الأيات (1-8):-" 1«ثُمَّ
تَحَوَّلْنَا وَصَعِدْنَا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ، فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ
لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلْحَرْبِ فِي إِذْرَعِي. 2فَقَالَ
لِي الرَّبُّ: لاَ تَخَفْ مِنْهُ، لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ وَجَمِيعَ
قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ
الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ سَاكِنًا فِي حَشْبُونَ. 3فَدَفَعَ
الرَّبُّ إِلهُنَا إِلَى أَيْدِينَا عُوجَ أَيْضًا مَلِكَ بَاشَانَ وَجَمِيعَ
قَوْمِهِ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَارِدٌ. 4وَأَخَذْنَا
كُلَّ مُدُنِهِ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. لَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ لَمْ نَأْخُذْهَا
مِنْهُمْ. سِتُّونَ مَدِينَةً، كُلُّ كُورَةِ أَرْجُوبَ مَمْلَكَةُ عُوجٍ فِي
بَاشَانَ. 5كُلُّ هذِهِ كَانَتْ مُدُنًا مُحَصَّنَةً بِأَسْوَارٍ
شَامِخَةٍ، وَأَبْوَابٍ وَمَزَالِيجَ. سِوَى قُرَى الصَّحْرَاءِ الْكَثِيرَةِ
جِدًّا. 6فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلْنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ
حَشْبُونَ، مُحَرِّمِينَ كُلَّ مَدِينَةٍ: الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ.
7لكِنَّ كُلَّ الْبَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ الْمُدُنِ نَهَبْنَاهَا
لأَنْفُسِنَا. 8وَأَخَذْنَا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ يَدِ مَلِكَيِ
الأَمُورِيِّينَ الأَرْضَ الَّتِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ
إِلَى جَبَلِ حَرْمُونَ."
كما فعلوا بسيحون
هكذا فعلوا بعوج وأخذوا أرضه
آية
(9):- " 9وَالصَّيْدُونِيُّونَ يَدْعُونَ حَرْمُونَ سِرْيُونَ،
وَالأَمُورِيُّونَ يَدْعُونَهُ سَنِيرَ. "
جبل
حرمون
=
أى الجبل المقدس أو المحرم. وكان أهل صيدون يدعونه سريون
بمعنى المتلألىء. والأموريون يدعونه سنير أو شنير بمعنى جبل النور. وربما
دُعى هكذا لإرتفاعه الشاهق الذى يجعل قمته مُغطاة بالجليد طول العام وهذه تعكس
أشعة الشمس, ولهُ إسم آخر هو سيئون ومعناه المرتفع. ومن فوق هذا الجبل يمكن للناظر
أن يرى أجزاء من فلسطين وسوريا ولبنان وهذا الجبل هو الحد الشمالى لإسرائيل.
آية (10):-
" 10كُلَّ
مُدُنِ السَّهْلِ وَكُلَّ جِلْعَادَ وَكُلَّ بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ وَإِذْرَعِي
مَدِينَتَيْ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. "
إذرعى عاصمة باشان وسلخة إحدى المدن وهما فى شرق باشان
آية (11):-
" 11إِنَّ عُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ
بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ
هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ
أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُل."
عوج هو الباقى من
الجبابرة القدماء الرفائيين. هوذا سريره
= قد يكون هو سريره الذى ينام عليه فعلاً أو هو عرشه الذى كان يجلس عليه ويجلس
عظماؤه بجانبه أو هو تابوته أو مقبرته التى تضم رفاته وهو سرير ضخم (حوالى 4×1.8
متر) يدل على ضخامة هذا الملك وربما أنه مصنوع من الحديد كنوع من العظمة أو لأن
الخشب لن يحتمل وزن هذا الجبار. أليس هو فى ربة
عمون = ربما أخذه العمونيين فى إحدى المعارك أو بعد هزيمة باشان على يد
إسرائيل أخذه العمونيين كتحفة عجيبة.
الأيات (12-13):-" 12«
فَهذِهِ الأَرْضُ امْتَلَكْنَاهَا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ عَرُوعِيرَ الَّتِي
عَلَى وَادِي أَرْنُونَ، وَنِصْفَ جَبَلِ جِلْعَادَ وَمُدُنَهُ أَعْطَيْتُ
لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ. 13وَبَقِيَّةَ جِلْعَادَ
وَكُلَّ بَاشَانَ مَمْلَكَةَ عُوجٍ أَعْطَيْتُ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. كُلَّ
كُورَةِ أَرْجُوبَ مَعَ كُلِّ بَاشَانَ. وَهِيَ تُدْعَى أَرْضَ الرَّفَائِيِّينَ. "
موسى يتكلم عن
الحب فى هذا السفر لذلك لم يشير لطمع رأوبين وجاد ومنسى فى الأرض.
الأيات (14-15):-" 14يَائِيرُ
ابْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُلَّ كُورَةِ أَرْجُوبَ إِلَى تُخْمِ الْجَشُورِيِّينَ
وَالْمَعْكِيِّينَ، وَدَعَاهَا عَلَى اسْمِهِ بَاشَانَ «حَوُّوثِ يَائِيرَ» إِلَى
هذَا الْيَوْمِ. 15وَلِمَاكِيرَ أَعْطَيْتُ جِلْعَادَ."
يائير
بن منسى
= أى حفيده. حووث يائير = أى قرى وضياع
يائير
الأيات (16-17):-" 16وَلِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ
وَالْجَادِيِّينَ أَعْطَيْتُ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى وَادِي أَرْنُونَ وَسَطَ
الْوَادِي تُخْمًا، وَإِلَى وَادِي يَبُّوقَ تُخْمِ بَنِي عَمُّونَ. 17وَالْعَرَبَةَ
وَالأُرْدُنَّ تُخْمًا مِنْ كِنَّارَةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ، بَحْرِ
الْمِلْحِ، تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ نَحْوَ الشَّرْقِ."
كنارة = هى بحيرة
جنيسارت أو بحر الجليل أو بحر طبرية وبحر العربة
= البحر الميت
الأيات (18-22):-"
18«وَأَمَرْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ
قَائِلاً: الرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمْ هذِهِ الأَرْضَ لِتَمْتَلِكُوهَا.
مُتَجَرِّدِينَ تَعْبُرُونَ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كُلُّ ذَوِي
بَأْسٍ. 19أَمَّا نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ، قَدْ
عَرَفْتُ أَنَّ لَكُمْ مَوَاشِيَ كَثِيرَةً، فَتَمْكُثُ فِي مُدُنِكُمُ الَّتِي
أَعْطَيْتُكُمْ، 20حَتَّى يُرِيحَ الرَّبُّ إِخْوَتَكُمْ مِثْلَكُمْ
وَيَمْتَلِكُوا هُمْ أَيْضًا الأَرْضَ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُكُمْ يُعْطِيهِمْ فِي
عَبْرِ الأُرْدُنِّ. ثُمَّ تَرْجِعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ الَّذِي
أَعْطَيْتُكُمْ. 21وَأَمَرْتُ يَشُوعَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً:
عَيْنَاكَ قَدْ أَبْصَرَتَا كُلَّ مَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ بِهَذَيْنِ
الْمَلِكَيْنِ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِجَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي أَنْتَ
عَابِرٌ إِلَيْهَا. 22لاَ تَخَافُوا مِنْهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ
إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ.
يسوع المسيح هو
هو امس واليوم وإلى الأبد (عب8:13) فلماذا نخاف
الأيات (23-25):-" 23«وَتَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ
قَائِلاً: 24يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُرِي
عَبْدَكَ عَظَمَتَكَ وَيَدَكَ الشَّدِيدَةَ. فَإِنَّهُ أَيُّ إِلهٍ فِي السَّمَاءِ
وَعَلَى الأَرْضِ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ وَكَجَبَرُوتِكَ؟ 25دَعْنِي
أَعْبُرْ وَأَرَى الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، هذَا
الْجَبَلَ الْجَيِّدَ وَلُبْنَانَ."
وسط كل هذه
الحوادث نجد إشتياق موسى للدخول لأرض الميعاد ونجده هنا يصلى صلاة رائعة مع أنها
قصيرة ففيها إعتراف بحسنات الله = أنت قد إبتدأت
ترى عبدك وهذه العبارة تتضمن إيمان موسى بأن الله سيعمل معجزات اكثر لشعبه
وفى هذه الصلاة أيضاً تمجيد لله لأعماله وقدرته وفيها التماس وتوسل أن يعبر الأردن
وهذا يعتبر حنين للأرض المقدسة ومديح لها ولذلك سماها الجبل
الجيد وسماها لبنان =
لجمالها وخضرتها. ويجب أن يكون حنين كل مسيحى هكذا لكنعان السماوية.
آية (26):-
" 26لكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ وَلَمْ
يَسْمَعْ لِي، بَلْ قَالَ لِي الرَّبُّ: كَفَاكَ! لاَ تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضًا
فِي هذَا الأَمْرِ. "
تكرار موسى
لحادثة رفض الله دخوله أرض الميعاد هو تحذير للشعب، إن كان الله قد رفض الغصن
الأخضر أى موسى فسيفعل هذا بالغصن اليابس أى الشعب. كفاك
= أى كفاك صلاة فى هذا الموضوع فقد صدر الأمر. وكان يجب أن يموت موسى ممثل الناموس
قبل دخول كنعان ويدخل يشوع ( رمز يسوع المسيح ) بالشعب ولكن موسى العظيم سيتم
تكريمه فى المستقبل وسيظهر على جبل التجلى مع المسيح. لقد كانت خطية موسى خطية
بسيطة جداً، فهل تحرمه هذه الخطية من دخول أرض الميعاد؟! هذا فيه إشارة لأنه فى ظل
الناموس (وموسى هو ممثل الناموس) أى خطية مهما صغرت تحرمنا من دخول السماء.
آية (27):-
" 27اصْعَدْ
إِلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ وَارْفَعْ عَيْنَيْكَ إِلَى الْغَرْبِ وَالشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ
وَالشَّرْقِ، وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ، لكِنْ لاَ تَعْبُرُ هذَا الأُرْدُنَّ.
كان هذا أقصى ما
يستطيعه موسى ان ينظر من بعيد لأرض الميعاد وهذا أقصى ما يستطيعه الناموس أن ينظر
من بعيد للسماويات. ولقد رأى موسى أرض الميعاد لأن الله حفظ له عينين قويتين. ورمزياً
فالناموس والأنبياء لهم عيون قوية لكن بدون دم المسيح لا يمكن الدخول للسماويات.
آية (28):-
" 28وَأَمَّا
يَشُوعُ فَأَوْصِهِ وَشَدِّدْهُ وَشَجِّعْهُ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْبُرُ أَمَامَ هذَا
الشَّعْبِ، وَهُوَ يَقْسِمُ لَهُمُ الأَرْضَ الَّتِي تَرَاهَا. "
الدخول للسماء هو
بيسوع المسيح ورمزه هنا يشوع
آية (29):-
" 29فَمَكَثْنَا فِي الْجِوَاءِ مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ."
ظل
موسى فى هذا المكان إلى أن مات. الجواء
=هى الأودية المتسعة التى خيموا فيها فى عربات موآب وهذه الأودية مجاورة لرأس
الفسجة. وتجاه بيت فغور = حيث كان الموآبيون يعبدون إلههم
فغور.