رأينا الإصحاح
السابق كراهية غير طبيعية ونجد فى هذا الإصحاح حب فوق الطبيعة.
آية
(1):- "1فَهَرَبَ
دَاوُدُ مِنْ نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ، وَجَاءَ وَقَالَ قُدَّامَ يُونَاثَانَ:
«مَاذَا عَمِلْتُ؟ وَمَا هُوَ إِثْمِي؟ وَمَا هِيَ خَطِيَّتِي أَمَامَ أَبِيكَ
حَتَّى يَطْلُبَ نَفْسِي؟»."
بعد أحداث
الإصحاح السابق ومحاولات شاول المتعددة لقتل داود والثلاث إرساليات لقتله أدرك أن
شاول مصمم على قتله فجاء ليوناثان ليتشاور معهُ فهو الصديق الذى يثق فيه. بل راجع
آية(20: 14،15) تجد يوناثان قد أدرك أن الله أعطى الملك لداود وهو قبل إرادة الله
بفرح بل ظهرت صداقته لداود وحمايته لهُ أكثر. وسؤال داود ليوناثان هل يهرب من
البلد كلها؟ هكذا حين أغلق حسد شاول كل الأبواب أمام داود يفتح الرب قلب إبن شاول
ليحمى داود. وسؤال داود وَمَا هُوَ إِثْمِي
؟ كرره فى (مز7: 1-5) وهذا يعادل (يو30:14) ولكن هذا ليس بعجيب فالإنسان حين
يسلك بالكمال لابد وأن يثور ضده عدو الخير.
الآيات (2-4):-
"2فَقَالَ
لَهُ: «حَاشَا. لاَ تَمُوتُ! هُوَذَا أَبِي لاَ يَعْمَلُ أَمْرًا كَبِيرًا وَلاَ
أَمْرًا صَغِيرًا إِلاَّ وَيُخْبِرُنِي بِهِ. وَلِمَاذَا يُخْفِي عَنِّي أَبِي
هذَا الأَمْرَ؟ لَيْسَ كَذَا». 3فَحَلَفَ أَيْضًا دَاوُدُ وَقَالَ:
«إِنَّ أَبَاكَ قَدْ عَلِمَ أَنِّي قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ،
فَقَالَ: لاَ يَعْلَمْ يُونَاثَانُ هذَا لِئَلاَّ يَغْتَمَّ. وَلكِنْ حَيٌّ هُوَ
الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنَّهُ كَخَطْوَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ
الْمَوْتِ». 4فَقَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «مَهْمَا تَقُلْ نَفْسُكَ
أَفْعَلْهُ لَكَ»."
كَخَطْوَةٍ
بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَوْتِ = الموت صار
قريباً منى جداً بسبب حقد شاول.
آية
(5):- "5فَقَالَ
دَاوُدُ لِيُونَاثَانَ: «هُوَذَا الشَّهْرُ غَدًا حِينَمَا أَجْلِسُ مَعَ
الْمَلِكِ لِلأَكْلِ. وَلكِنْ أَرْسِلْنِي فَأَخْتَبِئَ فِي الْحَقْلِ إِلَى
مَسَاءِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ. "
لاحظ أن داود
يتكلم مع يوناثان بمنتهى الإحترام كولى للعهد فهو لا يستغل الصداقة فى أن يتهاون
فى حقوق صديقه. ونجده يقول لهُ أَرْسِلْنِي
= أى إسمح أن أذهب ففى غياب شاول هو يأتمر بأمر يوناثان ثم نجده قبل أن يفارقه
(آية41) يسجد لهُ 3 مرّات علامة إحترام هُوَذَا
الشَّهْرُ غَدًا = كانوا يقدمون الذبائح أول كل شهر فهو عيد ثم يقيمون
الولائم (الشهر القمرى).
آية (6):- "6وَإِذَا افْتَقَدَنِي
أَبُوكَ، فَقُلْ: قَدْ طَلَبَ دَاوُدُ مِنِّي طِلْبَةً أَنْ يَرْكُضَ إِلَى بَيْتِ
لَحْمٍ مَدِينَتِهِ، لأَنَّ هُنَاكَ ذَبِيحَةً سَنَوِيَّةً لِكُلِّ الْعَشِيرَةِ. "
ذَبِيحَةً سَنَوِيَّةً =
هى وقت فرح وإجتماع أسرى يَرْكُضَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ = أى يسرع بتقديم
الذبيحة ويرجع سريعاً ليكون فى خدمة الملك. وبيت لحم هى مدينة داود.
آية (7):- "7فَإِنْ قَالَ هَكَذاَ:
حَسَنًا. كَانَ سَلاَمٌ لِعَبْدِكَ. وَلكِنْ إِنِ اغْتَاظَ غَيْظًا، فَاعْلَمْ
أَنَّهُ قَدْ أُعِدَّ الشَّرُّ عِنْدَهُ. "
وَلكِنْ إِنِ اغْتَاظَ غَيْظًا
= إن غضب شاول لغياب داود فذلك معناه
أنه يضمر الشر فى نفسه فهو قطعاً لن يكون غضبه لأنه حُرِمَ من رؤية وجهه لكن غضبه
سيكون لأن حُرِم من فرصة قتله.
الآيات (8-11):- "8فَتَعْمَلُ مَعْرُوفًا
مَعَ عَبْدِكَ، لأَنَّكَ بِعَهْدِ الرَّبِّ أَدْخَلْتَ عَبْدَكَ مَعَكَ. وَإِنْ
كَانَ فِيَّ إِثْمٌ فَاقْتُلْنِي أَنْتَ، وَلِمَاذَا تَأْتِي بِي إِلَى أَبِيكَ؟».
9فَقَالَ يُونَاثَانُ: «حَاشَا لَكَ! لأَنَّهُ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ
الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عِنْدَ أَبِي لِيَأْتِيَ عَلَيْكَ، أَفَمَا كُنْتُ
أُخْبِرُكَ بِهِ؟». 10فَقَالَ دَاوُدُ لِيُونَاثَانَ: «مَنْ
يُخْبِرُنِي إِنْ جَاوَبَكَ أَبُوكَ شَيْئًا قَاسِيًا؟». 11فَقَالَ
يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ نَخْرُجُ إِلَى الْحَقْلِ». فَخَرَجَا كِلاَهُمَا
إِلَى الْحَقْلِ. "
أَدْخَلْتَ عَبْدَكَ =
أى دخلت معى فى عهد وهذا تواضع منك يا
يوناثان فأنت إبن الملك.
الآيات (12-13):- "12وَقَالَ يُونَاثَانُ
لِدَاوُدَ: «يَا رَبُّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، مَتَى اخْتَبَرْتُ أَبِي مِثْلَ الآنَ
غَدًا أَوْ بَعْدَ غَدٍ، فَإِنْ كَانَ خَيْرٌ لِدَاوُدَ وَلَمْ أُرْسِلْ حِينَئِذٍ
فَأُخْبِرَهُ، 13فَهكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ لِيُونَاثَانَ وَهكَذَا
يَزِيدُ. وَإِنِ اسْتَحْسَنَ أَبِي الشَّرَّ نَحْوَكَ، فَإِنِّي أُخْبِرُكَ
وَأُطْلِقُكَ فَتَذْهَبُ بِسَلاَمٍ. وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ
أَبِي. "
يَا رَبُّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ
= فى الترجمة السبعينية "الرب إله
إسرائيل هو شاهد" أو هو يعلم. وهذه العادة كانت فى تلك الأيام أن يكون القسم
فى صيغة صلاة أحياناً. والقسم كان ليؤكد إن كان أبوه سينطق بالخير على داود سيبعث
إليه رسولاً يطمئنه ليعود إلى البلاط.
آية (14):- "14وَلاَ وَأَنَا حَيٌّ
بَعْدُ تَصْنَعُ مَعِي إِحْسَانَ الرَّبِّ حَتَّى لاَ أَمُوتَ،"
كان
من عادة الملوك حين يستلمون الحكم أن يقتلوا الملك السابق وكل نسله حتى يطمئن
الملك الجديد أنه لا توجد فرصة للثورة ضده من شخص من النسل الملوكى. وقد نفذ داود
هذا.
آية (15):- "15بَلْ لاَ تَقْطَعُ
مَعْرُوفَكَ عَنْ بَيْتِي إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ حِينَ يَقْطَعُ الرَّبُّ
أَعْدَاءَ دَاوُدَ جَمِيعًا عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ»."
معنى
الأيتين (14،15) أن يوناثان عِلَمَ تماماً أن الله إختار داود الملك ليملك بدلاً
من شاول وهنا يطلب الأمان لنفسه فى حياته والأمان لأولاده إن مات هو أى يوناثان.
الآيات (16-18):-
16فَعَاهَدَ يُونَاثَانُ بَيْتَ دَاوُدَ
وَقَالَ: «لِيَطْلُبِ الرَّبُّ مِنْ يَدِ أَعْدَاءِ دَاوُدَ». 17ثُمَّ
عَادَ يُونَاثَانُ وَاسْتَحْلَفَ دَاوُدَ بِمَحَبَّتِهِ لَهُ لأَنَّهُ أَحَبَّهُ
مَحَبَّةَ نَفْسِهِ. 18وَقَالَ لَهُ يُونَاثَانُ: «غَدًا الشَّهْرُ،
فَتُفْتَقَدُ لأَنَّ مَوْضِعَكَ يَكُونُ خَالِيًا. "
بَيْتَ دَاوُدَ =
أى داود ونسله. مِنْ يَدِ أَعْدَاءِ
دَاوُدَ =
معنى الحلف أنه إذا خالف عهدهُ يطلب
الرب من يدهُ، أى يجازيه على ما إقترفته يداه في حق عائلة يوناثان. ولكن يوناثان
من محبته لم يطق أن يطلب مجازاة داود الذى يحبه حتى لو أخطأ ولو كان على سبيل
الغرض فقال يطلب الرب من يد أعداء داود. ونفس الأسلوب المهذب إستخدمه دانيال (دا 4
: 19).
الآيات (19-21):- "19وَفِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ تَنْزِلُ سَرِيعًا وَتَأْتِي إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي اخْتَبَأْتَ
فِيهِ يَوْمَ الْعَمَلِ، وَتَجْلِسُ بِجَانِبِ حَجَرِ الافْتِرَاقِ. 20وَأَنَا
أَرْمِي ثَلاَثَةَ سِهَامٍ إِلَى جَانِبِهِ كَأَنِّي أَرْمِي غَرَضًا. 21وَحِينَئِذٍ
أُرْسِلُ الْغُلاَمَ قَائِلاً: اذْهَبِ الْتَقِطِ السِّهَامَ. فَإِنْ قُلْتُ
لِلْغُلاَمِ: هُوَذَا السِّهَامُ دُونَكَ فَجَائِيًا، خُذْهَا. فَتَعَالَ، لأَنَّ
لَكَ سَلاَمًا. لاَ يُوجَدُ شَيْءٌ، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ. "
يَوْمَ الْعَمَلِ = يشير
إلى (19 : 2). حَجَرِ الافْتِرَاقِ = تسمى
هكذا بعد هذه الحادثة.
الآيات (22-24):-
"22وَلكِنْ إِنْ قُلْتُ هكَذَا
لِلْغُلاَمِ: هُوَذَا السِّهَامُ دُونَكَ فَصَاعِدًا. فَاذْهَبْ، لأَنَّ الرَّبَّ
قَدْ أَطْلَقَكَ. 23وَأَمَّا الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْنَا بِهِ
أَنَا وَأَنْتَ، فَهُوَذَا الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِلَى الأَبَدِ». 24فَاخْتَبَأَ
دَاوُدُ فِي الْحَقْلِ. وَكَانَ الشَّهْرُ، فَجَلَسَ الْمَلِكُ عَلَى الطَّعَامِ
لِيَأْكُلَ. "
فأَنَّ الرَّبَّ قَدْ
أَطْلَقَكَ =
الرب سمح بهذا أن نفترق، هذا بسماح
منه وليس بإرادتنا لأن شاول لو بقى داود سيقتله.
آية (25):- "25فَجَلَسَ الْمَلِكُ فِي
مَوْضِعِهِ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ عَلَى مَجْلِسٍ عِنْدَ الْحَائِطِ. وَقَامَ
يُونَاثَانُ وَجَلَسَ أَبْنَيْرُ إِلَى جَانِبِ شَاوُلَ، وَخَلاَ مَوْضِعُ
دَاوُدَ. "
عِنْدَ الْحَائِطِ
= فى أشرف مكان قبالة المدخل.
آية (26):- "26وَلَمْ يَقُلْ شَاوُلُ
شَيْئًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ عَارِضٌ. غَيْرُ طَاهِرٍ
هُوَ. إِنَّهُ لَيْسَ طَاهِرًا»."
غَيْرُ طَاهِرٍ – غير
الطاهر لا يأكل من اللحم المقدس إلاّ بعد أن يغتسل مساءً.
الآيات (27-29):- "27وَكَانَ فِي الْغَدِ
الثَّانِي مِنَ الشَّهْرِ أَنَّ مَوْضِعَ دَاوُدَ خَلاَ، فَقَالَ شَاوُلُ
لِيُونَاثَانَ ابْنِهِ: «لِمَاذَا لَمْ يَأْتِ ابْنُ يَسَّى إِلَى الطَّعَامِ لاَ
أَمْسِ وَلاَ الْيَوْمَ؟» 28فَأَجَابَ يُونَاثَانُ شَاوُلَ: «إِنَّ
دَاوُدَ طَلَبَ مِنِّي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، 29وَقَالَ:
أَطْلِقْنِي لأَنَّ عِنْدَنَا ذَبِيحَةَ عَشِيرَةٍ فِي الْمَدِينَةِ، وَقَدْ
أَوْصَانِي أَخِي بِذلِكَ. وَالآنَ إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ
فَدَعْنِي أُفْلِتُ وَأَرَى إِخْوَتِي. لِذلِكَ لَمْ يَأْتِ إِلَى مَائِدَةِ
الْمَلِكِ»."
يتضح
من آية(25،27) أن داود كان لهُ مكان مميز وكان لغيابه أن تغيرت أماكن أبنير
ويوناثان. وشعر شاول بغيابه. ابْنُ يَسَّى =
يقول هذا كإحتقار.
الآيات (30-32):
"30فَحَمِيَ غَضَبُ
شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ
الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ
وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟ 31لأَنَّهُ مَا دَامَ ابْنُ يَسَّى حَيًّا
عَلَى الأَرْضِ لاَ تُثْبَتُ أَنْتَ وَلاَ مَمْلَكَتُكَ. وَالآنَ أَرْسِلْ وَأْتِ
بِهِ إِلَيَّ لأَنَّهُ ابْنُ الْمَوْتِ هُوَ». 32فَأَجَابَ يُونَاثَانُ
شَاوُلَ أَبَاهُ وَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يُقْتَلُ؟ مَاذَا عَمِلَ؟»."
ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ =
هو ينعته بأن أمه فاسدة ليهينه. أى هو فاسد مثل أمه فشاول فهم أن داود ويوناثان
متفقين لِخِزْيِكَ = يعنى أن حمايتك
لداود ستؤدى إلى أنه يأخذ الملك منك.
آية (33):- "33فَصَابَى شَاوُلُ الرُّمْحَ
نَحْوَهُ لِيَطْعَنَهُ، فَعَلِمَ يُونَاثَانُ أَنَّ أَبَاهُ قَدْ عَزَمَ عَلَى
قَتْلِ دَاوُدَ. "
وصل
جنون شاول هنا لمداه فحاول قتل إبنه. وهذه طريقة كل المضْطهِدين عبر العصور فهم
حين لا يستطيعون الجواب يلجأوا للقوة الجسدية. فَصَابَ
= فصوّب.
آية (34):- "34فَقَامَ يُونَاثَانُ
عَنِ الْمَائِدَةِ بِحُمُوِّ غَضَبٍ وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا فِي الْيَوْمِ
الثَّانِي مِنَ الشَّهْرِ، لأَنَّهُ اغْتَمَّ عَلَى دَاوُدَ، لأَنَّ أَبَاهُ قَدْ
أَخْزَاهُ. "
ربما
إمتناع يوناثان من الأكل من الذبيحة فطقسياً يمنع المغموم من الأكل من الذبيحة.
آية (35):- "35وَكَانَ فِي الصَّبَاحِ
أَنَّ يُونَاثَانَ خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ إِلَى مِيعَادِ دَاوُدَ، وَغُلاَمٌ
صَغِيرٌ مَعَهُ. "
آية (36):- "36وَقَالَ لِغُلاَمِهِ:
«ارْكُضِ الْتَقِطِ السِّهَامَ الَّتِي أَنَا رَامِيهَا». وَبَيْنَمَا الْغُلاَمُ
رَاكِضٌ رَمَى السَّهْمَ حَتَّى جَاوَزَهُ. "
العلامة
بإستخدام السهام لئلاّ يكون شاول أو جواسيسه قد تابع يوناثان. ولكن يبدو أن
يوناثان إطمئن أنه لا أحد يتابعه فذهب ليرى صديقه ويودعه.
الآيات (37-42):- "37وَلَمَّا
جَاءَ الْغُلاَمُ إِلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ الَّذِي رَمَاهُ يُونَاثَانُ، نَادَى
يُونَاثَانُ وَرَاءَ الْغُلاَمِ وَقَالَ: «أَلَيْسَ السَّهْمُ دُونَكَ
فَصَاعِدًا؟». 38وَنَادَى يُونَاثَانُ وَرَاءَ الْغُلاَمِ قَائِلاً:
«اعْجَلْ. أَسْرِعْ. لاَ تَقِفْ». فَالْتَقَطَ غُلاَمُ يُونَاثَانَ السَّهْمَ
وَجَاءَ إِلَى سَيِّدِهِ. 39وَالْغُلاَمُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ
شَيْئًا، وَأَمَّا يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ فَكَانَا يَعْلَمَانِ الأَمْرَ. 40فَأَعْطَى
يُونَاثَانُ سِلاَحَهُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي لَهُ وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ. ادْخُلْ
بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ». 41اَلْغُلاَمُ ذَهَبَ وَدَاوُدُ قَامَ مِنْ
جَانِبِ الْجَنُوبِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ. وَقَبَّلَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَبَكَى كُلٌّ مِنْهُمَا مَعَ
صَاحِبِهِ حَتَّى زَادَ دَاوُدُ. 42فَقَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ:
«اذْهَبْ بِسَلاَمٍ لأَنَّنَا كِلَيْنَا قَدْ حَلَفْنَا بِاسْمِ الرَّبِّ
قَائِلَيْنِ: الرَّبُّ يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ
إِلَى الأَبَدِ». فَقَامَ وَذَهَبَ، وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَجَاءَ إِلَى
الْمَدِينَةِ. "