الإصحاح السادس

 

الأيات (1-9):-" 1وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ وَبَقِيَّةُ أَعْدَائِنَا أَنِّي قَدْ بَنَيْتُ السُّورَ وَلَمْ تَبْقَ فِيهِ ثُغْرَةٌ، عَلَى أَنِّي لَمْ أَكُنْ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ قَدْ أَقَمْتُ مَصَارِيعَ لِلأَبْوَابِ، 2أَرْسَلَ سَنْبَلَّطُ وَجَشَمٌ إِلَيَّ قَائِلَيْنِ: «هَلُمَّ نَجْتَمِعُ مَعًا فِي الْقُرَى فِي بُقْعَةِ أُونُو». وَكَانَا يُفَكِّرَانِ أَنْ يَعْمَلاَ بِي شَرًّا. 3فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمَا رُسُلاً قَائِلاً: «إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدُرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟» 4وَأَرْسَلاَ إِلَيَّ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَجَاوَبْتُهُمَا بِمِثْلِ هذَا الْجَوَابِ. 5فَأَرْسَلَ إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ مَرَّةً خَامِسَةً مَعَ غُلاَمِهِ بِرِسَالَةٍ مَنْشُورَةٍ بِيَدِهِ مَكْتُوبٌ فِيهَا: 6«قَدْ سُمِعَ بَيْنَ الأُمَمِ، وَجَشَمٌ يَقُولُ: إِنَّكَ أَنْتَ وَالْيَهُودُ تُفَكِّرُونَ أَنْ تَتَمَرَّدُوا، لِذلِكَ أَنْتَ تَبْنِي السُّورَ لِتَكُونَ لَهُمْ مَلِكًا حَسَبَ هذِهِ الأُمُورِ. 7وَقَدْ أَقَمْتَ أَيْضًا أَنْبِيَاءَ لِيُنَادُوا بِكَ فِي أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: فِي يَهُوذَا مَلِكٌ. وَالآنَ يُخْبَرُ الْمَلِكُ بِهذَا الْكَلاَمِ. فَهَلُمَّ الآنَ نَتَشَاوَرُ مَعًا». 8فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ قَائِلاً: «لاَ يَكُونُ مِثْلُ هذَا الْكَلاَمِ الَّذِي تَقُولُهُ، بَلْ إِنَّمَا أَنْتَ مُخْتَلِقُهُ مِنْ قَلْبِكَ». 9لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ: «قَدِ ارْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ الْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ». « فَالآنَ يَا إِلهِي شَدِّدْ يَدَيَّ». "

قبل هذا رأينا إبليس كأسد زائر فهم يهاجمون بعنف وهنا نجدهم يحاولون بالخداع. نجد هنا خطة جديدة ضد نحميا. فالآن قد تم بناء السور ولكن المصاريع لم  تكن قد وضعت فهذه فرصة الأعداء الأخيرة فلو وضعت المصاريع لإنتهى الأمر. والخطة الجديدة هى أن يدعوا الأعداء نحميا إلى بقعة أونو وهذه تبعد عن أورشليم 32 كم أى مسافة بعيدة وأونو هى بلا أسوار حتى لا يشك نحميا أنهم سيحبسونه داخلها. لكنهم خططوا لقتله فى الطريق غالباً هذا هو خداع الحية، وهم يدعونه بحجة التشاور بمحبة وغرضهم أسره وقتله فى الطريق وربما إستعد آخرون للهجوم على أورشليم لو نجحوا فى قتل نحميا. لكن نحميا فهم خطتهم وغايتهم ولكننا نجد نحميا لا يدخل فى حوار معهم "فالحوار مع إبليس ورجاله ممنوع فنتيجته الموت". وهذا ما حدث مع آدم وحواء. وكان رد نحميا رائعاً إنى عامل عمل عظيم = هذا ما يجب أن يقوله كل منا ما دام عملنا هو خلاص نفوسنا. فلا وقت للنقاش لأن عندنا عمل عظيم والوقت منذ الآن مقصر. لماذا يبطل العمل = هذا رد كله حكمة فهو لم يقل لهم أنه فهم مؤامراتهم وذلك حتى لا يثيرهم. ولو قبل نحميا أن يذهب لغاب عن أورشليم 3 أيام وتعطل العمل برسالة منشورة = أى مكتوبة على رق لتنشر بين الناس وحين ينتشر الخبر بين الناس يخافون ويضطربون فيتركون العمل فيلتزم نحميا أن يذهب لأعدائه. ومضمون الرسالة أنهم إتهموا نحميا بأنه يتآمر ضد الملك. وأن مؤامرته ليكون ملكاً على اليهود. وأن هذا الخبر الآن قد إنتشر بين الأمم المحيطة. وهناك شاهد مهم على ذلك هو جشم = جشم يقول. إذاً الخبر مثبت بشهادة أحد المعتبرين. وهم ظنوا أن نحميا سيخاف من هذا وأن الشعب سوف يضطرب ويضطر نحميا للذهاب لهم ليساعدوه فى دحض هذه الإفتراءات أمام الملك.

 

الأيات (10-14):-" 10وَدَخَلْتُ بَيْتَ شَمْعِيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ، فَقَالَ: «لِنَجْتَمِعْ إِلَى بَيْتِ اللهِ إِلَى وَسَطِ الْهَيْكَلِ وَنُقْفِلْ أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ، لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فِي اللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ». 11فَقُلْتُ: «أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ وَمَنْ مِثْلِي يَدْخُلُ الْهَيْكَلَ فَيَحْيَا؟ لاَ أَدْخُلُ!». 12فَتَحَقَّقْتُ وَهُوَذَا لَمْ يُرْسِلْهُ اللهُ لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ عَلَيَّ، وَطُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطُ قَدِ اسْتَأْجَرَاهُ. 13لأَجْلِ هذَا قَدِ اسْتُؤْجِرَ لِكَيْ أَخَافَ وَأَفْعَلَ هكَذَا وَأُخْطِئَ، فَيَكُونَ لَهُمَا خَبَرٌ رَدِيءٌ لِكَيْ يُعَيِّرَانِي. 14اذْكُرْ يَا إِلهِي طُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطَ حَسَبَ أَعْمَالِهِمَا هذِهِ، وَنُوعَدْيَةَ النَّبِيَّةَ وَبَاقِيَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُخِيفُونَنِي."

العدو لا يهدأ وحيله ضد أولاد الله تتنوع. ونجد هنا حيلة جديدة. فهم يخيفوه ليختبىء فيظهر للناس أنه جبان فيفشل كقائد ومن ثم يفشل العمل. فإذا إختبأ نحميا فقد الشعب قائده وإذا خاف القائد ذعر الشعب وخافوا وتركوا البناء فيجىء سنبلط ويضرب أورشليم ويهدم السور. شمعيا = هو يدعى النبوة ولكنه نبى كاذب إستأجره طوبيا وسنبلط ليردد أقوالهما الخبيثة امام نحميا. وهو مغلق = هو أغلق الباب عليه وعلى نحميا ليكون الإجتماع سرياً، أو هو يدعى خلوة مع الله ولا يقابل إنسان بل الله فقط، أو هو أغلق على نفسه كإشارة ليعطى نحميا مثلاً فيغلق على نفسه فى الهيكل. وهكذا فعل صدقيا بقرنيه الحديد مع ملك يهوذا (نبى كاذب) وهكذا فعل أغابوس بمنطقة بولس وكانت دعوة شمعيا لنحميا أن يدخل الهيكل ويغلق على نفسه فيها مشكلتان

 1- أن يظهر للناس خوفه              2- دخوله وهو ليس بكاهن للهيكل فيتعدى على الناموس ويحدث شقاق بينه وبين الكهنة.

لذلك كان رد نحميا على هاتين النقطتين

1- أرجل مثلى يهرب

2- ومن مثلى يدخل الهيكل فيحيا

نوعدية = هى أيضاً نبية كاذبة. فالأعداء إستأجروا عدداً من الأنبياء ضد نحميا.

 

الأيات (15-19):-" 15وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْمًا. 16وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا، سَقَطُوا كَثِيرًا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلهِنَا عُمِلَ هذَا الْعَمَلُ. 17وَأَيْضًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَكْثَرَ عُظَمَاءُ يَهُوذَا تَوَارُدَ رَسَائِلِهِمْ عَلَى طُوبِيَّا، وَمِنْ عِنْدِ طُوبِيَّا أَتَتِ الرَّسَائِلُ إِلَيْهِمْ. 18لأَنَّ كَثِيرِينَ فِي يَهُوذَا كَانُوا أَصْحَابَ حِلْفٍ لَهُ، لأَنَّهُ صِهْرُ شَكَنْيَا بْنِ آرَحَ، وَيَهُوحَانَانُ ابْنُهُ أَخَذَ بِنْتَ مَشُلاَّمَ بْنِ بَرَخْيَا. 19وَكَانُوا أَيْضًا يُخْبِرُونَ أَمَامِي بِحَسَنَاتِهِ، وَكَانُوا يُبَلِّغُونَ كَلاَمِي إِلَيْهِ. وَأَرْسَلَ طُوبِيَّا رَسَائِلَ لِيُخَوِّفَنِي. "

كمل السور فى 52 يوماً لأنه كان فى أماكن كثيرة لم يهدم للأرض وعبر السنوات الماضية كانت هناك محاولات للبناء ولكنها كانت تقاوم دائماً وتتوقف الأعمال ولكن الآن بتنظيم وحكمة نحميا وتشجيعه تم العمل. وفى (16) سقطوا كثيراً فى أعين أنفسهم = هم عرفوا أن الله ولو أنه كان يؤدب شعبه لفترة إلا أنه يحبهم ويساندهم ولأنهم لم ينجحوا فى كل مؤامراتهم. وفى (17) نجد مشاكل جديدة لنحميا. فهناك من عظماء اليهود من كان لهُ قرابة جسدية مع طوبيا أو فى تحالف معهُ = أصحاب حلف. فطوبيا تزوج يهودية وكان بينه وبين رئيس الكهنة  إلياشيب قرابة جسدية (4:13). وفى (19) حسناتة = هو وزع مالاً على اليهود لعله على سبيل الرشوة. ويبدو أن عظماء اليهود فضلوا التساهل والتحالف مع جيرانهم ولولا نحميا لكانوا إتفقوا مع الأمم وصاروا مثلهم فى حياتهم وعبادتهم. هنا حرب جديدة هى من الداخل من ضعاف النفوس من اصحاب الزواج المختلط. فطوبيا أرسل رسائل يخيف بها نحميا. وهو أولاً أراد أن يظهر بمظهر الصديق ثم ظهرت عداوته.