إغتصاب الكهنوت
رأينا فى الإصحاح السابق أمانة الله فى وعوده, وها نحن نرى هنا تمرد البشر
ضد نظام وضعه الله. ورأينا سابقاً تذمر الشعب لكن ها نحن نرى تذمر اللاويين
والرؤساء وغالباً فهذه الفتنة مركبة فقورح هو لاوى من القهاتيين. أما داثان وأبيرام
فهم أولاد اليآب بن فلو بن رأوبين (عد 5:26-9) وكان قورح وهو لاوى يطلب كهنوتاً,
ويبدو أن قورح كان زعيماً ذو مكانة وشخصية مؤثرة فهو إستطاع أن يؤثر على 250 رئيس
للجماعة، وهذا يوضح أن الشيطان يعمل جاهداً على إستغلال الكفاءات الكبيرة وذوى
المواهب. وطلب قورح مع جماعته الـ 250 لاوى أن يكونوا كهنة. أما داثان وأبيرام وهم
من سبط رأوبين فغالباً غاروا من سبط يهوذا لأنه فى المقدمة وهم يعتبرون أنفسهم
أولاد رأوبين البكر وهم أحق بالرئاسة فهم يطلبون سلطة زمنية. وكان القهاتيين
مجاورين للرأوبينيين فإتحدت المجموعتان فى تحدى سلطة موسى الدينية والمدنية.
وقد حدث بعد ذلك أن غضب الله حينما قدّم شاول ذبيحة ثم غضب على عزيا الملك
وضربه لنفس السبب. المهم أننا أمام حالة طمع فى مناصب أعلى ومواهب أعلى فقورح كان
لهُ عمل لكنه طمع فى عمل موسى وهرون. ونحن كخدام لله علينا أن نكون أمناء فى القليل
الذى أعطاه لنا الله دون أن نحسد الآخرين ونطمع فى خدمتهم. فلكلٍ دوره وخدمته ولا
يجب أن يطمع فى دور الآخر .وخطورة الحسد أنه يؤدى للعمى الروحى والذهنى، فقد رأى
هؤلاء الحاسدين أن موسى الحليم أنه متسلط
ومرتفع. والـ 250 قد يكونوا من أسباط إسرائيل وكلهم من الرؤساء الطالبين أن يكون
الكهنوت لهم. أو أن يكون الكهنوت فى كل أسرة كما كان من قبل ( نظام البطاركة ) حين
كان رب كل أسرة هو كاهنها. وذلك يفسر وجود مجامر معهم. وربما مارسوا بها الكهنوت
قبل أن يحدد الله سبطاً وأسرة بعينها هى أسرة هرون للكهنوت.
وربما مارسوا الكهنوت فعلاً كل فى بيته قبل هذه الثورة العامة الرافضة
لنظام الله.
ولنلاحظ أن عامة الشعب تذمروا بسبب بطونهم ( لحم / بصل...) أما الرؤساء فهم
يضربون بضربة أمّر وهى الكبرياء ولهذا تُعرف الكبرياء بأنها الصعود إلى أسفل.
أية (1):- "1وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ
قَهَاتَ بْنِ لاَوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيآبَ، وَأُونُ بْنُ
فَالَتَ، بَنُو رَأُوبَيْنَ، "
يذكر هنا إسم أون بن فالت ولا
يذكر بعد ذلك فربما قدم توبة.
أية (2):- "
2يُقَاوِمُونَ مُوسَى مَعَ أُنَاسٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ مَدْعُوِّينَ
لِلاجْتِمَاعِ ذَوِي اسْمٍ."
من بنى إسرائيل = هذا ما يجعلنا نفهم أن الثورة كانت تشمل رؤساء من كل الأسباط تأثروا
بثورة قورح وداثان وأبيرام. مدعوين للإجتماع
= تعنى منتخبين.
أية (3):- "3فَاجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ
وَقَالُوا لَهُمَا: «كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا
مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى
جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟»."
هذا الكلام يشبه من يقول الآن " كلنا ملوك وكهنة
فلماذا يرتفع الكهنة علينا"
وهؤلاء لم يفهموا أن الكهنوت والخدمة عموماً إتضاع وليس
إرتفاع فالخادم الحقيقى مُتضع يبحث عن الخدمة ويلجأ لله فى الصلاة لا يشغله منصب
ولا رئاسة. وإن أُختير للرئاسة يفهم أنها مسئولية سيدينه الله عليها وليست منصباً
يتباهى به. أما الخادم المُزيّف فيطلب مجد نفسه ويكون هذا بذراع بشرى كما حدث هنا.
أما الخادم الحقيقى فهو يلجأ لله ليحكم لهُ فى الظلم الواقع عليه. الخادم الحقيقى
متضع والخادم المزيف متكبر.
أية (4):- "
4فَلَمَّا
سَمِعَ مُوسَى سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ."
هنا يظهر موسى كخادم حقيقى فهو سقط على
وجهه أمام الله ليحكم لهُ.
الأيات (5-6):-" 5ثُمَّ كَلَّمَ قُورَحَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ قَائِلاً: «غَدًا
يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ
إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. 6اِفْعَلُوا
هذَا: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ. قُورَحُ وَكُلُّ جَمَاعَتِهِ. "
أية (7):- "7وَاجْعَلُوا
فِيهَا نَارًا، وَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا أَمَامَ الرَّبِّ غَدًا. فَالرَّجُلُ
الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ هُوَ الْمُقَدَّسُ. كَفَاكُمْ يَا بَنِي لاَوِي!»."
كفاكم يا بنى لاوى = هذه رد على قولهم لموسى وهرون (3) كفاكما.
أية (8):- " 8وَقَالَ
مُوسَى لِقُورَحَ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي لاَوِي. "
أية (9):- "9أَقَلِيلٌ
عَلَيْكُمْ أَنَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ أَفْرَزَكُمْ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ
لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَعْمَلُوا خِدْمَةَ مَسْكَنِ الرَّبِّ،
وَتَقِفُوا قُدَّامَ الْجَمَاعَةِ لِخِدْمَتِهَا؟ "
إذاً لكل واحد خدمته وعليه أن يقوم بها بأمانة.
أية (10):-
" 10فَقَرَّبَكَ
وَجَمِيعَ إِخْوَتِكَ بَنِي لاَوِي مَعَكَ، وَتَطْلُبُونَ أَيْضًا كَهَنُوتًا!"
أية (11):-
" 11إِذَنْ
أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ مُتَّفِقُونَ عَلَى الرَّبِّ. وَأَمَّا هَارُونُ فَمَا
هُوَ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟»"
هذه صفة أخرى للخادم الحقيقى فالتذمر من الشعب ليس هو ضد الخادم بل ضد
الله.
أية (12):-
"12فَأَرْسَلَ
مُوسَى لِيَدْعُوَ دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ. فَقَالاَ: «لاَ
نَصْعَدُ!"
داثان وأبيرام فى كبريائهما رفضا أن يذهبا ليقابلا موسى.
أية (13):-
"13أَقَلِيلٌ
أَنَّكَ أَصْعَدْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً لِتُمِيتَنَا فِي
الْبَرِّيَّةِ حَتَّى تَتَرَأَسَ عَلَيْنَا تَرَّؤُسًا؟ "
أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً = يقصدون مصر وهم هنا يسخرون من أن الرب وصف أرض الميعاد بأنها تفيض لبناً
وعسلاً فهم يصفون أرض العبودية بأوصاف أرض الميعاد بينما مصر مشهورة بالبصل
والثوم. وهؤلاء ظنوا أنهم سيبقون فى البرية إلى الأبد.
أية (14):-
"14كَذلِكَ
لَمْ تَأْتِ بِنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَلاَ أَعْطَيْتَنَا
نَصِيبَ حُقُول وَكُرُومٍ. هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ؟ لاَ
نَصْعَدُ!»."
هل تقلع أعين هؤلاء القوم = لها معنيين
الأول أنه بعد أن أحضرتنا لهذا القفر لم يبق لك أن تفعل سوى هذا والثانى أنك جعلت
القوم كالعميان يسيرون وراءك كيفما شئت . وربما تعني ان لهذا الشعب عيون ولا
تستطيع أن تستمر يا موسي في خداعهم بأن هذه البرية القاحلة التي اتيت بنا اليها هي
تفيض لبنا وعسلا.
أية (15):-
"15فَاغْتَاظَ مُوسَى جِدًّا وَقَالَ
لِلرَّبِّ: «لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا. حِمَارًا وَاحِدًا لَمْ آخُذْ
مِنْهُمْ، وَلاَ أَسَأْتُ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ»."
موسى هنا فى غيظه يظهر كمدافع عن الكهنوت كنظام إلهى يحاولون إغتصابه.
وقوله لا تلتفت إلى تقدمتهما = إشارة لحادثة رفض قرابين قايين, وموسى هو كاتب
القصة ودليل أن موسى لم يغتاظ لأجل كرامته أنه عاد وتشفع لهم.
الأيات (16-18):-" 16وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «كُنْ أَنْتَ
وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ أَمَامَ الرَّبِّ، أَنْتَ وَهُمْ وَهَارُونُ غَدًا، 17وَخُذُوا
كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ، وَاجْعَلُوا فِيهَا بَخُورًا، وَقَدِّمُوا أَمَامَ
الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ. مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِجْمَرَةً.
وَأَنْتَ وَهَارُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ». 18فَأَخَذُوا كُلُّ
وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلُوا فِيهَا نَارًا وَوَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا،
وَوَقَفُوا لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَارُونَ. "
أية (19):- "19وَجَمَعَ عَلَيْهِمَا قُورَحُ كُلَّ
الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ
لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ."
قورح يجمع كل الجماعة ليساندوه. وهذه غباوة فهل يقووا على الله.
الأيات (20-23):-" 20وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ
قَائِلاً: 21«افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ فَإِنِّي
أُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». 22فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَقَالاَ:
«اللّهُمَّ، إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، هَلْ يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ
فَتَسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ؟» 23فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى
قَائِلاً:"
الأيات (24-25):-" 24«كَلِّمِ الْجَمَاعَةَ قَائِلاً: اطْلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ
مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ».25فَقَامَ مُوسَى وَذَهَبَ
إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَذَهَبَ وَرَاءَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ."
حينما عَلِمَ موسى بنيّة الله فى ضرب المتمردين ذهب هو لداثان وأبيرام
اللذان سبقا فرفضا هما الذهاب لموسى. وهذا من تواضع موسى ومحبته وهنا يعطيهم فرصة
أخيرة إعتزلوا = حين نعتزل الأشرار وشرهم ننجو من مصيرهم.
الأيات (26-29):-" 26فَكَلَّمَ الْجَمَاعَةَ قَائِلاً:
«اعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْبُغَاةِ، وَلاَ تَمَسُّوا
شَيْئًا مِمَّا لَهُمْ لِئَلاَّ تَهْلِكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ». 27فَطَلَعُوا
مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ
وَأَبِيرَامُ وَوَقَفَا فِي بَابِ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ نِسَائِهِمَا وَبَنِيهِمَا
وَأَطْفَالِهِمَا. 28فَقَالَ مُوسَى: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ
الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا
لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي. 29إِنْ مَاتَ هؤُلاَءِ كَمَوْتِ كُلِّ
إِنْسَانٍ، وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ، فَلَيْسَ الرَّبُّ قَدْ
أَرْسَلَنِي. "
أية (30):-
"30وَلكِنْ
إِنِ ابْتَدَعَ الرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ
وَكُلَّ مَا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، تَعْلَمُونَ أَنَّ
هؤُلاَءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ»."
هبطوا أحياء إلى الهاوية = الهاوية
هنا تشير إلى المكان أو يصير تحت الأرض قبراً لهم ولا تشير الجحيم. فهو قال وكل ما لهم. والمنازل والأمتعة لا تذهب للجحيم قد إزدروا بالرب = فمن يعتدى على نظام وضعه الله
يزدرى بالله.
الأيات (31-34):-" 31فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكَلُّمِ
بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ، انْشَقَّتِ الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَهُمْ، 32وَفَتَحَتِ
الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ
مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، 33فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ
أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ
بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. 34وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ
هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «لَعَلَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا».
أية (35):- "35وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ
وَأَكَلَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ."
النار أكلت قورح وكل من بخر بإستخدام المجمرة ولكن فى آية ( آية32 ) قوله
كل من كان لقورح = يعنى كل من سار وراء
فتنة قورح
فنحن هنا أمام عقوبتين النار أكلت من إغتصب الكهنوت,
والأرض فتحت فاها لمن دخله الكبرياء, النار كانت لقورح. وفتحت الأرض فاها لداثان
وأبيرام وأولادهم وكل مالهم
ويبدو أن قورح خلال هذه الفتنة كان لهُ إقامة وسكن عند
داثان وأبيرام بدون زوجته وأولاده فأولاد قورح لم يهلكوا فى هذه الفتنة فهم
بالتأكيد أبرياء ورفضوا خطية أبيهم قورح. بل تكون من أولادهم مغنين فى الهيكل ولهم
مزامير (راجع 11:26) لكن أولاد داثان وأبيرام ما توا مع أبائهم. الله وحده يعلم
القلوب ويعرف من يُضْرَبْ ومن ينجو من العقاب. وهذا رد آخر على تحمل الأبناء لذنوب
أبائهم ( راجع تث 6:11 + مز 18،17:106) ولاحظ هلاك كل واحد بالعنصر الذى أخطأ به.
فقورح قدم ناراً فى مجمرته فإحترق بنار وداثان وأبيرام إرتفعا بقلبيهما فى كبرياء
فسقطوا تحت الأرض وشابهوا الشياطين, فالشياطين هم من يهبطوا تحت الأرض. والعكس
فمزامير أولاد قورح كلها فرح فهم لم يقاوموا كأبيهم.
أية
(36):- " 36ثُمَّ
كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: "
أية (37):-
"37«قُلْ
لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ
الْحَرِيقِ، وَاذْرِ النَّارَ هُنَاكَ فَإِنَّهُنَّ قَدْ تَقَدَّسْنَ. "
الله يكلف العازار بجمع المجامر ولم يكلف هارون فهارون لا يجب أن يتنجس
بلمسه الموتى.
أية (38):-
"38مَجَامِرَ
هؤُلاَءِ الْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ، فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ
مَطْرُوقَةً غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدْ قَدَّمُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ
فَتَقَدَّسَتْ. فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»."
المجامر كانت تذكارات لعقوبات الرب كما كان قسط المن تذكاراً لإحساناته.
لذلك يقول بولس الرسول " أنظروا لنهاية سيرتهم (عب 7:13). ولاحظ أن
الله يعتبر أنه حتى هذه المجامر لأنه قد قُدَم فيها بخور لإسمه فهى قد تقدست
صارت قصة قورح وداثان وأبيرام عبرة حتى أن بنات صلفحاد قالوا نحن لسنا من
أولادهم.
الأيات (39-40):-" 39فَأَخَذَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ
مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَدَّمَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، وَطَرَقُوهَا غِشَاءً
لِلْمَذْبَحِ، 40تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ
يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُورًا
أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَكُونَ مِثْلَ قُورَحَ وَجَمَاعَتِهِ، كَمَا كَلَّمَهُ
الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى."
أية (41):-
"41فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ فِي الْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: «أَنْتُمَا قَدْ
قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ»."
الجماعة كلها تتذمر على موتهم ممّا يكشف عن مدى تأثيرهم. والعجيب أنهم لم
يرتدعوا فطبيعة الإنسان أنه دائم التذمر.
الأيات (42-45):-" 42وَلَمَّا
اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ انْصَرَفَا إِلَى خَيْمَةِ
الاجْتِمَاعِ وَإِذَا هِيَ قَدْ غَطَّتْهَا السَّحَابَةُ وَتَرَاءَى مَجْدُ
الرَّبِّ. 43فَجَاءَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ
الاجْتِمَاعِ. 44فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 45«اِطْلَعَا
مِنْ وَسَطِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ، فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلَحْظَةٍ». فَخَرَّا
عَلَى وَجْهَيْهِمَا. "
الأيات (46-48):-" 46ثُمَّ
قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى
الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ
وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ
ابْتَدَأَ الْوَبَأُ». 47فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى،
وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإِذَا الْوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي
الشَّعْبِ. فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. 48وَوَقَفَ
بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ."
موسى يشفع فى شعبه. وهرون يُبخِّر بسرعة وسط الجماعة ليتوقف الوبأ ونرى هنا
أن مجد الرب قد ظهر بنفس الطريقة التى ظهر بها سابقاً يوم تكريس هرون (لا23:9)
وهو يظهر هنا ليثبته فى عمله أمام هؤلاء المتذمرين. وهنا
هرون وقف رمزاً للمسيح حين وقف بين الأحياء
والأموات. وها هم المتذمرين قد إتهموا موسى وهرون بأنهم يريدون قتلهم
وإحتقروا كهنوت هرون ولكن هنا نجد هرون هو الذى أنقذهم بكهنوته.
الأيات (49-50):-" 49فَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ
أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. 50ثُمَّ
رَجَعَ هَارُونُ إِلَى مُوسَى إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْوَبَأُ قَدِ
امْتَنَعَ."