آية
(1) :- "1وَكَانَ كَلاَمُ صَمُوئِيلَ إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ
إِسْرَائِيلُ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلْحَرْبِ، وَنَزَلُوا عِنْدَ
حَجَرِ الْمَعُونَةِ، وَأَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَنَزَلُوا فِي أَفِيقَ. "
وَكَانَ كَلاَمُ
صَمُوئِيلَ إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ
= أى
عُرِف صموئيل أنه نبى عنده كلمة الله. وهذه الآية هى ربط بين الإصحاح السابق وهذا
الإصحاح فهى تصلح كخاتمة للإصحاح السابق وتصلح أيضاً كبدآية لهذا الإصحاح. لكن
الوحي بهذه الاية يعاتب الشعب الذي عرف ان صموئيل عنده كلمة الله ، فإذا كان الشعب
قد عَرِف أن صموئيل هو نبى الله فلماذا لم يَستشيره قبل أن يخرجوا للحرب. ولا يفهم
من الآية أن صموئيل هو الذى أمر الشعب بالحرب بل العكس كما قلنا. ولأنهم خرجوا
للحرب دون أن يتقدسوا أو يسَتشيروا الرب إنهزموا والهزيمة دائماً سببها تخلى الله
. والله يتخلى فى حالة الإصرار على الخطية بدون توبة. ولكن الله لا يترك شعبه
للنهاية بل يرسل لهم دائماً من يخلصهم بعد أن يؤدبهم فالأب السماوى لا يدلل أولاده
(مثل عالى) بل يحبهم محبة حقيقية حَجَرِ الْمَعُونَةِ
= أخذ
هذا الإسم بعد الحوادث المذكورة هنا بحوالى 20 عاماً (1صم 7 : 12). إذ وضع صموئيل
حجراً تذكارياً بين المصفاة والسن فى جنوب شرق أفيق.
اية
(2) :- "2وَاصْطَفَّ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ، وَاشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ
فَانْكَسَرَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَضَرَبُوا مِنَ الصَّفِّ
فِي الْحَقْلِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ رَجُل. "
...واشتبكت
الحرب فانكسر اسرائيل وضربوا نحو 4000 رجل.
آية (3) :- "3فَجَاءَ الشَّعْبُ
إِلَى الْمَحَلَّةِ. وَقَالَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا كَسَّرَنَا
الْيَوْمَ الرَّبُّ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ لِنَأْخُذْ لأَنْفُسِنَا مِنْ
شِيلُوهَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ فَيَدْخُلَ فِي وَسَطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ
يَدِ أَعْدَائِنَا»."
لِمَاذَا كَسَّرَنَا الْيَوْمَ الرَّبُّ =
هم إعترفوا بأن إنكسارهم كان من الرب
ولكن جهلوا أن الخطية هى السبب "هلك شعبى من عدم المعرفة " كان يجب أن
يفهموا أن فسادهم وإنحرافهم عن الله هو السبب لِنَأْخُذْ..
تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ = وهل تابوت
العهد سيغطى الفساد ؟ كان الحل فى التوبة والقداسة والإيمان. فهناك من يلبس صلبان
ذهبية مرصعة بالماس ولكن بدون إيمان فصلبانه لن تنفعه شيئاً وهناك من يرسم علامة
الصليب بإيمان فتذهب قوة السم (مارجرجس) وهكذا نقل سمعان الخراز جبل المقطم.
والتابوت هو رمز لحلول الله وسطهم، لكنهم بفكرهم الوثنى ظنوا أن وجود التابوت
تعويذة تحميهم مثل أوثان باقى الأمم مع ان الله أخبرهم أنه لا يسكن داخل التابوت
بل بين الكاروبين (حيث تظهر الشكينة أى مجد الله) والله سيسكن وسطهم لو هم فى حالة
قداسة. (هذا الحال شرحه مزمور 78 : 56-64). هم إتكلوا على شكليات العبادة دون تغيير
القلب (أر 7 : 8) + (حز 10 : 18، 11 : 22) فالله أقام الخيمة والتابوت لأجلهم فإن
هم رفضوه سيرفض الخيمة والتابوت.
آية (4) :- "4فَأَرْسَلَ الشَّعْبُ
إِلَى شِيلُوهَ وَحَمَلُوا مِنْ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ رَبِّ الْجُنُودِ
الْجَالِسِ عَلَى الْكَرُوبِيمِ. وَكَانَ هُنَاكَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي
وَفِينَحَاسُ مَعَ تَابُوتِ عَهْدِ اللهِ. "
جاء
حُفْنِي وَفِينَحَاسُ = اللذين
أفسدا الشعب وكانا فاسدين ليحملوا التابوت فهل يرضى الله ؟
آية (5) :- "5وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِ
تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ هَتَفُوا
هُتَافًا عَظِيمًا حَتَّى ارْتَجَّتِ الأَرْضُ. "
هَتَفُوا.. حَتَّى
ارْتَجَّتِ الأَرْضُ = هنا يسبحون الله بشفاههم لكن القلب
مبتعد بعيداً. لقد هتفت الحناجر أمّا القلوب فظلت ساكنة بعيدة عن فكر التوبة
الآيات (6-8):- "6فَسَمِعَ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَوْتَ الْهُتَافِ فَقَالُوا: «مَا هُوَ صَوْتُ هذَا
الْهُتَافِ الْعَظِيمِ فِي مَحَلَّةِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟» وَعَلِمُوا أَنَّ
تَابُوتَ الرَّبِّ جَاءَ إِلَى الْمَحَلَّةِ. 7فَخَافَ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ».
وَقَالُوا: «وَيْلٌ لَنَا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ
مَا قَبْلَهُ! 8وَيْلٌ لَنَا! مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤُلاَءِ
الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ؟ هؤُلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ
بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ. "
آية (9) :- "9تَشَدَّدُوا وَكُونُوا
رِجَالاً أَيُّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِئَلاَّ تُسْتَعْبَدُوا
لِلْعِبْرَانِيِّينَ كَمَا اسْتُعْبِدُوا هُمْ لَكُمْ. فَكُونُوا رِجَالاً
وَحَارِبُوا»."
تَشَدَّدُوا وَكُونُوا رِجَالاً =
وإن خاف الفلسطينيين لمعرفتهم السابقة
باعمال الله مع شعبه لكنهم عوضاً عن التراجع إزدادوا حماساً وتشجعوا . ولو كان
الله راضياً عن شعبه لأزعج الفلسطينيين كما حدث من قبل. ولكن هذا لم يحدث وصارت
الغلبة للفلسطينيين لكن إلى حين.
الآيات
(10 – 12) :- "10فَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ،
وَانْكَسَرَ إِسْرَائِيلُ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَكَانَتِ
الضَّرْبَةُ عَظِيمَةً جِدًّا، وَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلاَثُونَ أَلْفَ
رَاجِل. 11وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ، وَمَاتَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي
وَفِينَحَاسُ.12فَرَكَضَ رَجُلٌ مِنْ بَنْيَامِينَ مِنَ الصَّفِّ وَجَاءَ
إِلَى شِيلُوهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَتُرَابٌ عَلَى
رَأْسِهِ. "
آية (13) :- "13وَلَمَّا جَاءَ،
فَإِذَا عَالِي جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بِجَانِبِ الطَّرِيقِ يُرَاقِبُ، لأَنَّ
قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِبًا لأَجْلِ تَابُوتِ اللهِ. وَلَمَّا جَاءَ الرَّجُلُ
لِيُخْبِرَ فِي الْمَدِينَةِ صَرَخَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا. "
واضح
أن عالى لم يكن موافقاً على أخذ تابوت العهد فكانَ
قَلْبَهُ مُضْطَرِبًا لأجله. لكنه كان قد خضع لإرادة الشعب.
آية (14) :- "14فَسَمِعَ عَالِي صَوْتَ
الصُّرَاخِ فَقَالَ: «مَا هُوَ صَوْتُ الضَّجِيجِ هذَا؟» فَأَسْرَعَ الرَّجُلُ
وَأَخْبَرَ عَالِيَ. "
آية (15) :- "15وَكَانَ عَالِي ابْنَ
ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَقَامَتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُبْصِرَ. "
قَامَتْ عَيْنَاهُ =
أى إظلمت وكلت وفقد البصر تماماً
ولاحظ أن نهاية حياته كانت ظلاماً دامساً له ولشعبه إسرائيل.
آية (16) :- "16فَقَالَ الرَّجُلُ
لِعَالِي: «أَنَا جِئْتُ مِنَ الصَّفِّ، وَأَنَا هَرَبْتُ الْيَوْمَ مِنَ
الصَّفِّ». فَقَالَ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ يَا ابْنِي؟»."
آية (17) :- "17فَأَجَابَ الْمُخَبِّرُ
وَقَالَ: «هَرَبَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَكَانَتْ أَيْضًا
كَسْرَةٌ عَظِيمَةٌ فِي الشَّعْبِ، وَمَاتَ أَيْضًا ابْنَاكَ حُفْنِي
وَفِينَحَاسُ، وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ»."
كل
خبر أصعب من الخبر الذى قبله. 1) هرب
الشعب وإنكسر 2) مات الكثيرين 3)
مات إبناه 4) أخذ تابوت العهد.
آية (18) :- "18وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ
تَابُوتَ اللهِ، أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ
الْبَابِ، فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ، لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً شَيْخًا
وَثَقِيلاً. وَقَدْ قَضَى لإِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. "
كان
الخبر الذى أرعب وأحزن عالى إلى الموت خبر أخذ تابوت العهد.
الآيات (19-20):- "19وَكَنَّتُهُ امْرَأَةُ
فِينَحَاسَ كَانَتْ حُبْلَى تَكَادُ تَلِدُ. فَلَمَّا سَمِعَتْ خَبَرَ أَخْذِ
تَابُوتِ اللهِ وَمَوْتَ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا، رَكَعَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ
مَخَاضَهَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا. 20وَعِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ
لَهَا الْوَاقِفَاتُ عِنْدَهَا: «لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا».
فَلَمْ تُجِبْ وَلَمْ يُبَالِ قَلْبُهَا. "
آية (21) :- "21فَدَعَتِ الصَّبِيَّ
«إِيخَابُودَ» قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ». لأَنَّ
تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ وَلأَجْلِ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا. "
إِيخَابُودَ
= زال المجد أو أين هذا المجد. هى ظنت
أن المجد فى وجود التابوت فى إسرائيل ولكن هى أخطأت الفهم فالمجد هو بوجود الله فى
وسط شعبه أى وسط القديسين، لقد اخذ التابوت لأن المجد زال عن إسرائيل فهم ليسوا
قديسين بل أشرار فالله لايقيم الآن وسطهم. لقد كانت نكبة المرأة فى أخذ التابوت
أشد وقعاً على نفسها من موت حميها ورجلها فاخذ التابوت علامة على ترك الله لشعبه.
وميلاد إبنها لا يعزيها فأى مستقبل تنتظره إسرائيل التى زال عنها المجد وفارقها
الله.... لقد كانت هذه المرأة أبر من زوجها وحميها. لقد كان أخذ التابوت فيه تأديب
للطرفين لإسرائيل وللفلسطينيين.
آية (22)
:- "22فَقَالَتْ:
«زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ»."