بعد
إنتهاء طقوس الصلاة والتسبيح لا يكون كل شىء قد إنتهى بل بدأوا حرباً جديدة ضد ما
تبقى من أشكال العبادات الوثنية وهكذا كل منا يقدم توبة ويصلى ويكمل فرحه بالتناول
وليس معنى هذا ان الجهاد قد إنتهى بل بعد التناول يجب علينا أن نبدأ حرباً جديدة
ضد ما تبقى فى داخلنا من بقايا الخطايا وضد ما يأتى علينا من خارج.
الآيات (1-10):- "1وَلَمَّا كَمَلَ هذَا خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ الْحَاضِرِينَ
إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَكَسَّرُوا الأَنْصَابَ وَقَطَعُوا السَّوَارِيَ،
وَهَدَمُوا الْمُرْتَفَعَاتِ وَالْمَذَابحَ مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ
وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى أَفْنَوْهَا، ثُمَّ رَجَعَ كُلُّ
إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ، إِلَى مُدُنِهِمْ. 2وَأَقَامَ
حَزَقِيَّا فِرَقَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ، كُلُّ
وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ، الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ لِلْمُحْرَقَاتِ
وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ، لِلْخِدْمَةِ وَالْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ فِي أَبْوَابِ
مَحَلاَّتِ الرَّبِّ. 3وَأَعْطَى الْمَلِكُ حِصَّةً مِنْ مَالِهِ
لِلْمُحْرَقَاتِ، مُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَالْمُحْرَقَاتِ
لِلسُّبُوتِ وَالأَشْهُرِ وَالْمَوَاسِمِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ
الرَّبِّ. 4وَقَالَ لِلشَّعْبِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنْ يُعْطُوا
حِصَّةَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ لِكَيْ يَتَمَسَّكُوا بِشَرِيعَةِ الرَّبِّ.
5وَلَمَّا شَاعَ الأَمْرُ كَثَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَوَائِلِ
الْحِنْطَةِ وَالْمِسْطَارِ وَالزَّيْتِ وَالْعَسَلِ، وَمِنْ كُلِّ غَلَّةِ
الْحَقْلِ وَأَتَوْا بِعُشْرِ الْجَمِيعِ بِكَثْرَةٍ. 6وَبَنُو
إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا أَتَوْا هُمْ أَيْضًا
بِعُشُرِ الْبَقَرِ وَالضَّأْنِ، وَعُشُرِ الأَقْدَاسِ الْمُقَدَّسَةِ لِلرَّبِّ
إِلهِهِمْ، وَجَعَلُوهَا صُبَرًا صُبَرًا. 7فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ
ابْتَدَأُوا بِتَأْسِيسِ الصُّبَرِ، وَفِي الشَّهْرِ السَّابعِ أَكْمَلُوا. 8وَجَاءَ
حَزَقِيَّا وَالرُّؤَسَاءُ وَرَأَوْا الصُّبَرَ، فَبَارَكُوا الرَّبَّ وَشَعْبَهُ
إِسْرَائِيلَ. 9وَسَأَلَ حَزَقِيَّا الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ عَنِ
الصُّبَرِ، 10فَكَلَّمَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ لِبَيْتِ
صَادُوقَ وَقَالَ: «مُنْذُ ابْتَدَأَ بِجَلْبِ التَّقْدِمَةِ إِلَى بَيْتِ
الرَّبِّ، أَكَلْنَا وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ عَنَّا بِكَثْرَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ
بَارَكَ شَعْبَهُ، وَالَّذِي فَضَلَ هُوَ هذِهِ الْكَثْرَةُ»."
الأنصاب = حجارة منصوبة تذكاراً لحادثة
ولاسيما حادثة دينية (قصة يعقوب فى بيت إيل) والوثنيون أقاموا حجارة فى أماكن
مقدسة وسجدوا لها. السوارى = جذوع
أشجار أقاموها كعواميد وعليها صور منقوشة وكانوا يسجدون لها وهى تمثل إله القمر
وسموها عشتاروت كما كان البعل إله الشمس. وبعل= قوة الخليقة الذكرية. وعشتاروت =
قوة الخليقة الأنثوية وعبادتهما خلاعة. المرتفعات
= كانت للعبادة الوثنية وأحياناً لعبادة الرب. وبعض الملوك الصالحين هدموها كحزقيا
ويوشيا والبعض كأسا ويهوشافاط تركوها وكان فى المرتفعات أشجار ومناظر جميلة وكان
فيها أكل وشرب ولعب فكانت شركاً لبنى إسرائيل. وكون الإصلاح يصل إلى افرايم ومنسى
فهذا يدل على إنحطاط المملكة الشمالية وعلى النشاط والغيرة المقدسة التى أثارها
حزقيا فى الجميع. وفى (2) وأقام حزقيا
= هو أعاد الترتيب بحسب ما خططه داود، أى أعاد كل شىء إلى ما كان عليه. أبواب محلات الرب = أى الهيكل. فكانت أبنية
الهيكل تشبه محلة عسكر. فكان بيت الرب فى الوسط وحوله بيوت خدام الرب أى الكهنة
حواليه فكان الرب كالملك وسط جنوده. وفى (3) وأعطى
الملك = جعل نفسه قدوة وفى (4) لكى
يتمسكوا بشريعة الرب = لا يليق بهم أن يتركوا خدمة الرب ليحصلوا
لوازمهم أى قوتهم بعمل آخر سوى خدمة الرب. وفى (6) صبراً
صبراً = أى أكواماً أكواماً فبعد أن أكلوا وشبعوا كان المتبقى كثيراً
جداً فتركوه فى أكوام. وبدأوا فى وضع هذه الأكوام فى
الشهر الثالث بدأوا في تأسيس الصبر وأكملوا فى الشهر السابع = أى حينما
زادت العشور عن إحتياجهم بدأوا فى وضع الزيادات فى اكوام ولا يعلمون ماذا يعملون
بها وظلوا هكذا حتى الشهر السابع فزادت عدد الأكوام جداً. إلى أن أتى حزقيا الملك
ووجد هذه الأكوام فشكر الرب على بركاته ولكنه بفكر مرتب كفكر يوسف أمر ببناء مخازن
لحفظ هذه البركة فليس من الحكمة أن يبذر عطايا الله هباءً فسيجد بعد ذلك أن هناك
من يستحق أن يتم توزيع هذه البركة عليه سواء من الكهنة أو اللاويين. وكثرة
التقدمات تدل على 1- فى حالة أن يتقدس
الشعب تحل البركة على الشعب وعلى الكهنة
2- من يدفع العشور يبارك الله فيما لهُ 3- الشعب إنتبه إلى واجباته التى طالما
أهملها.
الآيات (11-21):- "11وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِعْدَادِ مَخَادِعَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ،
فَأَعَدُّوا. 12وَأَتَوْا بِالتَّقْدِمَةِ وَالْعُشُرِ وَالأَقْدَاسِ
بِأَمَانَةٍ. وَكَانَ رَئِيسًا عَلَيْهِمْ كُونَنْيَا اللاَّوِيُّ، وَشِمْعِي
أَخُوهُ الثَّانِي، 13وَيَحِيئِيلُ وَعَزَزْيَا وَنَحَثُ وَعَسَائِيلُ
وَيَرِيمُوثُ وَيُوزَابَادُ وَإِيلِيئِيلُ وَيَسْمَخْيَا وَمَحَثُ وَبَنَايَا
وُكَلاَءَ تَحْتَ يَدِ كُونَنْيَا وَشِمْعِي أَخِيهِ، حَسَبَ تَعْيِينِ حَزَقِيَّا
الْمَلِكِ وَعَزَرْيَا رَئِيسِ بَيْتِ اللهِ. 14وَقُورِي بْنُ يَمْنَةَ
اللاَّوِيُّ الْبَوَّابُ نَحْوَ الشَّرْقِ كَانَ عَلَى الْمُتَبَرَّعِ بِهِ لِلهِ
لإِعْطَاءِ تَقْدِمَةِ الرَّبِّ وَأَقْدَاسِ الأَقْدَاسِ. 15وَتَحْتَ
يَدِهِ: عَدَنُ وَمَنْيَامِينُ وَيَشُوعُ وَشِمْعِيَا وَأَمَرْيَا وَشَكُنْيَا فِي
مُدُنِ الْكَهَنَةِ بِأَمَانَةٍ لِيُعْطُوا لإِخْوَتِهِمْ حَسَبَ الْفِرَقِ
الْكَبِيرِ كَالصَّغِيرِ، 16فَضْلاً عَنِ انْتِسَابِ ذُكُورِهِمْ مِنِ
ابْنِ ثَلاَثِ سِنِينَ فَمَا فَوْقُ مِنْ كُلِّ دَاخِل بَيْتَ الرَّبِّ، أَمْرَ
كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ فِي حِرَاسَاتِهِمْ حَسَبَ
أَقْسَامِهِمْ، 17وَانْتِسَابِ الْكَهَنَةِ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ،
وَاللاَّوِيِّينَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَسَبَ حِرَاسَاتِهِمْ
وَأَقْسَامِهِمْ، 18وَانْتِسَابِ جَمِيعِ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ
وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي كُلِّ الْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُمْ بِأَمَانَتِهِمْ
تَقَدَّسُوا تَقَدُّسًا. 19وَمِنْ بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ فِي
حُقُولِ مَسَارِحِ مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ، الرِّجَالُ
الْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ لإِعْطَاءِ حِصَصٍ لِكُلِّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ
وَلِكُلِّ مَنِ انْتَسَبَ مِنَ اللاَّوِيِّينَ. 20هكَذَا عَمِلَ
حَزَقِيَّا فِي كُلِّ يَهُوذَا، وَعَمِلَ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ وَحَقٌّ
أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ. 21وَكُلُّ عَمَل ابْتَدَأَ بِهِ فِي
خِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ وَفِي الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ لِيَطْلُبَ إِلهَهُ،
إِنَّمَا عَمِلَهُ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَأَفْلَحَ. "
نجد
هنا نظام المخازن. أى أن عطايا الشعب كانت توضع فى هذه المخازن ثم يتم توزيعها على
الكل بالتساوى. وفى (14) أقداس الأقداس
= ما كان يعطى للكهنة من ذبائح الخطية والإثم وكانوا يأكلونه فى مكان مقدس (لا
3:2، 10+6:7) وفى (15) فى مدن الكهنة =
الكلام هنا عما يعطى للكهنة الذين ليسوا فى الهيكل فى أورشليم لأن الكهنة كانوا
فرقاً وكل فرقة تخدم أسبوعين فى الهيكل ويعودون لمدنهم باقى السنة. وكان الذين فى
أورشليم يأكلون من الهيكل. وفى (16) فضلاً عن...
وكان الكهنة ومن ينتسبون إليهم الذين أصابتهم القرعة وهم الآن فى أورشليم الكل
يحصل على نصيبه وفى (18،17) نجد الكل يأخذ نصيبه. وفى (19) حتى من هم فى مدنهم (من
ليست عليهم القرعة) يحصلون على أنصبتهم. وكل هذا الخير راجع لأمانتهم وراجع قوله
فى آية (18) لأنهم بأمانتهم تقدسوا تقدساً.