الإصحاح الرابع

 

آية (1):- "1وَلَمَّا سَمِعَ ابْنُ شَاوُلَ أَنَّ أَبْنَيْرَ قَدْ مَاتَ فِي حَبْرُونَ، ارْتَخَتْ يَدَاهُ، وَارْتَاعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. "

ابْنُ شَاوُلَ = لم يذكر إسمه كنوع من الإحتقار فمملكته قامت على أبنير وهو قبل هذا من أجل أن يملك. فلما مات أبنير ارْتَاعَ ومعهُ جميع الشعب. وهل يرتاع من يعتمد على الله الحى الذى لا يموت.

 

الآيات (2-3):- "2وَكَانَ لابْنِ شَاوُلَ رَجُلاَنِ رَئِيسَا غُزَاةٍ، اسْمُ الْوَاحِدِ بَعْنَةُ وَاسْمُ الآخَرِ رَكَابُ، ابْنَا رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ مِنْ بَنِي بَنْيَامِينَ، لأَنَّ بَئِيرُوتَ حُسِبَتْ لِبَنْيَامِينَ. 3وَهَرَبَ الْبَئِيرُوتِيُّونَ إِلَى جَتَّايِمَ وَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. "

بَعْنَةُ ورَكَابُ هم جبعونيون وكانوا يسكنون بئيروت. وجاء شاول وقتل بعض من الجبعونيين وشردهم ليملك سبطه مكانهم (راجع 2صم1:21). وبعد هذه الحادثة هرب الجبعونيين إِلَى جَتَّايِمَ وَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ. وإستخدم شاول بعنة وركاب اللذان كانا يحملان حقداً وضغينة على شاول وبيته وأبنائه.

 

آية (4):- "4وَكَانَ لِيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ ابْنٌ مَضْرُوبُ الرِّجْلَيْنِ، كَانَ ابْنَ خَمْسِ سِنِينٍ عِنْدَ مَجِيءِ خَبَرِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يَزْرَعِيلَ، فَحَمَلَتْهُ مُرَبِّيَتُهُ وَهَرَبَتْ. وَلَمَّا كَانَتْ مُسْرِعَةً لِتَهْرُبَ وَقَعَ وَصَارَ أَعْرَجَ. وَاسْمُهُ مَفِيبُوشَثُ. "

حين سُمِعَ خبر موت شاول ويوناثان حملت مربية مفيبوشث إبن يوناثان الولد وهربت مفزوعة فأصيب الولد بالعرج وكان إبن خمس سنين حينما قُتِل أبوه وجده فى الحرب وهذا الخبر مقدمة لأنه بعد موت إيشبوشث لا يصير باقياً من بيت شاول غير مفيبوشث.

 

الآيات (5-8):- "5وَسَارَ ابْنَا رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ، رَكَابُ وَبَعْنَةُ، وَدَخَلاَ عِنْدَ حَرِّ النَّهَارِ إِلَى بَيْتِ إِيشْبُوشَثَ وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ الظَّهِيرَةِ. 6فَدَخَلاَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ لِيَأْخُذَا حِنْطَةً، وَضَرَبَاهُ فِي بَطْنِهِ. ثُمَّ أَفْلَتَ رَكَابُ وَبَعْنَةُ أَخُوهُ. 7فَعِنْدَ دُخُولِهِمَا الْبَيْتَ كَانَ هُوَ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرِهِ فِي مِخْدَعِ نَوْمِهِ، فَضَرَبَاهُ وَقَتَلاَهُ وَقَطَعَا رَأْسَهُ، وَأَخَذَا رَأْسَهُ وَسَارَا فِي طَرِيقِ الْعَرَبَةِ اللَّيْلَ كُلَّهُ. 8وَأَتَيَا بِرَأْسِ إِيشْبُوشَثَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ، وَقَالاَ لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ عَدُوِّكَ الَّذِي كَانَ يَطْلُبُ نَفْسَكَ. وَقَدْ أَعْطَى الرَّبُّ لِسَيِّدِي الْمَلِكِ انْتِقَامًا فِي هذَا الْيَوْمِ مِنْ شَاوُلَ وَمِنْ نَسْلِهِ»."

نتيجة حقد ركاب وبعنة على بيت شاول وحينما ظهر أن بيت شاول ينهار أرادا أن يتملقا داود فإغتالا إيشبوشث وأتيا برأسه لداود. وهم دخلا البيت وقت الظهيرة بحجة أنهما يطلبان حنطة. وحين أتوا لداود قدّموا لهُ تفسيراً لاهوتياً لعملهم أَعْطَى الرَّبُّ لِسَيِّدِي الْمَلِكِ انْتِقَامًا فِي هذَا الْيَوْمِ مِنْ شَاوُلَ وَمِنْ نَسْلِهِ. حتى يضمنا مكافأة لأنفسهم.

 

آية (9):- "9فَأَجَابَ دَاوُدُ رَكَابَ وَبَعْنَةَ أَخَاهُ، ابْنَيْ رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ، وَقَالَ لَهُمَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيق،"  

الَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيق = أراد داود أن يؤكد لهما أن الله هو الذى حماه من شاول ومن غيره وأنه ليس فى حاجة لمعونة أشرار مثلهما.

 

الآيات (10-11):- "10إِنَّ الَّذِي أَخْبَرَنِي قَائِلاً: هُوَذَا قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، وَكَانَ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ كَمُبَشِّرٍ، قَبَضْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ فِي صِقْلَغَ. ذلِكَ أَعْطَيْتُهُ بِشَارَةً. 11فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقًا فِي بَيْتِهِ، عَلَى سَرِيرِهِ؟ فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا، وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟»."

داود يؤكد لهما أنه لم يقبل أن يكافئ من ظن أنه يبشر داود بقتل شاول بل عاقبه. ونفهم هنا من صيغة كلام داود وَكَانَ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ كَمُبَشِّر= أن طريقة موت شاول كانت قد ذاعت وعَرِفَ داود أن هذا الغلام الذى بشره كان كاذباً وأنه لم يقتله إنما كان فى عينى نفسه كمبشر بخبر تصوّر أنه يفرح داود. ذلِكَ أَعْطَيْتُهُ بِشَارَةً = أى كانت عقوبته نتيجة بشارته. رَجُلاً صِدِّيقًا = أى لم يصنع بكما شراً بل إستأمنكما على بيته فخنتماه.

 

آية (12):- "12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا، وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ.

وضع الأيدى والأرجل على بركة حبرون معناه أن داود رفض عمل الخائنان وأنه لا يملك بالخيانة وبركة حبرون كان يأتى إليها الناس للإستقاء. فالكل شاهد هذا المنظر.