الآيات (1-10):- "1كَانَ مَنَسَّى ابْنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ،
وَمَلَكَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَعَمِلَ
الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ
الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3وَعَادَ فَبَنَى
الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هَدَمَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابحَ
لِلْبَعْلِيمِ، وَعَمِلَ سَوَارِيَ وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ
وَعَبَدَهَا. 4وَبَنَى مَذَابحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي قَالَ
عَنْهُ الرَّبُّ: «فِي أُورُشَلِيمَ يَكُونُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ». 5وَبَنَى
مَذَابحَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ. 6وَعَبَّرَ
بَنِيهِ فِي النَّارِ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَسَحَرَ،
وَاسْتَخْدَمَ جَانًّا وَتَابِعَةً، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ
الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 7وَوَضَعَ تِمْثَالَ الشَّكْلِ الَّذِي
عَمِلَهُ فِي بَيْتِ اللهِ الَّذِي قَالَ اللهُ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ
ابْنِهِ: «فِي هذَا الْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ
أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ. 8وَلاَ أَعُودُ
أُزَحْزِحُ رِجْلَ إِسْرَائِيلَ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي عَيَّنْتُ لآبَائِهِمْ،
وَذلِكَ إِذَا حَفِظُوا وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، كُلَّ
الشَّرِيعَةِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ عَنْ يَدِ مُوسَى». 9وَلكِنْ
مَنَسَّى أَضَلَّ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا أَشَرَّ مِنَ
الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 10وَكَلَّمَ
الرَّبُّ مَنَسَّى وَشَعْبَهُ فَلَمْ يُصْغُوا. "
أنظر
تفسير 2 مل 1:21-18 وفى (7) تمثال الشكل
= تمثالاً لهُ هو ليعبدوه كإله.
الآيات (11-20):- "11فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ الجُنْدِ الَّذِينَ
لِمَلِكِ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وَقَيَّدُوهُ بِسَلاَسِلِ
نُحَاسٍ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ. 12وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ
وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، 13وَصَلَّى
إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. 14وَبَعْدَ
ذلِكَ بَنَى سُورًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ غَرْبًا إِلَى جِيحُونَ فِي
الْوَادِي، وَإِلَى مَدْخَلِ بَابِ السَّمَكِ، وَحَوَّطَ الأَكَمَةَ بِسُورٍ
وَعَلاَّهُ جِدًّا. وَوَضَعَ رُؤَسَاءَ جُيُوشٍ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ
الْحَصِينَةِ فِي يَهُوذَا. 15وَأَزَالَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ
وَالأَشْبَاهَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَجَمِيعَ الْمَذَابِحِ الَّتِي بَنَاهَا فِي
جَبَلِ بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَطَرَحَهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 16وَرَمَّمَ
مَذْبَحَ الرَّبِّ وَذَبَحَ عَلَيْهِ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَشُكْرٍ، وَأَمَرَ
يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. 17إِلاَّ أَنَّ
الشَّعْبَ كَانُوا بَعْدُ يَذْبَحُونَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ، إِنَّمَا لِلرَّبِّ
إِلهِهِمْ. 18وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلهِهِ،
وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ،
هَا هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 19وَصَلاَتُهُ
وَالاسْتِجَابَةُ لَهُ، وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي
بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ،
هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ. 20ثُمَّ اضْطَجَعَ
مَنَسَّى مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ، وَمَلَكَ آمُونُ ابْنُهُ
عِوَضًا عَنْهُ. "
فجلب
الرب عليه. سبى منسى وتوبته ورجوعه ليست مذكورة فى سفر الملوك
1.
لأن شروره أثرت
فى الشعب أكثر من صلاحه.
2.
فى الكتابات
الأشورية ما يثبت المذكور هنا. ملك أشور = أسرحدون بن سنحاريب أو إبن أسرحدون
أشور بانيبال. فأخذ منسى بخزامة = وفى
الصور الأشورية القديمة أسرى يقودهم الملك بخزامة فى أنف كل منهم كأنهم بهائم.
وهناك تفسير لقصة أسر منسى إلى بابل التى كانت خاضعة لملك أشور فى ذلك الوقت. فكان
ملك أشور هو غالباً أشور بانيبال وهناك فى بابل كان أخيه يحكم بابل كنائب لهُ يبدو
أنه كان هناك عصيان وتمرد ضد أشور بانيبال لصالح أخيه وكان ذلك حوالى سنة 648 –
سنة 647 ق.م. وسواء كان لمنسى دخل فى الأمر، أو كان ذلك مجرد إشتباه فقد أخذ منسى
فى خزامة إلى بابل حيث كان هناك أشور بانيبال الذى أخمد هذا التمرد وإستمر فى بابل
بعض الوقت ريثما يطمئن أن الأمور قد هدأت وهو قاد إلى بابل كل من إشتبه فى تمردهم
ضده مثل منسى وبعد إذلالهم أعادهم لكراسيهم. ولكن كانت فترة أسره بركة لهُ وكانت
فى أواخر حكمه، فهو هناك طلب الرب (آية 12) فكانت توبته كتوبة الإبن الضال التى
أتت بعد ضيقة. وكما أن الإبن الضال وإن كان قد تربى فى بيت أبيه لم يعرفهُ معرفة
حقيقية إلا بعد أن تألم وجاع وتاب ورجع فغفر لهُ الآب وقبله عند رجوعه. باب السمك = إلى جهة الشمال. وأزال الآلهة = لا نعرف بالتحديد فى أى زمان من
حياة منسى كانت توبته لكننا نستنتج أن أيام شروره كانت أكثر كثيراً من أيام توبته
فكان تأثير شروره اكثر بكثير من تأثير إصلاحاته لذلك لم يذكر سفر الملوك توبته.
ومكانهُ فى التاريخ صار مع الملوك الأشرار، فهو لم يستطع أن يزيل كل أثار شروره.
فأن تفسد، هذا يعتبر أكثر سهولة من أن تصلح. فكانت توبته غالباً توبة شخصية ولم
يصاحبها توبة للشعب أو عودة الشعب لله. وسفر الملوك يهتم بحال الشعب وسفر الأيام
يهتم بالحالة الشخصية للملك منسى وقبول توبته والآن توبته لم تنعكس على الشعب فلم
يهتم بها كاتب الملوك. وفى (18) صلاتهُ
= هى موجودة فى الأسفار القانونية الثانية ونجدها فى كتاب البصخة فى ليلة أبو
غلمسيس. وفى (19) نجد صلاته والإستجابة لهُ فى أخبار
الرائين = فهم طالما نادوه بالتوبة فلما تاب فرحوا بتوبته ووضعوا صلاته
واخبار توبته وكل قصته فى أخبارهم التى سجلوها.
الآيات (21-25):- "21كَانَ آمُونُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ
مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ فِي أُورُشَلِيمَ. 22وَعَمِلَ الشَّرَّ
فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَمَا عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ، وَذَبَحَ آمُونُ لِجَمِيعِ
التَّمَاثِيلِ الَّتِي عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ وَعَبَدَهَا. 23وَلَمْ
يَتَوَاضَعْ أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا تَوَاضَعَ مَنَسَّى أَبُوهُ، بَلِ ازْدَادَ
آمُونُ إِثْمًا. 24وَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ وَقَتَلُوهُ فِي
بَيْتِهِ. 25وَقَتَلَ شَعْبُ الأَرْضِ جَمِيعَ الْفَاتِنِينَ عَلَى
الْمَلِكِ آمُونَ، وَمَلَّكَ شَعْبُ الأَرْضِ يُوشِيَّا ابْنَهُ عِوَضًا عَنْهُ. "
نجد
هنا دليل أن الشعب لم يتأثر بتوبة منسى فهم إرتدوا سريعاً مع إبنه أمون المنحرف.
وربما فكر آمون أن يتوب كبيراً مثل أبيه لكن يوم الرب يأتى كلص.