آية (1):- " 1«لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي
جَمَاعَةِ الرَّبِّ. "
المخصى
بالرض
= هو الذى يخصى برض الخ..... أى بدقهما أو سحقهما. المجبوب
= هو الذى كان يخصى بقطع الخصيتين بآلة حادة. وفى (غل12:5) تهكم الرسول على الذين
يتمسكون بالختان كشرط للخلاص قائلاً " يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون" أى
يا ليتهم ليس فقط يقطعون الغرلة بل الكل ليصيروا بحسب الناموس مقطوعين لا يدخلون
جماعة الرب.
وعدم قطع الأجزاء
التناسلية إعلان عن قدسية كل أعضاء الجسم. والمسيح حين قال " يوجد خصيان خصوا
أنفسهم لأجل ملكوت السموات " لم يقصد القطع الفعلى ولكن قصد نوع من البتولية
أو ضبط الشهوات وكأن الإنسان ليس لهُ أن يفكر فى هذه الأشياء لأنه ينظر للسماويات.
وحين نفذ العلاّمة أوريجانوس هذا فى نفسه وقام بإخصاء نفسه حرمته الكنيسة .
والحرمان من دخول جماعة الرب ليس حرماناً من الخلاص ولكنه حرمان من الحقوق الكاملة
للشعب مثل إستلام مسئوليات معينة مثل أن يكون الشخص كاهناً أو قاضياً أو قائداً
وإلا لإحتقره الشعب وإحتقر أحكامه.
ولا يتزوجوا منهم
فهم غير قادرين على الزواج. وكان الإخصاء يتم للرجال الذين يعملون فى خدمة النساء
فى القصور الوثنية أو فى العبادات الوثنية فكانوا يظنون أن هذا يُرضى الآلهة. أما
الذين يخصون مجبرين كأسرى الحرب أو بجهالة ذويهم أو بالطبيعة فوعدهم الله بنصيب
صالح إن ساروا بالتقوى (أش3:56-5). إذاً ما يهم الله ليس الشكل الخارجى بل أن يصنع
أحد هذا بنفسه كعادة وثنية. ما يهم الله التقوى داخل القلب
آية (2):- " 2لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى
الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ."
حرمان إبن الزنى
كان حتى لا يحفظ إسم أبيه فى شعب الرب بل يموت بموته وكأن لا إبن له، وإستنكاراً
لخطية الدنس ولأن الوالدين غالباً يورثون أبنائهم صفاتهم الرديئة. حتى الجيل العاشر = المقصود بها إلى مدى
الأجيال. ومرة ثانية هذا لن يمنع الأولاد من خلاص نفوسهم بسبب خطايا أبائهم بل كان
منهم يفتاح الجلعادى (قض11)
آية (3):- " 3لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ
الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ
الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ،"
فسر اليهود هذه
الآية بأن لا يتزوج عمونى أو موآبى بإسرائيلية. ومع هذا فإن راعوث دخلت الشعب ومن
نسلها جاء المسيح فالنعمة تتسامى فوق الناموس والمقصود عدم تسلل الوثنية لليهود.
الأيات
(4-5):-" 4مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوكُمْ
بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ،
وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْكَ بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ
النَّهْرَيْنِ لِكَيْ يَلْعَنَكَ. 5وَلكِنْ لَمْ يَشَإِ الرَّبُّ
إِلهُكَ أَنْ يَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ
اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ."
لاحظ أن الله لا
ينسى أى إساءة توجه لشعبه. وكان موآب وبنى عمون كارهين لإسرائيل تماماً.
آية (6):- " 6لاَ تَلْتَمِسْ سَلاَمَهُمْ وَلاَ خَيْرَهُمْ كُلَّ
أَيَّامِكَ إِلَى الأَبَدِ. "
لا تعمل معهم
إتفاقات أو معاهدات سلام لأن معاهدات سلامهم يدخل فيها طقوس عبادة لآلهتهم وبذلك
تنجذب للعبادة الوثنية.والله هو الذى يحفظكم.
آية (7):- " 7لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ. لاَ تَكْرَهْ
مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ."
لاحظ أن الله لا
ينسى إساءة تُوجه لشعبه ولا ينسى كل إحسان يُقدم لشعبه ولنلاحظ أن الله دعاهم
لعداوة الموآبيين والعمونيين لأن هؤلاء سعوا لأن يجعلوهم يُخطئوا، أما المصريين
والأدوميين فإضطهدوهم جسدياً. فمن يضطهدنا جسدياً يجعلنا نخسر حياتنا الأرضية ومن
يُعثرنا روحياً يجعلنا نخسر الحياة الأبدية وهى الأهم. والأدوميين باعوا لهم طعام
فى الطريق والمصريين أكرموهم قبل أن يبدأ الإضطهاد وكما أن الله لا ينسى الخير
لهؤلاء علينا أن لا ننسى أى يد إمتدت إلينا بالخير ولو مرة.
آية (8):- " 8الأَوْلاَدُ الَّذِينَ يُولَدُونَ لَهُمْ فِي الْجِيلِ
الثَّالِثِ يَدْخُلُونَ مِنْهُمْ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ."
كان المصريين
والأدوميين ضمن اللفيف الذى فى وسط الشعب وكان لهم أولاد وقوله الجيل الثالث = حتى يكون الأولاد قد إندمجوا فى
الشعب وتنقوا من كل عادة وثنية
الأيات (9-14):-" 9«إِذَا خَرَجْتَ فِي جَيْشٍ عَلَى
أَعْدَائِكَ فَاحْتَرِزْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ. 10إِنْ كَانَ
فِيكَ رَجُلٌ غَيْرَ طَاهِرٍ مِنْ عَارِضِ اللَّيْلِ، يَخْرُجُ إِلَى خَارِجِ
الْمَحَلَّةِ. لاَ يَدْخُلْ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. 11وَنَحْوَ
إِقْبَالِ الْمَسَاءِ يَغْتَسِلُ بِمَاءٍ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَدْخُلُ
إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. 12وَيَكُونُ لَكَ مَوْضِعٌ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ
لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ خَارِجًا. 13وَيَكُونُ لَكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ
لِتَحْفِرَ بِهِ عِنْدَمَا تَجْلِسُ خَارِجًا وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بِرَازَكَ. 14لأَنَّ
الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلَّتِكَ، لِكَيْ يُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ
أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلْتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً، لِئَلاَّ يَرَى فِيكَ
قَذَرَ شَيْءٍ فَيَرْجِعَ عَنْكَ."
الحرب هى حرب
مقدسة والله فى وسطهم فيلزم أن يكونوا فى طهارة. ووقت الحرب هو وقت لمحاسبة النفس
والتوبة لتجديد النفس. وعلى كل إنسان أن يمنع من قلبه أى شىء ردىء حتى يستمر الله
فى وسط المحلة فينتصروا. والشىء الردىء الذى يغضب الله مثل (حقد / غرور / محبة
أوثان / شهوات رديئة...) حتى لا تتأثر قداستهم وعجيب أن يهتم الله بما ذُكر فى آية
(13) ولكن إن هم إهتموا بنظافة الخارج ( ولاحظ أن الله يتكلم هنا مع شعب بدائى
تعود لمدة 40 سنة أن يعيش فى خيام متنقلاً) لشعورهم أن الله فى وسطهم فمن المؤكد
أن هذا سيعطيهم إهتمام بنظافة القلب وطهارته داخلياً. وذلك بالإضافة لأنهم
سيتعلمون أن يهتموا بمشاعر بعضهم البعض وتكون إقامتهم فى رقة ونظافة حتى فى
معاملاتهم، هذا بالإضافة لمنع إنتشار الجراثيم والأمراض بل حتى نجد فى (آية10) أن
حتى الأحلام تنجس (الأحلام الجنسية) الله يريدنا أنقياء تماماً . وإن كان الله
يهتم بهذه الأحلام اللاشعورية فإنه بالأولى يهتم بالخطايا المقصودة.
الأيات (15-16):-" 15«عَبْدًا أَبَقَ إِلَيْكَ مِنْ
مَوْلاَهُ لاَ تُسَلِّمْ إِلَى مَوْلاَهُ. 16عِنْدَكَ يُقِيمُ فِي
وَسَطِكَ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ حَيْثُ
يَطِيبُ لَهُ. لاَ تَظْلِمْهُ."
كان السادة فى الشعوب الوثنية
يظلمون عبيدهم ويسيئون معاملتهم. وقد يهرب عبد من سيده ويحتمى بأحد من شعب الرب
فلتقبلوه ولا تسلموه لسيده لأنه فى هذه الحالة غالباً سيضربه ويعذبه حتى الموت.
ولكن قطعاً إن كان قد هرب لأنه قاتل أو سارق كانوا لا يحمونه . آبق = هارب
آية (17):- " 17«لاَ تَكُنْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنَاتِ
إِسْرَائِيلَ، وَلاَ يَكُنْ مَأْبُونٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. "
مأبون = شاذ جنسياً.
وكان الزنا والشذوذ من طقوس العبادة الوثنية فى الهياكل.
آية (18):- " 18لاَ تُدْخِلْ أُجْرَةَ زَانِيَةٍ وَلاَ
ثَمَنَ كَلْبٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ عَنْ نَذْرٍ مَّا، لأَنَّهُمَا
كِلَيْهِمَا رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ."
لا يجب أن يوفى
النذر عن طريق الأجر الذى تحصله أمرأة زانية عن فحشائها فيجب أن نُكرم الرب من
أنقى وأقدس ما نملك. ولا ثمن كلب =
الكلب يعتبر نجساً لأنه يعود إلى قيئه (أم11:26 + 2بط22:2). فهو يشير للإنسان
الخاطىء الذى يتوب بنية صادقة وسريعاً ما يرجع إلى خطاياه. لذلك شبّه الوثنيون
بالكلاب (مت 26:15 + رؤ 5:22) بل إمتدت التسمية إلى كل الأشرار المرذولون من ملكوت
السموات. على أن كلمة كلب ترجمت فى ترجمات آخرى سدومى أى رجل شاذ جنسياً وربما
أطلق الشعب لقب كلب على الشواذ جنسياً.
وكما قلنا ففى
الهياكل الوثنية كان هناك نساء زانيات ورجال مأبونون ناذرين أنفسهم لهذا العمل.
ويدفعون أجرتهم للهيكل الوثنى.
الأيات (19-20):-" 19«لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا
فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَّا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا، 20لِلأَجْنَبِيِّ
تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ
دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا."
كان هذا فى مرحلة
روحية بدائية فعليهم أن يقرضوا إخوتهم بدون ربا، أما الأجانب الوثنيين. فيُسمح لهم
بالربا معهم فالله يُعلمهم المحبة تدريجياً وأول خطوة أن يُحبوا إخوتهم ويُقرضوهم
دون ربا حتى فى المستقبل يمكن أن يفعلوا هذا مع الجميع ولنلاحظ أن شريعة العهد
الجديد " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم..." ما كان ممكناً لهذا الشعب
البدائى أن يتقبلها. وبالإضافة أن التمييز فى المعاملة بين اليهودى وغير اليهودى
يحمل معنى الإستنكار لوثنيتهم فينفروا من عباداتهم (مت42:5 ، 12:7 + لو35:6) هذه
هى شريعة العهد الجديد شريعة الذين نموا فى الحياة الروحية " المحبة
للجميع"
الأيات (21-23):-" 21«إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ
إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ
فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. 22وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ
تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. 23مَا خَرَجَ مِنْ
شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ، كَمَا نَذَرْتَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَبَرُّعًا،
كَمَا تَكَلَّمَ فَمُكَ."
الإهتمام بالنذور
فالنذر هو وعد لله وبالتالى علينا أن لا نتسرع فى نذر النذور
الأيات (24-25):-" 24«إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ صَاحِبِكَ
فَكُلْ عِنَبًا حَسَبَ شَهْوَةِ نَفْسِكَ، شَبْعَتَكَ. وَلكِنْ فِي وِعَائِكَ لاَ
تَجْعَلْ. 25إِذَا دَخَلْتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِلَ
بِيَدِكَ، وَلكِنْ مِنْجَلاً لاَ تَرْفَعْ عَلَى زَرْعِ صَاحِبِكَ."
فهم
اليهود هذه الوصية على أنها لعمال الحقل وفهموها على أنه من المسموح لعامل الكرم
أن يأكل حسبما أراد وهذه تساوى لاتكم ثوراً دارساً. وكان مسموحاً لعابر السبيل
أيضاً أن يأكل من السنابل وهى فى الحقول على أن يقطفها بيديه ولكن لا يستخدم
المنجل والإ صارت طمع وسرقة. وهذه الشريعة المقدسة تزيد المحبة بين الناس وتُعلمهم
الكرم والمروءة والرحمة وإشباع الجائع. ولها فائدة مهمة هى أن يتعلم صاحب الحقل أن
يتغاضى عن الصغائر ويقول مع عفرون الحثى عنقود عنب أو بضع سنابل قمح ما هى بينى
وبينك (تك15:23) ومن يتعلم أن يتغاضى عن الصغائر سيتغاضى عن ما هو أكبر وسيهتم
بالسماويات. ولقد نفذ تلاميذ المسيح هذه الوصية وقطفوا سنابل واكلوا وكان سبت
والمسيح لم يعترض (مت1:12-8).