الأيات (1-2):-" 1فِي ذلِكَ
الْيَوْمِ أَعْطَى الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ بَيْتَ
هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ. وَأَتَى مُرْدَخَايُ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ لأَنَّ
أَسْتِيرَ أَخْبَرَتْهُ بِمَا هُوَ لَهَا. 2وَنَزَعَ الْمَلِكُ
خَاتَمَهُ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. وَأَقَامَتْ
أَسْتِيرُ مُرْدَخَايَ عَلَى بَيْتِ هَامَانَ. "
هامان
ثبت أنه يخطط ضد سلام المملكة. ومردخاى ثبت أنه أنقذ حياة الملك ورمزياً :- إن كان
إبليس هامان الحقيقى، قد وضع فى قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه
ويهلكه، فخلال وليمة الصليب إستولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط وصار كمن
قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ولقد سقط العدو إلى الهاوية ليقوم
الإنسان ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط. إن كان الشيطان قد أقام نفسه
رئيساً لهذا العالم بإغراءات الخطية (يو 31:12) مغتصباً بيت الإنسان الذى وهبه لنا
الله لنسكن فيه بسلطان، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما إرتفع
إلى السماء.
الأيات (3-8):-" 3ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ
وَتَكَلَّمَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَكَتْ
وَتَضَرَّعَتْ إِلَيْهِ أَنْ يُزِيلَ شَرَّ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَهُ
الَّذِي دَبَّرَهُ عَلَى الْيَهُودِ. 4فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ
قَضِيبَ الذَّهَبِ، فَقَامَتْ أَسْتِيرُ وَوَقَفَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ 5وَقَالَتْ:
«إِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً أَمَامَهُ
وَاسْتَقَامَ الأَمْرُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَحَسُنْتُ أَنَا لَدَيْهِ، فَلْيُكْتَبْ
لِكَيْ تُرَدَّ كِتَابَاتُ تَدْبِيرِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ
الَّتِي كَتَبَهَا لإِبَادَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ. 6لأَنَّنِي
كَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ شَعْبِي؟ وَكَيْفَ
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى هَلاَكَ جِنْسِي؟».7فَقَالَ الْمَلِكُ
أَحَشْوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ وَمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ: «هُوَذَا
قَدْ أَعْطَيْتُ بَيْتَ هَامَانَ لأَسْتِيرَ، أَمَّا هُوَ فَقَدْ صَلَبُوهُ عَلَى
الْخَشَبَةِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْيَهُودِ. 8فَاكْتُبَا
أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمَا بِاسْمِ الْمَلِكِ،
وَاخْتُمَاهُ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، لأَنَّ الْكِتَابَةَ الَّتِي تُكْتَبُ بِاسْمِ
الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتِمِهِ لاَ تُرَدُّ». "
لقد مات هامان
ولكن المشكلة باقية فالقرار الذى وقعه الملك بإبادة اليهود مازال سارى المفعول لأن الكتابة التى تكتب بإسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد. لذلك
جاءت إستير للملك باكية لينقذ شعبها وبحكمتها لم تثير الملك قائلة " إنقذ
شعبى من قرارك الظالم. بل أن يزيل شر هامان
وتدبيره، فهى نسبت الشر لهامان وليس للملك وهنا هى ترجو الملك أن يجد
طريقة يرفع بها الشر عن اليهود وكان رد الملك عليها " هوذا قد أعطيت بيت هامان لإستير... ليثبت حسن نيته ومحبته لكن
واضح أن الملك لم يكن يعلم كيف يحل هذه المشكلة التى وضع نفسه فيها. فهو وقع قرار
بإبادة اليهود والآن هو لا يريد إبادتهم وإلا قتل زوجته المحبوبة ضمناً وقرارات
الملوك لا ترد. ولقد وجد الملك أسهل حل أن يترك حل المشكلة لمردخاى وأستير = فأكتبا أنتما إلى اليهود ما يحسن فى أعينكما.
الأيات (9-14):-" 9فَدُعِيَ
كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ، أَيْ شَهْرِ
سِيوَانَ، فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ
بِهِ مُرْدَخَايُ إِلَى الْيَهُودِ وَإِلَى الْمَرَازِبَةِ وَالْوُلاَةِ
وَرُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ الَّتِي مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشَ، مِئَةٍ وَسَبْعٍ
وَعِشْرِينَ كُورَةً، إِلَى كُلِّ كُورَةٍ بِكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ
بِلِسَانِهِ، وَإِلَى الْيَهُودِ بِكِتَابَتِهِمْ وَلِسَانِهِمْ. 10فَكَتَبَ
بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخَتَمَ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ
رَسَائِلَ بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي
الرَّمَكِ، 11الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ
فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ، وَيُهْلِكُوا
وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى
الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ، وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ، 12فِي
يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ
مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ. 13صُورَةُ
الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، أُشْهِرَتْ عَلَى
جَمِيعِ الشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهذَا الْيَوْمِ
لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ
الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ،
وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ."
كان الحل أن
يصدر الملك مرسوماً جديداً يعطى لليهود الحق أن يحاربوا أعدائهم لذلك قامت حرب بين
اليهود وأعدائهم بسبب أن هناك أمرين متعارضين وما حدث ما هو إلا بربرية ووحشية
ولكن هذه هى عادات العصور القديمة وإن أثبتت شىء ستثبت فساد القوانين التى كانت
تحكم هذه البلاد. فما معنى أنه لا تغيير لقانون أصدره الملك، فهذا القانون ضد
المنطق الإنسانى فمن هو الإنسان الذى لا يخطىء؟ وهنا ثبت أن الملك كان قراره خاطىء
وندم هو نفسه على قراره. وكان نتيجة القراران المتعارضان حرب أهلية بأمر الملك
ولقد إستعد الطرفان جيداً لهذه المعركة. فكان متبقياً على ميعاد المعركة أكثر من
ثمانية أشهر فالقرار الثانى صدر بعد الأول بحوالى شهرين ونصف الشهر. حقاً ما حدث
هو وحشية وبربرية أثبتت كبرياء الإنسان الفارغ الذى به تصور ملوك فارس أنهم لا
يخطئون ولكن ما حدث هو صورة رائعة يكمل بها الرمز فى قصة إستير. فمعركة الصليب
هُزم فيها الشيطان وقُيد بسلاسل رؤ 2، 1:20 لكن كان لابد وأن تجاهد الكنيسة وتحارب
ضد هذا العدو المهزوم اليائس حروباً روحية أف 10:6-18. وليكمل الرمز أكثر راجع
الآية 3:9 وكل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة
وعمال الملك ساعدوا اليهود = هذه ترمز لأننا فى معركتنا مع
إبليس يساندنا الملائكة والقديسين وكل جنود الملك السماوى" وهذا ما قصده بولس
الرسول بقوله " لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا
لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع امامنا
عب 1:12.
وفى آية 10:- الرمك = جمع رمكة أى الفرس التى تتخذ للنسل وفى
آية (11) حتى الأطفال والنساء وأن يسلبوا غنيمتهم
= القرار صدر بنفس كلمات قرار هامان الأول ليكون للقرار قوة معادلة للقرار
الأول (راجع 13:3) ويكون فى يد اليهود قرار بنفس القوة التى للقرار الذى فى يد
أعدائهم. ولكن اليهود لم يفعلوا هذا بأعدائهم (16، 15، 10:9).
الأيات (15-17):-" 15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ
مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ،
وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحُلَّةٌ مِنْ بَزّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ
مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً. 16وَكَانَ لِلْيَهُودِ
نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ
وَمَدِينَةٍ، كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، كَانَ
فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ
مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ."
فرحت
شوشن بمردخاى بدلاً من هامان فغالباً إشتهر هامان بشره وجشعه والشعب فرح بخلاصه من
هذا الشرير الذى كان قد إستولى على عقل الملك. ورمزياً :-
لم
يكن ممكناً لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح
ما لم يتمجد مردخاى أولاً أمام الملك ويرتدى اللباس الملوكى والتاج الذهبى والحلة
التى من البز والأرجوان. وهكذا ما كان للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوى والفرح
الروحى ما لم يتمجد عريسها المسيح يسوع ويرتفع لأبيه، فهو كما انه من أجلنا أخلى
ذاته فمن أجلنا أيضاً تمجد لكى يمجدنا معهُ. الإسمانجونى
= لون سماوى إشارة للمسيح الذى نزل من السماء وصعد إلى السماء. والأبيض = رمز البر والقداسة والبز والأرجوان = لباس الملوك والمسيح أعطى هذه
الصفات لكنيسته فبه نصير ملوكاً (رؤ 6:1) ونلبس طبيعة سماوية نقية.
كثيرون تهودوا = إذ رأى الأمم ما صنعه الرب مع اليهود
آمنوا به. وهكذا إذ تمجد المسيح وصارت للكنيسة الطبيعة السماوية إجتذبت لها الأمم
وآمن العالم كله بالمسيح.