الآيات
(1-23):- "1 وإذ خال طوبيا أن قد استجيبت صلاته وتهيا له أن يموت
استدعى إليه طوبيا ابنه. 2 وقال له اسمع يا بني كلمات في واجعلها في قلبك مثل الأساس.
3 إذا قبض الله نفسي فأدفن جسدي واكرم والدتك جميع أيام حياتها. 4
واذكر ما المشقات التي عانتها لأجلك في جوفها وما كان اشدها. 5 ومتى
استوفت هي أيضاً زمان حياتها فادفنها إلى
جانبي. 6 وأنت فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك وأحذر أن ترضى
بالخطيئة وتتعدى وصايا الرب إلهنا. 7 تصدق من مالك ولا تحول وجهك عن
فقير وحينئذ فوجه الرب لا يحول عنك. 8 كن رحيماً على قدر طاقتك. 9
أن كان لك كثير فابذل كثيراً وأن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيبة. 10 فانك
تدخر لك ثواباً جميلاً إلى يوم الضرورة. 11 لأن الصدقة تنجي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى
الظلمة. 12 أن الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها. 13
أحذر لنفسك يا بني من كل زنى ولا تتجاوز امرأتك مستبيحاً معرفة الإثم أبداً. 14
ولا تدع الكبر يستولي على أفكارك وأقوالك لأن الكبر مبدأ كل هلاك. 15
وكل من خدمك بشيء فأوفه أجرته لساعته وأجرة أجيرك لا تبق عندك أبداً. 16
كل ما تكره أن يفعله غيرك بك فإياك أن تفعله أنت بغيرك. 17 كل خبزك مع
الجياع والمساكين واكس العراة من ثيابك. 18 ضع خبزك وخمرك على
مدفن البار ولا تأكل ولا تشرب منهما مع
الخطاة. 19 التمس مشورة الحكيم دائماً. 20 وبارك الله في كل
حين وأسترشده لتقويم سبلك وإقرار كل مشوراتك فيه. 21 ثم اعلم يا بني
أني قد أعطيت وأنت صغير عشرة قناطير من الفضة لغابيلوس في راجيس مدينة الماديين
ومعي بها صك. 22 وحيث ذلك فانظر كيف
تتوصل إليه فتقبض منه الزنة المذكورة من الفضة وترد عليه صكه. 23
ولا تخف يا ولدي فأنا نعيش عيشة الفقراء ولكن سيكون لنا خير كثير إذا اتقينا الله
وابتعدنا عن كل خطيئة وفعلنا خيراً."
الآيات
(1-2): طوبيا يظن أن الله سيحل مشكلته بأن يموت، لكن الله كان يعد لنهاية
أروع. فالله يعطينا "أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر" (أف20:3).
الآيات
(3-5): إذ قبض الله نفسي= حقاً كان
الشيطان هو الذي يقبض على الأرواح ليلقيها في الجحيم، لكن أولاد الله يشعرون حتى
في العهد القديم أنهم في يد الله، وأما موضوع الجحيم هذا فوضع مؤقت. الذي يحب الله
لا يتصور أن الله سيتخلى عنه وإن حدث فلوقت مؤقت فقط.
الآيات
(7-12): طوبيا يهتم بأن يوصي إبنه بالصدقة. لقد كان لطوبيا الأب خبرة قالها
السيد المسيح "لأني جعت فأطعمتموني.. بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي الأصاغر
فبي فعلتم" (مت35:25-40) فهو شعر في صدقاته أنه يقابل الله شخصياً فأراد أن
لا يحرم إبنه من هذه البركة. ويقول طوبيا أن الصدقة
تنجي من كل خطيئة ومن الموت= فيحفظه الله حتى لا يسقط وإن سقط يسامحه
بأن يوجه قلبه للتوبة.
آية
(14): هي نفس ما قاله بولس الرسول "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا
يسقط" (1كو12:10). وبنفس الفكر قال الحكيم "قبل الكسر الكبرياء وقبل
السقوط تشامخ الروح" (أم18:16).
الآيات
(15-20): ضع خبزك
وخمرك على مدفن البار ولا تشرب منهما مع الخطاة= يبدو أن هذه
العادة تشير لتقديم صدقات عن أرواح المنتقلين تعطي للفقراء والمحتاجين على أن لا
يأكل مع الأشرار، ولا يقدم صدقات إلاّ على الأبرار.