الإصحاح الحادى عشر

 

الآيات (1-4):- "1وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، جَمَعَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ، لِيَرُدَّ الْمُلْكَ إِلَى رَحُبْعَامَ. 2وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلاً:

3«كَلِّمْ رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكَ يَهُوذَا وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ قَائِلاً: 4هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ. ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِي صَارَ هذَا الأَمْرُ». فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ الرَّبِّ وَرَجَعُوا عَنِ الذَّهَابِ ضِدَّ يَرُبْعَامَ. "

 انظر 1 مل 21:12-24

 

الآيات (5-12):- "5وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنَى مُدُنًا لِلْحِصَارِ فِي يَهُوذَا. 6فَبَنَى بَيْتَ لَحْمٍ وَعِيطَامَ وَتَقُوعَ 7وَبَيْتَ صُورَ وَسُوكُوَ وَعَدُلاَّمَ 8وَجَتَّ وَمَرِيشَةَ وَزِيفَ 9وَأَدُورَايِمَ وَلَخِيشَ وَعَزِيقَةَ 10وَصَرْعَةَ وَأَيَّلُونَ وَحَبْرُونَ الَّتِي فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ، مُدُنًا حَصِينَةً. 11وَشَدَّدَ الْحُصُونَ وَجَعَلَ فِيهَا قُوَّادًا وَخَزَائِنَ مَأْكَل وَزَيْتٍ وَخَمْرٍ 12وَأَتْرَاسًا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَرِمَاحًا، وَشَدَّدَهَا كَثِيرًا جِدًّا، وَكَانَ لَهُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ. "

 المدن الحصينة المذكورة هى إلى جهة الجنوب والغرب لأنه خاف من مصر ولكننا رأينا بعد ذلك أن الغازى أتى من مصر والمدن الحصينة لم تمنعه، فإن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً تعب الحراس. وبيت لحم = هو لم يبنيها بل حصنها وهى تبعد عن أورشليم 10 كم وإشتهرت بكونها مسقط راس داود وإبن داود يسوع المسيح. جت = هى مدينة كانت للفلسطينين وأخذها اليهود أيام صموئيل وفى أيام داود (1 صم 14:7 + 1 اى 1:18). حبرون = هى الخليل اليوم ومذكورة كثيراً ففيها سكن إبراهيم وإسحق ويعقوب ودُفن فيها سارة وإبراهيم وإسحق ورفقة وليئة ويعقوب وكانت من مدن الكهنة ومدن الملجأ وداود ملك فيها 7 سنين. يهوذا وبنيامين = هم الذين خضعوا لملك يهوذا وأورشليم على حدودهما.

لماذا لم يسمح الله لرحبعام بالحرب ضد يربعام؟

1-الله أراد تنفيذ حكمه العادل ضد تعدياتهم

2-القوة ليست فى إتحاد يهوذا بإسرائيل بل بإتحادها بالرب

3-الله فصل بين الخراف والجداء حتى لا يُضل إسرائيل يهوذا

وكان واضحاً إنحراف إسرائيل فقد إستجاب الأغلبية لملكهم فى موضوع العجول.

 

الآيات (13-17):- "13وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ الَّذِينَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ مَثَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ جَمِيعِ تُخُومِهِمْ، 14لأَنَّ اللاَّوِيِّينَ تَرَكُوا مَسَارِحَهُمْ وَأَمْلاَكَهُمْ وَانْطَلَقُوا إِلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، لأَنَّ يَرُبْعَامَ وَبَنِيهِ رَفَضُوهُمْ مِنْ أَنْ يَكْهَنُوا لِلرَّبِّ 15وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ كَهَنَةً لِلْمُرْتَفَعَاتِ وَلِلتُّيُوسِ وَلِلْعُجُولِ الَّتِي عَمِلَ. 16وَبَعْدَهُمْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ وَجَّهُوا قُلُوبَهُمْ إِلَى طَلَبِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ. 17وَشَدَّدُوا مَمْلَكَةَ يَهُوذَا وَقَوَّوْا رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ، لأَنَّهُمْ سَارُوا فِي طَرِيقِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ. "

إن الكهنة واللاويين الذين وجهوا قلوبهم إلى طلب الرب بأمانة وكذلك بعض من أفراد الشعب من الأسباط جاءوا إلى أورشليم فشددوا المملكة وقووا الملك. وكاتب الأيام يظهر هذا أن كثيرين رفضوا طريق يربعام والعجول التى عملها فذهبوا إلى أورشليم، وهؤلاء كانوا سبب قوة الملك يهوذا بعددهم وصلواتهم وفى (15) العجول التى عَمل = من هذا نفهم أن كاتب الأيام يفترض أن القارىء مطلع على سفر الملوك فهو يشير للعجول دون أن يشرح ما هى هذه العجول. وفى (14) لأن يربعام وبنيه رفضوهم = أنظر 1 مل 31:12-33 وذلك حتى لا يطلبوا من الشعب أن يذهب إلى أورشليم. وفى (15) تيوس = إن سفر الملوك يذكر عبادة العجول وهنا إشارة إلى نوع آخر من العبادة الوثنية وكان أصحاب هذه العبادة يؤمنوا أن الشياطين أو الجن يأخذ شكل تيوس ويعيش فى الأماكن الخربة. وأصل الكلمة العبرى لتيوس هو الجن. وكانت الشعوب البدائية تعبد ما تخافه. وللأسف نجد أن شعب الله قلد هذه الشعوب وعبد ما خاف منه. ونلاحظ فى (17) أن رحبعام ومملكته قد إزدهروا لأنهم تمسكوا بعبادة الرب وأن من لجأ إليه دعموا عبادة الرب لكن للأسف فهذا لم يستمر سوى 3 سنوات فقط ثم إنحرفوا (راجع 2،1:12).

 

الآيات (18-23):- "18وَاتَّخَذَ رَحُبْعَامُ لِنَفْسِهِ امْرَأَةً: مَحْلَةَ بِنْتَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ، وَأَبِيحَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى. 19فَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ: يَعُوشَ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمَ. 20ثُمَّ بَعْدَهَا أَخَذَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَوَلَدَتْ لَهُ: أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ. 21وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً. 22وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا ابْنَ مَعْكَةَ رَأْسًا وَقَائِدًا بَيْنَ إِخْوَتِهِ لِكَيْ يُمَلِّكَهُ. 23وَكَانَ فَهِيمًا، وَفَرَّقَ مِنْ كُلِّ بَنِيهِ فِي جَمِيعِ أَرَاضِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ فِي كُلِّ الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ وَأَعْطَاهُمْ زَادًا بِكَثْرَةٍ. وَطَلَبَ نِسَاءً كَثِيرَةً. "

يريموث بن داود = لم يذكر هذا الإسم من قبل بين أبناء داود وربما هو إبن إحدى سرارى داود. بنت إلياب بن يسى وهذه تعنى حفيدته لأن الياَب كان أخاً داود الأكبر. معكة بنت إبشالوم = قارن مع 2:13 + 1 مل 2:15 نفهم أن معكة هى نفسها ميخايا أى لها إسمين وهى حفيدة إبشالوم أى بنت ثامار وزوجها إسمه أورئيل (راجع أيضاً 2 صم 27:14) وأقام رحبعام أبيا (32) = كان بكره يعوش (19) وهذا كان لهُ الباكورة أى الضعف فى الميراث وأما الملك فلم يشترط فيه أن يكون البكر مثل حالة سليمان. وفى (23) وكان فهيماً = فهيماً فى النواحى السياسية أو الإدارية فهو قد إختار أبيا ليملك وخاف من ثورة باقى بنيه حتى لا يتآمروا ضده كما فعل ادونيا وإبشالوم ففرق بنيه وأعطاهم سلطة وثروة، بل صاروا لهُ عيون فى كل المملكة وياليته كان فهيماً فى الأمور الروحية فلو كان قد إختار الله لما حدث لهُ ما حدث بعد ذلك، فهو عاش 3 سنوات فى إزدهار ثم عاش مستعبداً لملك مصر 14 سنة بسبب خطاياه.