليم السماوية ولسان حالنا يقول مع راحيل
وليئة أن أبينا القديم عدو الخير عاملنا كغرباء وسلبنا حياتنا وحريتنا وأمجادنا
ونحن الأن منطلقين مع عريسنا المسيح (يعقوب الحقيقي) في طريق كنعان السماوية.
جبل جلعاد= هو كورة صخرية
وكان جبلها حاجزاً بين الأراميين والكنعانيين وأسماه يعقوب جلعيد.
أية (22):- " 22فَأُخْبِرَ لاَبَانُ فِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ بِأَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. "
لابان
هنا في سعيه وراء الموكب المنطلق إلي كنعان يمثل عدو الخير. وهكذا صنع فرعون حينما
إنطلق وراء الشعب بقيادة موسي (أي نسل يعقوب).
فأخبر لابان في اليوم الثالث= فعدو الخير لم
يتعرف علي سر عمل المسيح الخلاصي إلا بقيامة المسيح في اليوم الثالث فوهبنا الحياة.
أية
(23):- " 23فَأَخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ
سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَأَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ."
هو
سعي وراء يعقوب مع جيش من اخوته وهكذا إبليس وكل جنوده وراءنا في محاولة لمنعنا.
وقد لحقه في جبل جلعاد= أي علي
مسافة كبيرة جداً وهذا كان راجعاً غالبا لخطة ذكية من يعقوب فالمسافة كانت حوالي
400 كم من مكان لابان حتي جبل جلعاد. فغالباً حينما نوي يعقوب ان يهرب خطط لهذا
علي مدة طويلة وليس في سبعة ايام فقط. فهو حرك كل مواشيه أولا وحينما تحرك هو كانت
مواشيه ذات الحركة البطيئة قد صارت قرب جبل جلعاد. وبعد أيام من رحيل مواشيه تحرك
هو وعائلته. وكون مسيرة لابان كانت 7 أيام فهذا إشارة لأن عدو الخير يظل يلاحقنا
طوال أيام العمر (7 أيام العمر)= كل العمر.
أية
(24):- "24وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ
وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ»."
هذه
هي عناية الله بأولاده فهو حذر لابان من أن يؤذي يعقوب. فلماذا نخاف إن كان الله
يحمينا هكذا.
بخير أو بشر: بخير أي تحاول
بكلامك المعسول أن تعيده لأرام. وبشر أي لا تؤذيه. فالله يحمينا من خداعات إبليس
ومن أذيته.
أية
(25):- " 25فَلَحِقَ لاَبَانُ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ
فِي الْجَبَلِ. فَضَرَبَ لاَبَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. "
يعقوب ضرب خيمته في الجبل: هذا تعبير رائع
عن الكنيسة التي تحيا في السماويات فالجبل يشير للسماويات ولأن الكنيسة راسخة.
ولابان أيضاً أتي إلي الجبل. وأحسن شرح لهذا في أف 12:6 "فإن مصارعتنا ليست
مع دم ولحم بل مع الرؤساء… مع اجناد الشر الروحية في السماويات" فالشيطان لا
يحتمل ان الكنيسة تحيا في السماويات فيحاربها هناك ليجذبها للأرضيات.
أية (26):- " 26وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا
فَعَلْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَ قَلْبِي، وَسُقْتَ بَنَاتِي كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ "
أية
(27):- " 27لِمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي
حَتَّى أُشَيِّعَكَ بِالْفَرَحِ وَالأَغَانِيِّ، بِالدُّفِّ وَالْعُودِ، "
بالدف والعود= هنا لابان يخادع.
إلا أن هذا القول يعبر عن إنهيار القيم الروحية في العائلة فرفقة ودعوها بالصلاة
والبركات. والأن هو كان يود أن يودعهم بإحتفالات عالمية، دف وعود. علي أن لابان
كان يود أن يمنعهم تماماً من الرحيل.
الأيات
(28- 29):- "28وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ بَنِيَّ وَبَنَاتِي؟ الآنَ
بِغَبَاوَةٍ فَعَلْتَ! 29فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ
شَرًّا، وَلكِنْ إِلهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلاً: احْتَرِزْ
مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ. "
أية
(30):- "30وَالآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لأَنَّكَ قَدِ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ
أَبِيكَ، وَلكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟»."
لماذا سرقت ألهتي=هذا دليل الغباوة
الروحية فهل تسرق الألهة. ولا تدافع عن نفسها.
أية (31):- " 31فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ
لِلاَبَانَ: «إِنِّي خِفْتُ لأَنِّي قُلْتُ لَعَلَّكَ تَغْتَصِبُ ابْنَتَيْكَ
مِنِّي. "
أية
(32):- " 32اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لاَ يَعِيشُ. قُدَّامَ
إِخْوَتِنَا انْظُرْ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لِنَفْسِكَ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ
يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا."
لا يعيش= يعقوب كان يقصد أن
لابان يقتل من معه الأصنام. ولكن قيل أنه تنبأ عن موت راحيل في الطريق.
أية
(33):- " 33فَدَخَلَ لاَبَانُ خِبَاءَ يَعْقُوبَ
وَخِبَاءَ لَيْئَةَ وَخِبَاءَ الْجَارِيَتَيْنِ وَلَمْ يَجِدْ. وَخَرَجَ مِنْ
خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خِبَاءَ رَاحِيلَ. "
أية
(34):- " 34وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ
الأَصْنَامَ وَوَضَعَتْهَا فِي حِدَاجَةِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. فَجَسَّ
لاَبَانُ كُلَّ الْخِبَاءِ وَلَمْ يَجِدْ."
حداجة الجمل= ما يوضع فوق
الجمل للركوب عليه وهو إذا وضع علي الأرض يصلح للجلوس عليه.
الأيات
(35- 38):- "35وَقَالَتْ لأَبِيهَا: «لاَ يَغْتَظْ سَيِّدِي أَنِّي لاَ
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ النِّسَاءِ».
فَفَتَّشَ وَلَمْ يَجِدِ الأَصْنَامَ. 36فَاغْتَاظَ يَعْقُوبُ
وَخَاصَمَ لاَبَانَ. وَأجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا جُرْمِي؟ مَا
خَطِيَّتِي حَتَّى حَمِيتَ وَرَائِي؟ 37إِنَّكَ جَسَسْتَ جَمِيعَ
أَثَاثِي. مَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ ضَعْهُ ههُنَا قُدَّامَ
إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ، فَلْيُنْصِفُوا بَيْنَنَا الاثْنَيْنِ. 38اَلآنَ
عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ. نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ، وَكِبَاشَ
غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. "
أية
(39):- " 39فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا.
مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ
اللَّيْلِ."
فريسة لم أحضر إليك= كان الراعي
مسئول عن كل ما يسرق من القطيع فيرد لصاحب القطيع عوضه ولكنه لا يسأل عما تفترسه
الوحوش علي أن يحضر جزء من الفريسة لصاحب القطيع إلا إن حتي هذا لم يصنعه يعقوب بل
كان يعوض لابان عن الغنم المفترسة من عنده. وهنا نري أن من إيجابيات يعقوب أمانته
كما أن من سلبياته المكر والخداع. وهنا تأمل للخدام. إن كانت الغنم هكذا ثمينة عند
صاحب القطيع فكم بالأولي النفوس أمام المسيح صاحب القطيع.
مسروقة النهار أو مسروقة الليل= كان لابان يطلب
التعويض عن كل ما يسرق ويعقوب يرد له.
الأيات
(40- 41):- "40كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ
الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ. 41اَلآنَ لِي عِشْرُونَ
سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ
سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ."
أية
(42):- " 42لَوْلاَ أَنَّ إِلهَ أَبِي إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ
إِسْحَاقَ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغًا. مَشَقَّتِي
وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ اللهُ، فَوَبَّخَكَ الْبَارِحَةَ»."
هيبة اسحق= لم يذكر اسم أبيه
مباشرة إحتراماً له وتعظيماً له.
الأيات
(43- 45):- " 43فَأَجَابَ لاَبَانُ وَقَالَ لِيَعقُوبَ: «الْبَنَاتُ بَنَاتِي،
وَالْبَنُونَ بَنِيَّ، وَالْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا أَنْتَ تَرَى فَهُوَ لِي.
فَبَنَاتِي مَاذَا أَصْنَعُ بِهِنَّ الْيَوْمَ أَوْ بِأَوْلاَدِهِنَّ الَّذِينَ
وَلَدْنَ؟ 44فَالآنَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدًا أَنَا وَأَنْتَ،
فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ».45فَأَخَذَ
يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا،"
أية
(46):- " 46وَقَالَ يَعْقُوبُ
لإِخْوَتِهِ: «الْتَقِطُوا حِجَارَةً». فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً
وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ."
أكلوا علي الرجمة= هي ذبيحة عهد
وقارن مع أية 54 (فكانوا يذبحون ويأكلون ليتعاهدوا) ويكون العمود والرجمة (كومة الحجارة)
التي نصبوها وأكلوا عليها، هي شهادة بينهما حتي لا يعبرها أحدهم إلي الطرف الأخر
ليؤذيه.
أية
(47):- " 47وَدَعَاهَا
لاَبَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ»."
يجرسهدوثا= كلمة ارامية وجلعيد كلمة عبرية
وكلاهما يعنيان رجمة الشهادة.
الأيات
(48- 49):- "48وَقَالَ لاَبَانُ: «هذِهِ الرُّجْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْيَوْمَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «جَلْعِيدَ». 49وَ
«الْمِصْفَاةَ»، لأَنَّهُ قَالَ: «لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ
حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. "
يجب
أعادة ترتيبهم ليكونوا 48وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بينى وبينك اليوم 49 لذلك
دعي أسمها جلعيد والمصفاة لأنه قال… الخ والمصفاة=
تعني برج المراقبة. أي ان يعقوب أطلق علي الرجمة إسمين جلعيد والمصفاة.
الأيات
(50- 51):- "50إِنَّكَ لاَ تُذِلُّ بَنَاتِي، وَلاَ تَأْخُذُ نِسَاءً
عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا. اُنْظُرْ، اَللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي
وَبَيْنَكَ».51وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هذِهِ الرُّجْمَةُ،
وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ."
أية (52):- " 52شَاهِدَةٌ هذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ
الْعَمُودُ أَنِّي لاَ أَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ، وَأَنَّكَ لاَ
تَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ.
للشر= أي يمكن تجاوزها
لكن للخير والمودة والصداقة.
أية
(53):- "53إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا،
يَقْضُونَ بَيْنَنَا». وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ."
إله إبراهيم وألهة ناحور= هنا يظهر وثنية
لابان بل وناحور.
الأيات
(54- 55):- "54وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ
لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ. 55ثُمَّ
بَكَّرَ لاَبَانُ صَبَاحًا وَقَبَّلَ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَارَكَهُمْ وَمَضَى.
وَرَجَعَ لاَبَانُ إِلَى مَكَانِهِ."