الآيات (1-21):-
" 1
وفيما هم راجعون وقد بلغوا إلى حاران التي في وسط الطريق جهة نينوى في اليوم
الحادي عشر. 2 قال الملاك يا أخي طوبيا انك تعلم كيف فارقت أباك. 3
فلنتقدم نحن أن أحببت والعيال وزوجتك يلحقوننا على مهل مع المواشي. 4
وإذ توافقا على المضي قال رافائيل لطوبيا خذ معك من مرارة الحوت فان لنا بها حاجة
فاخذ طوبيا من المرارة وانطلقا. 5 وأما حنة فكانت كل يوم تجلس عند
الطريق على رأس الجبل حيث كانت تستطيع أن تنظر على بعد. 6 فلما كانت
تتشوف ذات يوم من ذلك الموضع نظرت على بعد وللوقت عرفت انه ابنها قادما فبادرت
وأخبرت بعلها قائلة هوذا ابنك آت. 7 وقال رافائيل لطوبيا إذا دخلت بيتك
فاسجد في الحال للرب إلهك واشكر له ثم ادن من أبيك وقبله. 8 واطل
لساعتك عينيه بمرارة الحوت هذه التي معك واعلم انه للحين تنفتح عيناه ويرى أبوك
ضوء السماء ويفرح برؤيتك. 9 حينئذ سبق الكلب الذي كان معه في الطريق
وكان كأنه بشير يبدي مسرته ببصبصة ذنبه. 10 فقام أبوه وهو أعمى وجعل
يجري وهو يتعثر برجليه فناول يده لغلام وخرج لملاقاة ابنه. 11 واستقبله
وقبله هو وامرأته وطفق كلاهما يبكيان من الفرح. 12 ثم سجدوا لله وشكروا
له وجلسوا. 13 فاخذ طوبيا من مرارة الحوت وطلى عيني أبيه. 14
ومكث مقدار نصف ساعة فبدأ يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض. 15 فامسكها
طوبيا وسحبها من عينيه وللوقت عاد إلى طوبيا بصره. 16 فمجد الله هو
وامرأته وكل من كان يعرفه. 17 وقال طوبيا أباركك أيها الرب اله إسرائيل
لأنك أدبتني وشفيتني وهاءنذا أرى طوبيا ولدي.
18 وأما سارة كنته فوصلت بعد سبعة
أيام هي وجميع العيال بسلام والغنم والإبل ومال كثير مما للمرأة مع المال الذي
استوفاه من غابيلوس. 19 واخبر أبويه بجميع إحسانات الله التي انعم بها
عليه على يد ذلك الرجل الذي ذهب معه. 20 ووفد على طوبيا أحيور ونباط
وهما ذوا قرابة له فرحين وهناه بجميع ما من الله به عليه من الخير.
21 وعملوا وليمة سبعة أيام وفرحوا
كلهم فرحاً عظيماً."
الآيات (1-4):
طوبيا والملاك شابين قادران على الإسراع في الطريق ربما على جياد. العيال= العبيد والجواري.
الآيات (7-9):
إذا دخلت بيتك فإسجد في الحال= شكر الله
أولاً. ثم السلام على والديك. وعند دخولنا للكنيسة هكذا نفعل. نسجد لله أمام
المذبح ونصلي قبل أن نكلم إنسان.
الآيات (13-15):
غرقئ البيض= الغشاء الرقيق الذي يحيط
ببياض البيضة. أما المرارة بطعمها المر فتشير للصليب الذى حمله طوبيا فى مرضه
وبرائحة المر الجميلة إشارة لإحتمال طوبيا بشكر. والله يسمح بالصليب لتنقيتنا.
وهذا ما حدث لطوبيا. وفهم أن الآلام كانت لتأديبه.
الآيات
(16،17): لأنك أدبتني= هذا يدل على
منتهى الوعي الروحي فالله يسمح بالتجربة ليؤدب الإنسان فيكمل.
الآيات (18-21):
هناك رموز لطيفة في قصة طوبيا. فطوبيا يرمز للمسيح في:
1.
دخول طوبيا
وعروسه لمخدعهما وهو مخدع الموت الذي مات فيه 7من قبل إشارة لقبول المسيح الموت عن
عروسه.
2.
الصلاة، صلاة
سارة إشارة لإتحادها الروحي بعريسها وهذا سر حياتها والبركات التي صارت لها.
3.
هلاك السمكة
رمز لهلاك إبليس.
4.
طوبيا يصل
للبيت قبل عروسه بأسبوع رمز للمسيح الذي دخل السماء أولاً بيت أبيه ليعد لعروسه
مكاناً.
5.
وصول العروس
بعد سبعة أيام مع جواريها إشارة لوصول الكنيسة للسماء بعد إنقضاء سبعة أيام
الخليقة لتبدأ حياتها في السماء في اليوم الثامن.
عملوا وليمة سبعة أيام= 7رقم
كامل، فهي وليمة أبدية، أسماها سفر الرؤيا عشاء عرس الخروف (رؤ9:19). وغير المستحق
لن يذوق هذا العشاء (لو24:14) وفي هذا العشاء فرحوا
فرحاً عظيماً= فهذه هي سمة السماء.