الإصحاح الثاني عشر

 

 الفصح- خروف الفصح

الفصح بالعبرية بيسح وهذا أصل كلمة بسخة القبطية. والكلمة تعني العبور. ففي هذا اليوم عبر الشعب من العبودية إلى الحرية. وفي الفصح المسيحي عبر بنا ابن الله إلى أبيه. هو يوم تاريخي لشعب إسرائيل فيه تحرروا وإنطلقوا لأرض الموعد وكان عليهم أن يعيدوا في هذا اليوم ليذكروا ما صنع الله لهم فلا يكون خروجهم قصة حدثت في الماضي بل عملاً حاضراً ودائماً لله في حياة شعبه. ولذلك نعيد في البصخة ثم عيد القيامة كل عام بل وفي كل قداس إلهي لنختبر قوة القيامة في حياتنا دائماً.

ولقد نقلت بعض قبائل البدو هذا التقليد بتلطيخ خيامهم بدم ذبائحهم ويعتقدون أن هذا يطرد الأرواح الشريرة عنهم. وقد يكون النقل عن طقس الفصح أو عن طريق التقليد من آدم.

ولنلاحظ أن تجسد المسيح وحده كان لا يمكن أن يكون سبباً في وحدتنا معه فكيف يتحد البار مع الخطاة. فكان يجب أن يموت جسد المسيح الحامل للخطية لتبطل الخطية وتتلاشى قوة العدو وبعد هذا يمكن أن نتحد معه، لذلك قال المسيح وفي اليوم الثالث أكمل، وهو يكمل كرئيس للخلاص ليأتي بثمر كثير وبعد قيامته انتشل معه الكثيرين للمجد.

ولقد ارتبط طقس الفصح بطقس الفطير، أي يأكل الشعب أسبوع كامل فطير ولا يأكلوا خميراً (أي خبز مختمر) رمزاً للمؤمن الذي عليه أن يبقى كل حياته (أسبوع حياته) مجاهداً أن يبقى بلا خطية بعد أن فداه المسيح بدمه، عابراً من الأعمال الشريرة إلى حياة الفضيلة (1كو7:5،8).

 

 آية (1):- " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: "

التشابه بين ذبيحة الصليب وخروف الفصح الآيات (2-5):-

 

1.     صار شهر الفصح هو أول شهور السنة

 

آية (2):- " 2«هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. "

كان اليهود يحيون والزمن يمر عليهم وأتى الله وقال لنبدأ كل شئ جديداً. وكأن الماضي إندثر. فكان شهر الخروج هو شهر أبيب (يناظر شهري مارس وإبريل) وكان في الترتيب اليهودي أو التقويم اليهودي شهر أبيب هو الشهر السابع فجعله الله الشهر الأول. لذلك صار لليهود تقويمان، التقويم الديني فيه شهر أبيب هو الشهر الأول والتقويم العادي فيه شهر أبيب هو الشهر السابع من شهور السنة.

وكما كان لليهود بالفصح بدءاً جديداً، سنة جديدة هكذا نحن بالفداء لنا بداية جديدة وفي كل قداس نحيا في حالة تجديد قلبي مستمر في المسيح يسوع الذبيح. وكلمة أبيب تعني سنبلة والمسيح هو حبة الحنطة التي سقطت في الأرض لتأتي بحصاد كثير. المسيح فصحنا هو رأس الخليقة وبكرها، هو صار بدء إنطلاق حياة جديدة لنا (رو2:6-4)

 

2.     ذبيحة الفصح هى ذبيحة شركة كل جماعة إسرائيل

 

آية (3):- " 3كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ."

وذبيحة الإفخارستيا هي ذبيحة الكنيسة كلها المتحدة بعريسها. وفيما بعد إشترط ألا يقدم الفصح خارج أورشليم. وهنا لأول مرة تذكر اسم جماعة إسرائيل فهم صاروا جماعة على أساس ذبيحة الفصح المشتركة الواحدة. والإفخارستيا هي شركة ولاحظ في آية (4). أنه يشترك في الذبيحة الواحدة العائلة وجيرانها وأقربائها. الكل يأكل منه والأكل هو علامة الشخصية والاشتراك الشخصي في ممارسة الطقس. إذاً فالفصح يعبر عن الشركة في الذبيحة ويعبر أيضاً عن العلاقة الشخصية مع الله لكل فرد.

 

3.     ذبيحة الفصح شاة

 

الآيات (3+5):- "3كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ." " 5تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ."

والمسيح هو حمل الله وذبح كشاة، هو حمل صامت أخذ من القطيع وأقتيد للذبح وتكون شاة صحيحة (أش7:53 + أر19:11 + يو29:1 + رؤ6:5) وكونه صحيحاً إشارة للمسيح أنه بلا عيب (عب14:9) وبلا خطية "من منكم يبكتني على خطية" ويكون ذكراً. هذا إشارة لأنه عريس الكنيسة (يو29:3 + 2كو2:11) ويكون ابن سنة. أي ليس فيه ضعف الشيخوخة ولا يصيبه القدم، يبقى جديداً في حياتنا على الدوام، مع أنه هو القديم الأيام الأزلى. وهو ليس طفلاً، فهو لم يمت مع أطفال بيت لحم. هو في منتصف العمر. تأخذونه من الخرفان إشارة للمسيح الذي هو ابن الإنسان الذي شابهنا في كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها.

 

4.     دعوة الجار للقريب

 

آية (4):- " 4وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. "

إشارة لدعوة الأمم للإيمان. فالكل مدعو لهذه الذبيحة.

 

5.     الحفظ في اليوم العاشر وتقديمه في اليوم الرابع عشر

 

الآيات (3-6):- "3كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ." " 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ."

كان هذا إشارة لدخول المسيح لأورشليم يوم الأحد وتسليمه يوم الخميس بيد يهوذا

 

العاشر

الحادي عشر

الثاني عشر

الثالث عشر

الرابع عشر

ليلة الاثنين

ليلة الثلاثاء

ليلة الاربعاء

ليلة الخميس

ليلة الجمعة 

 

وكانت المدة من العاشر حتى الرابع عشر هي فرصة ليتأكدوا من أن الشاة خالية من العيوب والأمراض ولتكون موضع تأملهم واستعدادهم روحياً ليوم الفصح.

[1] اليوم العاشر يشير لأن المسيح قدم نفسه عنا إذ كسرنا الوصية (الوصايا عشرة)

[2] في اليوم الرابع عشر يكون القمر بدراً. وإذا كان المسيح فصحنا هو شمس البر فالكنيسة هي القمر وقد أكتمل نورها خلال المسيح فصحها.

ويرى بعض المؤرخين مثل يوسيفوس ويوسابيوس وبعض الآباء مثل القديس فم الذهب أن يوم الجمعة كان موافقاً الخامس عشر من الشهر وأن المسيح أكل الفصح في مساء الخميس في موعده الناموسي. أما كهنة اليهود ورؤسائهم فقد أجلوا الفصح عمداً وبدون وجه حق إلى يوم السبت ليتمكنوا من صلب المسيح قبل العيد، ومن ثم فقد قرروا أن يؤكل الفصح في مساء الجمعة أي بعد أن فرغوا من صلب المسيح.وهناك رأي آخر بأن ما قيل عن ان المسيح اكل الفصح مع تلاميذه يوم الخميس أي ليلة الجمعة ، كان المقصود به الافخارستيا اي الفصح المسيحي . واليهود صلبوا المسيح يوم الجمعة وذهبوا ليأكلوا الفصح . وهذا هو الرأي الاصح . راجع مقدمة كتاب الالام والقيامة من كتب الاناجيل لتري اثبات  صحة هذا الرأي .

 

6.     يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل

 

آية (6):- " 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ."

وهذا ما تحقق مع المسيح (أع27:4) كهنة ورؤساء كهنة وشعب، يهودا وأمماً.

 

7.     ذبحه في العشية

 

آية (6):- " 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ."

هذا إشارة إلى تقديم المسيح نفسه فصحاً عن العالم في ملء الأزمنة. وكان الخروف يذبح في المساء والمسيح أسلم روحه حوالي الساعة التاسعة (الساعة 3 ظهراً بتوقيت الآن) وبقى جسده على الصليب حتى الحادية عشرة (الساعة 5 بتوقيت الآن)

 

8.     رش الدم على العتبة العليا والقائمتين

 

آية (7):- " 7وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا."

لا يرش الدم على العتبة السفلي حتى لا يداس بالأقدام (عب29:10). ورش الدم على العتبة والقائمتين معناه أن الدم يحيط بكل ناحية "فأرى الدم وأعبر عنكم" (13) فبدون دم لا تحصل مغفرة (عب22:9) وإحاطة الدم بكل من في البيت تعطي فكرة عن الكفارة، فدم المسيح يغطينا أي يكفَّر عنا فنخلص ولا نهلك.

وبلا شك رأى كثير من المصريين هذا الطقس واستهزأوا به، وأيضاً فالعبراني الذي رفض رش الدم، هؤلاء بالتأكيد هلكوا. فلا خلاص سوى بهذا الدم والإيمان بعمله الكفاري.

 

9.     يأكلونه مشوياً بالنار مع فطير على أعشاب مرة

 

آية (8):- " 8وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. "

الأكل يشير للإتحاد بالمسيح. والشي بالنار يشير لأن المسيح كان قد إجتاز من أجلنا نار العدل الإلهي "صار قلبي كالشمع، ذاب في وسط أحشائي" (مز14:22) والأعشاب المرة تشير لمرارة الخطية التي حملها عنا المسيح. والفطير يشير إلى أن كل مؤمن بالمسيح عليه أن يعيش حياة مقدسة بسيطة كل أيام حياته (كل سبعة أيام حياته). ولنلاحظ أن الخمير يشير للشر والخبث (1كو7:5،8) وإلى الرياء.

وقد استخدم السيد المسيح في سر الإفخارستيا خبزاً مختمراً، لأنه حمل في جسده خطايانا وكما دخل الخبز للنار في الفرن فماتت الخميرة هكذا بصليب المسيح ماتت الخطية.

ونلاحظ أن المرارة في الأعشاب تشير لمرارة عبودية الشعب في مصر وتشير لمرارة الخطية في حياتنا وقد تحررنا منها بالمسيح فصحنا، وتشير للالام المرة التي تحملها المسيح عنا ، وتشير لأن كل خاطئ عليه أن يتقدم لله في مرارة قلب وإنسحاق روح من أجل خطايانا. وإذ يتمرر فمنا بسبب الخطية يمتلئ قلبنا من حلاوة جسد الرب ودمه. فلا تمتع بسر الإفخارستيا بدون توبة وإعتراف. والشي كان يتم بوضع الخروف على سيخين متقاطعين يرمزان للصليب.

ونلاحظ أهمية الأكل من ذبيحة الفصح، فلا يكفي الإيمان بالمسيح بل أن نأكل ونتناول من جسده ودمه المبذولين عنه (الأعشاب المرة مثل الشيكوريا والجرجير).

 

10.   لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً بالماء.

 

آية (9):- " 9لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ."

الشي يشير للعًجَلَةْ فلا وقت للطبيخ ولا آنية ولا ماء. ولا يأكلونه نيئاً فيتشابهوا مع الوحوش المفترسة والوثنيين. والله يريدنا أن نتمتع بالكلمة الإلهي الملتهب بنار فإلهنا نار آكلة ويريدنا الله أن نلتهب بنار محبته وناره تحرق أشواك الخطية التي فينا، وأن نقبل أي آلام كشركة مع المسيح المتألم. ولنلاحظ أن الماء يلطف من درجة الحرارة فأقصى درجة للماء هي 5100 أما درجة حرارة الشي فأعلى كثيراً. وآلام المسيح لم يكن هناك ما يلطفها، بل تركها الآب لنيران الألم.

 

11.   لا تبقوا منه إلى الصباح.. والباقي تحرقونه

 

آية (10):- "10وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. "

كان لابد أن يدفنوا المسيح قبل السبت (الفصح) (لو54:23 + يو31:19،42). وقد حرصت كنيستنا على عدم إبقاء الأسرار لليوم التالي. ونلاحظ أن الشعب قدم الذبيحة وخرجوا من مصر ليلاً وكان بقائه للصباح يعرضه للتلف مما يتعارض مع عظمة العمل، لذلك وحتى لا ينتن أو يستخدم في أغراض خرافية كما تفعل الشعوب الوثنية، كانت تحرق الفضلات بالنار فهذه خير وسيلة لمنعها من التلف فالمسيح لم يرد فساداً.

وكانت الأجساد المعلقة لا تبقى للصباح (تث23:21) فكان يجب أن ينزل جسد المسيح قبل الصباح. وروحياً فالخلاص تم في المساء وذهب اللص للفردوس مع المسيح "اليوم تكون معي في الفردوس".

 

12.   رأسه مع أكارعه وجوفه.

 

آية (9):- " 9لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ."

كانت الأحشاء تغسل وترد إلى داخل الخروف لتشوى معه. وعلينا أن نفهم المعنى الروحي لهذا فالرأس تشير لفكر المسيح (وعلينا أن يكون لنا فكر المسيح في5:2). والقدمين تشير لإتجاهاته (فلنسلك كما سلك ذاك) والجوف أي الأحشاء تشير لمحبته وعواطفه ولعلنا ندرك محبته لنا ويكون لنا نفس الحب تجاه الآخرين. وحينما نأكل جسد المسيح يتقدس فكرنا وتتقدس مشاعرنا وإتجاهاتنا. وما معنى أن تشوى الرأس والأكارع والجوف؟ فالمسيح في حياته وفي صليبه احتمل آلام فكرية ذهنية وعاطفية من كل من هاجموه وظلموه فهو قال "نفسي حزينة حتى الموت" لم يوجد مكان في جسد المسيح لم يتعرض للألم، الكل تعرض لنيران الألم.. رأسه وجسده ويديه وقدميه..

 

13.   يأكلوه وهم في استعداد للرحيل

 

آية (11):- " 11وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. "

اليهود كانوا يأكلونه وهم كأنهم في استعداد للرحيل (أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة) كان اليهود ينفذون هذا حرفياً تذكاراً لخروجهم من مصر في تلك الليلة. ونحن نتناول جسد المسيح ودمه بشعور من هو في غربة ومستعد لترك هذا العالم ومتطلعاً للرحيل نحو أورشليم العليا. والأحقاء المشدودة تشير لضبط الشهوات (شهوات الجسد وملذاته) والحذاء في الرجل يشير لمن خرج لهذا العالم يخدم الله غير عابئٍ بأشواك هذا العالم. والعصا في اليد هي قوة الله التي يعطيها لكل إنسان وهي الوصية وهي العبادة (فالعصا قيل أنها عصا الله وعصا موسى وعصا هرون). وقيل أن العصا هي الرجاء الذي نستند عليه في رحلتنا نحو السماء.

 

14.   استخدام الزوفا.

 

آية (22):- " 22وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ،"

الزوفا نبات طيار كالنعناع يعطي رطوبة للحلق لذلك قُدَّمَ للمسيح خلاً في إسفنجة موضوعة على زوفا (يو29:19) وكان هذا ليسكن الألم ويهدئ من العطش. وكان شكل النبات يجعله مناسباً لرش الدم وصار رمزاً للتطهير لإستعماله دائماً لهذا الغرض (طقس تطهير الأبرص وخلافه) (لا4:14،6 + مز7:50 + لا49:4،51 + عد6:19،18). وهو نبات ضعيف يشير لتواضع المسيح. إذاً استخدام الزوفا يشير لأن الدم هو للتطهير ولشفاء أمراضنا وتطهير نفوسنا وإشتراك مع المسيح في آلامه على الصليب.

 

15.   من هو داخل البيت ينجو

 

آية (22):- " 22وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ

الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ،"

إشارة لمن هو داخل الكنيسة جسد المسيح ثابتاً في المسيح، هذا يكفر عنه الدم.

 

16.   فريضة أبدية   = "اصنعوا هذا لذكري"

 

آية (14):- "14وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً."

 

آية (24):- " 24فَتَحْفَظُونَ هذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى الأَبَدِ. "

ظل الفصح شريعة ثابتة لليهود حتى أتى المسيح المرموز إليه فبطل الرمز وحل سر الإفخارستيا في الكنيسة للأبد، ووحدتنا مع المسيح هي وحدة أبدية (لو15:22،16).

 

17.   كل إبن غريب لا يأكل منه (43) كل عبد يأكل (44).

 

الآيات (43-44):- "43وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «هذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. 44وَلكِنْ كُلُّ عَبْدِ رَجُلٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ. "

اشترط أن لا يأكل منه إلا المختون. والتناول لا يتمتع به سوى المعمد والمختون روحياً أي التائب. وفي بيت واحد يؤكل (آية46) أي من هم واحد في الإيمان والكل يأكلون منه كباراً وصغار. والعبيد الذين يأكلون منه هم المختونين هذه إشارة لقبول الأمم على أن يعتمدوا أولاً. (1كو27:11).

 

18.   عظماً لا تكسروا منه.

 

آية (46):- " 46فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ."

يشير للسيد المسيح الذي لما جاءوا ليكسروا ساقيه وجدوه قد مات سريعاً (يو36:19) فلم يكسروها. وهذا يشير لكمال ذبيحة الفصح وكمال عملها في الخلاص. وإذا كانت الكنيسة هي من لحمه ومن عظامه فكنيسة المسيح لن تنفصم وهو سيحافظ علي جسده. وكما أن الفصح لا يكسر عظامه، هكذا الصديقون المتحدون بالسيد المسيح فصحهم لا تكسر عظامهم (مز20:34). والعظم هو الإيمان الحي الذي لا ينكسر. فاللص اليمين كسرت عظامه أما عظام نفسه فقد حفظها الرب، إذ تمسك بالإيمان في لحظات الضيق فاستحق الفردوس.

آية (6):- " 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ."

المقصود أن كل أسرة أو كل جماعة أو كل بيت تذبح الخروف في وقت واحد ولكنها حملت رمزاً واضحاً أن كل إسرائيل شعباً وكهنة وكتبة.... اشتركوا في صلب المسيح.

 

آية (12):- " 12فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. "

أصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين= هناك تقليد يهودي يقول أن الأوثان المصرية سقطت في هذه الليلة. ولكن الأهم أن أبكار عابدي الأوثان ماتوا ولم تستطع أوثانهم أن تحميهم. فضلاً عن موت أبكار البهائم المقدسة عند المصريين.

 

آية (13):- "13وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. "

 

آية (15):- " 15«سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. "

كانوا يأكلون الفطير من يوم 14مساءً أي ليلة الخامس عشر حتى 21مساءً أي ليلة الاثنين وعشرين. وكانوا يحرقون كل أثر لخبز مختمر في البيت.

 

آية (16):- " 16وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ."

محفل مقدس= أي يحتفلون بطريقة مقدسة لا بطرق عالمية، ومقدسة تعنى أنها تكون مخصصة لله. وكلمة محفل مقدس مترجمة في اليونانية كنيسة وهي تذكر هنا لأول مرة.

 

آية (17):- "  17وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. "

تفسير هذه الآية روحياً "عليكم أن تحفظوا نقاوتكم لأنني قد حررتكم وهذه تقال للشعب الخارج من مصر وتقال لنا نحن المفديين بالدم.

 

آية (18):- "18فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً."

 

آية (19):- " 19سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. "

كانوا ينظفون البيت من أي أثر للخمير ويسير رب الأسرة بمصباح ليبحث عن أي كسرة خبز ويحرقها. تقطع تلك النفس= ذكرت 36 مرة في العهد القديم.

 

الآيات (20-25):- "20لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا».21فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَاذْبَحُوا الْفِصْحَ. 22وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ، 23فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ. 24فَتَحْفَظُونَ هذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى الأَبَدِ. 25وَيَكُونُ حِينَ تَدْخُلُونَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ، أَنَّكُمْ تَحْفَظُونَ هذِهِ الْخِدْمَةَ."

 

آية (26):- " 26وَيَكُونُ حِينَ يَقُولُ لَكُمْ أَوْلاَدُكُمْ: مَا هذِهِ الْخِدْمَةُ لَكُمْ؟"

طقس العيد فيه تذكار وتعليم للصغار ليعرف الكل ما صنعه الرب.

الآيات (27-28):- "27أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا». فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا. 28وَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هكَذَا فَعَلُوا."

 

آية (29):- " 29فَحَدَثَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ."

فحدث في نصف الليل= هذا إشارة ليوم دينونة إبليس، اليوم الأخير الذي سيكون له يوم ظلمة (يؤ30:2،31 + عا18:5-20) ولقد أسلم المسيح فصحنا الجديد روحه في آخر النهار ودخل بالليل إلى الجحيم ليفك المأسورين في الظلمة وينطلق بهم إلى نور الفردوس الذي بلا ظلمة.

 

الآيات (30-32):- "30فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلاً هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ. 31فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا، وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. 32خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضًا وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضًا». "

 

آية (33):- " 33وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ»."

قالوا جميعنا.  ألح المصريين= لم يلح فرعون وحده بل كل الشعب المصري وأعطوا اليهود ما طلبوه حتى يخرجوا بسرعة ولا يعوقهم شئ فهم خافوا أن تأتي عليهم ضربات جديدة. ولننظر نهاية الكبرياء !! ماذا وصل إليه حال فرعون ورجاله وشعبه!! وقارن مع (2:5) هكذا يعمل الله في حياتنا وإن ثابرنا حتى النهاية فحتى المقاومين لنا يدفعونا للعبور دفعاً.

 

الآيات (34-36):- "34فَحَمَلَ الشَّعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. 35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ."

 

آية (37):- " 37فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ، نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ. "

ارتحلوا من رعمسيس إلى سكوت= بداية الإنطلاق أن نترك أرض الخطية فرعمسيس هي معقل العبادة الوثنية وسكوت تعني مظال فالمؤمن يحيا هنا في غربة. 600.000ماشٍ= دخل مصر 70 نفساً + نساؤهم وبناتهم وعبيدهم وإمائهم. وهذا العدد تقريبي والعدد الحقيقي نجده في (عد32:2) وهو 603550 عدا اللاويين. ولكن رقم 600.000= 6 × 100 × 1000 وبالمعاني الرمزية للأرقام فرقم 6 يشير لكمال العمل الإنساني فالإنسان خُلِقَ في اليوم السادس (وأكمل ما في الإنسان نقص بالنسبة لله) ورقم 100 يشير لجماعة الله (قطيع المسيح 100 خروف) ورقم 1000 يشير للحياة السماوية. وكأن الكنيسة المنطلقة لكنعان يمثلها هذا الرقم رمزياً. فهم بشر (6) لهم سقطاتهم ولكنهم قطيع المسيح ولهم طابعهم وحياتهم السماوية. وهم في حركة دائمة مستمرة نحو السماء (هم 600.000 ماشٍ نحو كنعان). ولاحظ أن العدد يشمل الرجال فقط دون الأولاد أي من له ثمار روحية وقد نضج.

 

آية (38):- " 38وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ، مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا.ً"

لفيف= ربما كانوا من المصريين أو العبيد الآخرين من الشعوب الأخرى. وربما أعجب هؤلاء بإله إسرائيل أو وجدوها فرصة للهروب.

 

آية (39):- "39وَخَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيرًا، إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا، فَلَمْ يَصْنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ زَادًا."

 

آية (40):- " 40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. "

430سنة= راجع تفسير سفر التكوين إصحاح (15).

 

الآيات (41-45):- "41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 42هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ. تُحْفَظُ مِنْ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 43وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «هذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. 44وَلكِنْ كُلُّ عَبْدِ رَجُلٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ. 45النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ."

 

آية (46):- " 46فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ."

في بيت واحد يؤكل= كانت الشاة الواحدة تؤكل في بيت واحد، لأن النجاة من الهلاك كانت للإنسان الذي يوجد داخل البيت محمي بالدم. وتشير العبارة أيضاً لوحدة المؤمنين مع بعضهم، وبينهم وبين الذبيحة، وبينهم وبين الله الواحد للإيمان الواحد.

 

الآيات (47-51):- "47كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. 48وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحًا لِلرَّبِّ، فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُلُّ ذَكَرٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ، فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. 49تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِمَوْلُودِ الأَرْضِ وَلِلنَّزِيلِ النَّازِلِ بَيْنَكُمْ». 50فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هكَذَا فَعَلُوا. 51وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ."