الآيات
(1-2):- "1وَحَارَبَ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. 2فَشَدَّ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَبَنِيهِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ
يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ. "
تحدث الوحى عن
إنتصار ثم عاد إلى الحرب القائمة بين إسرائيل وشاول الملك ضد الفلسطينيين. وها نحن
نرى شاول يرى بعينيه موت أولادهُ أمامُه. شاول حاول مراراً قتل داود وفشل وداود
رفض أن يمس شاول وترك الأمر كله لله. وطارد شاول داود حتى هرب وظن شاول أنه إستراح
وصار الملك لهُ ولأولاده ولم يُدرك أنه بهذا حفظ داود ليستلم الملك بعد موت شاول
وبنيه. بل إن نفس يوم هزيمة شاول وموته كان يوم إنتصار لداود فمن يتكل على الله لا
يخزيه الله أبداً ومن يتخلى عن الله يتخلى الله عنه فلابد أن ينهزم. ليتنا لا
نتعجل على الدينونة فسيسقط الشيطان يوماً ما هو وكل جنوده وتكون النصرة للمؤمنين
مهما طالت ألامهم وإضطهاد الشيطان لهم. فها هو شاول يموت لا بيد داود ولكن بيد
أعدائه هو.
الآيات (3-5):- "3وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ
عَلَى شَاوُلَ فَأَصَابَهُ الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ جِدًّا
مِنَ الرُّمَاةِ. 4فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ
سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي
وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا.
فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. 5وَلَمَّا رَأَى
حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى
سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. "
ركز الفلسطينيون
ضرباتهم على شاول لأنه إذا سقط شاول يسقط الجيش كله وحينما جُرِح خاف أن يفعل به
الفلسطينيون ما فعلوه بشمشون ويقلعوا عينيه ويمثلوا به. لذا طلب من حامل سلاحه
الذى هو بحسب التقليد اليهودى دواغ الأدومى أن يقتله. فَأَخَذَ
شَاوُلُ السَّيْفَ = يُقال أن السيف هو سيف دُواغ الأدومى الذى قتل به
الكهنة. فبالسيف الذى قُتِلَ به الكهنة بأمر شاول نفسه انتحر به شاول أيضاً.
ولنلاحظ أن الإنتحار غريب على شعب الرب لكنه عادة عند الوثنيين. وفى (5) نجد دُواغ
الأدومى ينتحر هو أيضاً بنفس السيف.
الآيات (6-7):- "6فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ
وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعًا. 7وَلَمَّا رَأَى
رِجَالُ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ الْوَادِي وَالَّذِينَ فِي عَبْرِ
الأُرْدُنِّ أَنَّ رِجَالَ إِسْرَائِيلَ قَدْ هَرَبُوا، وَأَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ
قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا الْمُدُنَ وَهَرَبُوا. فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ
وَسَكَنُوا بِهَا. "
مات أبناء شاول
معهُ وهم أبرياء وقد يموت البرئ مع الشرير لكن نفسه ستخلص وهذا مثال كيف تجنى خطية
واحد على أبنائه فأبناء يوناثان ماتوا بسبب خطية أبيهم شاول ولكن نفوسهم محفوظة
لخلاص أبدى فخطية الأب لا يمكن أن تؤثر على خلاص نفس الإبن. وهل يهلك يوناثان
المحب بطل الإيمان. ومَاتَ جَمِيعُ رِجَالِهِ: أى حرسهُ الخاص.
أمّا إبنه إيشبوشث العاجز عن العمل ورئيس جيشه أبنير فلم يموتا. وموت يوناثان خلّص
داود من مأزق فإن كان إيشبوشت عديم الفائدة وَجَدَ من يملكه فكم بالأولى يوناثان.
ولو تنازل يوناثان لداود لكان يوناثان هو الذى ملّك داود وليس الرب.
الآيات
(8-12):- "8وَفِي الْغَدِ لَمَّا جَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِيُعَرُّوا
الْقَتْلَى، وَجَدُوا شَاوُلَ وَبَنِيهِ الثَّلاَثَةَ سَاقِطِينَ فِي جَبَلِ
جِلْبُوعَ. 9فَقَطَعُوا رَأْسَهُ وَنَزَعُوا سِلاَحَهُ، وَأَرْسَلُوا
إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي كُلِّ جِهَةٍ لأَجْلِ التَّبْشِيرِ فِي
بَيْتِ أَصْنَامِهِمْ وَفِي الشَّعْبِ. 10وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي
بَيْتِ عَشْتَارُوثَ، وَسَمَّرُوا جَسَدَهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ شَانَ. 11وَلَمَّا
سَمِعَ سُكَّانُ يَابِيشَ جِلْعَادَ بِمَا فَعَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ،
12قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَخَذُوا
جَسَدَ شَاوُلَ وَأَجْسَادَ بَنِيهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ، وَجَاءُوا بِهَا
إِلَى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ. "
لِيُعَرُّوا الْقَتْلَى = ليسلبوا الثياب
الثمينة وكل ما لهُ قيمة والأسلحة. وَضَعُوا
سِلاَحَ شاول فِي بَيْتِ عَشْتَارُوثَ= هم بهذا ينسبون الإنتصار
لإلههم. ولقد ظن الفلسطينيون أنهم بقتلهم شاول أنهم أنتصروا إنتصاراً نهائياً على
إسرائيل لكن سرعان ما أتى داود ليخضعهم فلا يوجد من ينتصر على الله. ونجد أهل
يابيش جلعاد يردون الجميل لشاول الذى سبق وخلصهم من ناحاش.
الآية
(13):- "13وَأَخَذُوا
عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ
أَيَّامٍ.
وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ = علامة الحزن
والنوح الشديد. وحرق الأجساد شذوذ على قاعدة دفن الأجساد سليمة وربما خافوا أن
يأتى الفلسطينيين ثانية لأخذ الأجساد. ولاحظ أن السفر بدأ بميلاد صموئيل الذى جاء
كهبة إلهية وثمرة للصلاة والدموع وتقوى أمه وينتهى بإنتحار شاول الذى كان بحسب
مشورة الشعب وبحسب قلبهم. وعلى كل إنسان إمّا أن يختار الله فيحيا فى كرامة أو
يختار العالم فتكون نهايته مخزية.