آية
(1):- "1وَبَعْدَ ذلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالاَ لِفِرْعَوْنَ:
«هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي
فِي الْبَرِّيَّةِ». "
ليعيدوا= سبق وقال الرب لموسى في (18:3) أن
يقول لفرعون "نذهب ونذبح للرب" ويتضح الآن أن عبادة الله هي فرح وعيد
وإذا رجعنا لقوله مسيرة 3 أيام ثم يذبح ويكون هذا عيد!! فإلى أي عيد يشير سوى لعيد
القيامة الذي أتى بعد تقديم الذبيحة أي الصليب بثلاثة أيام فهو عيد وحرية وفرح هذا
العيد هو رمز للقيامة.
آية
(2):- "2فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ
لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لاَ أَعْرِفُ الرَّبَّ، وَإِسْرَائِيلَ لاَ
أُطْلِقُهُ»."
من هو الرب= لاحظ أن موسى لم يشتكي من الظلم أو
السخرة بل كان طلبه بسيطاً مقبولاً، ولكنه هاج ورفض فهو لا يريد أي إطلاق للشعب.
وربما كان فرعون يجهل حقاً اسم يهوه (الرب) ولكن موسى ذكر له أنه إله إسرائيل.
ولكن العالم لا يطيق اسم الرب (أع18:4) ولقد سمح الله بأن يتشدد قلب فرعون حتى
يكون خروج الشعب بذراع رفيعة. وكل منا حين يبدأ طريق التوبة يهيج الشيطان ولكن
الله دائماً يتمجد في النهاية فعلينا أن نصبر والله يعطي قوة.
آية
(3):- "3فَقَالاَ: «إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا،
فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ
إِلهِنَا، لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِالْوَبَإِ أَوْ بِالسَّيْفِ»."
بالسيف= قد يحدث هذا بغزو بعض القبائل
لأراضي جاسان (وهي على الحدود الشرقية).
آية
(4):- "4فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: «لِمَاذَا يَا مُوسَى وَهَارُونُ
تُبَطِّلاَنِ الشَّعْبَ مِنْ أَعْمَالِهِ؟ اِذْهَبَا إِلَى أَثْقَالِكُمَا»."
هذا
رأى كثيرين حتى الآن إذ يظن كثير من الناس أن الصلاة والعبادة أو التكريس أو
الرهبنة أو الخدمة عموماً هي مضيعة للوقت وللطاقة البشرية. ففرعون إنسان مادي لا
يعرف سوى الطوب واللبن والبناء، يود أن يغمس حياة الكل فيها، وإن من تحرر فكره إلى
الروحيات فهو إنسان يبطل وقته.
آية
(5):- "5وَقَالَ فِرْعَوْنُ: «هُوَذَا الآنَ شَعْبُ الأَرْضِ كَثِيرٌ
وَأَنْتُمَا تُرِيحَانِهِمْ مِنْ أَثْقَالِهِمْ»."
فقصد
فرعون أذلالهم بالأثقال ليقل عددهم.
آية
(6):- "6فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مُسَخِّرِي الشَّعْبِ
وَمُدَبِّرِيهِ قَائِلاً: "
مسخري الشعب= هؤلاء من المصريين. ومدبريه= هؤلاء من اليهود وهو كمقاولي الأنفار
أو متعهدي الأنفار، عليهم أن يدبروا رجالاً من اليهود لتسليم كمية معينة كواجب
يومي إلى المسخرين.
الآيات
(7-11):- "7«لاَ تَعُودُوا تُعْطُونَ الشَّعْبَ تِبْنًا لِصُنْعِ اللِّبْنِ
كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْنًا
لأَنْفُسِهِمْ. 8وَمِقْدَارَ اللِّبْنِ الَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَهُ
أَمْسِ، وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ تَجْعَلُونَ عَلَيْهِمْ. لاَ تَنْقُصُوا مِنْهُ،
فَإِنَّهُمْ مُتَكَاسِلُونَ، لِذلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ
لإِلهِنَا. 9لِيُثَقَّلِ الْعَمَلُ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى
يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلاَ يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ». 10فَخَرَجَ
مُسَخِّرُو الشَّعْبِ وَمُدَبِّرُوهُ وَكَلَّمُوا الشَّعْبَ، قَائِلِينَ
لِلشَّعْبَ: «هكَذَا يَقُولُ فِرْعَوْنُ: لَسْتُ أُعْطِيكُمْ تِبْنًا. 11اذْهَبُوا
أَنْتُمْ وَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ تِبْنًا مِنْ حَيْثُ تَجِدُونَ. إِنَّهُ لاَ
يُنْقَصُ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْءٌ»."
شدد
فرعون أوامره لإذلال الشعب بدلاً من أن يطلقهم بل إتهمهم أنهم متكاسلون. ولاحظ أن
حروب الشيطان تبدأ حين يشعر أن النفس تبدأ تنطلق في طريقها لتعرف الله وتعبده.
وكان أن أمر فرعون أن على اليهود أن يجمعوا التبن بأنفسهم. فكان الزارع يتركون
القش لمن يريد (القش هو فضلات القمح وبعض النباتات الأخرى) وكان هناك من يجمعه من
الزراع المصريين ويأتون به للشعب ليصنعوا منه الطوب اللبن ولكن حسب أوامر فرعون
صار هذا واجب جديد على الشعب أن يذهبوا هم ليلتقطوا التبن لأنفسهم على أن يوردوا
نفس كمية اللبن. بل أن فرعون وصف دعوة موسى للشعب أن يذهب ويعبد الله أنها كلام
الكذب.
وفي
داخل كل إنسان بعيد عن الله رذائل لا حصر لها لكنها تعيش في سلام داخل نفسه ولكنه
إذا حاول التوبة ليقتني فضائل هنا تحدث معركة داخله وحرب بلا هوادة فمحاولته هذه
تثير الشياطين. ولكن لا نخف من هذه الحرب الداخلية فهذا شئ طبيعي.
الآيات (12-18):- "12فَتَفَرَّقَ الشَّعْبُ فِي كُلِّ أَرْضِ
مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشًّا عِوَضًا عَنِ التِّبْنِ. 13وَكَانَ
الْمُسَخِّرُونَ يُعَجِّلُونَهُمْ قَائِلِينَ: «كَمِّلُوا أَعْمَالَكُمْ، أَمْرَ
كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، كَمَا كَانَ حِينَمَا كَانَ التِّبْنُ». 14فَضُرِبَ
مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامَهُمْ عَلَيْهِمْ مُسَخِّرُو
فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُكَمِّلُوا فَرِيضَتَكُمْ مِنْ
صُنْعِ اللِّبْنِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ كَالأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ؟». 15فَأَتَى
مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا
تَفْعَلُ هكَذَا بِعَبِيدِكَ؟ 16اَلتِّبْنُ لَيْسَ يُعْطَى
لِعَبِيدِكَ، وَاللِّبْنُ يَقُولُونَ لَنَا: اصْنَعُوهُ! وَهُوَذَا عَبِيدُكَ
مَضْرُوبُونَ، وَقَدْ أَخْطَأَ شَعْبُكَ». 17فَقَالَ: «مُتَكَاسِلُونَ
أَنْتُمْ، مُتَكَاسِلُونَ! لِذلِكَ تَقُولُونَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ. 18فَالآنَ
اذْهَبُوا اعْمَلُوا. وَتِبْنٌ لاَ يُعْطَى لَكُمْ وَمِقْدَارَ اللِّبْنِ
تُقَدِّمُونَهُ»."
ذهب
الشعب ليشتكي لفرعون أن المسخرين كانوا يضربونهم طالبين كمية أكبر من الأعمال وقالوا أخطأ شعبك= أي أن رجالك يا فرعون أخطأوا
فيما فعلوه.
آية
(19):- "19فَرَأَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي
بَلِيَّةٍ إِذْ قِيلَ لَهُمْ لاَ تُنَقِّصُوا مِنْ لِبْنِكُمْ أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ
بِيَوْمِهِ."
آية (20):- "20وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَارُونَ
وَاقِفَيْنِ لِلِقَائِهِمْ حِينَ خَرَجُوا مِنْ لَدُنْ
فِرْعَوْنَ. "
يبدو
أن موسى كان منتظراً عند باب فرعون منتظراً نتيجة هذا اللقاء.
آية
(21):- "21فَقَالُوا لَهُمَا: «يَنْظُرُ الرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي،
لأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ
عَبِيدِهِ حَتَّى تُعْطِيَا سَيْفًا فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا»."
هذا
أول تذمر للشعب ضد الله وضد موسى. وهي صفة لازمت الشعب طوال سيرهم في البرية لكن
الله لم يعاقب على تذمرهم في المرات الأولى فالله يعرف مرارة قلوبهم وألامهم.
وعلينا أن لا نلوم الظروف المحيطة بنا بل نثق في الله وخلاصه.
الآيات
(22-23):- "22فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا
أَسَأْتَ إِلَى هذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ 23فَإِنَّهُ
مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى هذَا
الشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ»."
ما
أجمل أن يدخل الخادم مع الله في عتاب حين يشعر كأن خدمته قد فشلت مقدِماً لله
حسابات عمله. ولكن لنلاحظ أن كلمات موسى لله فيها قسوة.