آية
(1):- " 1«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي
أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ
أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ
وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ،
سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ،
هذه الشعوب
السبعة كانت خطاياها : 1- الأمهات يقدمن أطفالهن للنار 2- سحر وعبادة أوثان 3-
فتيات ونساء مكرسات للزنى فى الهياكل 4- الشذوذ الجنسى وكان الرب قد وعد إبراهيم
بطرد 10 شعوب من أمام نسله وهذه الشعوب هم السبعة المذكورين هنا بالإضافة إلى
القينيين والقنزيين والقدمونيين. وغالباً فقد إندثرت هذه الشعوب أو إندمجت فى
غيرها (تك19:15). وكما يطرد الشعب هذه الشعوب الوثنية الخاطئة هكذا يجب على كل منا
أن يفعل مع شهواته. وبنفس المنطق فلقد طرد الله إسرائيل من الأرض حين أخطأوا
آية
(2):- " 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ،
فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ
عَلَيْهِمْ، "
فإنك
تحرمهم
= الشعب الآن شعب بدائى لا يستطيع أن يُميز بين الخاطىء والخطية, والأمر بإبادة
الخطاة الأشرار يساوى سحق الخطية ونزعها. وعلينا كبداية للتوبة أن ننزع من حياتنا
كل العثرات (صور مخلة / أفلام..) إن وجدت . وألا
تقطع لهم عهداً =
فكيف يدخل من له عهد مع الله فى شركة مع من له عهد مع الشيطان " لا شركة
للنور مع الظلمة" , والتحريم معناه تقديس شخص أو شىء للرب. إذاً لا يجوز
لإنسان أن يأخذه فهو قدس أقداس, وتحريم الأشخاص هنا بمعنى إبادتهم وهذا لا ظلم فيه
فالله أعطاهم فرصاً كثيرة للتوبة ولم يتوبوا. هذا التحريم هو بمثابة حُكم من قاضى
على مُجرم بالإعدام وشعب الله هنا مثل رجل الشرطة الذى يُنفذ الحكم. والله له
أساليبه فهو تارة يستخدم طوفان لإبادة البشر وتارة يستخدم نار للإحراق وتارة تنفتح
الأرض وتبلع الخطاة, وهنا يستخدم الشعب فى ذلك حتى يفهم الشعب مصير الخطاة
فيمتنعوا عن الخطية ولكن حين سقط الشعب فى نفس الخطايا إستخدم الله شعوب المنطقة
فى تأديب شعبه
آية
(3):- " 3وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ،
وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. "
المعاشرات الردية
تُفسد الأخلاق الجيدة (1كو33:15), و تكون نتيجة هذه الزيجات أبناء فاسدون
آية
(4):- " 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً
أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا."
هذا ما حدث مع
سليمان فزوجاته الوثنيات دفعنه لعبادة الأوثان.
آية
(5):- " 5وَلكِنْ هكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ:
تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ
سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ. "
الأنصاب = جمع نُصُبْ
وهى أعمدة من الحجارة تُقام أحياناً للتذكار (تك18:28) والوثنيون يقيمونها
ليعبدوها أو تذكاراً لآلهتهم وقد تكون منحوتة بشكل تماثيل أو مسلات وقد تكون
منقوشة أومصورة أما السوارى = فهى جمع
سارية وهى أشجار أو أعمدة من الخشب كانت تقام للآلهة الوثنية وكانوا ينحتونها على
شكل إحدى الإناث من الآلهة. وكانوا يعتقدون أن قوة الآلهة تحل فى هذه الأعمدة أو
السوارى.
آية
(6):- " 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.
إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ
جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، "
مقدس = أى مُفرز
ومُكرَّس لخدمة الرب من كل قلبه, وتعنى أيضاً طاهر ومشع وبهى وهما صفتان لمن يتبع
الله.
آية
(7):- " 7لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ،
الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ
الشُّعُوبِ. "
الله لم يختارهم
لقوتهم ولا لكثرتهم بل إختار إبراهيم وحده وإختار إسحق الضعيف وترك إسمعيل القوى
وإختار يعقوب الضعيف وترك عيسو القوى وحينما أتو إلى مصر كانوا 66 نفساً. والله
إختار هذا الشعب لأنه أحبهم وإلتصق بهم وأكثر عددهم وأوفى بوعده لأبائهم
آية
(8):- " 8بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ
الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ
وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. "
الله أمين فى
وعوده حتى ولو كنا نحن غير أمناء.
آية
(9):- " 9فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ
الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ
وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل،"
إلى
ألف جيل
=
هذا يشير لأن نبع عطايا الله وإحساناته غير محدودة. ورقم 1000 يشير للسماويات فمن
يحبونه ويحفظون وصاياه يكونون فى السماويات.
آية
(10):- " 10وَالْمُجَازِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ
لِيُهْلِكَهُمْ. لاَ يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ."
بوجهه
يجازيه
= قد تعنى أنه سيأتى وقت يعاقبهم الله وجهاً لوجه, وقد تعنى أن الله سيُعاقب
المُخطئين بغاية السرعة وهم بعد على قيد الحياة. عموماً من يبتعد عن الله يفصل
نفسه عن البركة والفرح . وهناك تفسير يهودى للآية " أن الله يكافىء الأشرار
على الأرض عن كل عمل صالح يعملونه حتى يجازيهم فى الحياة الأخرى ويُهلكهم فلا
يعطيهم فرصة أن يعتمدوا على أعمالهم الصالحة فقد كافأهم عنها وهم بعد على
الأرض"
الأيات (11-14):-" 11فَاحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ
وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ الْيَوْمَ لِتَعْمَلَهَا. 12«وَمِنْ
أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا،
يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ
لآبَائِكَ، 13وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ
ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ
بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ
يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. 14مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.
لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. "
ثمر بتر الخطية
بإيمان وحزم هو: 1- حب الله لنا ودخولنا دائرة الحب الإلهى المُشبع للنفس 2-
البركة مادية وروحية 3- ثمر روحى ( لا يكون هناك عقيم) وثمر روحى للجسد ( ولا فى
بهائمك). إناث غنمك = لأن بركة الإناث
تتضمن نسلاً وفيراً وقوياً.
الأيات (15-19):-" 15وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ
مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا
عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. 16وَتَأْكُلُ
كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ
عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ، لأَنَّ ذلِكَ شَرَكٌ لَكَ. 17إِنْ
قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: هؤُلاَءِ الشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ
أَطْرُدَهُمْ؟ 18فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا فَعَلَهُ الرَّبُّ
إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ. 19التَّجَارِبَ
الْعَظِيمَةَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ، وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ
وَالْيَدَ الشَّدِيدَةَ وَالذِّرَاعَ الرَّفِيعَةَ الَّتِي بِهَا أَخْرَجَكَ
الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي
أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا."
أدواء
مصر
= يقصد بها جميع الأمراض التى رأوها فى مصر (سواء الأمراض العادية أو الضربات التى
ضرب بها الرب المصريين ). ومعنى الآية يُعطيك الرب صحة النفس والجسد.
الأيات
(20-21):-" 20«وَالزَّنَابِيرُ أَيْضًا يُرْسِلُهَا
الرَّبُّ إِلهُكَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَفْنَى الْبَاقُونَ وَالْمُخْتَفُونَ مِنْ
أَمَامِكَ. 21لاَ تَرْهَبْ وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي
وَسَطِكَ إِلهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ."
الرب هو الذى
يُحارب عن شعبه وسيُرسل الزنابير ( حشرات لسعتها شديدة جداً) على البقية الباقية
من جيوش الأعداء والذين هربوا من سيف الشعب.
الأيات (22-23):-" 22وَلكِنَّ
الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْرُدُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكَ قَلِيلاً قَلِيلاً.
لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفْنِيَهُمْ سَرِيعًا، لِئَلاَّ تَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ
الْبَرِّيَّةِ. 23وَيَدْفَعُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَيُوقِعُ
بِهِمِ اضْطِرَابًا عَظِيمًا حَتَّى يَفْنَوْا. "
الله سيطرد
الشعوب من أمامهم ولكن بحكمته لن يطردهم مرة واحدة بل قليلاً
قليلاً أى تدريجياً لمصلحتهم وسلامتهم فهم شعب قليل العدد ولو طرد الله
الشعوب الأخرى مرة واحدة لهاجمت الوحوش الأرض.
والمعنى الروحى:- أنه لأجل سلامنا ونمونا
الروحى لا يُنهى الله المعركة مع الخطية فى لحظات حتى لا نتكبر وتُهاجمنا وحوش
البرية مثل العجرفة والإعتداد بالذات والكبرياء لذلك فالخطايا تُنتزع منا قليلاً
قليلاً .
آية
(24):- " 24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلَى يَدِكَ، فَتَمْحُو اسْمَهُمْ
مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ."
هذا تحقق فى أيام
يشوع فقد قتل يشوع 31 ملكاً وإستولى على مدنهم.
آية
(25):- " 25وَتَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لاَ
تَشْتَهِ فِضَّةً وَلاَ ذَهَبًا مِمَّا عَلَيْهَا لِتَأْخُذَ لَكَ، لِئَلاَّ
تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ."
لا تظنوا أن
الفضة والذهب التى كانت تغشى آلهة الأمم لها قوة إلهية خارقة فتنزلق لتقديس هذه
المعادن وإكبارها فتنزلق إلى عبادة الأوثان ذاتها = لئلا تُصاد وكلمة رجس = أى ممقوت ومرذول
ومحرم
آية (26):-
"
26وَلاَ
تُدْخِلْ رِجْسًا إِلَى بَيْتِكَ لِئَلاَّ تَكُونَ مُحَرَّمًا مِثْلَهُ.
تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ."
ربما
فكر أحدهم أن يأخذ إلى بيته بعض هذه الأوثان كبركة والله ينذرهم من عاقبة هذا.