آية (1)
:- "1وَكَانَ
تَابُوتُ اللهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. "
لقد طالت مدة
إقامة التابوت فى أرض الفلسطينيين ليعرفوا أن ما حدث لم يكن مصادفة. ويعرفوا أن
الضربات علامة غضب إلهى عليهم لوثنيتهم. وحتى يشتاق الشعب لعودة التابوت وسطهم.
آية (2)
:- "2فَدَعَا
الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْكَهَنَةَ وَالْعَرَّافِينَ قَائِلِينَ: «مَاذَا نَعْمَلُ
بِتَابُوتِ الرَّبِّ؟ أَخْبِرُونَا بِمَاذَا نُرْسِلُهُ إِلَى مَكَانِهِ»."
المؤمنون يقتربون
من الله وغير المؤمنون يبتعدون عنهُ.
آية (3)
:- "3فَقَالُوا:
«إِذَا أَرْسَلْتُمْ تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، فَلاَ تُرْسِلُوهُ فَارِغًا،
بَلْ رُدُّوا لَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ. حِينَئِذٍ تَشْفَوْنَ وَيُعْلَمُ عِنْدَكُمْ
لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ»."
رأى كهنة
الفلسطينيين أن ما حلّ بهم هو ثمرة تأديب وثمرة لإثمهم فى حق الله. وكان الإقتراح
بإرسال قربان كتعويض أدبى ومادى لما أصاب شعب الله. وهو طلبوا أن تشترك كل مدينة
من المدن الخمس العظمى فى فلسطين فى هذا القربان ليكون الإعتراف جماعياً والقربان
من كل الشعب.
آية (4)
:- "4فَقَالُوا:
«وَمَا هُوَ قُرْبَانُ الإِثْمِ الَّذِي نَرُدُّهُ لَهُ؟» فَقَالُوا: «حَسَبَ
عَدَدِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: خَمْسَةَ بَوَاسِيرَ مِنْ ذَهَبٍ،
وَخَمْسَةَ فِيرَانٍ مِنْ ذَهَبٍ. لأَنَّ الضَّرْبَةَ وَاحِدَةٌ عَلَيْكُمْ
جَمِيعًا وَعَلَى أَقْطَابِكُمْ. "
كانت العادة لدى
الوثنيين تقديم تمثال الجزء المصاب بمرض للآلهة عند البرء من المرض ونلاحظ الطلب
هنا أن يصنعوا تماثيل بواسير وفيران. إذاً الضربة كانت فى مرضهم بالبواسير وإطلاق
الفيران على محاصيلهم حسب ما جاء بالنسخة السبعينية.
آية (5)
:- "5وَاصْنَعُوا
تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي تُفْسِدُ الأَرْضَ،
وَأَعْطُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ مَجْدًا لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ
وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ. "
لقد فهم
الفلسطينيين أن هديتهم ليست رشوة لله لأنهم قالوا أَعْطُوا
إِلهَ إِسْرَائِيلَ مَجْدًا إنما هى قربان إثم. أمّا بالنسبة لناموس
موسى فأى ذبيحة إثم لابد أن تكون دموية وبالنسبة لنا فدم المسيح هو الذى يطهر من
كل إثم. ليس بالذهب ولكن بالدم. ولكن كما خرج الشعب من مصر ومعهم هدايا هكذا خرج
التابوت من فلسطين ومعهُ هدايا.
آية (6)
:- "6وَلِمَاذَا
تُغْلِظُونَ قُلُوبَكُمْ كَمَا أَغْلَظَ الْمِصْرِيُّونَ وَفِرْعَوْنُ
قُلُوبَهُمْ؟ أَلَيْسَ عَلَى مَا فَعَلَ بِهِمْ أَطْلَقُوهُمْ فَذَهَبُوا؟"
وفهم أيضاً
الفلسطينيين أن الله لا يمكن مقاومته … إذاً لقد إنتشر درس فرعون فى كل مكان. وعلى كل إنسان أن يعتبر
ممّا يحدث من مصائب ضد الخطاة فيقدم توبة.
الآيات (7-12) :-
"7فَالآنَ خُذُوا وَاعْمَلُوا عَجَلَةً
وَاحِدَةً جَدِيدَةً وَبَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ،
وَارْبِطُوا الْبَقَرَتَيْنِ إِلَى الْعَجَلَةِ، وَأَرْجِعُوا وَلَدَيْهِمَا
عَنْهُمَا إِلَى الْبَيْتِ. 8وَخُذُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَاجْعَلُوهُ
عَلَى الْعَجَلَةِ، وَضَعُوا أَمْتِعَةَ الذَّهَبِ الَّتِي تَرُدُّونَهَا لَهُ
قُرْبَانَ إِثْمٍ فِي صُنْدُوق بِجَانِبِهِ وَأَطْلِقُوهُ فَيَذْهَبَ. 9وَانْظُرُوا،
فَإِنْ صَعِدَ فِي طَرِيقِ تُخُمِهِ إِلَى بَيْتَشَمْسَ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي
فَعَلَ بِنَا هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ. وَإِلاَّ فَنَعْلَمُ أَنْ يَدَهُ لَمْ
تَضْرِبْنَا. كَانَ ذلِكَ عَلَيْنَا عَرَضًا». 10فَفَعَلَ الرِّجَالُ
كَذلِكَ، وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ وَرَبَطُوهُمَا إِلَى
الْعَجَلَةِ، وَحَبَسُوا وَلَدَيْهِمَا فِي الْبَيْتِ، 11وَوَضَعُوا
تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَجَلَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ
وَتَمَاثِيلِ بَوَاسِيرِهِمْ. 12فَاسْتَقَامَتِ الْبَقَرَتَانِ فِي
الطَّرِيقِ إِلَى طَرِيقِ بَيْتَشَمْسَ، وَكَانَتَا تَسِيرَانِ فِي سِكَّةٍ
وَاحِدَةٍ وَتَجْأَرَانِ، وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً، وَأَقْطَابُ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ يَسِيرُونَ وَرَاءَهُمَا إِلَى تُخُمِ بَيْتَشَمْسَ. "
ما أروعه منظر
يشهد لحب الله لشعبه. فمهما طالت إقامة التابوت فى أرض غريبة، لكن الله يشتاق أن
يسكن وسط شعبة ويحل فيهم. لقد ساق البقرتين رغم ميلهما الطبيعى لصغيريهما وَكَانَتَا تَجْأَرَانِ: هو صوت خوار
البقرة لأجل أولادها المحبوسين ولاحظ أيضاً أنهما غير مدربتانفلَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ فالبقر غير
المدرب لا يسير فى طريق معتدل لكنهما اسْتَقَامَتِا وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِينًا وَلاَ
شِمَالاً: عكس الطبيعة، فمن الطبيعى أن تدخل
البقرتان للحقول لتأكلا. فكل الظروف كانت ضد أن تتجه البقرتان إلى بيت شمس فأى قوة
كانت تدفعهما غير قوة الله. البقرتان لم يستطيعا الآنحراف لأنهما يعرفان قانيهما
(أش3:1) بينما فينحاس وحفنى لم يعرفاه. عجيب أنه رغم خطية شعب الله نجد الله
مشتاقاً للرجوع لشعبه. العجلة الجديدة والبقرتان اللتان لم يعلهما نير تكشف عن
إدراك الوثنيين أيضاً أن الله لا يقبل التعريج بين الفرقتين فهو يريد أن ما يستخدم
لحمل التابوت لا يكون قد إستخدم لشئ آخر. وهكذا الله يريد أن القلب يكون لهُ وحدهُ
(2كو14:6). والعجلة الجديدة تشير للكنيسة الجديدة التى أسسها المسيح والبقرتان رمز
لليهود والأمم. لَمْ
يَعْلُهُمَا نِيرٌ: أى لم يخضعا للخطية.
طَرِيقِ تُخُمِهِ. آية(9) :- تخم التابوت أى
أرض إسرائيل. وكانت الطريقة التى سارت بها البقرتان علامة للكهنة الفلسطينيين أن
ما حلّ بهم كان من قبل الرب. وَيْتَشَمْسَ: هى مدينة للكهنة
(يش16:21) على تخم يهوذا.
الآيات (13-18)
:- "13وَكَانَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ يَحْصُدُونَ
حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي، فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوْا
التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ. 14فَأَتَتِ الْعَجَلَةُ إِلَى
حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتَشَمْسِيِّ وَوَقَفَتْ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ حَجَرٌ
كَبِيرٌ. فَشَقَّقُوا خَشَبَ الْعَجَلَةِ وَأَصْعَدُوا الْبَقَرَتَيْنِ مُحْرَقَةً
لِلرَّبِّ. 15فَأَنْزَلَ اللاَّوِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ
وَالصُّنْدُوقَ الَّذِي مَعَهُ الَّذِي فِيهِ أَمْتِعَةُ الذَّهَبِ وَوَضَعُوهُمَا
عَلَى الْحَجَرِ الْكَبِيرِ. وَأَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ مُحْرَقَاتٍ
وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لِلرَّبِّ. 16فَرَأَى
أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ وَرَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي ذلِكَ
الْيَوْمِ. 17وَهذِهِ هِيَ بَوَاسِيرُ الذَّهَبِ الَّتِي رَدَّهَا
الْفِلِسْطِينِيُّونَ قُرْبَانَ إِثْمٍ لِلرَّبِّ: وَاحِدٌ لأَشْدُودَ، وَوَاحِدٌ
لِغَزَّةَ، وَوَاحِدٌ لأَشْقَلُونَ، وَوَاحِدٌ لِجَتَّ، وَوَاحِدٌ لِعَقْرُونَ. 18وَفِيرَانُ
الذَّهَبِ بِعَدَدِ جَمِيعِ مُدُنِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلْخَمْسَةِ الأَقْطَابِ
مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ إِلَى قَرْيَةِ الصَّحْرَاءِ. وَشَاهِدٌ هُوَ
الْحَجَرُ الْكَبِيرُ الَّذِي وَضَعُوا عَلَيْهِ تَابُوتَ الرَّبِّ. هُوَ إِلَى
هذَا الْيَوْمِ فِي حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتِشَمْسِيِّ. "
تكسير العربة
وإستخدام خشبها كوقود لتقديم ذبيحة لأن العربة لا يجب أن تستخدم فى أى شئ ثانية.
وفى آية(14) وقفت البقرتان عند حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتَشَمْسِيِّ: إسمه هو نفس أسم
يسوع أو يشوع. وكما قاد يشوع الشعب لدخول أرض الميعاد. قاد أسم يهوشع البقرتان.
والعجلة تشير للكنيسة فدخولها حقل يشوع أو يهوشع هو إعلان عن أن متعة الكنيسة
وفرحها هو بيسوعها سر قوتها. وَشَاهِدٌ هُوَ الْحَجَرُ الْكَبِيرُ: الذى وُضِعَ عليه
تابوت العهد، هو شاهد لعمل الله مع شعبه تتطلع إليه الأجيال لتذكر محبة الله
ورعايته.
الآيات (19-21)
:- "19وَضَرَبَ
أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ
الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُل وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ
الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. 20وَقَالَ أَهْلُ
بَيْتَشَمْسَ: «مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقِفَ أَمَامَ الرَّبِّ الإِلهِ الْقُدُّوسِ
هذَا؟ وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا؟» 21وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى
سُكَّانِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ: «قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ
تَابُوتَ الرَّبِّ، فَانْزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ»."
كان المفروض أن
الشعب يسقطون على وجوههم عند معاينتهم للتابوت ويقدموا توبة للرب ويستدعوا الكهنة
لحمله والأحتفال به لكنهم تجاهلوا الشريعة. لقد كرمه الفلسطينيون بالرغم من جهلهم
أكثر من اليهود. ولقد كانت ضربة اليهود لإستهتارهم أكبر بكثير من ضربة الفلسطينيين
فمن يعرف أكثر يدان أكثر وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ
خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُل وَسَبْعِينَ رَجُلاً. ولقد أثار هذا العدد
الكبير بعض التساؤلات كيف يوجد فى بلد صغير مثل بيتشمس كل هذا العدد؟
1- جاء النص فى العبرية أنه ضرب 70،
50،000 وفسرتها الفولجاتا أنهم 70 من الرؤساء، 50،000 من الشعب. وترجمها البعض 70
رجلاً خمسين ألف رجل أى هناك تمييز بين الـ 70 والـ 50،000. وفهم البعض النص أن
الرب ضرب 70 من بين الـ 50،000 الموجودين.
2-
ربما اجتمع كثيرين من كل بنى إسرائيل وفرحوا
بعودة التابوت فرح غير مقدس وكل فرح غير مقدس عاقبته أنه يتحول إلى حزن ونوح فضرب
الله 70 من أهل بيتشمس و50،000 من باقى إسرائيل.
عدم احترام تابوت العهد وضربة الشعب بسبب ذلك ينبهنا أننا كثيراً ما نتهاون عندما
نسمع صوت الله أو داخل الكنيسة أو أثناء تناولنا الأسرار الإلهية.
مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقِفَ: أى من يقدر أن
يواجه ضربات الله ويتحداه ويقف فى وجهه. وَإِلَى
مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا: أى لمن نُرْسلْ التابوت حتى نتخلص من الضربات.
وللأسف هو نفس موقف الفلسطينيين وكان يجب أن يقولوا كيف نتصالح مع الله. وفى (21)
أصعد التابوت إلى يَعَارِيمَ ولم يرجع
ثانية إلى شيلوه لأنها كانت قد دُمّرَتْ بواسطة الفلسطينيين (أر12:7). وصموئيل
أقام خيمة فى نوب وضع فيها الأوانى والمذابح والتابوت لم يدخل إليها، فصموئيل إهتم
بجوهر العبادة وليس بشكلياتها. وبقى التابوت فى يعاريم حتى نقله داود إلى
بيدركيدون وبيت عوبيد آدوم الجتى. (1أى5: 5-13 + 2أى4:1).