حرب ضد المديانيين وتوزيع الغنائم :
المديانيين هم نسل إبراهيم من قطورة, وهم كانوا قبائل
متعددة فمنهم جزء عاش جنوب كنعان وهؤلاء كان منهم يثرون حمى موسى وهؤلاء ظلوا على
عبادتهم للرب ولكن كان هناك جزء عاش شرق كنعان وإنحدر هؤلاء للوثنية فكانوا أعداء
لله وهم غالباً أصحاب التحالف النجس مع الموآبيين ضد الشعب الذين تحالفوا وتآمروا
لتنفيذ مشورة بلعام. وفى هذه الحرب ضرب الشعب جزء من هذه القبائل, فالمديانيين
ظهروا بعد ذلك وضايقوا الشعب. لذلك كلمة ملوك مديان هنا تعنى رؤساء مديان كما جاء
فى (يش 21:13)
وهذه الحرب ضد مديان لم تكن فى مخطط الحروب التى سيدخلها
الشعب لإمتلاك الأرض بل هى حرب أمر بها الرب فى (17:25) نتيجة الخطية. وهكذا فنحن
ندخل معارك لا لزوم لها بسبب الشهوات. ولأن هذه الحرب هى حرب روحية فلم يُذكر أن
يشوع قائد الشعب فيها لكن ذكر أن الذى قاد هذه الحرب هو فينحاس. ومادام القائد كاهناً، فهدف الحرب هو
إزالة العار الذى نشأ عن الخطية، هذا على الرغم من أن يشوع الذى سيخلف موسى ربما
كان قائداً لهذه الحرب إلا أن ذكر فينحاس وعدم ذكر يشوع يعطى فكرة عن أن هذه الحرب
هى ضد الخطية. كما أننا لا نسمع عن أسلحة سيوف ورماح... الخ, بل أن الأسلحة
المستخدمة هى أمتعة القدس على الرغم أنه لا حرب بدون سيوف لكن عدم ذكرها أيضاً
يُعطى هذا المفهوم أنها حرب روحية. وفينحاس هو الذى غار غيرة الرب. إذاً هى حرب
للرب أيضاً, وهو قائد هذه الحرب الحقيقى لأننا نجد أن فينحاس أخذ معه الأوريم
ليعرف مشورة الرب. ولأن الرب هو قائد هذه الحرب فلم يقتل منهم أحد الذين أعطيتنى
حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا إبن الهلاك (يو12:17). والمعركة لم تكن معركة بسيطة
فالعذارى المسبيات كن 32000
ونحن فى العالم نعثر كثيراً ونحتاج للخدمة الكهنوتية
(قيادة فينحاس) فى حربنا ضد هذه العثرات. وطبعاً كان يُفضل أن نحيا منفصلين عن
العالم وعثراته, ولكن عملياً هذا لا يحدث ونحن فى هذا العالم نزج بأنفسنا فى
تيارات العالم وشهواته. ولكن عجيب هو الله الذى يخرج من الجافى حلاوة، فنتيجة هذه
الحرب نجد الشعب وقد خرج بغنائم. ونحن فى حروبنا الروحية بعد كل إنتصار نجد غنائم.
ونلاحظ أن هذه الحرب لم تكن تقليدية, فموسى لم يرسل
للمديانيين عارضاً عليهم أى عرض سلام ورفضه المديانيين. فالمديانيين هنا أشرار
نُعلن الحرب ضدهم ولا سلام مع الشرير (راجع تث 10:20). فالشر لا تفاوض معهُ بل
علينا أن نُعلن الحرب ضده فهو لن يرحمنا.
ولاحظ ان الله قال لموسى نقمة إسرائيل وموسى قال نقمة
الرب (آيات 3،2) إذاً هى نقمة واحدة بسبب وحدة الله مع شعبه.
إذاً هى حرب تقديس غايتها إبادة العثرة التى حطمت الشعب.
لم يكن هدف الحرب هجومياً ولا سلب غنائم لكن قتل الذين إنصاعوا لكلمات بلعام. وهذا
إشارة إلى ضرورة بتر العثرة فى حياة المؤمنين.
أية (1):- " 1وَكَلَّمَ
الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: "
أية (2):- "2«اِنْتَقِمْ
نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى
قَوْمِكَ»."
ثم تضم إلى قومك :- من المؤكد
ليس فى القبر, فقبر موسى لا أحد يعلم مكانه. فالأموات نفوسهم فى مكان لا يعرفه سوى
الله الذى ينسب نفسه لإبراهيم وإسحق ويعقوب وهم أحياء وليس أموات.
أية
(3):- " 3فَكَلَّمَ
مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ، فَيَكُونُوا
عَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ."
أية (4):- "4أَلْفًا
وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَ
لِلْحَرْبِ»."
عدد المحاربين 12.000 بينما أن جيش إسرائيل أكثر من
600.000. ولكن العدد يشير بطريقة رمزية لشعب الله الذى يحيا حياة سماوية (3 =
المؤمنين بالله، 4 = كل العالم إذاً 12 هم شعب الله، 1000 رقم السماويات) وبينما
أن الشعب حين سقط فى الخطية مات منهم 24.000 بدون حرب ولا محاربين ظاهرين، أما
الآن وقد تقدس الشعب فلا داعى لخروج الـ 600.000 فهى ليست حرب العدد الكبير ولا
الأسلحة الحربية بل هى حرب القداسة حرب الحياة السماوية التى ترتفع فوق كل إغراءات
العالم.
أية
(5):- " 5فَاخْتِيرَ
مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا
مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ. "
أية (6):- "6فَأَرْسَلَهُمْ
مُوسَى أَلْفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى الْحَرْبِ، هُمْ وَفِينْحَاسَ بْنَ
أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقُ
الْهُتَافِ فِي يَدِهِ."
فينحاس الغيور هو القائد وأمتعة القدس خاصة التابوت
يُشير إلى حضرة الله كسر تقديسنا ونُصرتنا. وأبواق الهتاف إشارة لكلمة الله (عب
12:4) إذاً الإعداد الحقيقى للحرب الروحية هو الحياة بفكر سماوى والشعور بحضرة
الله الدائمة والتمسك بكلمة الله.
أية
(7):- " 7فَتَجَنَّدُوا
عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ. "
أية
(8):- " 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ:
أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ.
وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ."
يبدو أن بلعام لم يرجع لشعبه فى أرام النهرين بل ذهب إلى
مديان يتابع نتيجة مشوراته الردية ليقبض المكافأة فكان جزاؤه الموت ولم تتحقق
أمنيته أن يموت موت الأبرار. وهناك إحتمال آخر أن المديانيين حين شعروا أن الشعب
سيحاربهم إستدعوا بلعام ليساعدهم وهذا إحتمال بعيد فالمسافة بين مديان وأرام
النهرين كبيرة والملوك الخمسة يشيروا للحواس الخمسة التى ينبغى أن تموت عن الخطية
للتمتع بالحياة المقدسة وراجــع
(مت 29:5-30), وحينما يموت الملوك الخمسة لا يكون
للشيطان سلطاناً على حواسنا وهناك معانى رمزية لأسماء الملوك الخمسة. فالملك آوى = يشير إسمه إلى أحد إحتمالين : الرغبة أو
حيوان مفترس ويكون المطلوب هو أن نجعل رغباتنا مقدسة وليست رغبات حيوانية متوحشة.
والملك الثانى راقم = يعنى تلوين فمطلوب عدم التلون ومجاراة الناس أى
لا نعرج بين الفرقتين. والملك الثالث صور
= صخرة ويعنى أنه يجب أن ننزع من داخلنا قلب الحجر (حز 26:36) ويكون لنا قلب لحم.
والملك الرابع حور = طفل والمقصود أن
نكون رجالاً فى حياتنا الروحية (1كو 13:16) ولا نمارس عبادتنا بإستهتار والملك
الخامس رابع = الرابع ورقم 4 يشير
للحياة الزمنية التى يجب أن لا ننجذب إليها.
أية
(9):- " 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ
وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ
وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. "
كان المفروض أن يقتلوا النساء اللواتى كُنَّ سبباً فى
سقوطهم وكان المسموح لليهود أن يكون لهم جوارى وكان يمكن لهم أن يتزوجوا منهم.
أية (10):-
"10وَأَحْرَقُوا
جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ."
حرق المدن والحصون حتى لا يعودوا يسكنون فيها بعد ذلك.
والمعنى الروحى هو تنظيف القلب تماماً من الشر حتى لا نعود إليه.
الأيات (11-15):-" 11وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ
النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، 12وَأَتَوْا إِلَى مُوسَى
وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ
وَالنَّهْبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِ مُوآبَ الَّتِي
عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. 13فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ
الْكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ لاسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ
الْمَحَلَّةِ. 14فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلاَءِ الْجَيْشِ، رُؤَسَاءِ
الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الْحَرْبِ. 15وَقَالَ
لَهُمْ مُوسَى: «هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟ "
أية (16):-
" 16إِنَّ
هؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ
لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ."
حسب الناموس فالزانية والزانى كلاهما يُقتلان وقد قتل
الله الزناة من رجال إسرائيل بالوبأ، وكان يجب قتل الزانيات اللواتى كُنَّ سبب
عثرة للشعب، لهذا فقد أمر موسى بقتل كل إمرأة قدمت جسدها للشر للشعب وأعثرته.
أية (17):-
" 17فَالآنَ
اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً
بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. "
الذكر يقتلونه لأنه حين يكبر سيحارب الشعب. ويكون أن قتل
الذكور والزانيات وحرق المدن لهُ نفس المعنى وهو قتل كل ما يمكن أن يكون سبباً فى
الحرب ضد الإنسان أى رفضه.
الأيات (18-19):-" 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي
لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ. 19وَأَمَّا
أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَتَطَهَّرُوا
كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً، فِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ وَفِي السَّابعِ، أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ."
أية (20):-
"20وَكُلُّ
ثَوْبٍ، وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلْدٍ، وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ،
وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ، تُطَهِّرُونَهُ»."
كل هذه الأشياء يجب تطهيرها فهى إستُعْمِلت بواسطة
الوثنيين أو هى تلامست مع موتى من قتلى الحرب. نجد هنا صورة رمزية رائعة لجيش الله
الروحى الذى غلب الخطية منطلقاً إلى السماء (رمزها المحلة وفيها موسى الذى أتوا
لهُ بالغنائم) ليستريحوا مع عريسهم يحملون معهم غنائمهم من ذهب (حياة سماوية) وفضة
(كرازة بكلمة الله) وثياب (أجسادنا التى تقدست فى دم المسيح). والعجيب أن الشريعة
حسبت هؤلاء المجاهدين الذين صارعوا مع الخطية وغلبوا أنهم فى حالة نجاسة، يلزمهم
أن تغتسل ثيابهم فى اليوم السابع ليدخلوا المحلة. كأن الرب أراد أن يؤكد أن كل
المجاهدين مهما بلغت قامتهم الروحية يتعرضون للضعف وهم محتاجون إلى التستُر فى دم
المسيح المُطَهِّر من كل خطية. إنهم وإن حُسِبوا أبطالاً لكن دخولهم المحلة
(السماء) لن يكون قانونياً إلا خلال المسيح الذى يطهر.
طريقة توزيع الغنائم
1- نصف الغنائم توزع على رجال الحرب (12.000) والنصف يوزع
على باقى الشعب (600.000) أى أن الرجل الذى حارب وجاهد يأخذ 50 ضعف من لم يحارب،
هكذا يكلل المجاهدين الغالبين
بإمتيازات خاصة (يو2:14) + (1كو14:15)
2- كل من حصل على شىء يجب أن يُعطى لله ممّا أخذه أى زكاة
أو رفائع للرب, المجاهدين يقدمون 500:1 مما أخذوه أما الشعب فيقدم 50:1 مما أخذوه
ورقم 500،50 يذكران بمثل السيد المسيح (لو 42،41:7) هما رقمان يشيران للحرية. كأن
ما يدفعه هؤلاء يجعلهم أحراراً فى تصرفهم فيما تبقى لهم.
الأيات (21-47):-" 21وَقَالَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ
لِرِجَالِ الْجُنْدِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِلْحَرْبِ: «هذِهِ فَرِيضَةُ
الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى: 22اَلذَّهَبُ
وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالْقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ، 23كُلُّ
مَا يَدْخُلُ النَّارَ، تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِرًا، غَيْرَ
أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لاَ يَدْخُلُ
النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي الْمَاءِ. 24وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ
فِي الْيَوْمِ السَّابعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُونَ
الْمَحَلَّةَ».
25وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 26«أَحْصِ
النَّهْبَ الْمَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ
الْكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الْجَمَاعَةِ. 27وَنَصِّفِ النَّهْبَ
بَيْنَ الَّذِينَ بَاشَرُوا الْقِتَالَ الْخَارِجِينَ إِلَى الْحَرْبِ، وَبَيْنَ
كُلِّ الْجَمَاعَةِ. 28وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ
الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ
مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ. 29مِنْ
نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ رَفِيعَةً
لِلرَّبِّ. 30وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَأْخُذُ وَاحِدَةً
مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ
وَالْغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَ
الْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ».
31فَفَعَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ
الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32وَكَانَ النَّهْبُ
فَضْلَةُ الْغَنِيمَةِ الَّتِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الْجُنْدِ: مِنَ الْغَنَمِ
سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، 33وَمِنَ الْبَقَرِ
اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفًا، 34وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِدًا
وَسِتِّينَ أَلْفًا، 35وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ
اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ، جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ
وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. 36وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الْخَارِجِينَ
إِلَى الْحَرْبِ: عَدَدُ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ
أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ
الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، 38وَالْبَقَرُ سِتَّةً
وَثَلاَثِينَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، 39وَالْحَمِيرُ
ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِدًا وَسِتِّينَ،
40وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ
اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ نَفْسًا. 41فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ
رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 42وَأَمَّا
نِصْفُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ الْمُتَجَنِّدِينَ: 43فَكَانَ
نِصْفُ الْجَمَاعَةِ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ
أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، 44وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ
أَلْفًا، 45وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، 46وَمِنْ
نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا. 47فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ
نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَأْخُوذِ وَاحِدًا مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ
النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ، وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ الْحَافِظِينَ
شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى."
أية (48):-
" 48ثُمَّ
تَقَدَّمَ إِلَى مُوسَى الْوُكَلاَءُ الَّذِينَ عَلَى أُلُوفِ الْجُنْدِ،
رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ،"
كون أنه لم يفقد منهم إنسان فهذا يُظهر يد الله التى
حاربت معهم. فهذا إعجاز إلهى. لذلك هم قدموا كل ما هو ذهب لله فالذهب يشير للحياة
السماوية.
أية
(49):- 49وَقَالُوا
لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ فِي
أَيْدِينَا فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. "
أية (50):-
" 50فَقَدْ
قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ، أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ:
حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطًا وَقَلاَئِدَ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ
أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ»."
حجول = خلا خيل وهي جمع خلخال وكان النساء
يلبسونه للزينة.
الأيات
(51-54):-" 51فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ
الذَّهَبَ مِنْهُمْ، كُلَّ أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ. 52وَكَانَ كُلُّ
ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا
وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ
وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ. 53أَمَّا رِجَالُ الْجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا
كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ. 54فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ
الْكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلَى
خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ."