الآيات
(1-28):- "1 فأجاب طوبيا أباه وقال يا أبت كل ما أمرتني به افعله. 2
وأما هذا المال فما ادري كيف أحصله فان الرجل لا يعرفني وأنا لا اعرفه فما العلامة
التي أعطيها له بل الطريق التي تؤدي إلى هناك لا اعرفها أيضاً. 3
فأجابه أبوه وقال أن عندي صكه فإذا عرضته عليه فانه يؤدي عاجلا. 4
والآن هلم فالتمس لك رجلاً ثقة يصحبك بأجرته حتى تستوفي المال وأنا حي. 5
فبينما خرج طوبيا إذا بفتى بهي قد وقف
مشمرا كأنه متأهب للمسير. 6 فسلم عليه وهو يجهل انه ملاك الله
وقال من أين أقبلت يا فتى الخير. 7 قال أنا من بني إسرائيل فقال له
طوبيا هل تعرف الطريق الأخذة إلى بلاد الماديين. 8 قال اعرفها وقد سلكت
جميع طرقها مراراً كثيرة وكنت نازلاً بأخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة الماديين
التي في جبل أحمتا. 9 فقال
له طوبيا انتظرني حتى اخبر أبي بهذا. 10 ودخل طوبيا واخبر أباه بجميع
ذلك فتعجب أبوه وطلب أن يدخل عليه. 11 فدخل وسلم عليه وقال ليكن لك فرح
دائم. 12 فأجاب طوبيا وأي فرح يكون لي أنا المقيم في الظلام لا ابصر
ضوء السماء. 13 فقال له الفتى كن طيب القلب فانك عن قليل تنال البرء من لدن الله. 14 فقال له
طوبيا هل لك أن تبلغ ابني إلى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وأنا أوفيك أجرتك
متى رجعت. 15 فقال له الملاك أخذه وأعود به إليك. 16 فقال
له طوبيا اخبرني من أي عشيرة ومن أي سبط
أنت. 17 فقال له رافائيل الملاك أفي نسب الأجير حاجتك أم في الأجير
الذي يذهب مع ابنك. 18ولكن لكي
لا اقلق بالك أنا عزريا بن حننيا العظيم. 19 فقال له طوبيا انك من نسب
كريم غير أني أرجو أن لا يسوءك كوني
طلبت معرفة نسبك.
20 فقال له الملاك هاءنذا
اخذ ابنك سالما وسأعود به إليك سالما. 21
قال طوبيا انطلقا بسلام وليكن الله في طريقكما وملاكه يرافقكما. 22
حينئذ أخذا كل ما أرادا أخذه من أهبة
الطريق وودع طوبيا أباه وأمه وسارا كلاهما معا. 23 فلما فصلا جعلت أمه تبكي
وتقول قد أخذت عكازة شيخوختنا وأبعدتها عنا. 24 لا كان هذا
المال الذي أرسلته لأجله. 25 لقد كان في رزقنا القليل ما يكفي لان
نَعُد النظر إلى ولدنا غنى عظيما. 26 فقال لها طوبيا لا تبكي أن ولدنا
سيصل سالماً ويعود إلينا سالماً وعيناك تبصرانه. 27 فإني واثق بان ملاك
الله الصالح يصحبه ويدبره في جميع أحواله
حتى يرجع إلينا بفرح. 28 فكفت أمه عن البكاء عند هذا الكلام وسكتت."
الآيات
(1-4): يبدو عدم خبرة طوبيا الإبن بمعنى الصك فشرح له ما هو الصك. وكان في
ذلك الزمان حينما كان يسافر إنسان في طريق لا يعرفه يأخذ معه مرشداً بالأجر، فلم
يكن هناك علامات في الطرق.
الآيات
(5-9): أنا من بني إسرائيل= هذا يعني
أنا موجود وسط بني إسرائيل، فأنا مكلف بحمايتهم، أنا من عند بني إسرائيل مقيماً في
وسطهم، ولا تعني أنا من مواليد إسرائيل. والملاك إستخدم هذه الصيغة ليعطي
إطمئناناً لطوبيا الشاب الخائف من السفر. وليزيده إطمئناناً قال كنت نازلاً بأخينا غابيلوس= وليس صعباً أن يكون
الملاك قد زار بيته. ولكن هو يطمئن الشاب الخائف أنه يعرف غابيلوس الذي يقصد أن
يذهب إليه. هذه إستجابة سريعة من الله لصلاة طوبيا الأب.
آية
(13): الملاك يعطي فرح لطوبيا أن الله إستجاب له وسيفتح عينيه ولن يأخذه.
الحل الإلهي دائماً أروع مما نفكر فيه وقد يكون بعيداً جداً عن أذهاننا.
آية
(17): أفي نسب الأجير حاجتك= الملاك لا
يريد إعلان شخصه، ولكنه أعلن عن رسالته (المقدمة).
آيات
(23-28): فلما فصلا= أي إنفصلا أو غابا
عن الأنظار. لأن نعد النظر إلى ولدنا غني عظيماً=
رؤية الولد عند الأم أهم من الغني المادي.