الضربة
الخامسة : ضربة الوباء الذي أصاب المواشي
الآيات
(1-7):- "1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ
وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي
لِيَعْبُدُونِي. 2فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتَ تَأْبَى أَنْ تُطْلِقَهُمْ
وَكُنْتَ تُمْسِكُهُمْ بَعْدُ، 3فَهَا يَدُ الرَّبِّ تَكُونُ عَلَى
مَوَاشِيكَ الَّتِي فِي الْحَقْلِ، عَلَى الْخَيْلِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ
وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ، وَبَأً ثَقِيلاً جِدًّا. 4وَيُمَيِّزُ
الرَّبُّ بَيْنَ مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ وَمَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. فَلاَ يَمُوتُ
مِنْ كُلِّ مَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ شَيْءٌ». 5وَعَيَّنَ الرَّبُّ
وَقْتًا قَائِلاً: «غَدًا يَفْعَلُ الرَّبُّ هذَا الأَمْرَ فِي الأَرْضِ». 6فَفَعَلَ
الرَّبُّ هذَا الأَمْرَ فِي الْغَدِ. فَمَاتَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ.
وَأَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَاحِدٌ. 7وَأَرْسَلَ
فِرْعَوْنُ وَإِذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَلاَ وَاحِدٌ.
وَلكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ. "
كان
المصريون يعتقدون بقداسة بعض الحيوانات مثل العجل أبيس وكانوا يحسبون أن فيه روح
إلههم أوزوريس. وبلغ من تقديسهم للحيوانات أن ديودوروس المؤرخ سجل أن المصريين
مزقوا سفير الرومان لأنه قتل قطاً. وبهذه الضربة يدركون خطأ معتقداتهم.
(آية7): هنا
فرعون يريد أن يتأكد أن مواشي إسرائيل لم يصبها ضرر.
الضربة
السادسة : ضربة البثور
الآيات
(8-12):- "8ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «خُذَا مِلْءَ
أَيْدِيكُمَا مِنْ رَمَادِ الأَتُونِ، وَلْيُذَرِّهِ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاءِ
أَمَامَ عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ، 9لِيَصِيرَ غُبَارًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ
مِصْرَ. فَيَصِيرَ عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ دَمَامِلَ طَالِعَةً
بِبُثُورٍ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». 10فَأَخَذَا رَمَادَ الأَتُونِ
وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاءِ، فَصَارَ
دَمَامِلَ بُثُورٍ طَالِعَةً فِي النَّاسِ وَفِي الْبَهَائِمِ. 11وَلَمْ
يَسْتَطِعِ الْعَرَّافُونَ أَنْ يَقِفُوا أَمَامَ مُوسَى مِنْ أَجْلِ
الدَّمَامِلِ، لأَنَّ الدَّمَامِلَ كَانَتْ فِي الْعَرَّافِينَ وَفِي كُلِّ
الْمِصْرِيِّينَ. 12وَلكِنْ شَدَّدَ الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ
يَسْمَعْ لَهُمَا، كَمَا كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى. "
كان
المصريون يقدمون لبعض آلهتهم أناساً أحياء. وقيل أنهم كانوا يحرقون بعض العبرانيين
على مذبح عالٍ. (هذا في بعض الأحيان لكن كان هذا الطقس يتم بذبائح حيوانات عادية
إن لم يتم تقديم عبرانيين) ثم يذرون الرماد في الهواء. وكان يعتقدون أنه تنزل مع
كل ذرة من الرماد بركة. ولذلك أخذ موسى رماداً من التنور وذراه فنشرته الرياح ونزل
على الكهنة والشعب والحيوانات. ولم تصبهم بركات من جراء ذلك بل أصابهم قروح
ودمامل. حتى أن السحرة خجلوا أن يقفوا أمام موسى بسبب الدمامل التي فيهم. والتنور
هو الفرن حيث يشوى اللبن (الطوب). هنا درسين للمصريين [1] لا بركة في الرماد بل
ضربة. [2] الضربة بسبب تعذيب الشعب.
الضربة
السابعة : ضربة الرعد والبَرَدْ والنار
الآيات (13-35):- "13ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى:
«بَكِّرْ فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ
الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. 14لأَنِّي
هذِهِ الْمَرَّةَ أُرْسِلُ جَمِيعَ ضَرَبَاتِي إِلَى قَلْبِكَ وَعَلَى عَبِيدِكَ
وَشَعْبِكَ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنْ لَيْسَ مِثْلِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. 15فَإِنَّهُ
الآنَ لَوْ كُنْتُ أَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُكَ وَشَعْبَكَ بِالْوَبَإِ، لَكُنْتَ
تُبَادُ مِنَ الأَرْضِ. 16وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَقَمْتُكَ، لِكَيْ
أُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. 17أَنْتَ
مُعَانِدٌ بَعْدُ لِشَعْبِي حَتَّى لاَ تُطْلِقَهُ. 18هَا أَنَا غَدًا
مِثْلَ الآنَ أُمْطِرُ بَرَدًا عَظِيمًا جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي مِصْرَ
مُنْذُ يَوْمِ تَأْسِيسِهَا إِلَى الآنَ. 19فَالآنَ أَرْسِلِ احْمِ
مَوَاشِيَكَ وَكُلَّ مَا لَكَ فِي الْحَقْلِ. جَمِيعُ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ
الَّذِينَ يُوجَدُونَ فِي الْحَقْلِ وَلاَ يُجْمَعُونَ إِلَى الْبُيُوتِ، يَنْزِلُ
عَلَيْهِمِ الْبَرَدُ فَيَمُوتُونَ». 20فَالَّذِي خَافَ كَلِمَةَ
الرَّبِّ مِنْ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ هَرَبَ بِعَبِيدِهِ وَمَوَاشِيهِ إِلَى
الْبُيُوتِ. 21وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُوَجِّهْ قَلْبَهُ إِلَى
كَلِمَةِ الرَّبِّ فَتَرَكَ عَبِيدَهُ وَمَوَاشِيَهُ فِي الْحَقْلِ.
22ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ
يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ لِيَكُونَ بَرَدٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ: عَلَى
النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ عُشْبِ الْحَقْلِ فِي أَرْضِ
مِصْرَ». 23فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَعْطَى
الرَّبُّ رُعُودًا وَبَرَدًا، وَجَرَتْ نَارٌ عَلَى الأَرْضِ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ
بَرَدًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. 24فَكَانَ بَرَدٌ، وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ
فِي وَسَطِ الْبَرَدِ. شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي كُلِّ
أَرْضِ مِصْرَ مُنْذُ صَارَتْ أُمَّةً. 25فَضَرَبَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ
أَرْضِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَضَرَبَ
الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ. 26إِلاَّ
أَرْضَ جَاسَانَ حَيْثُ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا بَرَدٌ.
27فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا مُوسَى
وَهَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ
الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ. 28صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ،
وَكَفَى حُدُوثُ رُعُودِ اللهِ وَالْبَرَدُ، فَأُطْلِقَكُمْ وَلاَ تَعُودُوا
تَلْبَثُونَ». 29فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «عِنْدَ خُرُوجِي مِنَ الْمَدِينَةِ
أَبْسِطُ يَدَيَّ إِلَى الرَّبِّ، فَتَنْقَطِعُ الرُّعُودُ وَلاَ يَكُونُ
الْبَرَدُ أَيْضًا، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ. 30وَأَمَّا
أَنْتَ وَعَبِيدُكَ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَمْ تَخْشَوْا بَعْدُ مِنَ
الرَّبِّ الإِلهِ». 31فَالْكَتَّانُ وَالشَّعِيرُ ضُرِبَا. لأَنَّ
الشَّعِيرَ كَانَ مُسْبِلاً وَالْكَتَّانُ مُبْزِرًا. 32وَأَمَّا
الْحِنْطَةُ وَالْقَطَانِيُّ فَلَمْ تُضْرَبْ لأَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَخِّرَةً.
33فَخَرَجَ مُوسَى مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ
لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّبِّ، فَانْقَطَعَتِ الرُّعُودُ
وَالْبَرَدُ وَلَمْ يَنْصَبَّ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ. 34وَلكِنْ
فِرْعَوْنُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرُّعُودَ انْقَطَعَتْ،
عَادَ يُخْطِئُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ هُوَ وَعَبِيدُهُ. 35فَاشْتَدَّ
قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ
عَنْ يَدِ مُوسَى. "
البَرَدْ
هو كرات جليد تسقط على الأرض. وكانت هذه الضربة شديدة على المصريين إذ لم يعتد
المصريين على البرد القارص وهذا الجو العنيف. وكان الرعد يشير لإنذار الله
والبَرَدْ قتل النباتات. والنار قد تأتي من البرق كصواعق تنقض على المنازل
والأشجار فتحرقها أو تأتي النار من احتكاك كرات البَرَدْ (الجليد) مع بعضها فيخرج
منها ألسنة نار ومن شدة هذه الضربة قيل أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك (آية14) فهي
ضربة شديدة ثقيلة وهي موجهة لقلبه العنيد.
(آية15): الله
من مراحمه كان قادراً أن يضربهم بوبأ فيفنيهم جميعاً بشر وبهائم لكنه لم يفعل.
(آية16): لكي أريك قوتي= لعله يؤمن بقوة الله فيتوب. إذاً
ضربات الله هي إنذارات ودعوة للإيمان والتوبة. = ولكي
يخبر باسمي في كل الأرض= أي ليؤمن العالم بالله القوى.
(آية19): من
رحمة الله أنه يرشد فرعون أن يحمي مواشيه حتى تقل الخسائر.
الآيات
(20،21): كل من يستجيب لإنذارات الله يرحم فيحيا ومن يستهين بها يهلك ويموت.
(آية29): لكي تعرف أن للرب الأرض= هذا مخالف لرأي
الوثنيين الذين يقولون أن لكل أرض إله يحفظها. بل هناك إله للتناسل وإله للحرب
وإله للمزروعات.. الخ.
الآيات
(31،32): توقيت الضربة أهلك الكتان والشعير وأبقى الحنطة=
القمح والقطاني= البقول.