المزمور الحادي والثمانون

 

كتب هذا المزمور ليس بمناسبة انتصار على عدو ما بل بمناسبة عيد، ليرتلوا به في الهيكل. إما لعيد ظهور القمر أي في بدء الشهر أو عيد الأبواق في الشهر السابع (لا24:23 + عد1:29). أو لعيد الفصح = الهلال (أية3).

 

الآيات (1-4):- "1رَنِّمُوا ِللهِ قُوَّتِنَا. اهْتِفُوا لإِلهِ يَعْقُوبَ. 2ارْفَعُوا نَغْمَةً وَهَاتُوا دُفًّا، عُودًا حُلْوًا مَعَ رَبَابٍ. 3انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ، عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا. 4لأَنَّ هذَا فَرِيضَةٌ لإِسْرَائِيلَ، حُكْمٌ لإِلهِ يَعْقُوبَ."

المرنم يدعو الشعب ليسبحوا ويهتفوا (يزعقوا) لله سرقوتهم. ويستخدموا كل الآلات الموسيقية رمزاً لاستخدام كل طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقلوبنا في تسبيح الرب. والله طلب منهم النفخ بالأبواق في رأس الشهر إشارة لبوق الكرازة في بداية المسيحية وإشارة لكلمة الله التي تبعث في الإنسان اليقظة والرهبة ليبدأ بداية جديدة بالتوبة لسنة مقبولة. والله هو الذي أمرهم بهذا ليتذكروا إحساناته لهم.

 

آية (5):- "5جَعَلَهُ شَهَادَةً فِي يُوسُفَ عِنْدَ خُرُوجِهِ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. سَمِعْتُ لِسَانًا لَمْ أَعْرِفْهُ:"

الله يريد أن يذكروا إحساناته ويكون هذا الاحتقال شهادة في وسطهم حتى لا ينسوا محبته وأبوته التي أخرجتهم من نير العبودية في مصر (ونحن علينا أن نذكر له فدائه لنا دائماً). وهو شبه العبودية هنا بأنهم سَمِعْوا لِسَانًا لا يعْرِفْوهُ أي لغة مصر. وفي خروجهم أيضاً سمعوا لساناً لا يعرفوه وهو صوت الرب. ولماذا أشار إلى يوسف بالذات، لأن بسبب يوسف نزلوا جميعهم إلى مصر. ويوسف أيضاً صار رمزاً للمسيح.

 

آية (6):- "6«أَبْعَدْتُ مِنَ الْحِمْلِ كَتِفَهُ. يَدَاهُ تَحَوَّلَتَا عَنِ السَّلِّ."

الشعب في مصر حملوا سلال الطين على أكتافهم في عبوديتهم. والله رفع عنهم أحمالهم.

 

آية (7):- "7فِي الضِّيقِ دَعَوْتَ فَنَجَّيْتُكَ. اسْتَجَبْتُكَ فِي سِتْرِ الرَّعْدِ. جَرَّبْتُكَ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ. سِلاَهْ."

هنا الله يعاتب شعبه فهو استجاب لهم حينما دعوه. واستجاب لهم في الرياح القوية التي شقت البحر، بل تكلم معهم مستتراً في أصوات الرعد من على جبل سيناء. لقد أظهر لهم قوته مراراً ولكنهم خانوه وشككوا فيه عند مَاءِ مَرِيبَةَ.

 

الآيات (8-9):- "8«اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأُحَذِّرَكَ. يَا إِسْرَائِيلُ، إِنْ سَمِعْتَ لِي! 9لاَ يَكُنْ فِيكَ إِلهٌ غَرِيبٌ، وَلاَ تَسْجُدْ لإِلهٍ أَجْنَبِيٍّ."

هنا الله يقول لهم لا تخونونني كأبائكم. ويعلمهم حتى لا ينحرفوا من ورائه.

 

آية (10):- "10أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ، الَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. أَفْغِرْ فَاكَ فَأَمْلأَهُ."

الرب يعلم الشعب، أنه ليس مثله إلهاً يخلص شعبه، بل يجيبهم في كل ما يطلبونه. أَفْغِرْ فَاكَ فَأَمْلأَهُ = أطلب ما شئت فأعطيك ويمتلئ فاك بالتسبيح والشكر.

 

الآيات (11-12):- "11فَلَمْ يَسْمَعْ شَعْبِي لِصَوْتِي، وَإِسْرَائِيلُ لَمْ يَرْضَ بِي. 12فَسَلَّمْتُهُمْ إِلَى قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ، لِيَسْلُكُوا فِي مُؤَامَرَاتِ أَنْفُسِهِمْ."

هذا قول عام. فالشعب حين لم يسمع صوت الله وتمردوا مات منهم كثيرين بل هلك كل الجيل الذي خرج من مصر. ولما رفضوا المسيح وصلبوه خربت أورشليم وهم تشتتوا. وهكذا كل نفس تتمرد على وصايا الله يسلمها الله لذهن مرفوض (رو28:1) وكل من يتجبر ليدبر مؤامرات يسقط هو في شباك مؤامراته (رو25:1).

 

الآيات (13-14):- "13لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي، وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي، 14سَرِيعًا كُنْتُ أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ، وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي."

هنا عتاب من الله لشعبه المتألم فهم لو سمعوا لوصاياه ما كانوا قد تألموا.

 

آية (15):- "15مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ، وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ."

لقد عاني إسرائيل كثيراً من أعدائه الذين هم مُبْغِضُو الرَّبِّ ومبغضو شعبه ولكن الله قادر أن يذللهم أمامه وأمام شعبه ويظلوا هكذا إلى أن يذهبوا إلى مصيرهم النهائي ولكن الله لم يفعل لأن شعبه لم يسمع لوصيته.

 

آية (16):- "16وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ، وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً»."

لو أطاع الشعب وصايا الله لكان الله قد أشبعهم حنطة وعسلاً. والآن فالله يشبع شعبه من جسده (شحم الحنطة). ومن أقواله الإلهية (عسل) (حز3:3 + مز103:119). وكان المن رمز المسيح طعمه كطعم رقاق بعسل (خر31:16).