آية (1):- "1فَهذِهِ
هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ الأَخِيرَةُ: «وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ
الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ
إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ: "
كَلِمَاتُ
دَاوُدَ الأَخِيرَةُ = لو تكلم داود عن
خبراته مع الله لما توقف ولكن يتكلم هنا فيوجز وتكون كلماته الأخيرة هى آخر
تَسَابِيحَهُ الموحى بها من الروح القدس وآخر نبواته الموحى بها. وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى = فهذا النبى العظيم
الذى يوحى لهُ الروح القدس لا ينسى أصلهُ أنه إبن يسى الرجل البسيط لكنه هو الآن
رجل الله والله يوحى لهُ. بل وصار ملكاً. الْقَائِمِ
فِي الْعُلاَ = داود كان من أصل بسيط وراعى غنم غير ذو قيمة عند أبوه
ولا إخوته لكن الله رفعهُ وأقامهُ ملكاً فصار أعلى منصب فى أمته، وأعظم ملوكها
قاطبة. مَسِيحِ إِلهِ يَعْقُوبَ = هو
ممسوح لخدمة شعبه شعب الله. وهو كان لهُ خدمات متنوعة لأمته التى جعل لها إسماً
وسط الأمم وأخضع أعدائها لها لكن أحلى ما علّمه لشعبه أنه علمهم التسبيح. مُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ= هو كان
حُلْواً فى مزاميره فهى تسبيح وشُكر وصلاة وحلاوتها أنها بوحى من الروح القدس.
وهناك تعليق لقداسة البابا شنودة الثالث يقول "لم نكن نعلم هل يعزف داود على
قيثارة الروح القدس أو يعزف الروح القدس على قيثارة داود".
الآيات (2-3):- "2رُوحُ
الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي. 3قَالَ إِلهُ
إِسْرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ: إِذَا تَسَلَّطَ عَلَى
النَّاسِ بَارٌّ يَتَسَلَّطُ بِخَوْفِ اللهِ،"
رُوحُ
الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ تَكَلَّمَ
صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ
إذاً الثالوث
يعلن لهُ = الروح القدس
الآب الإبن
تَكَلَّمَ
بِي: فالروح القدس هو
الناطق فى الأنبياء وهو الذى أوحى لهُ بالمزامير التى إشتملت على نبوات خاصة
بالمسيح إبن داود بالجسد وبكل ما يخصه من التجسد حتى الصلب وحتى القيامة والصعود.
وفى مزاميره أعلن الله محبته للعالم التى ستعلن فى إبنه. فالروح القدس أوحى بالمزامير
التى تعلن عن الآب بالإبن الذى تجسد وصلب ليخلصنا.
الآيات (3-4):- "3قَالَ
إِلهُ إِسْرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ: إِذَا تَسَلَّطَ
عَلَى النَّاسِ بَارٌّ يَتَسَلَّطُ بِخَوْفِ اللهِ، 4وَكَنُورِ
الصَّبَاحِ إِذَا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ. كَعُشْبٍ مِنَ الأَرْضِ فِي صَبَاحٍ
صَحْوٍ مُضِيءٍ غِبَّ الْمَطَرِ. "
داود فى آخر
نبواته يكلمنا عن صفات الملك المثالى وذلك بوحىٍ من الروح القدس وداود لم يكن هذا
الملك المثالى الذى بلا خطأ لذلك نفهم أنه يتكلم عن المسيح إبنه بالجسد وهو رمز
لهذا الملك المثالى. ويكون الكلام هنا تتمة وتكملة للنبوة فى (7: 12-16) وهذه
النبوة تمت جزئياً فى سليمان وكلياً فى المسيح ولننظر لكلمات النبوة على أنها
للمسيح:
يتَسَلَّطَ
بَارٌّ بِخَوْفِ
اللهِ كَنُور… الشَّمْسُ غِبَّ الْمَطَرِ
(مى2:5) (أر5:23) (أش2:11) (ملا3:4)
(مز6:72)
كَعُشْبٍ
مِنَ الأَرْضِ = هذه كنيسة المسيح
التى تنمو وتزدهر ويصير فيها حياة بعد أن أشرقت عليها الشمس ونزل المطر. فالشمس هى
المسيح شمس البر والمطر هو نزول الروح القدس. غِبَّ
الْمَطَرِ = أى بعد هطول المطر. وتسلط عليها المسيح البار ليعطيها من
بّرِهِ. وكل من خاف الله سيستمتع بهذا النور وتكون فيه حياة كالعشب الأخضر ولا
تحرقه التجارب لأن المطر يبلله. أى يعزى الروح القدس كل نفس خلال رحلة هذا العالم
إن عاشت فى مخافة الله. أمّا هذه الأيات بالنسبة لداود فتنطبق جزئياً :- فإن كان
داود قد تمجد ونال سلطاناً فذلك من خلال مخافته للرب وبره. والله وهبه إستنارة
ليضئ كشمس مشرقة فى الصباح بعد فترة ظلام (ويقولون عليه سراج إسرائيل17:21) وتنهمر
البركات خلال عهد داود كالمطر تفرح شعبه.
الآيات (5-7):- "5أَلَيْسَ
هكَذَا بَيْتِي عِنْدَ اللهِ؟ لأَنَّهُ وَضَعَ لِي عَهْدًا أَبَدِيًّا مُتْقَنًا
فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَحْفُوظًا، أَفَلاَ يُثْبِتُ كُلَّ خَلاَصِي وَكُلَّ
مَسَرَّتِي؟ 6وَلكِنَّ بَنِي بَلِيَّعَالَ جَمِيعَهُمْ كَشَوْكٍ
مَطْرُوحٍ، لأَنَّهُمْ لاَ يُؤْخَذُونَ بِيَدٍ. 7وَالرَّجُلُ الَّذِي
يَمَسُّهُمْ يَتَسَلَّحُ بِحَدِيدٍ وَعَصَا رُمْحٍ، فَيَحْتَرِقُونَ بِالنَّارِ
فِي مَكَانِهِمْ»."
أَلَيْسَ هكَذَا
بَيْتِي عِنْدَ اللهِ = يفهم الكلام على أن بيت داود سيكون
أبدياً كما أن الشمس تشرق والمطر يسقط والعشب ينمو. ولكن يفهم الكلام أن البيت هو
الكنيسة بيت الله ولها وعد أَبَدِيًّ أن
تكون أبدية. وَلكِنَّ بَنِي بَلِيَّعَالَ
جَمِيعَهُمْ كَشَوْكٍ = الكنيسة لها وعود أنها أبدية ولكن هناك مقاومين
كثيرين يقاومون مملكة المسيح ولكن هم الآن كالزوان المزروع وسط الحنطة وفى اليوم
الأخير تجمع الحنطة للمخازن (أولاد الله يذهبون للمجد) والشوك للحريق (الشيطان
وأتباعه من المقاومين للبحيرة المتقدة بنار). وكلهم كَشَوْكٍ
مَطْرُوحٍ لأَنَّهُمْ لاَ يُؤْخَذُونَ بِيَدٍ = التشبيه مأخوذ من
الزراعة فالفلاح حتى لا يجرح يديه من الأشواك يلقيها جانباً ويكون فى هذا الوقت
مرتدياً قفازاً حين يفرز الثمار من الأشواك. فيضع الثمار يميناً والأشواك يرميها
بإهمال حتى بعد ذلك يحرقها. ومتى خلع القفاز يجمع ويكنس هذه الأشواك بآلة حديدية
حتى لا يُجرح. والمعنى أن كل هؤلاء المقاومين الذين يظنون أنهم قادرين أن يجرحوا
الكنيسة وُيسيلوا دماء مؤمنيها سيطرحهم الله ويؤدبهم بِحَدِيدٍ
وَعَصَا رُمْحٍ (للقتل). تحطمهم بقضيب من حديد. . . . مزمور (9:2).
وبالنسبة لداود فهو كملك عليه أن يؤدب كل بنى بليعال أى الأشرار المناهضين
والمقاومين للحق. وهى وصيته لكل أولاده الملوك فكل من يملك عليه أن يبيد ويقاوم
المقاومين. والمسيح حين يقيم كنيسته ويملك عليها يبيد أعدائها ويضعهم تحت موطئ
قدميها.
آية (8):- "8هذِهِ
أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ
رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ
دَفْعَةً وَاحِدَةً. "
فى (1أى11:11) هو
هزّ رمحه على 300 بينما المذكور هنا 800 وذلك ربما للآتى
أ- هو قتل 300
ورجالهُ قتلوا 500.
ب- ربما كل رقم
فيهم حدث فى معركة مختلفة.
ث - ربما كان الرقم
300 بعد إستقرار داود وقبل سقطة أوريا والـ 800 فى نهاية ملك داود.
د- ربما الـ300
كانوا قتلى والـ800 هم القتلى والجرحى.
الآيات (9-39):- "9وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو بْنِ أَخُوخِي، أَحَدُ
الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ دَاوُدَ حِينَمَا عَيَّرُوا
الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا هُنَاكَ لِلْحَرْبِ وَصَعِدَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ.
10أَمَّا هُوَ فَأَقَامَ وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى كَلَّتْ
يَدُهُ، وَلَصِقَتْ يَدُهُ بِالسَّيْفِ، وَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا فِي
ذلِكَ الْيَوْمِ، وَرَجَعَ الشَّعْبُ وَرَاءَهُ لِلنَّهْبِ فَقَطْ. 11وَبَعْدَهُ
شَمَّةُ بْنُ أَجِي الْهَرَارِيُّ. فَاجْتَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جَيْشًا،
وَكَانَتْ هُنَاكَ قِطْعَةُ حَقْل مَمْلُوءةً عَدَسًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ
أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 12فَوَقَفَ فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ
وَأَنْقَذَهَا، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا
عَظِيمًا. 13وَنَزَلَ الثَّلاَثَةُ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا
وَأَتَوْا فِي الْحَصَادِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ، وَجَيْشُ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 14وَكَانَ
دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي
بَيْتِ لَحْمٍ. 15فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً
مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» 16فَشَقَّ
الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقَوْا مَاءً مِنْ
بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى
دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ، بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ، 17وَقَالَ:
«حَاشَا لِي يَا رَبُّ أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ! هذَا دَمُ الرِّجَالِ الَّذِينَ
خَاطَرُوا بِأَنْفُسِهِمْ». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هذَا مَا فَعَلَهُ
الثَّلاَثَةُ الأَبْطَالُ.
18وَأَبِيشَايُ أَخُو يُوآبَ ابْنُ
صَرُويَةَ هُوَ رَئِيسُ ثَلاَثَةٍ. هذَا هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ
قَتَلَهُمْ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ. 19أَلَمْ
يُكْرَمْ عَلَى الثَّلاَثَةِ فَكَانَ لَهُمْ رَئِيسًا، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ
إِلَى الثَّلاَثَةِ الأُوَلِ. 20وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ،
ابْنُ ذِي بَأْسٍ، كَثِيرُ الأَفْعَالِ، مِنْ قَبْصِئِيلَ، هُوَ الَّذِي ضَرَبَ
أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ
الثَّلْجِ. 21وَهُوَ ضَرَبَ رَجُلاً مِصْرِيًّا ذَا مَنْظَرٍ، وَكَانَ
بِيَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ
يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. 22هذَا مَا فَعَلَهُ
بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ
الأَبْطَالِ، 23وَأُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ
يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ.
24وَعَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ كَانَ مِنَ
الثَّلاَثِينَ، وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُو مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ. 25وَشَمَّةُ
الْحَرُودِيُّ، وَأَلِيقَا الْحَرُودِيُّ، 26وَحَالَصُ الْفَلْطِيُّ،
وَعِيرَا بْنُ عِقِّيشَ التَّقُوعِيُّ، 27وَأَبِيعَزَرُ
الْعَنَاثُوثِيُّ، وَمَبُونَايُ الْحُوشَاتِيُّ، 28وَصَلْمُونُ
الأَخُوخِيُّ، وَمَهْرَايُ النَّطُوفَاتِيُّ، 29وَخَالَبُ بْنُ
بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ، وَإِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي
بَنْيَامِينَ، 30وَبَنَايَا الْفَرْعَتُونِيُّ، وَهِدَّايُ مِنْ
أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، 31وَأَبُو عَلْبُونَ الْعَرَبَاتِيُّ، وَعَزْمُوتُ
الْبَرْحُومِيُّ، 32وَأَلْيَحْبَا الشَّعْلُبُونِيُّ، وَمِنْ بَنِي
يَاشَنَ: يُونَاثَانُ. 33وَشَمَّةُ الْهَرَارِيُّ، وَأَخِيآمُ بْنُ
شَارَارَ الأَرَارِيُّ، 34وَأَلِيفَلَطُ بْنُ أَحَسْبَايَ ابْنُ
الْمَعْكِيِّ، وَأَلِيعَامُ بْنُ أَخِيتُوفَلَ الْجِيلُونِيُّ، 35وَحَصْرَايُ
الْكَرْمَلِيُّ، وَفَعْرَايُ الأَرَبِيُّ، 36وَيَجْآلُ بْنُ نَاثَانَ
مِنْ صُوبَةَ، وَبَانِي الْجَادِيُّ،37وَصَالَقُ الْعَمُّونِيُّ،
وَنَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ بْنِ صَرُويَةَ، 38وَعِيرَا
الْيِثْرِيُّ، وَجَارَبُ الْيِثْرِيُّ، 39وَأُورِيَّا الْحِثِّيُّ.
الْجَمِيعُ سَبْعَةٌ وَثَلاَثُونَ. "
يذكر الكتاب هنا أسماء أبطال داود.
فإذا كان داود يرمز للسيد المسيح فإن هؤلاء الأبطال يرمزون لرجال الإيمان وهناك
عدة ملاحظات :-
1-
نفس المجموعة نجدها
فى سفر أخبار الأيّام مع إختلاف فى بعض الأسماء وكما قلنا فى المقدمة فهذا راجع
لعدة أسباب ونضيف هنا سبب آخر، فلربما كاتب سفر صموئيل أخذ الأسماء من قائمة كتبت
فى زمن آخر غير الزمن الذى كتبت فيه القائمة التى أخذ عنها سفر الأيّام. فلربما
كانت هناك قائمة كتبها داود بعد إستقرار مملكته وقبل سقوطه ثم تم تعديل هذه
القائمة عند نهاية أيّامَهُ. أو لأن هؤلاء الأبطال لهم إسمين إسم كان لهم فى
بداياتهم ثم إسم آخر أخذوه كشهرة فى نهاية أيامهم.
2-
ذكرهم فى الكتاب
المقدس يعتبر أعظم مكافأة لهم يتمتعون بها وهو مجد وكرامة لهم (مت13:26 + لو20:10)
ومن يلتصق بربنا يسوع المسيح كجندى صالح ويجاهد قانونياً يتمتع بهذه الكرامة أن
يسجل إسمه فى سفر الحياة (رؤ5:3).
3-
هذه القائمة
تعتبر مجداً لداود نفسه الذى قادهم فى هذا الجهاد وهذه الغلبة. ونحن كل نصرة لنا
وكل غلبة إنما هى لحساب ملكنا الحقيقى إبن داود فالمسيح هو الذى يدعونا للجهاد وهو
الذى يعمل فينا، يقدم لنا الإكليل وهو الذى يتقبله فينا.
4-
ذكر هذه القائمة
فيه حث لكل إنسان عبر الاجيال لحياة الجهاد حتى يملك المسيح إبن داود فى قلبه
وتثبت مملكته فينا.
5-
ذكر هؤلاء
الأبطال لا يعنى مجرد تفوقهم الحربى أو العسكرى فقط وإنما إرتبط نجاحهم العسكرى
وشجاعتهم بإيمانهم فلا نعجب إن رأينا يوآب- الرجل الأول والقائد لجيش داود غير
مذكور هنا. فقد خسر إكليله بسبب غدره المستمر وغيرته الشريرة وحسده، إذ قتل أبنير
وغدر بعماسا، وكان متجاسراً فى أحاديثه وحواره مع داود.
6-
يظهر من الأسماء
أنهم من أسباط وقبائل مختلفة مثل يهوذا وبنيامين وجت وعمون. . . . وهكذا يظهر
عظماء رجال الإيمان من أمم كثيرة وشعوب متنوعة كما يوجد بينهم رجال ونساء وأطفال
وشباب وشيوخ.
7-
قُسّمَ هؤلاء
الأبطال إلى 3 درجات أو رتب :-
أ-
ثلاثة أوّلون :-
يوشيب وألعازار وشمة. وهؤلاء قد يشيروا إلى أباء وأنبياء العهد القديم. والثلاثة
التالون يشيرون لرجال العهد الجديد.
ب-ثلاثة
تالون لهم :- مذكورون فى الأية (13) أبيشاى (أخو يوآب) وبناياهو هذا صار رأساً
للجيش أيّام سليمان بدلاً من يوآب والثالث ربما يكون عماسا ولم يذكر إسمه لخيانته
لداود =وإنحيازه لإبشالوم. وهؤلاء الثلاثة أتوا بالماء لداود بينما كان فى حربه مع
الفلسطينيين وعطش.
ت-ثلاثون
:- يشيرون إلى عامة المؤمنيين.
8-
العدد الكلى 37
وهو يساوى 30+3+3+1 (غالباً يوآب نفسه فهو قائد الجميع وقد أسقط إسمه لغدره).
آية (11):- "11وَبَعْدَهُ شَمَّةُ بْنُ أَجِي الْهَرَارِيُّ. فَاجْتَمَعَ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ جَيْشًا، وَكَانَتْ هُنَاكَ قِطْعَةُ حَقْل مَمْلُوءةً
عَدَسًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. "
قِطْعَةُ حَقْل مَمْلُوءةً عَدَسًا = وفى سفر الأيّام قبل حقل شعير. وما المانع
أن يكون بالحقل صنفين. والمعنى أن مجموعة من الفلسطينيين أتوا ليغتصبوا محصول
الحقل من الحقل من العدس والشعير وهذا البطل قاومهم وأنقذ المحصول. وظهرت شجاعة
شمة فى أنه وقف وحدهُ بينما هرب الباقون (أية 12).
الآيات (13-17):- "13وَنَزَلَ الثَّلاَثَةُ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا وَأَتَوْا
فِي الْحَصَادِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ، وَجَيْشُ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 14وَكَانَ
دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي
بَيْتِ لَحْمٍ. 15فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً
مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» 16فَشَقَّ
الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقَوْا مَاءً مِنْ
بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى
دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ، بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ، 17وَقَالَ:
«حَاشَا لِي يَا رَبُّ أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ! هذَا دَمُ الرِّجَالِ الَّذِينَ
خَاطَرُوا بِأَنْفُسِهِمْ». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هذَا مَا فَعَلَهُ
الثَّلاَثَةُ الأَبْطَالُ. "
حَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ = أى الفلسطينيين
المحتلين للحصن. فِي
الْحَصَادِ = أى وقت الحر لذلك عطش داود. مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ = داود فى عطشه وتعبه
أثناء الحرب تذكر بئر الماء الذى كان يشرب منهُ وهو طفل فى بيت لحم وكان ماؤهُ
حلواً بارداً وقال من يأتينى بمثل هذا الماء. فهو لم يأمر أحد أن يأتيه بهذا الماء
فبيت لحم الآن فى يد الفلسطينيين وهو يعرف هذا ويستحيل أن يطلب من رجالهُ أن
يغامروا بحياتهم ليشرب هو ماءً حلواً. ولكن الثلاثة لمحبتهم لداود إستجابوا
لأمنيته. ولنلاحظ أن بيت لحم الآن فى يد الفلسطينيين وذلك نتيجة الخطية. بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ = بمعنى أن الرب وحده هو الذى يستحق
تقدمة كهذه فيها يخاطر الناس بأرواحهم. وهو إعتبر أن هذا الماء يساوى دماء الرجال
والدم لله وحدهُ.
الآيات (20-23):- "20وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، ابْنُ ذِي بَأْسٍ، كَثِيرُ
الأَفْعَالِ، مِنْ قَبْصِئِيلَ، هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ
الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. 21وَهُوَ
ضَرَبَ رَجُلاً مِصْرِيًّا ذَا مَنْظَرٍ، وَكَانَ بِيَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ،
فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ
بِرُمْحِهِ. 22هذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ،
فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ، 23وَأُكْرِمَ
عَلَى الثَّلاَثِينَ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ
دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ. "
أَسَدَيْ مُوآبَ = قد يكونوا أسدين أو رجلين من
الجبابرة. نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا
فِي جُبٍّ = ويبدو أن الأسد كان يضرب ويهاجم
الناس ثم يهرب للجب فنزل لهُ بناياهو. مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ = أى مشيريه.