الآيات
(1-5) :- "1فَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللهِ وَأتَوْا بِهِ مِنْ
حَجَرِ الْمَعُونَةِ إِلَى أَشْدُودَ. 2وَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ
تَابُوتَ اللهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ، وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ
دَاجُونَ. 3وَبَكَّرَ الأَشْدُودِيُّونَ فِي الْغَدِ وَإِذَا
بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ،
فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ. 4وَبَكَّرُوا
صَبَاحًا فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ
أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى
الْعَتَبَةِ. بَقِيَ بَدَنُ السَّمَكَةِ فَقَطْ. 5لِذلِكَ لاَ يَدُوسُ
كَهَنَةُ دَاجُونَ وَجَمِيعُ الدَّاخِلِينَ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبَةِ
دَاجُونَ فِي أَشْدُودَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. "
كانت
عادة الشعوب الوثنية أنهم ينسبون إنتصاراتهم لآلهتهم ويقدمون غنائم الحرب لآلهتهم
عرفاناً بجميلها إذ أعطتهم النصرة على أعدائهم. وهذا ما عملوه مع أسلحة شاول (1صم
31 : 10) وكذلك فعل داود إذ أعطى السيف الذى أخذه من جليات لهيكل الرب (1صم 21 :
8-9). ودَاجُونَ إله فلسطينى له رأس
إنسان ويد إنسان أمّا بدنه فعلى شكل سمكة ويعتبر إله الخصوبة لأن البحر يفيض بسمك
كثير. والله تعامل معهم بهذا الأسلوب لأنهم يعرفون أن تابوت العهد يمثل الحضرة
الإلهية فالله تحدث معهم بلغة المرض وحلول الكوارث فسقط إلههم وهم ضربوا بالبواسير
وبضربة الفيران، هنا الله يدافع عن كرامة إسمه حتى لا يظن هؤلاء الوثنيين أن ألههم
أقوى من الله. وعلينا ان نلاحظ أن دخول الله للقلب لابد أن يصاحبه إنهيار كل
الأوثان أى كل ما نعبده من شهوات ومحبة المال. وكان يجب أن أهل أشدود أن يفهموا
أنه لا شركة بين الله وبين الههم وهكذا نحن "فلا شركة للنور مع الظلمة".
الآن رأى أهل أشدود أن إلههم عاجز عن القيادة والتدبير وعاجز بلا يدين وهم كانوا
يتصورون أن الإله السمكة له قوة وعقل وقوة تدبير وقوة خصوبة، أين كل هذا الآن ؟.
لقد وجدوا رَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ
عَلَى الْعَتَبَةِ أى موضع الدوس. هكذا كل فكر أو قوة مقاومة لله قد
تتشامخ إلى حين لكن مصيرها الدوس وفى (آية5) نجد الفلسطينيين لا يدوسون على
العتبة إكراماً لإلههم الذى سقطت أعضاؤه على العتبة. وقد نفهم أن الفلسطينيين
يعملون ذلك لكن كيف نفهم أن اليهود شعب الله المقدس يصنع هذا (صف9:1) كيف يقلدون
العادات الوثنية؟
آية (6) :- "6فَثَقُلَتْ يَدُ
الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ، وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ
فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا. "
ضَرَبَة الْبَوَاسِيرِ:
هى ضربة مؤلمة وقد تكون قاتلة لما يصاحبها من مرض الطاعون وهى ضربة مخجلة وتسبب
خجلاً شديداً وسط هؤلاء الناس بسبب مكان الضربة (مز66:78) ولاحظ كيف كان التابوت
سبب بركة للمؤمنين إن عاشوا فى حياة قدسية بالرب وكيف يصير سبب لعنة لغير المؤمنين
(2كو2: 15،16). وكلمة البواسير المستخدمة هنا تعنى طاعوناً يصيب الغدد اللمفاوية
والفخذ لذلك هم فى (آية11) خافوا من الموت. وجاء فى الترجمة السبعينية أن
البلاد ضربت أيضاً بالفيران التى أكلت محصولاتهم وهذا يتمشى مع تقدمتهم بواسير +
فيران ومن المعروف علمياً إرتباط الفيران بمرض الطاعون.
الآيات
(7-8) :- "7وَلَمَّا رَأَى أَهْلُ
أَشْدُودَ الأَمْرَ كَذلِكَ قَالُوا: «لاَ يَمْكُثُ تَابُوتُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ
عِنْدَنَا لأَنَّ يَدَهُ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلهِنَا». 8فَأَرْسَلُوا
وَجَمَعُوا جَمِيعَ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَيْهِمْ وَقَالُوا: «مَاذَا
نَصْنَعُ بِتَابُوتِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالُوا: «لِيُنْقَلْ تَابُوتُ إِلهِ
إِسْرَائِيلَ إِلَى جَتَّ». فَنَقَلُوا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. "
هذا
يشبه ما فعله أهل كورة الجدريين حين أهلك المسيح خنازيرهم فطلبوا منه أن يغادر
كورتهم. ولكن السبب أن الضربة بسبب وجود داجون بالداخل محتلا قلوبهم داخلياً.
آية (9) :- "9وَكَانَ بَعْدَمَا
نَقَلُوهُ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِاضْطِرَابٍ عَظِيمٍ
جِدًّا، وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ،
وَنَفَرَتْ لَهُمُ الْبَوَاسِيرُ. "
ضربة
مدينة جت ليدركوا أن ما حدث فى أشدود لم يكن مصادفة بل هو ضربة إلهية. منذ البداية
كانوا يعلمون أن يهوة إله قوى خلص شعبه من مصر بعجائب لكنهم تشددوا لمقاومته، أمّا
الآن فقد أيقنوا أنهم لا يستطيعوا مقاومته ولكن لماذا لم يهلكهم الله ويميتهم؟
بسبب أنهم جهلة، هم يصنعون ما يصنعونه عن جهل وعدم معرفة.
الآيات (10 -12) :- "10فَأَرْسَلُوا تَابُوتَ
اللهِ إِلَى عَقْرُونَ. وَكَانَ لَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ
أَنَّهُ صَرَخَ الْعَقْرُونِيُّونَ قَائِلِينَ: «قَدْ نَقَلُوا إِلَيْنَا تَابُوتَ
إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِكَيْ يُمِيتُونَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا». 11وَأَرْسَلُوا
وَجَمَعُوا كُلَّ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا: «أَرْسِلُوا تَابُوتَ
إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجعَ إِلَى مَكَانِهِ وَلاَ يُمِيتَنَا نَحْنُ
وَشَعْبَنَا». لأَنَّ اضْطِرَابَ الْمَوْتِ كَانَ فِي كُلِّ الْمَدِينَةِ. يَدُ
اللهِ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا هُنَاكَ. 12وَالنَّاسُ الَّذِينَ لَمْ
يَمُوتُوا ضُرِبُوا بِالْبَوَاسِيرِ، فَصَعِدَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى
السَّمَاءِ. "