الآيات (1-24):- "1وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى
شَكِيمَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. 2وَلَمَّا سَمِعَ
يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ وَهُوَ بَعْدُ فِي مِصْرَ، لأَنَّهُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ
سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، وَأَقَامَ يَرُبْعَامُ فِي مِصْرَ، 3وَأَرْسَلُوا
فَدَعَوْهُ. أَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَكَلَّمُوا
رَحُبْعَامَ قَائِلِينَ: 4«إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، وَأَمَّا
أَنْتَ فَخَفِّفِ الآنَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ، وَمِنْ نِيرِهِ
الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا، فَنَخْدِمَكَ». 5فَقَالَ
لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ».
فَذَهَبَ الشَّعْبُ. 6فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ الشُّيُوخَ
الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ، قَائِلاً:
«كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَابًا إِلَى هذَا الشَّعْبِ؟» 7فَكَلَّمُوهُ
قَائِلِينَ: «إِنْ صِرْتَ الْيَوْمَ عَبْدًا لِهذَا الشَّعْبِ وَخَدَمْتَهُمْ
وَأَجَبْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَمًا حَسَنًا، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ
الأَيَّامِ». 8فَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا
عَلَيْهِ وَاسْتَشَارَ الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا
أَمَامَهُ، 9وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ
جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُونِي قَائِلِينَ: خَفِّفْ مِنَ
النِّيرِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ». 10فَكَلَّمَهُ
الأَحْدَاثُ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ قَائِلِينَ: «هكَذَا تَقُولُ لِهذَا
الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُوكَ قَائِلِينَ: إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا
وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ مِنْ نِيرِنَا، هكَذَا تَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ خِنْصَرِي
أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي. 11وَالآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيرًا
ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ
وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ».
12فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ
الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَمَا تَكَلَّمَ الْمَلِكُ
قَائِلاً: «ارْجِعُوا إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». 13فَأَجَابَ
الْمَلِكُ الشَّعْبَ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا
بِهَا عَلَيْهِ، 14وَكَلَّمَهُمْ حَسَبَ مَشُورَةِ الأَحْدَاثِ
قَائِلاً: «أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي
أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ». 15وَلَمْ
يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ
لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْ يَدِ أَخِيَّا
الشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. 16فَلَمَّا رَأَى
كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، رَدَّ الشَّعْبُ
جَوَابًا عَلَى الْمَلِكِ قَائِلِينَ: «أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ؟ وَلاَ
نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ
إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ». وَذَهَبَ إِسْرَائِيلُ إِلَى خِيَامِهِمْ. 17وَأَمَّا
بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ
رَحُبْعَامُ. 18ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ أَدُورَامَ
الَّذِي عَلَى التَّسْخِيرِ فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ
فَمَاتَ. فَبَادَرَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى الْمَرْكَبَةِ
لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 19فَعَصَى إِسْرَائِيلُ عَلَى بَيْتِ
دَاوُدَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 20وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ
بِأَنَّ يَرُبْعَامَ قَدْ رَجَعَ، أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ إِلَى الْجَمَاعَةِ،
وَمَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَتْبَعْ بَيْتَ دَاوُدَ إِلاَّ
سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ.
21وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى
أُورُشَلِيمَ جَمَعَ كُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَسِبْطَ بَنْيَامِينَ، مِئَةً
وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ، لِيُحَارِبُوا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ
وَيَرُدُّوا الْمَمْلَكَةَ لَرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. 22وَكَانَ
كَلاَمُ اللهِ إِلَى شِمَعْيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلاً: 23«كَلِّمْ
رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا
وَبَنْيَامِينَ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ قَائِلاً: 24هكَذَا قَالَ
الرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّ مِنْ عِنْدِي هذَا الأَمْرَ».
فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ الرَّبِّ وَرَجَعُوا لِيَنْطَلِقُوا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. "
رحبعام
أمه عمونية وكان عمره 41 سنة حين ملك ويبدو أن أبوه لم يربيه حسنا فلم يتعلم من
حكمة أبيه فالحكمة لا تورث بل هى عطية من الله، ولأن أبوه كان للأسف مشغولا بأشياء
أخرى. وهو ترك لذلك مشورة الشيوخ لإنه إستحسن الغنى والسيطرة على الشعب فلم تكن
فيه روح الرعاية والخدمة لشعبه. وكان الشيوخ هم الذين شرحوا له المعنى الحقيقى
للملك وأنه خدمة للشعب وفى (1) ذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ وهذه بداية
المؤامرة أن يدعوا رحبعام لشكيم أى فى وسط إسرائيل. وفى (3) أرْسَلُوا فَدَعَوْا يَرُبْعَامُ. فهم تظاهروا
بأنهم يريدون أن يملكوا رحبعام فى شكيم حتى يكون معزولا وسط إسرائيل بعيدا عن جيشه
فى يهوذا. فهم يخططون للإنفصال من أول وهلة. وكانت البداية طلبهم أن تخفض الضرائب
ولاحظ أنهم إشتكوا من سليمان لأنه أرهقهم بالضرائب ولم يشتكوه لأجل عبادته الوثنية
وهم إشتكوه بالرغم من كل التقدم والخير والإزدهار الذى حققه لإسرائيل فهو بأموالهم
حصن البلاد. ولكن جشع هذا الشعب جعلهم دائمى التذمر بل إهتموا برخائهم المادى ولم
يبالوا بحياتهم الدينية ونلاحظ فى رد الشباب إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ
أَبِي
= الخنصر هو الإصبع الضعيف (الإصبع الرابع) والمتن هو وسط الإنسان أو خاصرته
والمعنى أن أبى كان جالسا عليكم بخاصرته وأرهقكم أما أنا فخنصرى أشد من ابى الجالس
عليكم فما بالكم لو جلست أنا عليكم. فإن كان أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا
أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ = وربما قصد بالعقارب نوع من القسوة
أو نوع من السياط ذات الكرات الحديدية التى تمزق الجلد وتقطعه. والله لم يرشد أو
يلين قلب هذا الملك لأن الأمر كان من قبله. ولأنه لم يستشر الله بل الناس فقط.
آية
(16) إِلَى خِيَامِكَ يَا
إِسْرَائِيلُ تحمل معنى الإمتناع عن المفاوضات . الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا
دَاوُدُ
= أى أن أسرة داود وممثلها رحبعام لا تملك سوى سبط يهوذا بيت داود السَّاكِنُونَ فِي يَهُوذَا = مثل شمعون
وبنيامين وباقى الأسر من اسباط إسرائيل الذين فضلوا أن يبقوا بجانب الهيكل ومن هنا
بدأ الإنشقاق وأصبحت المملكة مملكتين. أرْسَلَ أَدُورَامَ = دليل عدم
حكمته فالتسخير ورموزه مكروهين لدى الشعب. ولقد إمتنع رحبعام عن الحرب طاعة لأوامر
الرب على فم النبى شمعيا ولكنها كانت طاعة وقتية بدليل (1 مل 30:14) ونلاحظ أن
الإنفصال كما كان عقوبة لرحبعام وبيت يهوذا كان عقوبة لإسرائيل فهم بوثنيتهم كانوا
لا يستحقون وجود الهيكل بينهم فبالإنفصال حرموا من الهيكل. ولاحظ رحبعام فى
إجاباته المتكبرة هو نفسه يهرب مذعورا بعد ذلك.
الآيات
(25-33):- "25وَبَنَى
يَرُبْعَامُ شَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَسَكَنَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ
هُنَاكَ وَبَنَى فَنُوئِيلَ. 26وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ:
«الآنَ تَرْجعُ الْمَمْلَكَةُ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ. 27إِنْ صَعِدَ
هذَا الشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ،
يَرْجعْ قَلْبُ هذَا الشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ، إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ
يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي، وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا». 28فَاسْتَشَارَ
الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ
تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ
أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 29وَوَضَعَ وَاحِدًا فِي بَيْتِ
إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ. 30وَكَانَ هذَا الأَمْرُ
خَطِيَّةً. وَكَانَ الشَّعْبُ يَذْهَبُونَ إِلَى أَمَامِ أَحَدِهِمَا حَتَّى إِلَى
دَانَ. 31وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ
أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. 32وَعَمِلَ
يَرُبْعَامُ عِيدًا فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ
مِنَ الشَّهْرِ، كَالْعِيدِ الَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ.
هكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ اللَّذَيْنِ
عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي
عَمِلَهَا. 33وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَ فِي بَيْتِ
إِيلَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّامِنِ، فِي الشَّهْرِ
الَّذِي ابْتَدَعَهُ مِنْ قَلْبِهِ، فَعَمِلَ عِيدًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ،
وَصَعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ. "
وَبَنَى شَكِيمَ = أى جعلها تكبر وعمل سورا لها لتكون
عاصمة له ثم تركها إلى فنوئيل ثم إلى ترصة (17:14) جَبَلِ
أَفْرَايِمَ = إسم لأفرايم لأنها أرض جبال. وكون أن يربعام يصنع هياكل
غير هيكل أورشليم ليمنع الشعب من الذهاب لأورشليم فهذا يعتبر حكمة عالمية سياسية
لكنها شيطانية نفسانية فهى ضد رأى الله. وهذا العمل أغاظ الله جدا بل صارت هذه
الخطية لها إسم خطية يربعام إبن نباط الذى جعل إسرائيل يخطىء ولاحظ أنه لم يصدق
وعد الله بأن الله سوف يثبت بيته فإعتمد على حكمته البشرية. وفى (28) فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ = هو إستشار كبار الشعب
الذين من حوله إذا هى خطية جماعية.
عِجْلَيْ ذَهَبٍ = هو لم يقصد أن يجعلها عبادة وثنية
بل قصد عبادة الله لكن فى صورة مصورة وإستخدم لذلك صورة الآلهة المصريين.
فالمصريين يعبدون الإله أبيس فى صورة العجل.
ولكن
العامة لا يستطيعون أن يميزوا بين المعبود والواسطة ولذلك سريعا ما إنحرفت هذه
العبادة للعبادة الوثنية. بَيْتِ إِيلَ – دَانَ = أقصى جنوب وأقصى شمال إسرائيل كهنة من أطراف
الشعب = وفى 2 أى 14،13:11). إن الكهنة واللاويين تركوا مسارحهم واموالهم وإنطلقوا
إلى أورشليم لأن يربعام وبيته رفضوهم وكلمة أطراف الشعب أى من عامة الشعب وليس من
الرؤوس. وكان يربعام يعين الكهنة ليكونوا تحت إمرته (1 مل 33:13). وفى آية (32)
يذكر بيت إيل فقط ولم يذكر دان لأن بيت إيل مقدس الملك وبيت الملك. وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ = أصعد بنفسه وليس
عن طريق الكهنة. فهو طرد الكهنة الذين إختارهم الرب وهو الآن الذي يعين الكهنة
فلماذا لا يقدم هو الذبائح وهو جعل من نفسه رئيس للكهنة * ألا يتفق ما فعله يربعام
مع من ينادون الآن بأنه لا كهنوت وكل المسيحيين كهنة.
والله
لم يعاقبه بالبرص مثل عزيا فكل العبادة غير مقبولة عند الله ، والهيكل لا يعتبر هيكل لله والمذبح ليس مذبح
لله فهو إذاً لم يقدم شىء لله ولم يتعدى على هيكل الله الذى حدده الله. ولنلاحظ أن
يربعام صنع عبادة له وللشعب حسب أهوائه وليس حسب إرادة الله ونحت لله صورة بحسب
قلبه، يربعام إخترع دين سياسى وخدع الشعب بمظهر الملك الطيب الذى يبحث عن راحة
شعبه ولا يريد لهم التعب فى أن يسافروا إلى أورشليم فيجعل لهم مكانا قريبا لهم فى
بيت إيل للعبادة. بل مكانين وكل واحد يذهب للمكان الأقرب له بل هو إخترع عيدا آية
(32).
وعموما
لا ننسى أن عبادات سليمان الوثنية كانت هى البداية والباب لكل هذه الإنحرافات وهذه
العبادات.