الأيات (1-7):-" 1فَتَنَبَّأَ
النَّبِيَّانِ حَجَّيِ النَّبِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ عِدُّوَ لِلْيَهُودِ
الَّذِينَ فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِاسْمِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِمْ. 2حِينَئِذٍ
قَامَ زَرُبَّابَلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَشَرَعَا
بِبُنْيَانِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُمَا أَنْبِيَاءُ
اللهِ يُسَاعِدُونَهُمَا. 3فِي ذلِكَ الزَّمَانِ جَاءَ إِلَيْهِمْ
تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا وَقَالُوا
لَهُمْ هكَذَا: «مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَبْنُوا هذَا الْبَيْتَ وَتُكَمِّلُوا هذَا
السُّورَ؟». 4حِينَئِذٍ أَخْبَرْنَاهُمْ عَلَى هَذَا الْمَنْوَالِ مَا
هِيَ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَبْنُونَ هذَا الْبِنَاءَ. 5وَكَانَتْ
عَلَى شُيُوخِ الْيَهُودِ عَيْنُ إِلهِهِمْ فَلَمْ يُوقِفُوهُمْ حَتَّى وَصَلَ
الأَمْرُ إِلَى دَارِيُوسَ، وَحِينَئِذٍ جَاوَبُوا بِرِسَالَةٍ عَنْ هذَا. 6صُورَةُ
الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ
وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا الأَفَرْسَكِيِّينَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ
إِلَى دَارِيُوسَ الْمَلِكِ. أَرْسَلُوا إِلَيْهِ رِسَالَةً وَكَانَ مَكْتُوبًا
فِيهَا هكَذَا:
7«لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ
كُلُّ سَلاَمٍ. "
فتنبأ النبيان = رأينا فى الأيات الأخيرة من الإصحاح
السابق أن الشيطان يقف بكل قوة ضد البناء، بل لقد نجح فى أن يوقف العمل فهل
للشيطان قوة أن يوقف عملاً لله؟! قطعاً لا يوجد للشيطان سلطان أن يوقف عمل الله إن
لم نعطه نحن فرصة لذلك. وبالرجوع لنبوة حجى النبى المذكور هنا نجد أن الشعب هو
الذى أهمل بناء بيت الرب وإهتم كل واحد ببناء بيته الخاص بل بتغشية هذه البيوت أى
الإهتمام بزينتها إهتماماً مبالغاً فيه (حج 3:1) فالمنع الخارجى من الملك أرتحشستا
لم يكن لهُ أن يوقف البناء إن لم يكن هنا تكاسل وإهمال من الشعب وحينئذ توافق
الهجوم الخارجى مع التكاسل الداخلى. ومع هذا فلم يترك الله الحال كما هو عليه بل
أرسل نبيين ليتنبآ بقوة = بإسم إله إسرائيل عليهم. فروح الله ينبه للعمل " لا
بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود زك 6:4" فالنبيين كان لهما سلطة
وقوة من روح الله لأن غرضهم كان مجد إسم الله. لذلك كان لكلامهم تأثير قوى فى
تشديد الأيادى المتراخية وعاد العمل للهيكل بقيادة زربابل
ويشوع ونلاحظ وظائف المهتمين بالبناء:
1-
أنبياء... حجى
وزكريا.
2-
والى (ملك)...
زربابل إبن داود.
3-
رئيس كهنة...
يشوع.
أو
ليست هذه وظائف المسيح بانى الهيكل الحقيقى أى جسده وهو الأعظم من هيكل سليمان أو
هيكل زربابل.
(حج
9:2) ولاحظ أن موضوع نبوة حجى هو التوبيخ على إهمال بيت الرب والتشجيع على إعادة
العمل. ولقد إستجاب زربابل ويشوع فعلاً.
تتناى = كان والياً
على سورية وكيليكية وصحراء العرب والسامرة. وكان زربابل يتبعه فيهوذا كانت مقاطعة
من ولاية عبر النهر (أى ما غرب الفرات) شتربوزناى
= لعله كاتب الوالى. من أمركم = نستنتج
أن اهل البلاد كانوا قد قدموا شكوى على اليهود وجاء الوالى ليفحص الأمر. ما هى أسماء الرجال = من المؤكد أن هذا رد على
سؤال الوالى الذى يسأل عن أسماء المسئولين عن العمل ليرسل تقريراً للملك. عين الههم = " إذا كانت عين الله علينا
فممن نخاف" فحين يرضي الله عن طريق إنسان يحيطه بعنايته ورعايته وهو قادر أن
يحيل قلوب الحكام غير المؤمنين ليعملوا ما يوافق مقاصده. حينئذ جاوبوا = أى تتناى ورفقاؤه جاوبوا اليهود
بعدما وصل لهم امر الملك. الإفرسكيين =
أصل الكلمة غير مفهوم تماماً لكن يجوز ترجمة الكلمة بالحكام. وبحق كانت رسالة
الوالى تتناى منصفة فهو حقق فى الشكاوى التى وصلته ولم ينحاز ضد اليهود بل هو لم
يذكر أمر أرتحشستا بوقف البناء.
الأيات (8-17):-" 8لِيَكُنْ مَعْلُومًا لَدَى الْمَلِكِ أَنَّنَا
ذَهَبْنَا إِلَى بِلاَدِ يَهُوذَا، إِلَى بَيْتِ الإِلهِ الْعَظِيمِ، وَإِذَا بِهِ
يُبْنَى بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَيُوضَعُ خَشَبٌ فِي الْحِيطَانِ. وَهذَا
الْعَمَلُ يُعْمَلُ بِسُرْعَةٍ وَيَنْجَحُ فِي أَيْدِيهِمْ. 9حِينَئِذٍ
سَأَلْنَا أُولئِكَ الشُّيُوخَ وَقُلْنَا لَهُمْ هكَذَا: مَنْ أَمَرَكُمْ
بِبِنَاءِ هذَا الْبَيْتِ وَتَكْمِيلِ هذِهِ الأَسْوَارِ؟ 10وَسَأَلْنَاهُمْ
أَيْضًا عَنْ أَسْمَائِهِمْ لِنُعْلِمَكَ، وَكَتَبْنَا أَسْمَاءَ الرِّجَالِ
رُؤُوسِهِمْ. 11وَبِمِثْلِ هذَا الْجَوَابِ جَاوَبُوا قَائِلِينَ:
نَحْنُ عَبِيدُ إِلهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَنَبْنِي هذَا الْبَيْتَ الَّذِي
بُنِيَ قَبْلَ هذِهِ السِّنِينَ الْكَثِيرَةِ، وَقَدْ بَنَاهُ مَلِكٌ عَظِيمٌ
لإِسْرَائِيلَ وَأَكْمَلَهُ. 12وَلكِنْ بَعْدَ أَنْ أَسْخَطَ آبَاؤُنَا
إِلهَ السَّمَاءِ دَفَعَهُمْ لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ
الْكَلْدَانِيِّ، الَّذِي هَدَمَ هذَا الْبَيْتَ وَسَبَى الشَّعْبَ إِلَى بَابِلَ.
13عَلَى أَنَّهُ فِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكَ بَابِلَ،
أَصْدَرَ كُورَشُ الْمَلِكُ أَمْرًا بِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ هذَا. 14حَتَّى
إِنَّ آنِيَةَ بَيْتِ اللهِ هذَا، الَّتِي مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، الَّتِي
أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ وَأَتَى
بِهَا إِلَى الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي بَابِلَ، أَخْرَجَهَا كُورَشُ الْمَلِكُ مِنَ
الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي بَابِلَ وَأُعْطِيَتْ لِوَاحِدٍ اسْمُهُ شِيشْبَصَّرُ
الَّذِي جَعَلَهُ وَالِيًا. 15وَقَالَ لَهُ: خُذْ هذِهِ الآنِيَةَ
وَاذْهَبْ وَاحْمِلْهَا إِلَى الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَلْيُبْنَ
بَيْتُ اللهِ فِي مَكَانِهِ. 16حِينَئِذٍ جَاءَ شِيشْبَصَّرُ هذَا
وَوَضَعَ أَسَاسَ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ
إِلَى الآنَ يُبْنَى وَلَمْ يُكْمَلْ. 17وَالآنَ إِذَا حَسُنَ عِنْدَ
الْمَلِكِ فَلْيُفَتَّشْ فِي بَيْتِ خَزَائِنِ الْمَلِكِ الَّذِي هُوَ هُنَاكَ فِي
بَابِلَ: هَلْ كَانَ قَدْ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ كُورَشَ الْمَلِكِ بِبِنَاءِ بَيْتِ
اللهِ هذَا فِي أُورُشَلِيمَ؟ وَلْيُرْسِلِ الْمَلِكُ إِلَيْنَا مُرَادَهُ فِي
ذلِكَ»."
بيت الإله العظيم = إن تتناى لم يعرف الإله
الحقيقى ولكن يد الله كانت عليه فشعر بخوف ورهبة من الله. ولأنه خاف هذا الإله لم
يجرؤ أن يوقف العمل وسأل الملك هل يوقف العمل أم لا، أى هو ترك المسئولية للملك.
ولأن تتناى هذا كان يعبد الأوثان فهو قال الإله العظيم لأن فى نظره هناك آلهة
كثيرة. ونلاحظ أن الله أوقع رعبه على الوالى لأن الشعب بدأ يعمل ويهتم فلم يكن
هناك سلطان للشيطان أن يوقف العمل ولذلك مهما كان حجم الصعوبات فهى تصغر وتصغر
أمام عمل يد الله ولكن الله لا يتدخل مع زربابل والشعب إن لم يتحرك زربابل والشعب
(زك 7:4) وحتى لو كانت المشاكل التى يثيرها الأعداء مثل الجبل تصير سهلة حينما
يتدخل الله. بنى قبل هذه السنين = هيكل
سليمان بُنى قبل داريوس بحوالى 500 سنة.
بعد أن أسخط = أى أن الله دفع
الشعب ليد نبوخذ نصر لأنهم أسخطوه بأفعالهم الشريرة. إذاً ليس أن آلهة بابل قد
إنتصروا على الله بل أن الله أسلم شعبه ليد ملك بابل ليؤدب الله شعبه.
كورش ملك بابل = هو ملك فارس وبابل تتبعه بعد أن سقطت
فى يده. الهيكل الذى فى بابل = هيكل وثنى وضع فيه نبوخذ نصر الآنية
التى أخذها من هيكل الرب. شيشبصر = هو
زربابل. من ذلك الوقت إلى الآن يبنى =
العمل سبق وأن توقف (24:4) والآن هم يكملون، أى أن التوقف كان لفترة فقط.