الآيات (2-4):-
" 1 حينئذ أمرهم أن يدخلوها موضع خزائنه وأمر أن تمكث هناك وأوصي بما
يعطى لها من مائدته. 2 فأجابته يهوديت وقالت أني لا أستطيع أن أكل مما
أمرت أن يعطى لي لئلا تكون علي خطيئة ولكني أكل مما أتيت به. 3 فقال
لها أليفانا إذا فرغ هذا الذي أتيت به فما نصنع بك. 4 فقالت يهوديت
تحيا نفسك يا سيدي أن أمتك لا تنفق هذه جميعها حتى يصنع الله بيدي ما في خاطري
فادخلها عبيده الخيمة التي أمر بها. 5 فلما صارت في داخلها سالت أن
يرخص لها أن تخرج في الليل قبل الصباح لتصلي وتتضرع إلى الرب. 6 فأوصى
أصحاب مخدعه أن يأذنوا لها كما تحب في أن تخرج وتدخل لتعبد إلهها ثلاثة أيام. 7
فكانت تخرج ليلاً إلى وادي بيت فلوى وتغتسل في عين الماء. 8 وبعد
صعودها كانت تتضرع إلى اله إسرائيل أن يرشد طريقها لتخلص شعبها. 9 ثم
تدخل وتقيم في خيمتها طاهرة إلى أن تأخذ طعامها في المساء. 10 وكان في
اليوم الرابع أن أليفانا صنع عشاء لعبيده وقال لبوغا خصيه انطلق الآن واقنع تلك
العبرانية أن ترضى بالإقامة معي طوعا. 11 فانه عار عند الآشوريين أن
تسخر المرأة من الرجل وتمضي عنه نقية. 12 فدخل حينئذ بوغا على يهوديت
وقال لا تحتشمي أيتها الفتاة الصالحة أن تدخلي على سيدي وتكرمي أمام وجهه وتأكلي
معه وتشربي خمرا بفرح. 13 فأجابته يهوديت من أنا حتى أخالف سيدي. 14
كل ما حسن وجاد في عينيه فأنا اصنعه وكل ما يرضى به فهو عندي حسن جدا كل أيام
حياتي. 15 ثم قامت وتزينت بملابسها ودخلت فوقفت أمامه. 16
فاضطرب قلب أليفانا لأنه كان قد اشتدت شهوته. 17 وقال لها أليفانا
اشربي الآن واتكئي بفرح فانك قد ظفرت أمامي بحظوة. 18 فقالت يهوديت
اشرب يا سيدي من اجل أنها قد عظمت نفسي اليوم اكثر من جميع أيام حياتي. 19
ثم أخذت وأكلت وشربت بحضرته مما كانت قد هيأته لها جاريتها. 20 ففرح
أليفانا بازائها وشرب من الخمر شيئا كثيرا جدا اكثر مما شرب في جميع حياته."
الآيات (1-4):
نرى تمسك يهوديت بشريعة إلهها حتى أمام هذا القائد الوثني. حتى يصنع الله بيدي ما في خاطري= هذه فهمها
أليفانا أنها تعني دخوله بيت فلوي وبالتالي لأورشليم، اما قصدها الحقيقي ميعاد
قتله، أي حينما يخلص الله شعبها منه.
الآيات (5-9):
ثلاثة أيام= هي طلبت النزول إلى الوادي
لتغتسل فتصلي طاهرة حسب عادة اليهود. وطلبها ثلاثة أيام لأنها واثقة أن الله
سيتدخل قبل الخمسة أيام التي حددوها. ونزولها للوادي يومياً كان يقربها من مدينة
بيت فلوي، ولذلك فهي حين قتلت أليفانا وذهبت برأسه إلى بيت فلوي ظنها الحراس ذاهبة
لتغتسل وتصلي كعادتها.
الآيات
(10-14): عبيده= ضباطه الكبار. وكانت
الوليمة فرحاً لإنتصاره القريب وفرحه بيهوديت الذي مال قلبه إليها. ولاحظ أن
الخطايا يقال عنها شئ عادي بل إنه عار أن لا تمارس الخطية وتخرج فتاة من عند رجل
دون أن يعاشرها!! هذا هو منطق الشيطان. والذي أنقذ يهوديت من هذا الموقف الحرج هو
صلواتها.
الآيات
(17-20): قد عظمت نفسي اليوم= أليفانا
فهمها عن نفسه، أنها سعيدة معه، وهي تقصد أنها رأت خلاص الله لشعبها في تلك
الليلة. وشربت= نوع من العصير ولا
يسكر. وأليفانا من فرط شهوته شرب دون وعي وأكثر مما كان يشرب في كل ليلة فسكر وفقد
إتزانه.