آية (1):- " 1«لاَ تَذْبَحْ لِلرَّبِّ إِلهِكَ
ثَوْرًا أَوْ شَاةً فِيهِ عَيْبٌ، شَيْءٌ مَّا رَدِيءٌ، لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى
الرَّبِّ إِلهِكَ."
الذبائح يجب أن
تكون كاملة فهى تُشير للرب يسوع الكامل الذى بلا خطية. ومن يُقدِّم ذبيحة كاملة
تكون عبادته كاملة نقيِّة أو هكذا يجب أن تكون, وكل من يقدم ذبيحة كاملة فهو
يفحصها وبالتالى سيفحص قلبه ليكون نقياً. هكذا يليق بنا أن نتقدم لإلهنا الكامل
بقلوب نقية. والذبيحة الكاملة كانت الرب يسوع الذى قدم للآب إنساناً كاملاً بلا
خطية وذبيحة كاملة لا عيب فيها. ولكن لماذا أتت هذه الآية هنا؟
أ-
هى أتت فى مناسبة
المقارنة بين ذبيحة المسيح وذبائح عباد الأوثان الآتى الكلام عنها
ب-
بعد أن تكلم موسى عن القضاء تكلم بروح النبوة عن ما سيفعله هؤلاء القضاة فى
المستقبل حينما يحكمون على المسيح بأن يكون هو الذبيحة الكاملة. لذلك أتت آية19:16 تحذر القضاة من الحكم
المعوج. وبهذا شهد عليهم موسى بأنه أنذرهم.
آية
(2):- " 2«إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ الَّتِي
يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرًّا فِي عَيْنَيِ
الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ،"
تحذير بعدم
التساهل مع أى إنسان
آية
(3):- " 3وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لَهَا، أَوْ
لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لِكُلّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ، الشَّيْءَ
الَّذِي لَمْ أُوصِ بِهِ،"
جند
السماء
= الكواكب والنجوم
الأيات
(4-7):-" 4وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّدًا
وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ،
5فَأَخْرِجْ ذلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي فَعَلَ
ذلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلَى أَبْوَابِكَ، الرَّجُلَ أَوِ الْمَرْأَةَ،
وَارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. 6عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ
أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ
شَاهِدٍ وَاحِدٍ. 7أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً
لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ
وَسَطِكَ."
كان الشهود الذين
شهدوا على فعلته الرديئة يرجمونه أولاً فلو كان بريئاً يكون دمهُ عليهم. تنزع الشرير = حينما يتخلصون من هذا الشرير
يتخلصون من الفتنة كلها.
آية
(8):- " 8«إِذَا عَسِرَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ
وَدَمٍ، أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى، أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ
أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ، فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلَى الْمَكَانِ
الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ،"
بين
دم ودم
= إذا عُرضت على القاضى جناية قتل وإحتار فى القضاء والتمييز بين دم القاتل ودم
المقتول أو دم قتيل عن عمد ودم قتيل عن غير عمد. وكانت تعرض القضايا على رؤساء
العشرات وما صعب عليهم يرفع لرؤساء الخماسين والعسير يُرفع لرؤساء المئات فرؤساء
الألوف وما إستعصى على هؤلاء يذهبوا به للهيكل لكهنة الله العلى.
الأيات
(9-10):-" 9وَاذْهَبْ إِلَى الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ
وَإِلَى الْقَاضِي الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَاسْأَلْ
فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ الْقَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ
الَّذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ،
وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَلَ حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ."
إذهب
إلى الكهنة
= الذين يرشدهم الروح القدس. الكهنة اللاويين
= أى الشرعيين وكان رئيس الكهنة يطلب إرشاد الرب بالأوريم والتميم
آية
(11):- " 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يُعَلِّمُونَكَ وَالْقَضَاءِ
الَّذِي يَقُولُونَهُ لَكَ تَعْمَلُ. لاَ تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي
يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً."
يتضح أن سلطان
الحل والربط كان فى وسط شعب الرب فى القديم كما هو فى الكنيسة الآن
الأيات
(12-13):-" 12وَالرَّجُلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ،
فَلاَ يَسْمَعُ لِلْكَاهِنِ الْوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَوْ
لِلْقَاضِي، يُقْتَلُ ذلِكَ الرَّجُلُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 13فَيَسْمَعُ
جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَخَافُونَ وَلاَ يَطْغَوْنَ بَعْدُ."
بطغيان = بعناد وتحد
ورفض لحكم الكاهن أو القاضى. فعناده خروج عن شريعة الله.
آية
(14):- " 14«مَتَى أَتَيْتَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ، وَامْتَلَكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَإِنْ قُلْتَ: أَجْعَلُ عَلَيَّ
مَلِكًا كَجَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلِي. "
كان الشعب أولاً تحت قيادة موسى النبى ورئاسته ثم تولى
أمرهم يشوع وبعده أهمل الشعب أمر نفسه فكانوا بلا قائد وكان الرب يُقيم لهم قاضياً
يحكم لهم كان آخرهم صموئيل النبى وقبله عالى الكاهن. وحديث موسى هنا يعتبر نبوة
عما سوف يحدث بعد قرون.
+ ولنلاحظ أن
الإنسان قبل سقوطه كان يتكلم مع الله والله يتكلم معهُ. ولكن بعد السقوط خاف
الإنسان وإختبأ من الله. وحينما أراد الله أن يتكلم معهم من على الجبل طلبوا موسى
كوسيط بين الله والشعب (وموسى كان هنا رمزاً للمسيح...) وبنفس الفكر كان من
المفروض أن يملك الله على شعبه ويحكم من السماء. ولكن بسبب السقوط إنعزل الإنسان
عن حكم الله وسماع أحكامه فإشتهوا أن يكون لهم ملك أرضى ومملكة. وكان أن أراد الله
أن تكون هذه المملكة وهذا الملك فرصة ليشرح لهم ملك المسيح حتى يفهموا ما معنى أن
يملك عليهم الله. ولذلك كان أول شرط للملوك أن يختارهم الرب الإله (15:17) ولما
إختاروا هم وأعطاهم الله بحسب قلبهم أعطاهم شاول ولما إختار الله إختار داود
ونسله. وحتى فى مملكة إسرائيل المنشقة كان الله يرسل لهم أنبياء والأنبياء يختاروا
لهم الملوك فى بعض الأحيان.
آية
(15):- " 15فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ
الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ
لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ."
رجلاً
أجنبياً
= الله يريد أن يملك على قلوبنا فهل نملكه أم أننا نملك الشيطان بمحبتنا لهذا
العالم. فالله لا يريد لأى أجنبى أو أى محبة غريبة أن تملك علينا حتى لا تستعبدنا
فالله يريدنا أحراراً. والرجل الأجنبى سيفرض على الشعب أن يعبدوا أوثانه ولن
يعاملهم برفق ومحبة كإخوة له. ولاحظ إختيار الكلمات التى يستعملها الوحى عن الملك.
من وسط إخوتك ويختاره الرب إلهك. أليست
هذه مواصفات المسيح أنه بكر بين إخوة كثيرين (رو29:8 + عب11:2) وهو مختار من الله
(عب4:5-6)
آية
(16):- " 16وَلكِنْ لاَ يُكَثِّرْ لَهُ الْخَيْلَ، وَلاَ يَرُدُّ
الشَّعْبَ إِلَى مِصْرَ لِكَيْ يُكَثِّرَ الْخَيْلَ، وَالرَّبُّ قَدْ قَالَ
لَكُمْ: لاَ تَعُودُوا تَرْجِعُونَ فِي هذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضًا. "
الخيل رمز للقوة
وكان الملوك يسعون لزيادة الخيل كنوع من الشعور بالعظمة وينسون أن الله هو الذى
يحارب عنهم وأن نصرتهم من عنده وكم من مرة هزموا شعوباً قوية بجيش صغير (قصة
جدعون) ولا يرد الشعب إلى مصر = ربما
تشير أن الملوك حتى تزداد قوتهم يلجأون لعقد المعاهدات مع مصر ويستعينوا بهم أى
بالمصريين فى الحروب. ولكن فلاحظ أن مصر تشير للعبودية فكون أن الملك يعتمد على
قوة الخيل ويترك الله فهذه عبودية للقوة (بهذا إرتد إلى مصر ). وقد تعنى أن الملك
فى إزدياد قوته سيذل شعبه فيعودوا عبيداً كما كانوا فى مصر .
آية
(17):- " 17وَلاَ يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ.
وَفِضَّةً وَذَهَبًا لاَ يُكَثِّرْ لَهُ كَثِيرًا. "
سبق أن نهى الله
الملوك من زيادة القوة وهنا ينبههم عن زيادة النساء والمال وبذلك ينهاهم الله عن
الثلاث الشهوات الخطيرة التى بها يبعد قلب الإنسان عن الله وهى 1- القوة 2- النساء 3- المال والغنى
وليس عيباً أن
يكون الإنسان غنياً أو قوياً لكن العيب فى شهوة زيادة هذه الأشياء ولنرى تطبيقاً
لهذا :-
فإن سليمان الملك أحكم إنسان فى العالم سقط فى
الثلاث أى أنه فعل عكس ما هو مكتوب تماماً (ربما لأنه نسى آية18 الآية القادمة)
فهو تزوج كثيرات (1000) ومنهن كثيرات من الوثنيات وهؤلاء أزغن قلبه فبخر للأوثان
وكان الذهب والفضة لا حساب لها أيام سليمان فالله أعطاه الغنى ولكنه إشتهى الزيادة
فوضع ضرائب ثقيلة على شعبه (راجع 1مل1:11 + 1مل2:12-4 + 1مل21:10 ). وراجع خيل
سليمان (1مل26:4)
الأيات
(18-19):-" 18وَعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ
مَمْلَكَتِهِ، يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ
مِنْ عِنْدِ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، 19فَتَكُونُ مَعَهُ،
وَيَقْرَأُ فِيهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، لِكَيْ يَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ
الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهذِهِ
الْفَرَائِضَ لِيَعْمَلَ بِهَا،"
حين يكتب الملك
لنفسه سفر للشريعة يقرأه يعرف أن المُلك من الله وعليه أن يحكم بحسب الشريعة ولا
سلطة لهُ أن يزيد أو ينقص من الشريعة وعليه أن يحب الشريعة أكثر من كل الشهوات
السابقة. ولو فعل هذا سليمان لما سقط
آية
(20):- " 20لِئَلاَّ يَرْتَفِعَ قَلْبُهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، وَلِئَلاَّ
يَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً. لِكَيْ يُطِيلَ الأَيَّامَ
عَلَى مَمْلَكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ."
يظهر
هنا أن قراءة كلمة الله وحفظها والعمل بها لها ثمار طيبة.