قد تكون احداث
هذا الإصحاح حدثت أثناء حكم نحميا بعد أن تم بناء السور. ولكنها بدأت فى الظهور،
والشكاوى بدأت تظهر أثناء بناء السور ووضع هذا الإصحاح هنا لنعرف أن عمل الله له
مقاومين من الخارج والداخل فنحميا عانى من الحروب الخارجية والحروب الداخلية.
فبينما كان هناك شعب كثير مشغول بالبناء والحرب كان هناك فى داخل الشعب من هو
مشغول بالحصول على الربا من إخوته الفقراء. وأحداث هذا الإصحاح يصعب أن تحدث خلال
52 يوماً لكنها بدأت خلالها. فالشعب الذى إنشغل بالبناء أهمل أعماله الخاصة
فإضطروا للإستدانة ليأكلوا فإستغلهم الآخرون بالربا.
الأيات (1-5):-" 1وَكَانَ صُرَاخُ
الشَّعْبِ وَنِسَائِهِمْ عَظِيمًا عَلَى إِخْوَتِهِمِ الْيَهُودِ. 2وَكَانَ
مَنْ يَقُولُ: «بَنُونَا وَبَنَاتُنَا نَحْنُ كَثِيرُونَ. دَعْنَا نَأْخُذْ
قَمْحًا فَنَأْكُلَ وَنَحْيَا». 3وَكَانَ مَنْ يَقُولُ: «حُقُولُنَا
وَكُرُومُنَا وَبُيُوتُنَا نَحْنُ رَاهِنُوهَا حَتَّى نَأْخُذَ قَمْحًا فِي
الْجُوعِ». 4وَكَانَ مَنْ يَقُولُ: «قَدِ اسْتَقْرَضْنَا فِضَّةً
لِخَرَاجِ الْمَلِكِ عَلَى حُقُولِنَا وَكُرُومِنَا. 5وَالآنَ
لَحْمُنَا كَلَحْمِ إِخْوَتِنَا وَبَنُونَا كَبَنِيهِمْ، وَهَا نَحْنُ نُخْضِعُ
بَنِينَا وَبَنَاتِنَا عَبِيدًا، وَيُوجَدُ مِنْ بَنَاتِنَا مُسْتَعْبَدَاتٌ،
وَلَيْسَ شَيْءٌ فِي طَاقَةِ يَدِنَا، وَحُقُولُنَا وَكُرُومُنَا لِلآخَرِينَ». "
وكان
صراخ
=
من قلة الأمان فى الخارج وكثرة العمل فى ترميم الأسوار أهملوا أعمالهم العادية
كالعمل فى الأرض والتجارة فإفتقروا وإضطروا للإقتراض من إخوتهم اليهود الذين
إستغلوا الظرف وأقرضوهم بالربا. وفى (2) دعنا نأخذ
قمحاً = هم لم يجدوا طعاماً لأنفسهم ولبيوتهم. وهنا نجدهم يطلبون
الطعام ليحيوا. هذا بينما إخوتهم يغتنون على حسابهم. وفى (4) خراج الملك = أى أن الضرائب كانت ثقيلة عليهم
بالإضافة للديون والربا. وفى (5) لحمنا كلحم إخوتنا = هنا يشتكى الشعب أنهم بسبب
الديون إضطروا أن يبيعوا حقولهم وبيوتهم بل حتى أولادهم ومعنى شكواهم هل يليق هذا
أن يشترى إخوتنا اليهود أولادنا ولحمنا كلحمهم أى كلنا شعب واحد. وكلنا نحتاج
للطعام والشراب.
الأيات (6-13):-" 6فَغَضِبْتُ جِدًّا حِينَ
سَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ وَهذَا الْكَلاَمَ. 7فَشَاوَرْتُ قَلْبِي فِيَّ،
وَبَكَّتُّ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ، وَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ تَأْخُذُونَ
الرِّبَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَخِيهِ». وَأَقَمْتُ عَلَيْهِمْ جَمَاعَةً
عَظِيمَةً. 8وَقُلْتُ لَهُمْ: «نَحْنُ اشْتَرَيْنَا إِخْوَتَنَا
الْيَهُودَ الَّذِينَ بِيعُوا لِلأُمَمِ حَسَبَ طَاقَتِنَا. وَأَنْتُمْ أَيْضًا
تَبِيعُونَ إِخْوَتَكُمْ فَيُبَاعُونَ لَنَا». فَسَكَتُوا وَلَمْ يَجِدُوا
جَوَابًا. 9وَقُلْتُ: «لَيْسَ حَسَنًا الأَمْرُ الَّذِي تَعْمَلُونَهُ.
أَمَا تَسِيرُونَ بِخَوْفِ إِلهِنَا بِسَبَبِ تَعْيِيرِ الأُمَمِ أَعْدَائِنَا؟ 10وَأَنَا
أَيْضًا وَإِخْوَتِي وَغِلْمَانِي أَقْرَضْنَاهُمْ فِضَّةً وَقَمْحًا.
فَلْنَتْرُكْ هذَا الرِّبَا. 11رُدُّوا لَهُمْ هذَا الْيَوْمَ
حُقُولَهُمْ وَكُرُومَهُمْ وَزَيْتُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، وَالْجُزْءَ مِنْ
مِئَةِ الْفِضَّةِ وَالْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ الَّذِي تَأْخُذُونَهُ
مِنْهُمْ رِبًا». 12فَقَالُوا: «نَرُدُّ وَلاَ نَطْلُبُ مِنْهُمْ.
هكَذَا نَفْعَلُ كَمَا تَقُولُ». فَدَعَوْتُ الْكَهَنَةَ وَاسْتَحْلَفْتُهُمْ أَنْ
يَعْمَلُوا حَسَبَ هذَا الْكَلاَمِ. 13ثُمَّ نَفَضْتُ حِجْرِي
وَقُلْتُ: «هكَذَا يَنْفُضُ اللهُ كُلَّ إِنْسَانٍ لاَ يُقِيمُ هذَا الْكَلاَمَ
مِنْ بَيْتِهِ وَمِنْ تَعَبِهِ، وَهكَذَا يَكُونُ مَنْفُوضًا وَفَارِغًا». فَقَالَ
كُلُّ الْجَمَاعَةِ: «آمِينَ». وَسَبَّحُوا الرَّبَّ. وَعَمِلَ الشَّعْبُ حَسَبَ
هذَا الْكَلاَمِ."
هذه
المشكلة لا تنتظر حتى إتمام السور فماذا فعل نحميا؟" العدل لا يؤجل "
1-
غضبت جداً. . .
. . . آية 6 إظهار الغضب ليخيف المخطىء
2-
فشاورت قلبى. .
. . . آية 7 أى تفكير بحكمة وليس بإنفعال
3-
بكت العظماء. .
. . . . آية 7 هو بكت الأغنياء سبب المشكلة والغنى عليه أن يرحم أخيه
4-
أقمت عليهم
جماعة عظيمة آية 7 هنا يشهد عليهم جماعة عظيمة ليشهدوا على ما قالهُ
5-
أنا. . .
وغلمانى أقرضناهم آية 10 هنا نحميا يصير مثلاً لهم
6-
ردوا لهم. . .
حقولهم. . . آية 11 هذا عمل إيجابى
7-
دعوت الكهنة
واستحلفتهم آية 12 هنا يشهد الكهنة عليهم
وفى (7) جماعة عظيمة = أى عدداً كبيراً من الشعب. وفى
(8) نحن إشترينا إخوتنا = ربما يشير
إلى ما كانوا قد عملوه فى مكان السبى أى أنهم إفتدوا إخوتهم من العبودية. وهذا
ليبكتهم إذ إستعبدوا هم إخوتهم الفقراء. وفى (10) نجد نحميا يقرض المحتاجين منهم
بدون ربا أو يعطيهم مجاناً بقدر ما أمكنه ليكون قدوة لكل قادر. ويمكن تفسير هذه
الآية أن نحميا هنا يعترف بأن غلمانه فعلوا نفس الشىء أى أقرضوا الشعب بالربا. والجزء من مئة آية11 معناها الفائدة 1% شهرياً
أى 12% سنوياً ولقد وافق الجميع فأشهد عليهم الكهنة (12) وفى (13) نفضت حجرى= عمل رمزى يشير أن الله يرفض وينفض
عنه من لا يعمل بموجب هذا الكلام الذى تم الإتفاق عليه ويكون محروماً فى إسرائيل. وسبحوا الرب = لأنه خلصهم من ضيقهم وخلصهم من
الإنشقاق.
الأيات (14-19):-" 14وَأَيْضًا مِنَ الْيَوْمِ
الَّذِي أُوصِيتُ فِيهِ أَنْ أَكُونَ وَالِيَهُمْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا، مِنَ
السَّنَةِ الْعِشْرِينَ إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاَثِينَ
لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ، اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، لَمْ آكُلْ أَنَا وَلاَ
إِخْوَتِي خُبْزَ الْوَالِي. 15وَلكِنِ الْوُلاَةُ الأَوَّلُونَ
الَّذِينَ قَبْلِي ثَقَّلُوا عَلَى الشَّعْبِ، وَأَخَذُوا مِنْهُمْ خُبْزًا
وَخَمْرًا، فَضْلاً عَنْ أَرْبَعِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ، حَتَّى إِنَّ
غِلْمَانَهُمْ تَسَلَّطُوا عَلَى الشَّعْبِ. وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَفْعَلْ
هكَذَا مِنْ أَجْلِ خَوْفِ اللهِ. 16وَتَمَسَّكْتُ أَيْضًا بِشُغْلِ
هذَا السُّورِ، وَلَمْ أَشْتَرِ حَقْلاً. وَكَانَ جَمِيعُ غِلْمَانِي
مُجْتَمِعِينَ هُنَاكَ عَلَى الْعَمَلِ. 17وَكَانَ عَلَى مَائِدَتِي
مِنَ الْيَهُودِ وَالْوُلاَةِ مِئَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلاً، فَضْلاً عَنِ الآتِينَ
إِلَيْنَا مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَنَا. 18وَكَانَ مَا يُعْمَلُ
لِيَوْمٍ وَاحِدٍ ثَوْرًا وَسِتَّةَ خِرَافٍ مُخْتَارَةٍ. وَكَانَ يُعْمَلُ لِي
طُيُورٌ، وَفِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ كُلُّ نَوْعٍ مِنَ الْخَمْرِ بِكَثْرَةٍ.
وَمَعَ هذَا لَمْ أَطْلُبْ خُبْزَ الْوَالِي، لأَنَّ الْعُبُودِيَّةَ كَانَتْ
ثَقِيلَةً عَلَى هذَا الشَّعْبِ. 19اذْكُرْ لِي يَا إِلهِي لِلْخَيْرِ
كُلَّ مَا عَمِلْتُ لِهذَا الشَّعْبِ. "
خبز الوالى = كناية عن كل
ما كان على الشعب أن يقدموه للوالى. وهو يقول هذا عن نفسه ليصير مثلاً لكل حاكم.
وفى (15) أربعين شاقلاً = كان ذلك
مطلوباً من الشعب كل يوم نقداً. وغلمانهم تسلطوا
= بلا رحمة وكان ذلك بعلم سادتهم. وأما نحميا فقام بنفقاته ولم يثقل على الشعب
وكان كريماً وأضاف كثيرين بل تمسك هو وغلمانه بشغل السور ولم أشتر حقلاً = كان لهُ فرصة ليمتلك حقولاً
لكنه أنفق نقوده على المتضايقين وفى (17) اليهود
والولاة = اليهود الذين أتوا من بابل ليسكنوا أورشليم. والولاة كانوا
يهوداً وأجانب وكان نحميا يصرف على هذه الولائم من مرتبه كوالى وساقى للملك وما
إدخره من وجوده بالقصر. وفى (19) اذكر لى يا إلهى
= هو لا يطلب مقابل من إنسان بل من الله.