المزمور السابع والستون

 

قال بعض المفسرين أن هذا المزمور كانوا يستخدمونه في وقت الحصاد بسبب آية (6) "الأرض أعطت غلتها" وكأنهم يرتلون هذا المزمور ليسبحوا الله الذي أعطاهم هذا الحصاد. ولكننا نرى أن المزمور يستخدم كلمات البركة التي أمر الله هارون وبنيه أن يستخدموها في بركتهم للشعب (عد24:6،25). نجد الكاهن القبطي يستخدم نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكل قداس وكل عشية. لذلك ننظر للمزمور نظرة عامة فالله هو سبب ومعطي كل بركة لكنيسته في العهد القديم والعهد الجديد ( بركات مادية وبركات روحية ) ولذلك تسبحه الكنيسة دائماً على كل عطاياه. ونرى أن الأرض أعطت غلتها أنها نبوة عن دخول الأمم للإيمان (يو24:12+ يو35:4). وهذه الآية الأخيرة قالها السيد في أعقاب إيمان أهل السامرة.

 

آية (1):- "1لِيَتَحَنَّنِ اللهُ عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا. لِيُنِرْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا. سِلاَهْ."

لْيُبَارِكْنَا= تتكرر الكلمة ثلاث مرات في المزمور. وقد يشير هذا لبركة الإله المثلث الأقانيم لشعبه، كما يصرف الكاهن القبطي الشعب بكلمات بركة مأخوذة من (2كو14:13) محبة الله الآب. نعمة الابن الوحيد.. شركة وموهبة وعطية الروح.. تكون معكم. لِيُنِرْ بِوَجْهِهِ = وجه الله هو ابنه الوحيد فهو صورته ورسم جوهره (عب3:1) والسيد المسيح قال لفيلبس من رآني فقد رأى الآب (يو9:14،10). وقد ظهر لنا الابن كنور للعالم. ونصلي هذا المزمور في باكر ليباركنا الله ويشرق بنوره علينا كل اليوم. ولقد نطق داود بهذه الكلمات بروح النبوة يشتهي ميعاد مجيء المسيح نور العالم ليؤمن العالم كله. إذاً الآية تعني إشتياق المرنم لتجسد المسيح الذي هو نور وجه الآب، ويشتهي أن سلام الله يملأه فينير وجهه أمام الناس. والبساطة تجعل الجسد كله نيراً (مت22:6) والبساطة هي إتجاه القلب بالكامل إلى الله، بقلب غير منقسم بين الله والعالم. وتعني الان اشتياقنا لمجئ المسيح الثاني " آمين تعال ايها الرب يسوع "

 

آية (2):- "2لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَفِي كُلِّ الأُمَمِ خَلاَصُكَ."

حين يظهر المسيح تؤمن به الأمم كلها، ويعرفوه هو الطريق ويعرفوا وصاياه. والمسيحيون الذين هم نور العالم حين يرى الناس النور في وجوههم يؤمنون بالمسيح.

 

آية (3):- "3يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ."

يكرر المرتل كلمة يَحْمَدُكَ ليذكرنا بأن نشكر الله على إحساناته دائماً (صلاة الشكر) وقوله الشُّعُوبُ هو نبوة بإيمان كل الأمم وايضا اليهود .

 

آية (4):- "4تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ، وَأُمَمَ الأَرْضِ تَهْدِيهِمْ. سِلاَهْ."

هنا نرى عدة صور للمسيح الآتي فهو سيأتي في المجيء الأول ليهدي الأمم فيفرحوا ويبتهجوا بخلاصه ويأتي في مجيئه الثاني ليدين غير المؤمنين الأشرار= الشُّعُوبَ. وسر الابتهاج هو ان الكنيسة ستبدأ طريق الفرح الدائم والمجد الابدي في اورشليم السماوية. وعدله في دينونة ابليس وتابعيه، ورحمته مع كنيسته سيكونان أيضاً سبب فرح وابتهاج للمؤمنين.

 

آية (5):- "5يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ."

هي تكرار لآية (3). وربما تكون آية(3) تشير لتهليل الأمم بعد المجيء الأول. وهذه الآية هي عن التسبيح الأبدي بعد المجيء الثاني في الأرض الجديدة والسماء الجديدة.

 

آية (6):- "6الأَرْضُ أَعْطَتْ غَلَّتَهَا. يُبَارِكُنَا اللهُ إِلهُنَا."

الأَرْضُ أَعْطَتْ غَلَّتَهَا = إيمان الشعوب. والأرض تشير للإنسان فهو مأخوذ من الأرض وحينما يحل الروح القدس عليه (ماء) يعطى ثماراً نتيجة لإيمانه الحي العامل بالمحبة. وحين رأى المرتل إيمان الأمم، غار على شعب إسرائيل وطلب لهم الإيمان فقال يباركنا الله إلهنا وهذه نبوة عن إيمان إسرائيل في نهاية الأيام.

 

آية (7):- "7يُبَارِكُنَا اللهُ، وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ."

يُبَارِكُنَا اللهُ = حين يبارك الرب شعب إسرائيل بسبب إيمانهم في نهاية الأيام. تَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ =حين يأتي للدينونة.