الأعياد
وذبائحها وتقدماتها
الأيات (1-5):-"
1«وَفِي الشَّهْرِ
السَّابعِ، فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ.
عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. يَوْمَ هُتَافِ بُوق يَكُونُ لَكُمْ. 2وَتَعْمَلُونَ
مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ،
وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. 3وَتَقْدِمَتَهُنَّ
مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيْنِ
لِلْكَبْشِ، 4وَعُشْرًا وَاحِدًا لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ السَّبْعَةِ
الْخِرَافِ. 5وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ
لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ،"
عيد
الهتاف :
نبدأ
من هنا أعياد النصف الثانى من السنة وفى خلال الشهر السابع نحتفل بثلاث أعياد
وكانت هذه الفترة راحة بالنسبة للعاملين فى الزراعة، ما بين الحصاد وبذر البذور
وكأن الله أراد أن يفرغهم للعبادة المُفرحة فى هذه الفترة (لذلك ينبغى أن نقدس
عطلاتنا لله).
ولاحظ
فى
أية (6):- "6فَضْلاً عَنْ
مُحْرَقَةِ الشَّهْرِ وَتَقْدِمَتِهَا وَالْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ
وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ كَعَادَتِهِنَّ رَائِحَةَ سَرُورٍ وَقُودًا
لِلرَّبِّ."
أن
تقديمهم لذبائح يوم الهتاف لا يعفيهم من ذبائح رأس الشهر والمحرقة اليومية، فعمل
شىء مقدس لا يعفينى من باقى واجباتى المقدسة مثلاً لو ذهبت للكنيسة هذا لا يعفينى
من صلاتى المنزلية فى هذا اليوم. وعيد الأبواق فيه يضربون الأبواق كأن الله يُعلن
لشعبه أن يستعدوا للعيدين العظيمين عيد الكفارة وعيد المظال.
الأيات (7-11):-" 7«وَفِي عَاشِرِ هذَا الشَّهْرِ
السَّابعِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَتُذَلِّلُونَ أَنْفُسَكُمْ.
عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا. 8وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ
رَائِحَةَ سَرُورٍ: ثَوْرًا وَاحِدًا
ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ
حَوْلِيَّةٍ. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. 9وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ
دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَانِ
لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، 10وَعُشْرٌ وَاحِدٌ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ
السَّبْعَةِ الْخِرَافِ. 11وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ
ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنْ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ لِلْكَفَّارَةِ
وَالْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ."
عيد
الكفارة :
فيه
يتذللون وفيه يقربون محرقة للرب رائحة سرور (8) هكذا يمتزج تذللهم بالفرح إذ يُسر
الله بهم لا من أجل تذللهم لكن من أجل المصالحة التى تتحقق بينه وبينهم خلال
المحرقة. ونلاحظ هنا أن ذبيحة الكفارة هى ذبيحة خطية, ولكن يقدم بجانبها ذبيحة
خطية أخرى والسبب أنهم فى تقديمهم ذبيحة الكفارة ربما يخطئوا فيحتاجوا لما يكفر عن
هذا. ولنسأل أنفسنا هل حينما نقدم توبة تكون توبة حقيقية أو هى توبة فيها إستهتار
وهذه خطية جديدة تحتاج توبة عليها.
ويقدمون
فى يوم الكفارة محرقات لأنه فى كل شىء (حتى فى توبتنا) يجب أن تكون أعيننا على مجد
الله وسروره.
الأيات (12-38):-"
12«وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ
مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ
الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وَتُعَيِّدُونَ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 13وَتُقَرِّبُونَ
مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْرًا
أَبْنَاءَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا.
صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. 14وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ
بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ مِنَ الثَّلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْرًا،
وَعُشْرَانِ لِكُلِّ كَبْشٍ مِنَ الْكَبْشَيْنِ، 15وَعُشْرٌ وَاحِدٌ
لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ الأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا، 16وَتَيْسًا
وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ
الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 17«وَفِي الْيَوْمِ
الثَّانِي: اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا أَبْنَاءَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ
عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. 18وَتَقْدِمَتَهُنَّ
وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ
كَالْعَادَةِ. 19وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ
خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ
سَكَائِبِهِنَّ. 20«وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: أَحَدَ عَشَرَ
ثَوْرًا، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. 21وَتَقْدِمَتَهُنَّ
وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ
كَالْعَادَةِ. 22وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً
عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 23«وَفِي
الْيَوْمِ الرَّابعِ: عَشَرَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ
خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. 24وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ
لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. 25وَتَيْسًا
وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ
الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 26«وَفِي الْيَوْمِ
الْخَامِسِ: تِسْعَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا
حَوْلِيًّا صَحِيحًا. 27وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ
لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. 28وَتَيْسًا
وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ
وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 29«وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسِ:
ثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا
صَحِيحًا. 30وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ
وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. 31وَتَيْسًا
وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ
وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 32«وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ: سَبْعَةَ
ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. 33وَتَقْدِمَتَهُنَّ
وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ
كَعَادَتِهِنَّ. 34وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً
عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. 35«فِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ: يَكُونُ لَكُمُ اعْتِكَافٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ
تَعْمَلُوا. 36وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً وَقُودًا رَائِحَةَ سَرُورٍ
لِلرَّبِّ: ثَوْرًا وَاحِدًا، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ
صَحِيحَةٍ. 37وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثَّوْرِ وَالْكَبْشِ
وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. 38وَتَيْسًا وَاحِدًا
لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا
وَسَكِيبِهَا. "
عيد
المظال :
يعقب
عيد الكفارة, وفى عيد الكفارة نراهم يتذللون. أما
عيد المظال فكله أفراح فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج. ونلاحظ أن أيام
الفرح يجب أن تكون أيام ذبائح. ونحن يجب أن تكون أيام فرحنا أيام أفراح روحية نفرح
بأن تكون لنا فيها علاقة بالله فهذا هو الفرح الحقيقى، بل هذا يزيد الفرح. وهنا كل
أيام إقامتهم فى المظال (والمظال تشير لأيام غربتنا بالجسد) نجدهم يقدمون ذبائح.
وهكذا تعمل الكنيسة قداسات مستمرة.
وعيد
الكفارة يشير للصليب لهذا إرتبط بالصوم والتذلل أما عيد المظال فهو يشير إلى ثمار
الصليب بما يحمله من قوة قيامة وصعود وتمتع بالروح القدس. وإستمرار العيد 8 أيام
يشير إلى الحياة المقامة فى المسيح أى الحياة الأخرى، هو عيد الفرح والإنطلاق نحو
السماويات ونلاحظ كثرة الذبائح والتقدمات ففى خلال 7 أيام يقدم 70 ثوراً. ففى
اليوم الأول يقدم 13 ثوراً وفى اليوم الثانى يقدم 12 ثوراً وهكذا حتى اليوم السابع
يقدم 7 ثيران فيكون الإجمالى (13+12+11+10+9+8+7=70) وهو رقم كامل. ولاحظ أن
الذبائح تبدأ بـ 13 وهو رقم الخطية, وتنتهى بـ 7 وهو رقم كمال. وكثرة عدد الذبائح
تشير لأن الفرح الحقيقى ينبع من عمل الذبيحة الحقيقية المسيح. بمعنى آخر كلما
إكتشفنا قوة الذبيحة ننعم بالفرح السماوى. وهذه الذبائح تشير للمسيح الذى نقل
كنيسته من حالة الخطية (13) إلى حالة الكمال (7). ونجد فى اليوم الثامن أنه يقدم
ذبيحة واحدة بعد أن قدمت ذبائح كثيرة والمعنى أن ذبائح العهد القديم الكثيرة
والمتعددة تنتهى بذبيحة المسيح الواحدة على الصليب، ولاحظ أن الذبيحة الواحدة تقدم
فى اليوم الثامن, ورقم (8) هو رقم القيامة لأن المسيح ذبيحتنا الحقيقية قام من
الأموات. ونلاحظ تناقص الذبائح من يوم إلى يوم دليلاً على تناقص أهمية ذبائح العهد
القديم إلى أن تختفى تماماً ولا يوجد سوى ذبيحة المسيح.
الأيات (39-40):-"
39هذِهِ تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي
مَوَاسِمِكُمْ، فَضْلاً عَنْ نُذُورِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِكُمْ
وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَسَكَائِبِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ». 40فَكَلَّمَ
مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى."
التقدمات
الشخصية
بجانب هذه الذبائح والتقدمات الجماعية على مستوى كل يوم,
وكل أسبوع وكل شهر, وكل سنة, توجد النذور والتقدمات والسكائب والذبائح التى يقدمها
الإنسان بإرادته الشخصية ليتمم العمل الجماعى مع الشخص وعبادة الجماعة مع عبادة كل
عضو فيها.