الآيات (1-5):- "1فَقَالَ دَاوُدُ: «هذَا هُوَ بَيْتُ الرَّبِّ الإِلهِ، وَهذَا
هُوَ مَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ لإِسْرَائِيلَ». 2وَأَمَرَ دَاوُدُ
بِجَمْعِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَأَقَامَ نَحَّاتِينَ
لِنَحْتِ حِجَارَةٍ مُرَبَّعَةٍ لِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ. 3وَهَيَّأَ
دَاوُدُ حَدِيدًا كَثِيرًا لِلْمَسَامِيرِ لِمَصَارِيعِ الأَبْوَابِ وَلِلْوُصَلِ،
وَنُحَاسًا كَثِيرًا بِلاَ وَزْنٍ، 4وَخَشَبَ أَرْزٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ
عَدَدٌ لأَنَّ الصِّيدُونِيِّينَ وَالصُّورِيِّينَ أَتَوْا بِخَشَبِ أَرْزٍ
كَثِيرٍ إِلَى دَاوُدَ. 5وَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي
صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُبْنَى لِلرَّبِّ يَكُونُ عَظِيمًا جِدًّا
فِي الاسْمِ وَالْمَجْدِ فِي جَمِيعِ الأَرَاضِي، فَأَنَا أُهَيِّئُ لَهُ».
فَهَيَّأَ دَاوُدُ كَثِيرًا قَبْلَ وَفَاتِهِ. "
فقال داود = فى قصة بيدر
أرنان (ص 21). أجاب الرب داود بنار من السماء فعلم داود أن ذلك المكان هو المكان
المعين من الرب ليكون بيتهُ فيه. وفى (2) الأجنبيين هم الكنعانيون الساكنون وسط
الإسرائيليين وقد سخرهم داود وسليمان ،هم بقوا على ديانتهم ولكنهم عاشوا وسط
اليهود فسخروهم للأعمال التى لهم مهارة فيها (قطع خشب وصناعة حديد ونحاس... الخ).
وهنا
نرى داود يبدأ الإعداد للعمل. وقد وجد سليمان تعداد هؤلاء 153600 (2 أى 17:2) وفى
آية (3) حديد ونحاس = كان الحديد والنحاس نادراً فى تلك الأيام وداود
أخذ نحاساً كثيراً ممن إنتصر عليهم فى الحروب. وفى (4) الصيدونيين والصوريين =
إشتهروا لمهاراتهم فى الصناعة. وفى (5) صغير وغض = يقال كان عمره 20 سنة وقيل عن رحبعام أنه فتى
رقيق القلب وعمرهُ 41 سنة(2 أى 7:13).
الآيات
(6-16):- "6وَدَعَا
سُلَيْمَانَ ابْنَهُ وَأَوْصَاهُ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتًا لِلرَّبِّ إِلهِ
إِسْرَائِيلَ. 7وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ: «يَا ابْنِي، قَدْ
كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي. 8فَكَانَ
إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ
حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً
كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي. 9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ
يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ،
لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي
إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. 10هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ
يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى
إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 11الآنَ يَا ابْنِي، لِيَكُنِ الرَّبُّ
مَعَكَ فَتُفْلِحَ وَتَبْنِيَ بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِكَ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْكَ. 12إِنَّمَا
يُعْطِيكَ الرَّبُّ فِطْنَةً وَفَهْمًا وَيُوصِيكَ بِإِسْرَائِيلَ لِحِفْظِ
شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِكَ. 13حِينَئِذٍ تُفْلِحُ إِذَا تَحَفَّظْتَ
لِعَمَلِ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى
لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. 14هأَنَذَا
فِي مَذَلَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ الرَّبِّ ذَهَبًا مِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ،
وَفِضَّةً أَلْفَ أَلْفِ وَزْنَةٍ، وَنُحَاسًا وَحَدِيدًا بِلاَ وَزْنٍ لأَنَّهُ
كَثِيرٌ. وَقَدْ هَيَّأْتُ خَشَبًا وَحِجَارَةً فَتَزِيدُ عَلَيْهَا. 15وَعِنْدَكَ
كَثِيرُونَ مِنْ عَامِلِي الشُّغْلِ: نَحَّاتِينَ وَبَنَّائِينَ وَنَجَّارِينَ
وَكُلُّ حَكِيمٍ فِي كُلِّ عَمَل. 16الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ
وَالْحَدِيدُ لَيْسَ لَهَا عَدَدٌ. قُمْ وَاعْمَلْ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»."
نلاحظ
أن داود أعد كل شىء لسليمان. وسليمان هو الذى بنى، والهيكل نُسِبَ إليه. وهذا درس
لكل خادم أن لا يهتم ما الذى ينسب إليه فيعطى وما الذى لا ينسب إليه فلا يعطى.
فالبناء والخدمة هى لله وليست لإنسان والمهم هو أن يتمجد ويبنى البيت أو تبنى
الكنيسة فعلى كل خادم أن يُعد ويضيف حجراً للمبنى دون أى غيرة من مجد ينسب
للآخرين. بل نجد أن داود ما زال يعد حتى آخر يوم فى حياته رغماً عن شيخوخته ولم
يتعلل بمرضه. وفى (8) سفكت دماً كثيراً = لا يفهم من هذا أن حروب داود كانت خطيته فنحن
سمعنا أن الرب كان معهُ يخلصهُ حيثما توجه (13:18).
وداود
إنشغل بالحروب لتثبيت المملكة وتأمينها ويتسلمها سليمان فى حالة هادئة فيبنى. إذاً
كان لكل منهما دورهُ. وإحتفظ الله لسليمان بدور البناء رمزاً للمسيح إبن داود الذى
سيبنى هيكل جسده أى كنيسته. أثبت كرسى ملكه إلى
الأبد (آية 10) لقد ثبت الله كرسى
داود وكرسى سليمان إلى نهاية مملكة يهوذا. وسيثبت كرسى المسيح وملكوته إلى الأبد.
وفى (12) يعطيك فطنة = كان هذا هو طلب سليمان فى أول حكمه ، والفطنة هي
التصرف العملى في كل ظرف اما الحكمة فهي الافكار الموجودة في العقل . ويوصيك بإسرائيل =
عندما يعطيك الرب أن تتولى الملك على إسرائيل ، فالملك هو من عند الرب فماذا يوصيه
داود أن يفعل حين يملك؟ أن يحفظ وصايا الرب وشريعة الله ليستمر الله فى سكب نعمته
وبركاته عليه = حينئذ تفلح (3) وهذه وصية لكل إنسان لكى يفلح طريقه. وفى (14) فى مذلتى =
لقد إحتمل داود الكثير من الآلام والمشقات ورغم هذا هيأ ما هيأه للهيكل. 100.000 وزنة ذهب... الخ = إذا فهمنا أن هذا الرقم كما هو يكون فيه صعوبة فهذه الكمية من الذهب
ضخمة جداً وهناك عدة إحتمالات لتفسير الرقم :-
1) المقصود أن
الذهب كمية ضخمة جداً (دا 10:7 + تك 60:24 + مى 7:6)
2) الوزنة
المذكورة هنا غير الوزنة العادية وبحساب الوزنة العادية يكون 100.000 وزنة ذهب =
3600 طن = 3600000 كجم وقطعاً فهذا الرقم ضخم لذلك ربما كانت الوزنة التى تستعمل
فى الهيكل أقل من الوزنة العادية .
3)
قيل إحتمال آخر أن الذهب والفضة المذكورين هنا غير خالصين.
4)
إلا أن هناك من يقبل الرقم كما هو ويقول إن داود أخذ فى حروبه كثير من الفضة
والذهب. وهذه الفضة والذهب إستعملت فى البناء وأيضاً فى أجرة العاملين ولعمل آنية
الهيكل ولنلاحظ أن داود هيأ لسليمان الآتى:-
1.
الذهب والفضة وكل
المواد.
2.
أعطاه وصايا
ليستمر متمتعاً ببركات الله.
3.
وصايا للرؤساء أن
يساعدوا إبنه آية (17).
4.
تنظيم خدمة
اللاويين والبوابين وفرق التسبيح.
ولنلاحظ
أن تهيئة داود كانت بسخاء لأنه أحب الرب كثيراً ، وهو كان أى داود ممكناً لهُ أن
يأخذ كل هذا الذهب لنفسه لكنه فضل أن يكون كنزه فى السماء والله لا يُسر بالمال
الكثير الذى ننفقه بقدر المحبة التى نقدم بها عملنا وعطائنا وخدمتنا.
الآيات
(17-19):- "17وَأَمَرَ
دَاوُدُ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَاعِدُوا سُلَيْمَانَ ابْنَهُ: 18«أَلَيْسَ
الرَّبُّ إِلهُكُمْ مَعَكُمْ، وَقَدْ أَرَاحَكُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، لأَنَّهُ
دَفَعَ لِيَدِي سُكَّانَ الأَرْضِ فَخَضَعَتِ الأَرْضُ أَمَامَ الرَّبِّ وَأَمَامَ
شَعْبِهِ؟ 19فَالآنَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ لِطَلَبِ
الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَقُومُوا وَابْنُوا مَقْدِسَ الرَّبِّ الإِلهِ، لِيُؤْتَى
بِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَبِآنِيَةِ قُدْسِ اللهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي
يُبْنَى لاسْمِ الرَّبِّ»."
داود
رأى فى كل ما حققه يد الرب الأمين الذى وَعد فأوفى، وعد الأباء إبراهيم وإسحق
ويعقوب وها هو يوفى بما وعد به لكن على الجميع أن يعمل بأمانة.