الآيات
(1-8):- "1وَفِي
السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ
حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ ابْنَ خَمْسٍ
وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ،
وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا. 3وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ
فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. 4هُوَ
أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ،
وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ
كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعَوْهَا «نَحُشْتَانَ». 5عَلَى
الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي
جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 6وَالْتَصَقَ
بِالرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا
الرَّبُّ مُوسَى. 7وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ
يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ. وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ وَلَمْ يَتَعَبَّدْ لَهُ.
8هُوَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا، مِنْ
بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ. "
حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ = كما قيل فى
الملك أسا (1 مل 11:15) والملك يوشيا (2 مل 2:22) ولم تقال سوى فى هؤلاء الثلاثة
والعجيب أن كل منهم، من هؤلاء الملوك الثلاثة كان إبنا لملك شرير وكان أشعياء
مشيرا لأحاز وحزقيا. أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ
= وفى (2 أى 29) جاء أنه فى السنة الأولى لملكه فتح ابواب بيت الرب وطَهر كهنة بيت
الرب وأصعدوا ذبائح وأوقف حزقيا اللاويين للتسبيح وعملوا فصحاً للرب. وكان قد دعا
لذلك أسباط إسرائيل ولما فعل هذا خرج كل إسرائيل إلى مدن يهوذا وكسروا الأنصاب
وقطعوا السوارى وهدموا المرتفعات. ويحسب لهُ شجاعته فهو لم يهاب الثورة الشعبية
بعد هذه الإصلاحات ولم يهاب ملك أشور. نحُشْتَانَ
= مشتقة إما من نحشت أى نحاس أو من نحش أى حية. وَبَعْدَهُ
لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ = وقيل فى يوشيا ولم يكن قبله ملك مثله (25:23)
فهما كلاهما ملكين قديسين وربما تميز كل منهما عن الآخر فى شىء فمثلاً تميز حزقيا
بإتكاله على الرب ولا مثيل لهُ فى ذلك وتميز يوشيا فى غيرته لعبادة الرب الطاهرة
وليس لهُ مثيل فى ذلك ولكن العبارة " لا قبله ولا بعده " هى عبارة عامة
تفيد التميز والإمتياز،وما زلنا نستخدمها كمديح حتي هذا اليوم وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ = وذلك لإتكاله
على الرب وربما عصاه فى أول ملكه ولكن ملك أشور لم يحاربه منذ أن عصى لأنه كان
منشغلاً فى حروب آخرى مع السامرة ومع صور ومع مصر. وضَرَبَ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ = كان سنحاريب قد أعطى قسماً من يهوذا إلى ملك
غزة. وربما كانت هذه الحرب لإسترداد ما أخذه الفلسطينين منهم.
بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ = من المزرعة
الحقيرة إلى المدن الكبيرة أى كل الأرض. ويبدو واضحاً أن حزقيا كان ملكاً قديساً
لكن الشعب لم يرتفع إلى هذه الدرجة. فكانت الإصلاحات ظاهرية ولكن الشعب إستمر فى
محبته لأوثانه داخل القلب لذلك لم نجد أشعياء سعيداً أو يعبر عن فرح قلبى بعمل
حزقيا لأن أشعياء شعر أن الملك فى وادٍ والشعب فى وادٍ فإستمر فى تأنيبه وإنذاراته
للشعب. ولم نسمع أن أشعياء قد وافق على عصيان ملك أشور. وربما كان ذلك بسماح من
الله لتأديب هذا الشعب وليتمجد فى ملك أشور وجيشه أمام أعينهم. وكان مما دفع حزقيا
لهذه الإصلاحات درس إنهيار إسرائيل أمامهُ بسبب أوثانها فهو قد إستفاد من الدرس.
الآيات
(9-12):- "9وَفِي
السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، وَهِيَ السَّنَةُ السَّابِعَةُ
لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، صَعِدَ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ
أَشُّورَ عَلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا. 10وَأَخَذُوهَا فِي
نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ. فَفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ لِحَزَقِيَّا، وَهِيَ
السَّنَةُ التَّاسِعَةُ لِهُوشَعَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، أُخِذَتِ السَّامِرَةُ. 11وَسَبَى
مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ
نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي، 12لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا
لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ تَجَاوَزُوا عَهْدَهُ وَكُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ
مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَعْمَلُوا. "
هذه
الفقرة لإظهار قداسة حزقيا بالمقارنة مع إسرائيل. وبسقوط إسرائيل لم يعد هناك فاصل
بين يهوذا وأشور بل صارت عرضة لهجماتهم مباشرة ثم إستراحت يهوذا بعد موت سنحاريب
وهلاك جيشه. ونلاحظ ان هناك تعارض ظاهرى بين الآية (10)، (أش 8:7) فهنا يقول
الكتاب أن السامرة سقطت بعد 3 سنين وأما أشعياء فيذكر أن هناك فترة 65 سنة تسقط
بعدها السامرة وتنكسر حتى لا تقوم شعباً وحل هذه المشكلة أن تغلث فلاسر ملك أشور
حارب ملك إسرائيل وقتل وسبى كثيرين وهذا يُعتبر السبى الأول وكان بعد نبوة إشعياء
بسنة أو سنتين ثم بعد 20 سنة لنطق إشعياء بنبوته جاء شلمناصر ملك أشور وسبى ملك
إسرائيل ورجاله (2 مل 1:17-6، 9:18-12) وهذا هو السبى الثانى ولكن تمام نبوة ال 65
سنة لإشعياء كانت أيام السبى الثالث فى أيام أسرحدون ملك أشور الذى أزال مملكة
إسرائيل تماماً من الوجود وأتى بالأجانب إلى السامرة وإستعمروها تماماً وسبى منسى
ملك يهوذا فى السنة 21 لملكه وكان ذلك بعد نطق إشعياء بنبوته ب 65 سنة (عز
10،3،2:4 + 2 مل 24:17 + 2 أى 11:33).
الآيات (13-16):- "13وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا،
صَعِدَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ
وَأَخَذَهَا. 14وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ
أَشُّورَ إِلَى لَخِيشَ يَقُولُ: «قَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجعْ عَنِّي، وَمَهْمَا
جَعَلْتَ عَلَيَّ حَمَلْتُهُ». فَوَضَعَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ
يَهُوذَا ثَلاَثَ مِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَثَلاَثِينَ وَزْنَةً مِنَ
الذَّهَبِ. 15فَدَفَعَ حَزَقِيَّا جَمِيعَ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ
فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ. 16فِي ذلِكَ
الزَّمَانِ قَشَّرَ حَزَقِيَّا الذَّهَبَ عَنْ أَبْوَابِ هَيْكَلِ الرَّبِّ
وَالدَّعَائِمِ الَّتِي كَانَ قَدْ غَشَّاهَا حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا،
وَدَفَعَهُ لِمَلِكِ أَشُّورَ. "
حاول
حزقيا أن يستعطف سنحاريب لكنه غدر به فبعد أن أخذ الفدية إستدار ليهاجم أورشليم
وطلب تسليم أورشليم لهُ. وكانت هذه سقطة لحزقيا، هى لحظة ضعف أرسل فيها حزقيا
الهدية المأخوذة من الهيكل إلى سنحاريب. ومن المؤكد أنه لم يستشر إشعياء فى ذلك
ولكى يدفع الجزية إضطر لنزع الذهب من الهيكل وبعد غدر سنحاريب عرف خطأ عقد معاهدة
مع خائن. ونلاحظ أنه من هذه الآيات (13:18 – نهاية الإصحاح 20) مكرر فى إشعياء مما
يدل أن مصدرها هو إشعياء هنا وهناك.
الآيات (17-37):- "17وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ تَرْتَانَ وَرَبْسَارِيسَ
وَرَبْشَاقَى مِنْ لَخِيشَ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ إِلَى
أُورُشَلِيمَ، فَصَعِدُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا صَعِدُوا جَاءُوا
وَوَقَفُوا عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا الَّتِي فِي طَرِيقِ حَقْلِ
الْقَصَّارِ. 18وَدَعَوْا الْمَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَلِيَاقِيمُ
بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشِبْنَةُ الْكَاتِبُ وَيُواخُ بْنُ
آسَافَ الْمُسَجِّلُ. 19فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا
لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا
الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَ؟ 20قُلْتَ إِنَّمَا كَلاَمُ
الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ
حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟ 21فَالآنَ هُوَذَا قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى
عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا
تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا، دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا! هكَذَا هُوَ
فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ. 22وَإِذَا
قُلْتُمْ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي
أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا
وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ 23وَالآنَ
رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيَكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنْ كُنْتَ
تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ. 24فَكَيْفَ تَرُدُّ
وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ
لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟ 25وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ
صَعِدْتُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ لأَخْرِبَهُ؟ اَلرَّبُّ قَالَ لِي اصْعَدْ عَلَى
هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا».
26فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا
وَشِبْنَةُ وَيُواخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا
نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ
الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». 27فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى
سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَمِ؟
أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا
عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟» 28ثُمَّ وَقَفَ
رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَتَكَلَّمَ قَائِلاً:
«اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. 29هكَذَا
يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ
يُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِهِ، 30وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا
تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلاً: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ وَلاَ
تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 31لاَ
تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا
مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ، وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ
وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ 32حَتَّى
آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ كَأَرْضِكُمْ، أَرْضَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضَ
خُبْزٍ وَكُرُومٍ، أَرْضَ زَيْتُونٍ وَعَسَل وَاحْيَوْا وَلاَ تَمُوتُوا. وَلاَ
تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا لأَنَّهُ يَغُرُّكُمْ قَائِلاً: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. 33هَلْ
أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ 34أَيْنَ
آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟
هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ 35مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ
الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ
أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». 36فَسَكَتَ الشَّعْبُ وَلَمْ يُجِيبُوهُ
بِكَلِمَةٍ، لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلاً: «لاَ تُجِيبُوهُ». 37فَجَاءَ
أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشِبْنَةُ الْكَاتِبُ
وَيُوَاخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ إِلَى حَزَقِيَّا وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ،
فَأَخْبَرُوهُ بِكَلاَمِ رَبْشَاقَى. "
تَرْتَانَ = الترتان هو
القائد العام وهذه صفة أو وظيفة وليس إسماً. وهكذا الرَبْسَارِيسَ = رتبة سامية فى
الجيش. والَرَبْشَاقَى = هو الساقى
الأول. ولذلك يسبقها ال للتعريف. وكان المتحدث الرسمى لهم هو الربشاقى لإجادته
اللغة العبرانية. وعجيب أن يحاول هذا الربشاقى أن يعقد إتفاقاً وهو حالاً قد نقض
إتفاقه السابق ولكن من يضمن أى إتفاق مع الشيطان. مِنْ لَخِيشَ = هى مدينة
فلسطينية على طريق مصر ويبدو أن غرضه كان فتح مصر وفى الطريق قصد تدمير أورشليم
المدينة الحصينة لتمردها. قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا قناة تحت الأرض
لجلب الماء من خارج أورشليم للداخل (اش 3:7) ومعنى الآيات (19-21) أن الربشاقى ظن
أن حزقيا عقد معاهدة مع مصر كما فعل ملك إسرائيل. ولكن هذا لم يحدث لأن أشعياء
منعهم من ذلك. وفى (22) ويقول لهم إذا كنتم قد إتكلتم على الله فعبثاً لأن حزقيا
هدم مذابح الله. هو كإنسان وثنى ظن أن هذه المرتفعات التى أزالها حزقيا هى مذابح
لله. وباقى الكلام فى (24،23) سخرية واضحة. وهذا أسلوب الشيطان التهكم والتشكيك فى
كل عمل صالح نقوم به. فهنا الربشاقى يسخر ويشكك فى هدم المذابح ويسخر من قوتهم ومن
إتكالهم على الله ومن إتكالهم على أى قوة أخرى مثل مصر حتى يدفعهم لليأس التام.
آية (31) نجده هنا يوجه دعوة للشعب أن يتركوا أورشليم يخرجوا خارجاً وسوف يأخذهم
إلى أرض جميلة ولكن هذا غش وخداع لأنه كان سيستعبدهم (وهكذا إبليس يدعونا لنترك
حضن الآب ونترك الكنيسة ونذهب وراءه فيعطينا من ملذات العالم ولكنه سيستعبدنا إذا
قبلنا هذا من يدهُ "أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لى " وفى (33) تشكيك
واضح أن الله قادر أن ينقذهم وفى (36) لاَ تُجِيبُوهُ = هكذا ينبغى ألا
ندخل فى حوار مع إبليس. ثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ= عادة يهودية أن
سمعوا تجديف. ولنلاحظ أن هذه الشعوب كانت تعتقد أن الحروب هى بين الآلهة فلذلك
ربشاقى يشكك فى قوة الله أمام آلهته وهم ينسبون إنتصارهم للآلهة لذلك يحذر هل
أنقذت آلهة الأمم الآخرى شعوبها.