الأيات (1-2):-" 1«إِذَا كَانَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ
أُنَاسٍ وَتَقَدَّمُوا إِلَى الْقَضَاءِ لِيَقْضِيَ الْقُضَاةُ بَيْنَهُمْ،
فَلْيُبَرِّرُوا الْبَارَّ وَيَحْكُمُوا عَلَى الْمُذْنِبِ. 2فَإِنْ
كَانَ الْمُذْنِبُ مُسْتَوْجِبَ الضَّرْبِ، يَطْرَحُهُ الْقَاضِي وَيَجْلِدُونَهُ
أَمَامَهُ عَلَى قَدَرِ ذَنْبِهِ بِالْعَدَدِ. "
هذه الآيات موجهة
لرجال القضاء. يجلدونه امامه = أى ليس
فى مكان عام حتى لا يحتقره الناس فالله مهتم بكرامة حتى المذنبين. وكون الجلد أمام
القاضى فلن يحدث تلاعب فى عدد الضربات بالزيادة أو النقصان. وأن يكون الحُكم بعدل
وعلى قدر الذنب. وأقصى عدد للضربات 40 وقد يقل عن ذلك
آية
(3):- " 3أَرْبَعِينَ يَجْلِدُهُ. لاَ يَزِدْ، لِئَلاَّ إِذَا زَادَ فِي
جَلْدِهِ عَلَى هذِهِ ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً، يُحْتَقَرَ أَخُوكَ فِي عَيْنَيْكَ. "
لا يجب أن يزيد
عدد الضربات عن 40 أما الجلد عند الشعوب الوثنية فكان بلا رحمة وكان الشخص يجلد
حتى يموت أو يُصاب بعاهات شنيعة مُستديمة نتيجة مئات الضربات
لئلا
يحتقر اخوك فى عينيك = مازال مُعتبراً أنه أخ. والله بهذا
يعلمنا أن نكره الخطيئة وليس الخاطىء فمهما أخطأ فهو أخ وإن تعرض للتأديب. واليهود
كانوا يجلدون 39 جلدة أى أربعين إلا واحدة (2كو24:11) لسببين:-
1-
نوع من الإحتياط
حتى لا يتعدى عدد الضربات 40
2-
كانوا يستعملون
سوط من ثلاث سيور من الجلد وبكل سير ثلاث عقد من الجلد أو المعدن ويضربون المذنب
13 جلدة فتكون عدد الإصابات 39.
ورقم 40 مرتبط
بالتذلل أمام الله والعقاب : 1- موسى صام مرتين 40 يوماً وهكذا إيليا والمسيح
2-الشعب تاه فى البرية 40 سنة وهذه المدة كانت آخر فرصة لتوبة
الكنعانيين. كما أعطيت نينوى 40 يوماً فرصة للتوبة
3- 40 سنة آلام لمصر لخيانتها شعب الرب (حز 11:29-13)
4- 40 يوماً طهارة للوالدة
5- 40 يوماً أمطار فى الفيضان ولاحظ أن فترة كرازة نوح كانت 120
سنة =3×40
6- حزقيال يحمل إثم يهوذا 40 يوماً
7- صعد المسيح بعد 40 يوماً وبعدها بـ 40 سنة كان خراب أورشليم
النهائى.
آية
(4):- " 4لاَ تَكُمَّ الثَّوْرَ فِي دِرَاسِهِ."
من الظلم أن يضع
المزارعون كمامة على فم الثور الذى يجر النورج لدرس الغلال وأمامه الأكل. ولكن
بولس فهمها على أنه لا يصح أن نترك خدام الله جوعى (1كو9:9-11)
الأيات (5-6):-" 5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ
وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى
خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا
لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالْبِكْرُ
الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ
مِنْ إِسْرَائِيلَ."
كانت هذه الشريعة
معمولاً بها قبل أن يسجلها موسى فهذا ما حدث مع عير بكر يهوذا (تك9:38) وقد حفظ
الناس هذه الشريعة بطريق التقليد مدى الأجيال حتى سَنَّها موسى فى شريعته. وهذا
كان لأن كل إمرأة كان لها رجاء أن يأتى المسيح من نسلها وقطعاً كان هذا رجاء كل
رجل أن ينتسب إليه المسيح. بالإضافة لحفظ ميراث المتوفى فالبكر الذى يولد سيكون
بإسم المتوفى وأيضاً لن يُمحى إسم المتوفى من إسرائيل. وحفظ إسم الميت يُعطى صلة
بين الكنيسة المُجاهدة على الأرض والكنيسة المُنتصرة فى السماء فمن مات لم يمت
ولكنه فى مكان آخر لذلك تهتم الكنيسة بالصلاة على الراقدين وطلب شفاعتهم . فالله
ليس إله أموات بل هو إله أحياء (مر 27:12 + لو 38:20) والجميع عنده أحياء. يقوم لها بواجب آخى الزوج = يقوم
بالتزاماته نحوها فهو يهتم بكل شئون أرض
المتوفى من بيع وشراء ورعاية ثم يُعطى الأرض للإبن لذلك كان البعض يرفضون
آية
(7):- " 7«وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ،
تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ
أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَشَأْ
أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ."
من يرفض واجبه
يكون عمله شائناً وقبل نزول الشريعة كانوا يقتلونه أحياناً.والرب قد يميته كما حدث
مع إبن يهوذا (تك10،9:38) لما رفض أن يقيم نسلاً لأخيه
إلى
الباب=
أى إلى القضاء فمحاكم المدينة كانت تعقد عند أبواب المدينة فمن يرفض كأنه يستخف
بخطة الله فى حفظ نصيب كل عشيرة من الأرض ويُسىء للأرملة وللميت الذى كان يُمكن أن
يكون المسيح من نسله.
الأيات
(8-10):-" 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ
وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا.
9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ،
وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ:
هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى
اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ»."
يصير هذا الشخص
موضعاً للإحتقار. وخلع نعله علامة على خلع الولاية والمسئولية عنه وانه غير مستحق
أن يسير بنعليه على أرض الميت
وتبصق
فى وجهه
= أصل الكلمة تبصق أمام وجهه على الأرض وليس فى وجهه وهكذا فهمها وفسرها اليهود.
وكان هذا علامة أخرى على إحتقاره لأنانيته وعدم تفكيره إلا فى نفسه. وإذا رفض الأخ
فكان أقرب قريب للمتوفى يقوم بواجبه وهذا ما قام به بوعز (راعوث إصحاح 4). وبوعز هو
الذى خلع نعل الولى لأن راعوث كانت غريبة ولا تعرف الشريعة.
الأيات (11-12):-" 11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ، رَجُلٌ
وَأَخُوهُ، وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِكَيْ تُخَلِّصَ رَجُلَهَا مِنْ
يَدِ ضَارِبِهِ، وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ، 12فَاقْطَعْ
يَدَهَا، وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ."
تقطع
يد المرأة لوقاحتها فالله يريد أن يكون شعبه قديسيين فى كل سيرة والله لا يريد أن
ينتشر عدم الحياء فى وسط شعبه.
الأيات (13-16):-" 13«لاَ يَكُنْ لَكَ فِي كِيسِكَ أَوْزَانٌ
مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 14لاَ يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ
مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 15وَزْنٌ صَحِيحٌ
وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، لِكَيْ تَطُولَ
أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 16لأَنَّ
كُلَّ مَنْ عَمِلَ ذلِكَ، كُلَّ مَنْ عَمِلَ غِشًّا، مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ
إِلهِكَ."
كان التجار فى
الغالب يحفظون موازينهم فى كيس يحملونه معهم، أما المكاييل فيحفظونها فى بيوتهم.
وهنا الله ينهى عن الغش. أوزان كبيرة =
يستعملونها فى الشراء بالغش
أوزان
صغيرة
= يستعملونها فى البيع بالغش. ويبدو أنهم مارسوا هذا النوع من الغش (عا4:8-6)
الأيات (17-19):-" 17«اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ
فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. 18كَيْفَ لاَقَاكَ فِي
الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ،
وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ اللهَ. 19فَمَتَى
أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي الأَرْضِ
الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو
ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لاَ تَنْسَ."
الآيات السابقة
عن الوزن والمكيال الصحيح وهنا يضع الله عماليق فى التقييم الصحيح . فالله هو الذى
يقيم أعمال الجميع بمكياله الصحيح. ولقد ظهرت نذالة عماليق فى حربهم ضد شعب الرب
بينما هم من نسل عيسو شقيق يعقوب. وهم حاربوهم بخسة إذ ضربوا المستضعفين = أى مؤخرة الجماعة أى الذين كانوا
متعبين ويسيرون على مهل وربما المرضى أو النساء وبهذا هم رمز لإبليس. وعماليق لم يخف الله = فهو ضرب الشعب بالرغم مما
سمعه عن أعمال الله العجيبة معهم. ولقد إنتصرشعب الله على عماليق وقتئذ. وقصة أنهم
ضربوا المستضعفين هذه لم يذكرها موسى فى سفر الخروج وذكرها هنا لتتضح القصة كلها
ولماذا يطالب الرب بضرب عماليق... فهم يستحقون العقاب.
والإنتقام
من عماليق هنا ليس هو إنتقام شخصى فكل الجيل الذى تضرر منهم ماتوا فى الطريق ولكن
الإنتقام هنا لمجد الله الذى إعتدوا على شعبه وعلى كرسيه. فكل من يعتدى على شعب
الله كأنه يعتدى على الله شخصياً (خر14:17-16) + (زك8:2). فالله إعتبر أن إعتداء
عماليق على شعبه إعتداء على كرسيه. ليس هذا فقط فإن عماليق إستمروا فى كراهيتهم
لشعب الله حتى فترة أستير فكان هامان الأجاجى مدبر المؤامرة ضد شعب الله منهم.
وعبر التاريخ تعرض الشعب لمضايقات كثيرة منهم. لذلك حين يطلب الله الإنتقام كان
ذلك بسابق معرفته بما سيعانيه شعبه من عماليق عبر التاريخ ونلاحظ أن أهود حاربهم
(قض12:3-20 ) وكذلك جدعون (قض3:6) وقد ضربهم داود وحزقيا (1صم8:27 + 1أى14:4)
وراجع (أس9،1:3) ونلاحظ كراهيتهم المستمرة عبر التاريخ لشعب الله ومؤامراتهم ضد
شعب الله وبهذا طلب الله إبادتهم. وبعد ضربهم أيام أستير لم تقم لهم قائمة وباد
ذكرهم من الأرض وأهلكهم الله لأنهم تحدوه.