الإصحاح الأول

 

الأيات (1-4):-"1كَلاَمُ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا: حَدَثَ فِي شَهْرِ كَسْلُو فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 2أَنَّهُ جَاءَ حَنَانِي، وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِي، هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ يَهُوذَا، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْيَهُودِ الَّذِينَ نَجَوْا، الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ، وَعَنْ أُورُشَلِيمَ. 3فَقَالُوا لِي: «إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ، هُمْ فِي شَرّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ». 4فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلهِ السَّمَاءِ،  "

نحميا بن حكليا = من سبط لاوى لأن أخاه حنانى مذكور مع البوابين والمغنيين واللاويين (1:7) كسلو = الشهر التاسع.  السنة العشرين = هى لملك ارتحشستا وفى 1:2 ذكر شهر نيسان من السنة العشرين وهو الشهر الأول من السنة الجديدة وحل هذه المشكلة بسيط جداً فهى السنة العشرين لملك ارتحشستا ومن المحتمل أن ملك ارتحشستا بدأ مثلاً فى منتصف السنة ففى خلال هذه السنة العشرين لملكه سيمر الشهر التاسع أولاً ثم الشهر الأول من السنة الجديدة ثانياً. شوشن = عاصمة فارس على بعد حوالى 300 كم شرق بابل وكان الملوك يشتون فيها ويصيفون فى اكبتانا فى الجبال. حنانى = أخا نحميا. رجال من يهوذا = رجال أتوا حديثاً من اليهودية. الذين بقوا من السبى = نسل المسبيين وهؤلاء كانوا فى شر عظيم فالأسوار منهدمة وهم يلاقون مقاومة وإحتقار من الشعوب المحيطة. جلست وبكيت = هو لا يبكى على ما فعلهُ نبوخذ نصر وهدمه للأسوار بل هو يبكى على الحال الذى عليه أورشليم خصوصاً عندما سمع أن مساعى عزرا لبناء الأسوار فشلت أو أن الأعداء هدموا ما بناه عزرا. وقوله جلست وبكيت تشير لما يجب أن يفعله كل منا حين تواجهه مشكلة ما، أن يختلى فى خلوة مع الله ويصلى ويرجع إلى نفسه كما رجع الإبن الضال إلى نفسه. وصمت وصليت = الصلاة هى دعوة لله أن يتدخل ويحل المشكلة ومن المؤكد أن الله سيتدخل ولكن بدون صلاة فهذا يعنى أننى أريد حل المشكلة وحدى بدون معونة الله.

 

الأيات (5-11):-"5وَقُلْتُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالرَّحْمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ، 6لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلاً لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. 7لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ، وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ. 8اذْكُرِ الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ مُوسَى عَبْدَكَ قَائِلاً: إِنْ خُنْتُمْ فَإِنِّي أُفَرِّقُكُمْ فِي الشُّعُوبِ، 9وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيَّ وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمُوهَا، إِنْ كَانَ الْمَنْفِيُّونَ مِنْكُمْ فِي أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ، فَمِنْ هُنَاكَ أَجْمَعُهُمْ وَآتِي بِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اخْتَرْتُ لإِسْكَانِ اسْمِي فِيهِ. 10فَهُمْ عَبِيدُكَ وَشَعْبُكَ الَّذِي افْتَدَيْتَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَيَدِكَ الشَّدِيدَةِ. 11يَا سَيِّدُ، لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هذَا الرَّجُلِ». لأَنِّي كُنْتُ سَاقِيًا لِلْمَلِكِ."

الإله العظيم المخوف = الذى ظهرت عظمته فى تاديب شعبه ولكن تظهر عظمته بالأكثر فى مراحمه لشعبه التائب وهذا هو رجاء نحميا لذلك قال الحافظ العهد = عهده مع إبراهيم وإسحق ويعقوب. لمحبيه وحافظى وصاياه = إن كنتم تحبوننى فإحفظوا وصاياى (يو 15:14). عيناك مفتوحتين = لترى ما يعانى منه شعبك فترحم وتسمع صلاة عبدك. بنى إسرائيل عبيدك = هم أخطأوا ولكنهم ما زالوا عبيد لله.

انا وبيت أبى قد اخطأنا = هو يصنع نفس ما صنعه عزرا. وهذا هو المنهج الروحى السليم لكل خادم. وما أتى فى أيات 9، 8 لم يحدث حرفياً بل نجد معناه. فتفريقهم فى الشعوب مذكور فى تث 27:4 والوعد بالرجوع فى لا 40:26-42+ تث 5، 4:30 والكلام فى تث 1:30-5 أقرب ما يكون لما أتى هنا. فمن هناك أجمعهم = كما يفتش الراعى عن الخراف الضالة حز 11:34-16. آتى بهم إلى المكان = أى إلى أورشليم والهيكل. وفى (8) اذكر الكلام = هكذا تصلى الكنيسة دائماً " أذكر يا رب كذا وكذا. . . " وليس معنى هذا أن الله ينسى فنذكره. بل الله يفرح بهذا لأنه يريدنا أن نكون واثقين فى مواعيده التى سبق فقالها. وهو هنا يقول للرب اذكر فأنت وعدت بأن تجمع شعبك. شعبك الذى إفتديت = أى الذى أخرجته من أرض مصر بقوة وذراع شديدة. فالآن نحن نسل هؤلاء وكما صنعت لهم إصنع بنا، هو يطلب بثقة من الله أن ينجز مواعيده. وهكذا نصلى بنفس المفهوم " كما كان وهكذا يكون من جيل إلى جيل. . . . . . فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد عب 8:13 فالله الذى خلص فى ذلك الزمان ما المانع أن يخلص الآن بل هو سيفعل.

ساقياً للملك = هى وظيفة سامية فى بيت الملك. والله دبر لنحميا هذه الوظيفة ليُعين شعبه. فالله يضع رجاله فى قصر الملك لينفذوا خطته. وهكذا كان رجال لله فى قصر قيصر وكان موسى النبى فى قصر فرعون وعوبديا فى قصر أخاب ودانيال فى قصر نبوخذ نصر. ولاحظ أن نحميا مثل موسى فكان يمكن أن ينشغل بالحياة المرفهة فى القصر ولكنه كان بقلبه هناك فى أورشليم المحروقة بالنار ومع الشعب المحتقر ولكنه لم يحتقر فقرهم ولم يطلب راحته وسلامته (أع 23:7) ونحميا بسبب محبته لشعبه عرض نفسه للخطر فكان للملك أن يحيى وأن يميت.