الآيات
(1-2):- "1فِي
السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِيُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا،
مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سَبْعَ
عَشَرَةَ سَنَةً. 2وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ
وَرَاءَ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ.
لَمْ يَحِدْ عَنْهَا. "
بدأ
يهوأحاز حكمه فى بداية السنة الثالثة والعشرين ليوآش وحكم 17 سنة منها 14 سنة
منفردا و3 سنوات مع إبنه يوآش وكانت السنة الرابعة عشرة مبتدئة لتوها.
آية
(3):- "3فَحَمِيَ
غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ لِيَدِ حَزَائِيلَ مَلِكِ
أَرَامَ، وَلِيَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ حَزَائِيلَ كُلَّ الأَيَّامِ. "
كُلَّ الأَيَّامِ = اى أيام يهوأحاز ولم يملك بنهدد فى
زمان يهوأحاز (ع 22) وربما كان قائدا فى جيش أبيه. وبعد موت يهوأحاز وحزائيل ملك
بنهدد فى أرام ويوآش فى إسرائيل ويوآش ضرب بنهدد 3 مرات.
الآيات
(4-9):- "4وَتَضَرَّعَ
يَهُوأَحَازُ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ، فَسَمِعَ لَهُ الرَّبُّ لأَنَّهُ رَأَى ضِيقَ
إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ ضَايَقَهُمْ. 5وَأَعْطَى الرَّبُّ
إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا، فَخَرَجُوا مِنْ تَحْتِ يَدِ الأَرَامِيِّينَ. وَأَقَامَ
بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامِهِمْ كَأَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. 6وَلكِنَّهُمْ
لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ
يُخْطِئُ، بَلْ سَارُوا بِهَا. وَوَقَفَتِ السَّارِيَةُ أَيْضًا فِي السَّامِرَةِ.
7لأَنَّهُ لَمْ يُبْقِ لِيَهُوأَحَازَ شَعْبًا إِلاَّ خَمْسِينَ
فَارِسًا وَعَشَرَ مَرْكَبَاتٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَاجِل، لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ
أَفْنَاهُمْ وَوَضَعَهُمْ كَالتُّرَابِ لِلدَّوْسِ. 8وَبَقِيَّةُ
أُمُورِ يَهُوأَحَازَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ
فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 9ثُمَّ
اضْطَجَعَ يَهُوأَحَازُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي السَّامِرَةِ، وَمَلَكَ
يُوآشُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. "
وَتَضَرَّعَ = الله يستجيب لكل من يدعوه حتى لو
كان هذا الملك الخاطىء. مُخَلِّصًا =
المقصود أن المخلص هو أشور التى أضعفت سلطان أرام وهذا حدث فى أيام إبنه يوآش
وحفيده يربعام الثانى ففى أيامهم أقام بنو إسرائيل فى خيامهم أى فى راحة بدون حرب.
أما فى أيام يهوأحاز فإنحطوا إنحطاطا كاملا. وَوَقَفَتِ
السَّارِيَةُ = هذه التماثيل الخشبية كانت علامة وشهادة لخيانة إسرائيل
للرب. ونتيجة الخطية أنظر لحالة الإنحطاط التى وصلت لها إسرائيل فكل الجنود الذين
إستطاعوا تجنيدهم 10000 + 50 فَارِسًا + 10
مَرْكَبَاتٍ وقارن مع أيام سليمان.
الآيات
(10-13):- "10فِي
السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِيُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ
يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سِتَّ عَشَرَةَ
سَنَةً. 11وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَحِدْ عَنْ
جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ،
بَلْ سَارَ بِهَا. 12وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ
وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا، أَمَا هِيَ
مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 13ثُمَّ
اضْطَجَعَ يُوآشُ مَعَ آبَائِهِ، وَجَلَسَ يَرُبْعَامُ عَلَى كُرْسِيِّهِ.
وَدُفِنَ يُوآشُ فِي السَّامِرَةِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. "
قارن
الايات 1 ، 10 . ويوآش حكم 16 سنة متضمنة المدة التى إشترك فيها مع أبيه
الآيات
(14-19):- "14وَمَرِضَ
أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا
مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». 15فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ:
«خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا». فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. 16ثُمَّ
قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ». فَرَكَّبَ
يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ 17وَقَالَ:
«افْتَحِ الْكَوَّةَ لِجِهَةِ الشَّرْقِ». فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ:
«ارْمِ». فَرَمَى. فَقَالَ: «سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ
أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ». 18ثُمَّ
قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ:
«اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. 19فَغَضِبَ
عَلَيْهِ رَجُلُ اللهِ وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ،
حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا
تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»."
يترك
الوحى أخبار الملوك ليسجل لنا خبر نياحة النبى العظيم فهو رجل الله. وكان عمر
إليشع 80 سنة تقريبا ونزول الملك إليه دليل إعتباره لهذا النبى العظيم. وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ = أى نزلت دموعه على وجه
إليشع. يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ
وَفُرْسَانَهَا = الملك بكى لأنه يعرف أن إليشع هو أقوى من كل مركبات
إسرائيل بصلاته وشفاعته التى تحمى إسرائيل. فَقَالَ
أَلِيشَعُ خُذْ قَوْسًا = فى الحروب القديمة كان الجيش المهاجم يحاصر
المدينة وياتى القائد المهاجم ماسكا قوسه وسهما،ويرمى سهما داخل المدينة ويُصرح
بسبب الحرب ويطلب إما الحرب أو الإستسلام لذلك طلب منه إليشع أن يمسك قوسه وسهامه
علامة أنه سيحارب أرام. ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ
يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ. فالحرب هى للملك وهذا عمله المطلوب أن
يقوم به ولكن هناك مساعدة من الرب. وإليشع الآن وكيله ويكون معنى هذا أن إليشع
يقول وإن كنت ساموت فالله سيسندك، فحارب بقوة فما أنت إلا أداة فى يد الله (هو
يُعلم يدى القتال مز 34:18، 1:144). ورمى ناحية الشرق لأن أرام عدو إسرائيل جهة
الشرق. ارْمِ = القصد بهذا العمل نبوءة
بخلاص إسرائيل بمعونة الرب. أَفِيقَ =
حيث تتجمع جيوش الأراميين (1 مل 26:20). لقد أصبح الآن الدرس واضحا لملك إسرائيل
فعليه أن يحارب بل يعلن الحرب على أرام فى أفيق والله سيخلصه وينصره. كان هذا هو
الدرس الأول. وإنتقل إليشع إلى الدرس الثانى كان ان يضرب بقدر إمكانه السهام إلى
الأرض وكل سهم يشير لمعركة يهزمهم فيها (حسب عادة تلك الأيام) ومن المؤكد أنه فهم
المعنى ولكنه غالباً بسبب سياسى رفض أن يضرب أرام أكثر من 3 مرات وفضل أن لا
يفنيهم ربما لأنه كان خائفا من أشور (وتركهم هنا هو نفس خطأ أخاب حين أطلق ملك
أرام).
ولذلك
غضب النبى. ولنلاحظ أن عمل الرب هو حسب إيمان الإنسان فمن يطلب كثيرا ينال كثيرا
ومن يطلب قليلا ينال قليلا فكان عمل يوآش دليل ضعف إيمانه وكان غضب النبى على ضعف
إيمانه وليس على عدد الضربات فهو بالتأكيد أى إليشع له من الشفافية ما جعله يرى ما سيحدث فى المستقبل للملك ولجيوشه وشعبه.
الآيات (20-25):- "20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ
عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا
يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ
فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ
وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
22وَأَمَّا حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ
فَضَايَقَ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ يَهُوأَحَازَ، 23فَحَنَّ
الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ،
وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى الآنَ. 24ثُمَّ مَاتَ
حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ، وَمَلَكَ بَنْهَدَدُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 25فَعَادَ
يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ وَأَخَذَ الْمُدُنَ مِنْ يَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ
حَزَائِيلَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ يَدِ يَهُوأَحَازَ أَبِيهِ بِالْحَرْبِ. ضَرَبَهُ
يُوآشُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَاسْتَرَدَّ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ. "
دخول
غزاة موآب دليل على إنحطاط حالة إسرائيل وقيام الميت كان غرضه أن يتذكر الناس
تعاليم الله الذى كان هذا النبى العظيم يعلمها لهم وهى إكرام لمن أكرم الله بحياته
وبشهادته لهُ " انا أكرم الذين يكرموننى " وكما كرم الله إيليا عند
إنتقاله كرم الله إليشع بعد إنتقاله وما حدث كان درسا أن الموت ليس نهاية الإنسان
فإليشع له قوته بعد موته وهذا دليل على شفاعة القديسين الذين نثق فى أن لصلواتهم
قوة بعد موتهم. وموتهم لن يمنع قوة صلواتهم وكان إليشع رمزا للمسيح الذى بموته
أعطى حياة لمن ماتوا.
ثم
نجد إتماما لنبوة إليشع بأن إسرائيل تضرب أرام 3 مرات والعجيب فإن الملك الذى كان
خائفا من أرام ومن أشور جاءته الضربة من موآب فالهجوم قد يأتى من اماكن ضعيفة لا
نتوقعها.